تاريخ
الكعبة والحجّ
إنّ معظم ما انتقل إلينا من رواياتٍ متعلّقةٍ بتاريخ تأسيس الكعبة،
إنّما هو من أصلٍ إسلاميٍّ. ينبع في بعض آيات القرآن ويتضخّم مع الأيّام،
بفعل المخيّلة الدّينيّة الشّعبيّة. وتسرد لنا بعض الأحداث التّاريخيّة التي
تعود إلى القرون الأخيرة قبل الإسلام، عن مكانة الكعبة عند العرب،وعن
أهميّتها الدّينيّة كمركزٍ من أحد مراكز الحجّ والتّطواف على الطّريقة
الوثنيّة. ولا يخفى أيضاً، أنّه كان هناك بعض المحاولات اليهوديّة الهادفة
إلى ربط تاريخ الكعبة بالأحداث الدّينيّة، وإرجاع الدّين الجديد إلى أصلٍ
إبراهيميّ يهوديّ.
الحقبة الجاهلية:
إنّ أوّل نواةٍ قرآنيّةٍ تنتظم حولها الدّلالة الإسلاميّة هي الآية
القائلة: "إنّ أوّل بيتٍ وضع للنّاس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين" (سورة
آل عمران، آية 95) فالله قد خلق أرض الكعبة قبل سائر الأرض ومدّ حولها الحرم،
ثمّ مكّة، ثمّ سائر المعمور. فهي أمّ القرى ووسط الدّنيا وسرة الأرض. وأمّا
الّذي وضع أساس الكعبة فهو آدم: ذلك أنّّه بعد أن طُرِدَ من الجنّة، جاء أرض
مكّة فكشف له جبريل فيها، بضربةً من جناحه، عن أساس ناشب في الأرض السابعة.
وما زالت الملائكة تلقي في الفجوة حجارة من جبل لبنان وجبل الزيتون وسيناء
وغيرها، إلى أن بلغ الأساس جلدة الأرض. إذّاك، أنزل الله على آدم قبة من
ياقوت لكي يأوي إليها ويطوف حولها كما يطوف الملائكة حول عرش الله. وكانت هذه
القبة هي الكعبة الأولى. أما الحجر الأسود، فقد كان في البدء حجراً من زمرد
أبيض جلس عليه آدم. وقيل أنّ الله ألقى في جوفه نسخة الميثاق التي سجلت فيها
معاهدة الله مع الأنام وقرار هؤلاء بسيادته المطلقة.
وسوف يكون للحجر لسان في اليوم الأخير، لينطلق بالحكم على الناس ويقضي
على المعاصي التي كانت السبب في استحالة لونه من بياض إلى سواد، وهو من الآن
يرى المخازي ويسمع الفواحش ويضمرها إلى اليوم الأخير. ويتولى بناء الكعبة بعد
موت آدم، أبناؤه ويظل إلى يوم يذهب به الطوفان. أمّا الحجر الأسود، فيخبئه
الملائكة في جبل أبي قبيس. فقيل أنّه يمين الله على الأرض، والمؤمن الذي
يقبّل الحجر إنّما يقبّل يمين الله. ويجعل بينه وبين الله ميثاقاً، بل قيل
أنّه عين الله تنظر إلى الصالحات والسيئات بل هي قوة الله المتجسمة، ولولا
توافر الجاهليين على مسها، لأبرأت الأعمى وطهرت الأبرص.
في القرآن مقطعٌ آخر يتعلّق بابراهيم، إستمدّ منه الخيّال أموراً
تتعلّق بكيفية بناء الكعبة بناءاً نهائياً. والهدف من ذلك إثبات الصّلة بين
إبراهيم والإسلام. ويقول التّقليد الإسلامي، أنّ الله أرسل إلى ابراهيم ريماً
ذات رأسين، ترشده إلى موقع الكعبة، وترسم له بظلّها، حدود الحرم، وتتقدّم
إليه ببنائها. ويتعاون ابراهيم واسماعيل على بناء المسجد إلى أن يبلغ سمكاً
لا يستطيع الخليل أن يواصل معه العمل إلاّ بأن يرتقي على حجر هناك ويكون ذاك
الحجر يحفظ على جلدته آثار القدمين، فيعرف إلى اليوم بمقام ابراهيم. ولا يزال
المسلمون إلى اليوم يحوطون مقام ابراهيم بعناية خاصة ويتبرّكون باسمه
وتقبيله.
هذا ما يستخلص من التقاليد الإسلامية. وأمّا البيّنات التّاريخيّة،
فهي هزيلةٌ ولا يكاد يعتمد عليها فيما يتعلّق بالحقبة الجاهلية. وجلّ ما أدّت
إليه الأبحاث، أنّ الكعبة كانت في بادئ الأمر حجرة مكشوفة، في وسطها شبه بئر
كانت تودع فيها التقادم ويرتفع في أرضها تمثال "هُبَل" كان المؤمنون يغدون
إليه لاستكشاف الغيب بواسطة القداح. وكان إلى جانب هُبَل ألهة أخرى ولاسيّما
اللات والعزى ومناة. ومن المؤكد أنّ الحجر الأسود لم يكن وحده موضوع إكرام
المكيّين، بل كان إلى جانبه ما يقارب 360 صنماً، منها مقام ابراهيم، واساف
ونائلة ومغارة قزح في عرفات. وكانت للكعبة مكانةٌ وامتيازات سائر المعابد
السّاميّة، منها أنّ المعبد يكسب المواقع المطيفة به نوعاً من القداسة
والحرمة: أن تسقط من حدوده كل عداوة، أو تعدٍّ، ويحرم فيه سفك الدماء وملاحقة
المجرمين اللائذين به. ولم تكن الحصانة من امتيازات الناس بل الحيوانات
والنباتات أيضاً. وكان العرب يذبحون الذبائح أمام الكعبة ويرشون تماثيل
الآلهة بدم هذه الذبائح.
هذا ما نعرفه عن الكعبة ممّا يدخل في نطاق التاريخ، وليس من وثائق
ترشد إلى الزمن الذي شيّد فيه المعبد المكي سوى ما سجّله بطُلماوس في الجيل
الثاني بعد المسيح والروايات المتعلقة ببعثة ابرهة الحبشي ضد مكة في الجيل
السادس بعد المسيح والتي تشهد بطريقةٍ غير مباشرةٍ بما كان للكعبة من مكانةٍ
دينيةٍ في ذلك العهد.
الحقبة القرشية:
تفصل هذه الحقبة ما بين الحقبة الجاهلية والحقبة الإسلامية من تاريخ
مكة والكعبة ومن أظهر ممثليها قصيّ بن كلاب الجد الخامس لمحمد. فقد زيَّن
البيت بسقفٍ من ورق النخل وحسّن جدرانه الداخلية وزاد في عدد تماثيله إلى أن
انهار تحت وطأة المطر والسّيول في العهد الّذي كان فيه محمد على أبواب
الرجولة. ولم يجرؤ القرشيون على إعادة البناء، إمّا عن خشية دينية، وإمّا عن
قصور فني وحاجة إلى مواد بنائية. وحدث أن مركباً يونانياً كان عابراً بقرب
الشواطئ العربية، فقذفت به الأمواج إلى مرفأ شعيبة فهبّت إليه قبائل الشاطئ
واستولت على حمولته وألجات ربان السفينة المدعو باخوميس (وكان من اصل قبطي،
وذا عهد بالهندسة) على تعهد البناء، وكانت الكعبة قبل انهيارها الأخير، قليلة
الارتفاع، مكشوفة السقف وبابها على مستوى الحضيض، فرفعت من جديد وضوعف سمكها
ورفع مدخلها عن سطح الأرض تفادياً لأخطار السيول. وقد تقاسمت العشائر القرشية
تكاليف البناء بحيث يرجع لكل فرع منها جدار. فلما حان وقت إثبات الحجر الأسود
قام الخلاف بينهم ولم تجتمع كلمتهم إلاّ بفضل محمد، فجعل الحجر على ثوب وجعل
طرفاً بين كل من أربعة شيوخ القبائل الرئيسية، وذهبوا موكباً إلى موضع الحجر،
وإذا بمحمد يأخذ الحجر بيده ويثبته في محله.
واستكمالاً لتاريخ الكعبة، تتمة الفائدة، نسرد بعض الحوادث التي طرأت عليها
وذلك بعد ظهور الإسلام وعهدته لها.
الحقبة
الإسلامية:
حدث أن حوصر ابن الزبير في مكة مع أنصاره بعد أن نصّب نفسه خليفة في
مكة في مواجهة يزيد (684م.)، وكان على الجيش الأموي الحسين بن نمير، فنصب
المجانيق ورشق الكعبة بوابل من الحجارة، فتداعى جزء منها وسقط الجزء الآخر في
حريق لم يعرف سببه ولا محدثه. وفي أثناء هذا الرشق والحريق، تجزأ الحجر
الأسود إلى ثلاثة أجزاء كما هو اليوم. وفي تلك الغضون، تناهى إلى الجيش
الأموي خبر وفاة يزيد، فانكفأ عن المدينة تاركاً لابن الزبير فرصة لاستعادة
قواه واستحداث بناء البيت الحرام. وصمم على إرجاع هندسته القديمة، وإلغاء ما
أدخلته على التصميم البدائي تغيرات الوليد بين المغيرة، مستنداً في ذلك على
رغبة النبي فأدخل الحجر في صلب البناء وفتح فيه بابين على مستوى الأرض، وأمر
بتقبيل الأركان الأربعة أثناء الطواف...
إلاّ أنّ هذه المستحدثات لم تدم طويلاً، لأنّ الحجاج بن يوسف حاصر مكة
سنة 74ﮬ (693م) واقتحمها، وقتل ابن الزبير، وأعاد بناء الكعبة، بأمر الخليفة
الجديد عبد الملك إلى ما كان عليه، في أيام محمد. وبقيت الكعبة على حالها، لا
يجرؤ المسؤولون على إدخال أي تجديد في هندستها مراعاةً للرأي العام إلاّ عند
اقتضاء الحاجة.
من بعض الأحداث الجسام التي حلّت بمكة، حادثة نهبها سنة 930 وسرقة
الحجر الأسود سنة 952 من قبل شعب الكرمات الإسماعيليين الشيعة في البحرين.
كما أن بعض التعديلات طرأت ابتداءً من سنة 1611، حيث تم تحسين الجدران
بمنطقة نحاسية تلافياً للتداعي أيام الحكم العثماني. ولما لم تسفر هذه
التحسينات عن نتيجة مكفولة، أمر السلطان مراد الرابع سنة 1630، بترميمها قدر
الإمكان مع المحافظة على العناصر البنائية القديمة.
الحقبة الحاضرة:
والكعبة في أيامنا الحاضرة، هي بناء مكعب صغير، على غير تناسق، يبلغ
طول جداريه الشمالي-الشرقي والجنوبي-الغربي 12 متراً. وطول جداريه الآخرين ما
يوازي 10 أمتار. حجارتها من الجبال المجاورة ترتفع على قاعدة من رخام تعلو
إلى 25 سنتم. وتقوم الكعبة على أركان أربعة. يعرف الركن الشمالي بالعراقي
والغربي بالشامي، والجنوبي باليمامي، والشرقي بالأسود، نسبةً إلى الحجر
الأسود الناشب فيه على علو متر ونصف عن سطح الأرض.
وتغشى جدران الكعبة من الخارج بنسيج أسود (الكسوة) يهبط من أعلى إلى
أسفل. تنسج الكسوة كل سنةٍ في البلاد المصرية ويؤتى بها مع الحجيج المصري.
ويخلع النيسج القديم في 25 من ذي القعدة فتلبث الكعبة في غطاء أبيض ينحدر إلى
قرين فوق الأرض إلى أن ينتهي الحج فترتدي إذ ذاك النسيج الجديد. والعادة أن
يقدّ الكسوة بعد الحج كل سنة ويوزع على المؤمنين فيرتزق بيعها حراس الكعبة،
بنو شعيب.
والحجر الأسود هو اليوم مجموع قطع كبيرة ثلاث، وعدة حطامات صغيرة يطبق
بها إطار حجري ويطبق بالإطار حلقة من فضة، وقد كثرت أوصاف الحجر الأسود،
والأغلب أنّه بركاني لم يزل غامض النوع لوفرة ما لحق به من لمس وتقبيل أدّيا
إلى محو غضونه وصقل جلدته. قطره ثلاثون سنتم تقريباً ولونه أسود مشرب بحمرة
تتخلله عروق من أحمر وأصفر. وفي الركن الجنوبي (اليماني) أثبت حجر آخر يعرف
بالأسعد، والمفروض على الحجاج لمسه من غير تقبيل، أثناء التطواف.
الحجّ:
لم تكن الكعبة، في العهد الجاهلي سوى مقصد من مقاصد العرب الدينية،
ويلمح أبيفانيوس إلى وجود كعبة في البراء للإله ذي الثري ويروي البكري أن
قبيلة بكر بن وائل كان لها مركز ديني في سنداد من أعمال الكوفة. وكان فيه
معبد يطلق عليه إسم ذات الكعبات، إلاّ أن الكعبة المكية لم تلبث أن استأثرت
بمركز فريد لوجود الحجر الأسود فيها، ولما قام لقريش من وجاهة ونفوذ تجاري
وأدبي.
ومن أهم مظاهر العبادة المكية خريطة الحج. وإن أول صعوبة يعرض لها
الباحث في معضلة الحج الجاهلي هي ندرة الوثائق التاريخية. ولعل أهم ما دخل في
الإسلام من طقوس وعوائد كانت دارجة في شعائر الدين الجاهلي، ولم يطرأ عليها
مع الإسلام سوى تحويرات طفيفة في ظاهرها، أمّا الاستبداع الجوهري، فقد كان في
استبدال العقيدة الوثنية بعقيدة توحيدية، مرجعها الدين الإبراهيمي الحنيف.
فجعل لكل حركة من حركات الحج ولكل موقع من مواقعه تفاسير توحيدية لم تلبث أن
طغت على التفاسير الوثنية الأصلية، فلم يبقَ منها سوى شعائر خارجية مشتركة
بين الوثنية والإسلام.
وممّا نعهده من الحج الإسلامي أنه ينطوي اليوم على مرحلتين هما:
العمرة والحج. تقوم الأولى من بعد الأحرام بالطواف سبعاً حول الكعبة، وبالسعي
سبعاً بين الصفا والمروة. وأمّا المرحلة الثانية وهي الحج بالذات، فتقوم
بالوقوف في سهل عرفات ثم بالإضافة إلى مزدلفة ثم إلى منى، وأغلب الظن أن
المرحلتين كانتا منفصلتين في الجاهلية، تقام الأولى في الربيع والأخرى في
الخريف. وقوام الحج الوثني الذهاب إلى عرفات والوقوف فيها. وكانت فريضة الحج
تقع في التاسع ذي الحجة، وتشترك فيه القبائل العربية على اختلافها، فكان لا
بد من نشر السلام في البلاد وتأمين الناس على أرواحهم. فقرّت العادة العربية
في الجاهلية على نزع السلاح وإسقاط العداوات والضغائن أثناء الأشهر الثلاثة
المعروفة بالأشهر الحرام (ذو القعدة، ذو الحجة ومحرم).
ولاشك أن بين وقوف العرب في عرفات ووقوف بني إسرائيل في سينا بعض الشبه. وكما
أمر اليهود بتطهير ثيابهم والامتناع عن العلاقات الزوجية، كذلك فرض الأحرام
على العرب ما قبل الإسلام بصفتهم الوثنية وما بعد الإسلام بصفتهم الإسلامية.
وما وقوف العرب في عرفات إلاّ التماساً لمشاهدة الله. ومما يشير إلى وجود
معبد مختص في عرفات قول محمد، في حج الوداع."كل عرفات موقف". وفي ذلك رغبة
واضحة في القضاء على ما كان يقام من شعائر وثنية في موقع معين، ويدوم الوقوف
في عرفات بموجب الفرائض الإسلامية، من بعد الظهر إلى غياب الشمس، ويروى أن
محمداً قد فرض على المسلمين ألاّ يغادروا عرفات إلاّ بعد غياب الشمس وأنّه
حرّم الهرولة إلى مزدلفة. فمن الواضح أن الفريضة الوثنية كانت تقضي بالإضافة
إلى منى قبل الغياب وبالهرولة إلى مزدلفة وذلك تأثراً بعقيدة أسترولوجية من
عبّاد الشمس وبالرغم من رغبة النبي محمد بعدم الهرولة، لم يزل المسلمون إلى
اليوم مقيمين عليها.
وبعد الوقوف في عرفات، تبتدئ المرحلة الثانية من الحج، وهي الهرولة
نحو مزدلفة ونعرف أن إله مزدلفة كان يدعى قزح وهو إله العاصفة والنار (قوس
قزح) وكان له مغارة يعبد فيها. ولعلّ عادة الصخب والضجيج التي لا تزال متبعة
حتى اليوم هي من مخلفات معتقد وثني أسترولوجي وهو أن الجلبة تحدث انفجار
الصواعق والرعود، وبعد قضاء الليل وإشعال النار في مزدلفة وعند شروق الشمس
كان يشرع بالأمناء أي بالإفاضة إلى منى. وقد حاول محمد أن يفرض الأمناء قبل
بزوغ الشمس بغية القضاء على الطقوس الشمسية، وكانت الإفاضة نحو منى تناسب
العاشر من ذي الحجة وهو يوم الأضاحي، وكان العرب يقدمون في منى ضحايا
لآلهتهم، ومما تتميز به هذه المرحلة من الحج الإسلامي فريضة تأمر كل مسلم
برمي الحجارة الثلاث بسبع حجارة كل مرة، ويتوخى من ذلك رجم شيطان الشمس بعد
انقضاء سلطانه، مع انقضاء الصيف وابتداء الخريف حسب تقليد الشعوب السامية.
أمّا عادة التروية الإسلامية، فهي تقوم على سكب ماء من زمزم على الأرض
بهدف استنزال المطر. وهي عادة وثنية كانت متبعة قبل الاسلام. ويبرز بعض
العلماء وجه الشبه بين الفرائض العربية من: رمي الحجار، التروية، وما يتبع
ذلك من مزدلفة ومنى من إضاءة المشاعل واستعمال الغناء والموسيقى.... وفرائض
عيد الحظال عند اليهود من: رجم التيس، سكب مياه سلوام وتزيين الهيكل....
ومهما يكن من أمرٍ، فلا شك في أن فرائض الحج الوثنية كانت وثيقة
الاتصال بما عرفناه عنهم من عبادة أسترولوجية وبما نعرفه عند جميع الشعوب ولا
سيما الشعوب السامية من اتصال دياناتهم بالأوضاع الفلكية والمناخية فالإنسان
القديم كان رهن الطبيعة، وآلهته هي تلك القوى التي لا يستطيع إلاّ أن يتخاذل
أمامها، التماساً لقوت يومه وضماناً لحياته. هكذا كانت عبادة القرشيين يوم
ظهر فيهم محمد الذي لم يألُ جهداً، كلما سمحت له الظروف، في خنق النزعات
الوثنية الكامنة في تلك الشعائر وإحلال الشعور التوحيدي في كل حركة وكل طقس
من حركات وطقوس الوثنية الجاهلية.
الدكتور أندريه كحاله
منشورات هيئة الثقافة السريانية
يتبع
|