عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
   د. أندريه كحّالة

د. أندريه كحّالة

بيروت – لبنان


أرض لبنان تصرخ بالسريانية

      نقلاً عن كتاب د. أنيس فريحة "معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية" حيث يتكلم عن آثار نهر الكلب الذي يحتوى على 19 نقشاً بثمان لغاتٍ وهي: المصري القديم – الأشوري – البابلي – اليوناني – اللاتيني – الفرنسي – الإنكليزي والعربي فيقول:

"على هذا الجسر الدولي، لبنان، مرّ قاهرو العالم القديم وقواده العظماء تغلت فلصر، سرجون الأكادي، سنحاريب، نبوخذ نصر، قمبيز، الإسكندر ذو القرنين، بومباي، أغسطس قيصر، طيطس، عمر بن الخطاب، صلاح الدين الأيوبي، تيمورلنك وسلاطين آل عثمان.

جميع هذه الشعوب بقيت هنا حقباً متفاوتةً. ولكن طابع البلاد من جهة تسمية الأماكن بقي سامياً، وعلى جهة التدقيق آرامياً. يظهر كل هذا بوضوحٍ عند دراسة معاني أسماء المدن والقرى..."

         الأمثلة عديدةٌ ومتشعّبةٌ:

         قد تدّل بعض الأسماء على الوصف الجغرافي مثل العلوّ والإرتفاع من جذر "روَم" مثلاً: "رومين" و"بطرام"

         أو وصف الأرض السهلة من السريانية "بقعوتو"

         كل القرى التي يبدأ اسمها بكلمة "مجدل" وهي كلمة آرامية معناها "البرج" ، كل قرية يبدأ اسمها بكلمة "بيت" ومعناها بالآرامية المحلة أو المقام...أو "بالباء" (وهو تصغير لكلمة "بيت").

         القرى التي يدخل باسمها كلمة "إيل" وهي تسمية دينية: تعنايل، بدنايل، حصرايل،

         كل كلمة تبدأ ب"دير" وهو مقام الرهبان...

         من أسماء الآلهة الآرامية الواردة في القرى اللبنانية:

"تانيت" مثل كفرتانيت – عقتنيت – عيتنيت

"شيما": مثل كفرشيما - "صلم" مثل صاليما وبصاليم - "رمان" مثل برمانا

"أشمون" مثل بشامون وأشمونيت

         كل إسم يبدأ بكلمة "كَفَر" ومعناه القرية والتجمّع بالآرامي.

كما نجد مجموعةً من أسماء القرى ذات اللفظ السرياني الشرقي بفتح الألف في آخر الكلمة: برمانا، راشيا، حاصبيا، بكفيا، فاريا،

         نعود إلى كتاب د. أنيس فريحة:

         "أما الأسماء العربية، فقليلةٌ جداً وذلك لأن العرب لم يدخلوا فراغاً جغرافياً بل قدموا بلاداً آهلةً بالسكان، عامرةً بالمدن والقرى، لكننا لا نعرف أن العرب غيّروا الأسماء القديمة. نعم، أطلقوا أسماء جديدةً على مدنٍ وقرى عمّروها هم، لكن الأسماء السامية القديمة لم تكن غريبةً عندهم فبقيت الأسماء الجغرافية على ما كانت عليه، ولكننا ننتظر أن يكون قد طرأ عليها بعض التغيير والتبديل، وليس هذا بمستغربٍ، لاسيما وأن أهل البلاد نسوا لغتهم الأصلية السريانية وأصبحوا يتكلمون العربية... فكان من الطبيعي أن تبتعد الأسماء عن شكلها الأصلي."

الدكتور أندريه كحاله

منشورات هيئة الثقافة السريانية

يتبع

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها