عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

                

Arameiska

English

نبذة عن حياة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو

 -حاصل على شهادة الدكتوراه في علم اياء الكنيسة من روما سنة 1983

- حاصل على الماجستير في الفقه الاسلامي من روما سنة 1984

- حاصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ العراق القديم من جامعة السوربون سنة 1986

-عضو في الهيئة السريانية في المجمع العلمي العراقي


التسميات؟

090704

كثرت المقالات حول  التسميات، وعموما تفتقر الى الموضوعيّة والدقة  العلميّة. هناك من يقول: الكلدان مذهب، بينما المذاهب المسيحية هي: الكاثوليك والارثوذكس والبرتستانت.. لا يوجد مذهب كلداني ومذهب اشوري .. كما قال البعض ان التسمية الكلدانيّة هي وثنية، من المؤكد  ان الشعوب موجودة قبل الديانات، العرب كانوا وثنيين قبل مجيء الاسلام وكذلك الارمن والاشوريون.. ما العيب في ذلك..

التسميات الكنسية الحالية  حديثة نسبيا: الكنيسة الكلدانية والكنيسة الاشورية.

التسميات التاريخية الموثقة هي: كنيسة المشرق عدةا دمدنخا- The Church of the East "  من دون  اضافة الاشورية او الكلدانية..  لا نجد في القوانين والوثائق تسمية: كنيسة المشرق الاشورية  أو كنيسة المشرق الكلدانية !!! سميت ايضا بكنيسة فارس  نسبة الى الامبراطورية الفارسية الساسانية وكنيسة بين النهرين والكنيسة النسطورية  وقد ربطت خطأً بمجمع أفسس وبإدانة نسطور، في عام 431، ثم منذ القرن الخامس عشر نجد تسمية السريان المشارقة، نسبةً إلى بقعة انتشارها شرقي نهر الفرات،. والسريان المغاربة  نسبة الى بقعة انتشارها غربي نهر الفراتمن المؤكد ان التسميات  الحديثة لم تأت اعتباطا بل ضاربةٌ في عمق تاريخ بلاد الرافدين "Beth-Nahrain" وحضارتِها. كانت اللغة "السريانية"  لغة التجارة والثقافة في بلدان طريق الحرير، ولا يَزال يتكلم بلهجتها العامّية معظمُ مسيحيي العراق وجنوب تركيا من كلدان وأشوريين  وسريان وفي إيران وبلاد المهاجر. لذلك يمكن تسميتهم جميعا سوراي  Sourayé  ولا ضرر من ذلك.. الاتفاق والتوحيد اليوم ضروري للحصول  على شيء وللعب دور ما مؤثراما  التسمية الكلدانيّة  فلقد استُخدمت رسميًا  للدلالة على مجموعة من أبناء كنيسة المشرق الذين انتموا إلى الكنيسة الكاثوليكية. أولاً في قبرص عام 1340، في زمن البابا مبارك الثاني عشر، لكّن هذا الاتحاد لم يدم. ثم في عام 1445 إثر مجمع فلورنسا، في زمن البابا اوجين الرابع. هؤلاء المشارقة القبارصة كانوا من بقايا الأسرى الذين ساقهم ملوك الروم وأسكنوهم في جزيرة قبرص، ومعظمُهم كان من منطقة أرزون.  وعندما قصد يوحنان سولاقا  روما  وأعلن إيمانه الكاثوليكي في عشرين شباط 1553، وحصلت رسامته أسقفا في نيسان من نفس السنة. وانتشر في روما خبر بوفاة البطريرك برماما، وعلى إثره قام الكرسي ألرسولي بتثبيت سولاقا "بطريرك الموصل" في مرسوم مؤرخ في 28 نيسان 1553 "وألبس الدرع المقدسdivina disponente clementia" باسم "شمعون الثامن سولاقا".  وعندما أقام  عام 1553 كرسيّه في دياربكر (أمد – تركيا)، استعمل التسمية هذه إلى جانب تسمية "الكنيسة الكاثوليكية". . ومن الجدير بالذكر ان رئاسة كنيسة المشرق الأشورية الحاليّة تنحدر من  خط سولاقا ولا تزال تتواصل معه، في حين سلسلة الكنيسة الكلدانية تتواصل مع الخط الآخر، الذي كان نسطوريًا، أي خط القوش- الموصل.

وسَرَت تسمية "الكنيسة الكلدانية" رويدًا رويدًا،  وتغلّبت على التسميات الأخرى، وخصوصًا عندما اتحد الكرسيّان الكاثوليكيّان: ديار بكر والموصل في شخص يوحنا هرمز عام 1828. فقام البابا بيوس الثامن بتثبيت يوحنا هرمزد رسميًا" بطريرك بابل على الكلدان "Patriarch of Babylon of the Chaldeans"، وجعل كرسيّه في الموصل. كان ذلك في الخامس من تموز 1830، مع العلم أنه لا توجد علاقة كنسية ببابل وان الكرسي البطريركي كان في المدائن (ساليق وقطيسفون)، أي بغداد، ربما يعود هذا التبني الى كونها عاصمة الكلدانيين. وفي عام 1844 كان نيقولاوس  زيعا أول من نال الفرمان العثماني الذي يعترف به بطريركًا على الكلدان. ومنذئذ ثبتت الكنيسة الكلدانية قانونيًا كمّلة "millet".من المؤكد أن هناك أختام بعض البطاركة "النساطرة" وشواهد قبورهم تحمل  التسمية الكلدانية. واليوم قد استقرت هذه التسمية رسمياً للجانب الكاثوليكي من أبناء كنيسة المشرق. وتاريخيا هذه التسميّة هي من بين أقدم التسميات الحديثة ونعتز بها ككلدان مثلما يعتز الاخرون بتسميتهم من دون انغلاق!

لا أود ان اتدخل في السياسة، لكن على من يود الكتابة ان يعتمد العلم والدقة  واللياقة بعيدا عن التعصب الذي هو شر وبيل  وعن المصالح  في المال والمناصب  التي تقسم ولا توحد ، تبعد ولا تجمع.. كما أدعو الى عدم التجريح والطعن خصوصا بالرموز الدينية واطلاق التهم، من هو أكثر اطلاعا من البطريرك او الاسقف الذي يزوره الكبير والصغير،المسؤول والمفكر واليوم معظم رجال الدين يحملون شهادات عالية، ثم ما علاقة الفاتيكان بالتسميات اليوم ؟ هذا شان داخلي.. هذا الاسلوب  غير اللائق لا يخدم..

لا يزال أمامنا مجال لتوحيد التسمية بعيدا عن كل التاثيرات الخارجيّة. التسمية الحالية غير موفقة البتة، لذلك بالامكان تبني  مثلاً. تسمية موحدة  كالاراميين أو سورايي، أو كلدانيين  أو اشوريين أو السريان. ما نحتاجه هو التوافق وهذا قرار بيدنا.. اتفاق معقول للتسمية وبشكل جماعي و ليس فردي أو فئيوي .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها