لماذا
سمي مار افرم بالسرياني؟
هناك
مئات الكتب والمقالات في مختلف اللغات حول شعر مار أفرام وحول مفهومه
المسيحي حيث لعب دورا كبيرا في هذين المجالين. ومن الطبيعي جدا ان
يهتم علماء السريانيات Syrologists
في هذه المواضيع. ان الدراسات والابحاث العلمية حول مار أفرام الشاعر
ومار أفرام اللاهوتي ستستمر، لكننا لا نعلم إذا تطرق أحد من العلماء
الذين درسوا مار أفرام إلى معرفة لما لقب مار أفرام بالسرياني، وهذا
موضوع في غاية الأهمية سندرسه باختصار في هذا البحث.
ثلاثة أسباب
دفعتني إلى إختيار هذا الموضوع:
1- لا يزال قسم كبير من رجال الدين ومن
المثقفين السريان يؤمن ان التسمية السريانية أطلقت على اجدادنا
الآراميين، لكنها صارت مرادفة لمعنى مسيحي وبالتالي فعندما نقول "مار
أفرام السرياني" فاننا حسب رأيهم نعني "مار أفرام المسيحي".
2- هنالك من يعتقد أن التسمية
السريانية قد أطلقت على الشعوب القديمة التي تكلمت أو استعملت اللغة
الآرامية - السريانية، مثل اليهود و الأرمن و الفرس و العرب، و قد
يعتقدون بان جذور مار أفرام تعود إلى واحد منها.
3- يذهب البعض إلى أن التسمية
السريانية لم تطلق على الشعب الآرامي بل على كل الشعوب التي لعبت
دورا في الشرق من الشعب السومري و الأكادي و الأشوري وغيرها، وهنا من
الصعب جدا معرفة هوية مار أفرام لأنهم يطلقون التسمية السريانية -
بدون براهين علمية - على كل الشعوب التي زالت ولم تعد تذكر في
التاريخ . اليوم نحن هنا في هذا المؤتمر بمناسبة مرور 1700 سنة على
ولادة مار أفرام، وبعد كل هذه القرون العديدة نريد أن نلقي الضوء على
موضوع "لماذا لُقب مار أفرام بالسرياني وما المقصود بالتسمية
السريانية" ؟
- هل ان تعبير
"مار أفرام السرياني" يعني "مار أفرام المسيحي"؟
- هل ان تعبير
"مار أفرام السرياني" يعني أنه ناطق باللغة السريانية؟
- هل ان تعبير
"مار أفرام السرياني" يعني أنه من سوريا الجغرافية؟
- هل ان تعبير
"مار أفرام السرياني" يعني انه "آرامي"؟
- هل نجهل
هوية مار أفرام لأن التسمية السريانية ربما أطلقت على شعوب عديدة؟
أخيرا هل يوجد
نصوص سريانية آرامية تركها مار أفرام تساعدنا لمعرفة ما هو المقصود
بعبارة "مار افرام السرياني"؟ أم علينا القبول بالأفكار الخاطئة
المنتشرة بين السريان؟
أولاً
- الصعوبات
من المؤسف ان
هذه الأفكار لا تزال منتشرة حتى بين كبار رجال الدين السريان من
المشارقة والمغاربة، رغم أنها غير مبرهنة بنصوص تاريخية أو مراجع
موثوقة. هنالك بعض الصعوبات لفهم تاريخ التسمية السريانية وعلاقتها
بالتسمية الآرامية، لكن اذا إعتمد المؤرخ على النصوص السريانية فان
ذلك سيوضح علاقة التسميتين السريانية والآرامية. سنقدم شاهداً من مار
أفرام بالذات لنرى ماذا كان يسمي شعبه. في حديثه عن برديصان كتب مار
أفرام أنه " فيلسوف آرامي".
لقد فسر البعض هذا الكلام أن التسمية الآرامية تعني الوثنية رغم أن
برديصان كان مسيحياً، و البعض الآخر يعتقد أن التسمية الآرامية تشير
هنا إلى اقليم "بيت أرامايه" وهو التسمية الجغراقية التي أطلقت على
جنوب ووسط العراق، ومن المعلوم ان والد ووالدة برديصان قد قدما من
بابل أي من بلاد الآراميين، لذلك يجب أن نميز بين:
A)
”آرام”
Aram
ܐܪܡ
وهي التسمية القديمة لسوريا؛ وردت هذه التسمية في كتابات الملوك
الآشوريين بلغتهم الأكادية، وكذلك في نصوص "سفيرة" باللغة الآرامية
التي تعود إلى أواسط القرن الثامن ق.م. حيث قد جاء فيها تعبير" كل
آرام"
و"آرام العليا و آرام السفلى". كذلك ذكرت التوراة "آرام" وعاصمتها
دمشق. ومن المعلوم أن الترجمة السبعينية للتوراة التي تمت في القرن
الثالث ق.م. من اللغة العبرية إلى اللغة اليونانية قد عمدت إلى ترجمة
التسمية
الآرامية إلى السريانية في اللغة اليونانية، وترجمة عبارة "ملك آرام"
إلى "ملك سوريا" و"اللغة الآرامية" إلى "اللغة السريانية".
B)
"بيت آرامايه"
Beth Aramaye
ܒܝܬ
ܐܪ̈ܡܝܐ،
وهي التسمية الجغرافية التي استعملها
الملوك الآشوريون واطلقوها على اقليم يقع في جنوب العراق. يعتقد
المؤرخ الفرنسي
A. Dupont-Sommer بان
تسمية "بيث آرامايه" حلت محل التسمية القديمة بلاد أكاد منذ القرن
الخامس ق.م.
C)
"بيث نهرين"
Beth Nahrin
ܒܝܬ
ܢܗܪ̈ܝܢ،
هناك فرق كبير بين تسمية "بيت نهرين" التاريخية والجغرافية
السريانية القديمة والصحيحة،
وبين المصطلح الحديث "بلاد ما بين النهرين." أما "بيث نهرين"
السريانية أي مسوبوتامياMesopotamia
فتقع
بين الفرات الأوسط ورافده نهر البليخ وقد توسعت التسمية من اعالي نهر
الفرات ووصلت إلى القسم الاعلى من نهر دجلة. إن "بيت نهرين" في
المصادر الأكادية كانت تدل على منطقة الجزيرة السورية وما حولها
صعودا في الاراضي التركية.
لقد نشرتُ في بحثي عن "بيث نهرين"
عدة نصوص سريانية تثبت أن اقليم "بيث نهرين" هو الجزيرة. أما مصطلح
Mesopotamia
اليوم والذي يقصد
به العراق فهو تسمية خاطئة تاريخياً وجغرافياً.
لقد وجد عقدان
باللغة السريانية بالقرب من نهر الفرات، قام بنشرهما الباحث
Javier
Teixidor
ورد فيها العبارة التالية "الرها المدينة
الكبيرة أم جميع المدن في بيت نهرين"، فهل يحق لنا أن ندعي أن الرها
(أورهاي) هي أم المدن في كل العراق، أم علينا أن نكون أمينين للتسمية
التاريخية لمنطقة "بيث نهرين" الحقيقية؟
عندما شرع
اليهود في تدوين التوراة في بداية القرن السادس ق.م. أستعملوا تسمية
"آرام نهرين" (أنظر سفر التكوين 24.10) بدلا من التسمية الأكادية
القديمة Birit
Narim وذلك بسبب
الوجود الآرامي المكثف الذي صهر بقايا الشعوب القديمة التي كانت
متواجدة قبل الآراميين مثل الشعب الميتاني والحوري والحثي وهي شعوب
هندو اوربية .
لكن ما
المقصود بلفظة "آرامي" التي وردت في عبارة "برديصان الآرامي" والتي
ذكرها مار افرام؟
- هل الآرامي
يعني الوثني؟
- هل الآرامي
يعني أنه آرامي من منطقة "بيث آرامايه" الواقعة في جنوب و وسط
العراق؟
- هل الآرامي
يعني أنه من بلاد آرام أي سوريا؟
- هل الآرامي
يعني أنه من منطقة "بيث نهرين" أو "آرام نهرين"؟
- هل الآرامي
يعني بكل بساطة انه ينتمي إلى الآراميين؟
ثانياً
- نقد النظريات الخاطئة المنتشرة بين السريان الشرقيين والغربيين
لقد إنتشرت في
أواخر القرن التاسع عشر نظرية جديدة بين السريان المشارقة والسريان
المغاربة مفادها أن التسمية السريانية أطلقت على الآراميين الذين
قبلوا الديانة المسيحية وبالتالي فان لفظة "سرياني" حسب قولهم تعني
مسيحي. قد يكون المطران السرياني اقليميس يوسف داود من أوائل اللذين
نشروا هذه الفكرة سنة 1896، فقد ذكر في مقدمة كتابه "اللمعة الشهية
في نحو اللغة السريانية" بقوله: "ثم لما إعتنق الآراميون الديانة
النصرانية أهملوا إسمهم القديم (الآرامي) وتسموا باسم السريانيين
تمييزا لهم من الآراميين الوثنيين ولم يكن اسم السرياني إسما للملة
بل للديانة ".
ونرى المطران الكلداني توما أودو يكتب في مقدمة قاموسه السرياني
الشهير
ܣܝܡܬܐ
ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ
"أطلقت التسمية السريانية على جميع الآراميين الذين أرتدوا إلى
الإيمان بالمسيح"،
أما المطران
الكلداني أوجين منا فقد ذكر في مقدمة قاموسه أن التسمية السريانية
صارت مرادفة للمسيحة منذ الأجيال الأولى.
إذا دققنا في تصاريح هؤلاء العلماء نلاحظ :
a)
أنهم علماء في اللغة
السريانية وليسوا
مؤرخين، لذلك رغم تعلقهم بتراثهم الآرامي، لم يحسنوا إستخدام النصوص
السريانية بهذا الخصوص .
b) لقد
ذكروا نصاً من كتاب المؤرخ الفرنسي Renan
نقلوه من قاموس Payne Smith
بدون الإطلاع على الكتاب والبراهين التي يذكرها
Renan
لتثبيت فكرته.
c)
أن المطارنة الثلاثة يذكرون أن التسمية السريانية أطلقت
على الآراميين المسيحيين!
d)
من المؤسف أن هؤلاء المطارنة العلماء الكبار في اللغة السريانية، لم
يلاحظوا بعدم وجود أية براهين في النصوص السريانية تثبت نظريتهم
الجديدة والتي نحن نسميها نظرية
Quatremere ، لأن كاترمير هو
الذي أطلق هذه النظرية كما سنرى.
e)
لم يدرس هؤلاء المطارنة علم التاريخ وبالرغم من كونهم علماء في اللغة
السريانية لم يلاحظوا أن أجدادنا كانوا يستخدمون دائما في لغتهم
السريانية تعابير
ܚܢܦܐ؛
ܚܢܦܘܬܐ
"حنفو، حنفوتو" للإشارة إلى الوثنيين و
ܟܪܝܣܜܝܢܐ؛
ܡܫܝܚܝܐ؛ ܡܗܝܡܢܐ"
كريستونويو ومشيحويو ومهيمنو " للإشارة إلى المسيحي! و أنه في القرن
العاشر الميلادي صارت التسمية الآرامية تعني الوثني وفي القرون
الأخيرة صارت التسمية السريانية عند السريان المشارقة تعني المسيحي .
ان
مقولة "التسمية السريانية
تعني مسيحي" نظرية حديثة غير موجودة في النصوص السريانية القديمة.
نحن نعتقد أن Renan
قد إقتبس هذه النظرية من أستاذه
Quatremere الذي نشر سنة1831
أطروحته عن الأنباط و ذكر فيها:
"هذا الشعب (الآرامي) تعوَد فيما بعد أن يسمي نفسه بهذا الإسم
(Syrian)،
بينما كان الواجب يحتم عليه أن يرفض
هذا الإسم لأنه غريب عليه. هذا الشعب رضي أن يتخلى عن إسمه الحقيقي
(الآرامي) و يرميه في عالم النسيان، الإسم الذي حمله أجداده منذ زمن
بعيد ".
كيف نستطيع
أن نفسر دخول تسمية سوريا سريان على الشعوب التي سكنت المناطق
الواقعة ما وراء نهر الفرات؟
اعتقد
بسبب الديانة المسيحية، إذ أن لغة الإنجيل كانت يونانية، فإقتنع
(الآراميون) بأنه يجب - من كل النواحي - أن يصيروا شعبا جديدا وأن
يتخلوا عن إسمهم القديم . هذه العلاقة (أي التخلي عن الإسم الآرامي
القديم) مبرهنة بحدث أعتقد أنه مهم: في اللغة السريانية كلمة آرامي،
التي لا تختلف عن الإسم القديم أرمي إلا بحركة واحدة، تعني وثني و
عابد الأوثان. هكذا دخلت التسمية السريانية (على الآراميين)،
إن
Quatremere
هو أول من إدعى أن أجدانا الآراميين
قد تخلو عن إسمهم القديم بمجرد قبولهم الديانة المسيحية، البرهان
الذي يقدمه ضعيف إي الفرق بين لفظتي آرامي و أرمي لأنه مأخوذ من
قواميس إبن بهلول وإبن علي من القرن العاشر الميلادي و ليس له أي
علاقة لقبول أجدادنا الآراميين للديانة المسيحية. المشكلة أن
الباحثين السريان خاصة رجال الدين صدقوا هذه النظرية لأنها موجودة في
القواميس التي يتعلمون فيها لغتهم الأم وقد تطورت هذه النظرية، في
أواخر قرن العشرين، وعمت خاصة بين السريان الذين درسوا اللغة
السريانية. لقد نقل سيادة المطران إسحق ساكا حرفياً بعض الجمل من
مقدمة المطران أوجين منا مثل "وهكذا أضحت لفظة السريانية والسريان
تعني المسيحية و مرادفة لها حتى يومنا هذا " و يستخلص من نظرية
المطران منا والباحث كاترمير "لم يكن الإسم السرياني يوما ما يشير
إلى أمة بل إلى الديانة المسيحية لا غير".
هذا إستنتاج خاطئ يتناقض مع ما كتبه المطران ساكا في أول بحثه "كان
السريان قديما قبل المسيح يسمون آراميين نسبة إلى آرام ... " . أما
سيادة المطران جورج صليبا فقد ذهب إلى أبعد من ذلك وكتب "وحل الإسم
السرياني محل الإسم الآرامي بعد المسيح إذ أضحت السريانية مرادفة
للمسيحية وقاسماً مشتركاً للمنتمين إلى الأرومة من آكاديين و سومريين
وآشوريين وبابليين وكلدانيين وفينيقيين وكنعانيين... وهكذا غدت
السريانية إسماً وعلماً للمسيحية"،
وقد ذكر سيادة المطران سرهد جمو في محاضرة له منذ سنتين في حديثه عن
سريان العراق " التسمية السريانية تعني المسيحي ولا يوجد لها معنى
قومي".
و كان الأب
الراحل د. يوسف حبي قد نشر مقالا في مجلة آرام "اسهام السريانية في
الحضارة العربية والعالمية
"
كتب فيه "لنركز على الآرامية لا على الآراميين لأننا نود أن يتجنب
الباحثون الخلط بين الآراميين جنساً والآراميين لغة، فهؤلاء غير
أولئك، بمعنى عدم التساوي ... الآراميون جنساً قبائل رحل موطنهم
الأصلي جنوب بادية الشام ... والآراميون لغة، ورثة الحضارات المشرقية
القديمة ".
وفي الصفحة 80 كتب "فغدت السريانية مرادفة للمسيحية المشرقية ".
من المؤسف أن
الكثيرين يحاولون إستغلال نظرية
Quatremere
الخاطئة لأنها غير مبرهنة بنصوص سريانية واضحة، و
يحاولون تفريغ التسمية السريانية من معانيها التاريخية والقومية. لكن
هل نعت مار أفرام بالسرياني يساعدنا اليوم في فهم مدلول التسمية
السريانية العلمي؟
ثالثاً
- مار أفرام والتسمية السريانية
نحن لا نعلم
إذا كان مار أفرام قد استخدم التسمية السريانية في أشعاره أو في
كتاباته. إن ضيق الوقت لم يسمح لي بالتدقيق أكثر ونتمنى معرفة أراء
المؤرخين الذين درسوا مار أفرام. من الأرجح أن مار أفرام إستخدم
التسمية الآرامية فقط، سوف نذكر بعض النصوص التي وردت فيها.
- في
المداريش النصيبينية التي نشرها العالم
E. Beck
وترجمها إلى الألمانية ذكر مار أفرام
ܡܶܢ
ܥܶܒܪܳܝܳܐ ܘܐܳܪܳܡܳܝܳܐ ܐܳܦ ܡܶܢ
…،
وترجم Beck
التسمية الآرامية في هذا الشاهد الى
Heiden
أي الوثني. لقد نشر العالمان Feghali
.P
و Navarre Claude
هذا المدراش، و ترجما التسمية الآرامية ب " الآراميين ".
- و في نشيد
العذارى، وردت التسمية الآرامية في
العبارة ܐܳܪ̈ܡܳܝܶܐ ܒܣܘ̈ܟܝܗܘܢ
ܫܰܒܚܘܽܗܝ.
هذه المرة العالم
Beck
يترجمها الى
"
die Aramaer"، بينما
العالم Murray
يترجمها بالوثنيين.
"
The pagans gave him praise with their
branches"
وفي الحاشية
رقم 4 كتب
Murray
Pagans is
literally Aramaean "which
bears this meaning in
Syriac “.
نحن لا نوافق
على هذا الشرح لأن التسمية الآرامية كانت في أغلب الأحيان تعني الشعب
الآرامي و ليس الوثني. و قد تمسك السريان بالتسمية الآرامية و
إفتخروا بها مئات السنين بعد موت مار أفرام .
c
- لقد وردت التسمية الآرامية عدة مرات في نثر مار افرام ، فهو يسمي
لغتنا " آرامية ".
ܐܰܝܟ
ܕܰ
ܟܬܺܝܒ
ܒܳܐܪܳܡܳܝܳܐ
"كما كُتب بالارامية". كذلك يوجد نص مهم
عن الآراميين.
"..
ܓܽܘܚܟܳܐ
ܕܶܝܢ
ܥܒܰܕ
ܢܰܦܫܶܗ
ܒܶܝܬ
ܐܳܪ̈ܡܳܝܶܐ
ܘ
ܝܰܘ̈ܢܳܝܶܐ
ܦܝܠܘܣܦܐ
ܕܐܳܪ̈ܡܳܝܶܐ"
و قد ترجمها
Mitchell
بالشكل
التالي:
“But
the philosopher of the Syrians (i.e Bardaisan) made himself a
laughing-stock among Syrians and Greeks”
كان من الأفضل
أن تترجم الى "ان فيلسوف الاراميين (برديصان) جعل نفسه اضحوكة
للاراميين واليونان" إحتراما لفكر مار أفرام الذي لم يستخدم تسمية
سريان "Syrians"
إنه واضح جدا إستحالة ترجمة الآراميين هنا بـ "
Pagans "، و
برديصان الآرامي كان مسيحيا .
رابعاً
- إذا كان مار أفرام آرامياً فلما لقب بالسرياني؟
من الطبيعي
جدا أن يكون مار أفرام منتميا إلى الآراميين لأنه ولد وعاش في بلد
آرامي منذ 1000 سنة ق.م. كما أن بعض سير حياته تذكر بأن جنسيته كانت
سريانية والتسمية السريانية لم تكن تعني في ذلك الوقت المسيحية أو
ناطق باللغة السريانية وطبعا اليوم أيضا التسمية السريانية لا تعني
المسيحي .
ما هي العلاقة
بين التسمية السريانية و التسمية الآرامية ؟
لقد ورد ذكر
برديصان في تاريخEusebius،
كتب هذا المؤرخ أن "برديصان السرياني" له كتابات عديدة بلغته الوطنية
التي يسميها
"لغة السريان". لقد رأينا أن مار أفرام قد يكون أول من سمى برديصان
بالآرامي كما أنه يسمي لغتنا بالآرامية.
هل لغة أفرام
الآرامية مختلفة عن لغة برديصان السريانية؟
أليست التسمية
الآرامية مرادفة للتسمية السريانية؟
سوف أذكر بعض
النصوص ألسريانية التي تثبت أن العلماء السريان إستخدموا التسميتين
السريانية والآرامية كتسميتين قوميتين مترادفتين
a
- نشر الباحث الفرنسي F. Nau
نصاً للعالم السرياني ساويرا سابوخت من القرن السابع الميلادي جاء
فيه "وايضا من السريان المتعمقين في الديانة المسيحية نذكر برديصان
الذي عرف بالفيلسوف الآرامي". اذاً التسمية السريانية مرادفة
للآرامية و ليس للمسيحية
b
– كتب العلامة السرياني يعقوب الرهاوي ( 633- 708 م)
ܘܐܦ
ܠܘܬܢ
ܐܪ̈ܡܳܝܶܐ
...
ܗܳܟܰܢܳܐ
ܐܶܬܩܪܝܺܬ
ܡܶܢ
ܥܰܬܝ̈ܩܳܐ
ܒ̈ܢܰܝ
ܐܪܡ
"وكذلك لدينا ( نحن )
الآراميين...
وهكذا سميت من قبل
القدامى من أبناء آرام" .
كما ورد في أحد ميامره
ܗܘ
ܗܟܘܬ
ܐܳܦ
ܚܢܰܢ
ܐܪ̈ܐܡܝܐ
ܐܘܟܺܝܬ
ܣܘܪ̈ܝܝܐ
"وهكذا
عندنا نحن الآراميين أي السريان".
c
- نشر وترجمAmar
,J.P
قصيدة مار يعقوب السروجي عن مار أفرام حيث وردت فيها التسميتان بشكل
مترادف
ܗܢܐ
ܕܗܘܐ
ܟܠܺܝܠܳܐ
ܠܟܠܗ݁
ܐܪܡܝܘܬܐ
ܗܳܢܳܐ
ܕܗܘܳܐ
ܪܗܝܛܪܐ
ܪܰܒܳܐ
ܒܝܬ
ܣܘܪ̈ܝܝܐ
"هذا الذي صار إكليلا
للأمة الآرامية جمعاء
هذا الذي صار بلبغاً
كبيراً بين السريان"
لقد عمد
الباحث Amar
إلى ترجمة عبارة "الأمة الآرامية الى
"الامة السريانية"
Syrian
nation.
إستناداً إلى
هذه النصوص السريانية وإستناداً إلى كتابات مار أفرام بالذات نؤكد أن
لقب مار أفرام "السرياني" يعني أولا بأنه ينتمي إلى الآراميين، ان
لقبه "السرياني" لم يكن ابداً يعني مسيحي أو ناطق باللغة السريانية.
أخيرا أن نظرية المطران أوكين منَا المنقولة عن
Quatremere تتكلم عن
أجدادنا الآراميين وليس عن الشعوب القديمة البائدة.
نتمنى من خلال
بحثنا المتواضع حث العلماء للإهتمام بمار أفرام الإنسان والبيئة التي
عاش فيها. ان إنتماء مار أفرام إلى الشعب الآرامي - السرياني قد
يساعدنا على فهم شعره و مواقفه. ان كتابات مار أفرام السرياني أبعدت
أجدادنا الآراميين من البدع الدينية حينئذ فهل بامكان تلك الكتابات
ان تنقذ أحفادهم اليوم من الضياع القومي؟
Mitchell, C.W., S, Ephrem’s Prose Refutations of Mani,
Marcion and Bardaisan… (2 vols.; London & Oxford: Williams
& Norgate, 1912 & 1921), vol. II, page 7.
Steven Grosby, “'rm klh and the Worship of Hadad: A Nation of
Aram”? in: Aram, (Oxford)
Vol.
7 (1995), pp.
337-352.
المطران جورج صليبا ، مائدة
إنطاكيا ، بيروت 1992 صفحة 42
Wevers, J.W, “Aram and the Aramean in the
Septuagint”, in: The World of the Aramaeans, pp.
237-251.
Dupont-Sommer, A, Les Araméens, Paris 1949, P. 76.
Finkelstein, J.J, “Mesopoptamia”, in Journal of Near
Eastern Studies, Vol. 21 (1962), p. 78.
Kifa, H, “Beth Nahrin” in: Aram,
(Stockholm) vol. 6 ( 1993 ), pp. 59-62; the same article is
published in www.freesuryoyo.org
نتمنى على
علماء السريانيات
أن يدافعوا
على تسمية بيت نهرين التاريخية.
اعتاد
مؤرخو الشرق
القديم
Assyriologists
ان يستخدموا تسمية
Mesopotamia
كأنها تسمية تاريخية علمية أطلقت على سكان العراق القدامى، وهذا
مخالف للمعنى الحقيقي للتسمية .
Teixidor, J, Deux Documents syriaques du IIIe Siecle apres
J.C., Provenant du Moyen Euphrate in: Comptes rendus des
inscriptions.
اقليميس
يوسف داود، كتاب اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، موصل
1896، صفحة 13.
يعقوب
آوكين منا، دليل الراغبين في لغة الآراميين، صفحة 17.
المطران
إسحق ساكا ، كنيستي السريانية . دمشق 1985 صفحة 23
المطران
جورج صليبا ، مائدة إنطاكيا ، بيروت 1992 صفحة 42
يوسف حبي،
اسهام السريانية في الحضارة العربية والعالمية، آرام (ستوكهولم)
العدد 3-4
(1992) ،
صفحة 264.
Beck, E, Des heiligen Epgraem des Syrers Carmina Nisibina
II, (CSCO vols.
240-241/Syr.
102-103), Louvain 1963, p. 96.
Saint Ephrem, Les Chants de Nisibe, Traduction de P.
Feghali et de Navarre, Paris 1989, p. 215.
Beck, E, Des heiligen Ephraem des Syrers Hymnen de
Virginitate, (CSCO Vol. 223/Syr. 94), Louvain 1962, p. 70.
Murray, R, Symbols of Church and Kingdom. A Study in Early
Syriac Traditions, Cambridge 1975, p. 46.
C.W. Mitchell, S. Ephraim's Prose Refutations of Mani,
Marcion and Bardaisan . vol. 1, p. 122.
Eusebius, Ecclesiastical History,
IV, 30.
Nau, F, Notes d’Astronomie syrienne, dans Journal
asiatique 1910, p. 10.
Abbe Martin, Hexameron de Jacques d Edesse, 1888, p.
69.
|