الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 |  الرئيسة سياسة |  روابط | نشيد قومي | أرشيف | إتصل بنا |  

اللغة الآرامية 

الهوية الارامية

علم الآثار

  تاريخ الشرق

تاريخ الكنيسة السريانية   

     متفرقات 

ردود و تعليقات  

   الفكر الاشوري المزيف

     فيس بوك

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!


وحدة السورايي/ السريان الآراميين بين شرارة بوعزيز و مهارة بيسمارك !

اولا- هل إنقسامات السورايي/ السريان هي عقائدية ام قومية ؟

شعب السورايي / السريان هو من اقدم الشعوب في الشرق و لكن الإنقسامات العقائدية في القرن الخامس الميلادي أدت الى نشوء عدة كنائس متناحرة بين السريان الآراميين!

في بداية القرن العشرين إنتشر بين السريان تيارا قوميا يطمح الى توحيد فلول الشعب السرياني الآرامي و لكن تواجد السريان في عدة مناطق متباعدة و خاصة إستعراب الأكثرية منهم و إنتشار الجهل سوف تفشل هذا المشروع القومي و الوحدوي . لقد مضى حوالي ١٠٠ عام على مشروع الوحدة و لا يزال السريان منقسمين غير مبالين من محاولات إقتلاعهم من أوطانهم التاريخية :

 الشعب السرياني الآرامي هو ثاني شعب يتعرض - بعد الشعب الأرمني - الى حرب إبادة شاملة خلال الحرب العالمية الأولى من قبل الحكومة العثمانية !

 الشعب الأرمني الشقيق ينقسم الى عدة كنائس أرمنية و هو أول شعب يتعرض الى حرب إبادة و رغم خسارة حوالي مليون و نصف من الشهداء و سلخ مناطق أرمنية عديدة و ضمها الى الدولة التركية فإن هذا الشعب الشجاع يناضل من اجل إعتراف تركيا و المطالبة بحقوقهم التاريخية و لكننا نحن السريان لا زلنا نبحث عن هويتنا!

 البعض يعتقد أن هويتنا التاريخية هي العامل الأول لوحدتنا المرتقبة  و البعض الآخر يؤمن أن مشروعا سياسيا وحدويا هو الوسيلة الممكنة لوحدتنا . الفريق الأول شعاره " العودة الى جذورنا الحقيقية و لا مجاملة لأصحاب الطروحات التاريخية الخاطئة" أما الفريق الثاني فهو صاحب التسمية المركبة " أشوري كلداني سرياني" و شعاره " كل الأسماء هي صحيحة" و لكن إخوتنا من السريان الملكيين و الموارنة ليسوا ضمن مشروع الوحدة !

 اصحاب التسمية المركبة / المصطنعة / المطاطة ( مثل العلكة...) لا يميزون بين تسمية تاريخية ( هوية) حقيقية و بين تسمية سياسية مركبة !

 و هم يتوهمون و يوهمون البسطاء من شعبنا ان الهوية التاريخية هي عمل إختياري لأنهم يروجون ان " هويتنا التاريخية" هي لوحة فنية كل واحد منا يفسرها بكل حرية !

ثانيا - هل السورايي/ السريان بحاجة الى بيسمارك جديد ؟

هذه السنة ٢٠١١ هي الذكرى المئة و الأربعين لتوحيد و تأسيس الإمبراطورية الألمانية سنة ١٨٧١ على أثر القضاء على فرنسا و الفضل يعود الى أوتو فون بيسمارك الذي يعتبر رائد الوحدة الألمانية . هل يوجد بين السورايي/ السريان شخصية او حزب يعمل فعليا من اجل توحيد شعبنا ؟ سؤال مطروح ...

ولد في مملكة بروسيا سنة ١٨١٥ م و هو ينتمي الى عائلة نبيلة . لقد إشتهر بيسمارك بمهارته السياسية و نجاحه الكبير في توحيد الدويلات و الإمارات الألمانية سنة ١٨٧١ يكاد ينسينا ان هذا السياسي الماهر لم يكن يؤمن في شبابه ضرورة توحيد الدويلات الآلمانية !

أصبح بيسمارك نائبا في البرلمان البروسي سنة ١٨٤٧ و كان من أشد المحافظين و قد إشتهر في دفاعه عن الملكية خلال ثورة ١٨٤٨. و بعد سنة ١٨٥١ عين ممثلا في الإتحاد الجرماني الذي كان يضم النمسا و بروسيا و إمارات ألمانية متعددة و قد سعى بيسمارك الى إبعاد النمسا و عائلة هابسبورغ . إنتقل سنة ١٨٥٩ الى سان بطرسبورغ عاصمة روسيا و اصبح سفيرا لبروسيا حوالي اربع سنوات . إبتعاد بيسمارك عن وطنه لم يمنعه عن متابعة ما يحدث و كان هذا الإبتعاد إيجابيا إذ سمح له ان يجدد طروحاته بعيدا عن الفكر المحافظ . و سرعان ما يعين سنة ١٨٦٢ رئيسا للحكومة و وزيرا للخارجية فعمل من اجل توحيد الدويلات الألمانية .

 من يريد ان يتعرف على حياة هذا السياسي الذي سيلقب" المستشار الحديدي" عليه مراجعة الرابط

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%AA%D9%88_%D9%81%D9%88%D9%86_%D8%A8%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%83

بعض السريان يسخرون من بعض إخوتنا الذين يتوهمون ان مقالاتهم التي تردد تعابير إنشائية مثل " جماهير شعبنا" و" اعداء الأمة الأشورية" سوف توحد شعبنا . فهذا يلقب بيسمارك السريان و ذاك دون كيشوت و بعضهم يلقب بكازنوفا... إنني شخصيا ضد ان نسخر من إخوتنا مهما كانت الأسباب : أن يلقب احدهم ببيسمارك السريان يعني انه جاهد و نجح في توحيد السريان و من يدعي ان السريان يتحدرون من الأشوريين يعمل الى تقسيم السريان و ليس وحدتهم !

ثالثا- شهادة الكلمة الحقة ام شهادة دماء بريئة !

تجتاح البلدان العربية موجة ثورية عارمة : بعض المعلقين الأوربيين يعتقدون انها ستؤدي الى أنظمة ديموقراطية لذلك يشجعون تلك الثورات غير مبالين بالنتائج . النظام الديموقراطي لا يكتسب بالثورات و ليس بقوة السلاح لأن الديموقراطية هي ممارسة و عمل جماعي تسنه دساتير الشعوب المتقدمة . طبعا نحن لا نقصد ان الشعوب العربية / الشعب العربي هي غير متقدمة و لكننا نشير الى عدم ممارستها الى ديموقراطية حقيقية : الرئيس السابق بن علي كان يحصل على نسبة ٩٩ بالمئة من اصوات الناخبين و هذه النسبة لم يحصل عليها اي مسؤول في البلدان المتقدمة ! لا شك أن شهادة بو عزيزي الذي احرق جسده قد أشعل الثورة في تونس و لكن الأحوال الإقتصادية السيئة و تسلط عائلة بن علي هي الدوافع الحقيقية للثورة التونسية .

نشر السيد شه مال عادل سليم مقالا مهما في موقع عنكاوا عنوانه " من شرارة بوعزيزي اندلع لهيب التغيير ...."

على الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,479774.0.html

 نجد فيه تحليل واقعي لما حدث و ربما لما سيدث في البلدان العربية و هذا التحليل يخالف تحليلات بعض الصحافيين الأوروبيين السطحية ! و من الممكن مشاهدة صورة الشهيد بو عزيزي و هو يحترق و خاصة توقعه " نعم ....رسالة الشعوب الغاضبة قد وصلت و اجراس التغيير قد دقت ولايستطيع احد ان يوقف عجلة التاريخ وعلى حكامنا من دون استثناء ان يعوا بان الوقت قد حان للتغيير و للاصلاحات الجذرية وبناء المؤسسات المدنية الحقيقية ومحاربة الفساد ... نعم عليهم ان يخرجوا من ابراجهم العاجية وان يسمعوا صرخات ومطاليب شعوبهم التي باتت تعيش تحت خط الفقر..." لا شك ان الدافع الأول لهذه التحركات هو الإصلاحات و محاربة الفساد . لقد علق احدهم " هل تنتظر الشعوب بوعزيز آخر يحرق نفسه حتى تثور؟!"

انظر الى الرابط

http://teachersunrwa.ahlamontada.net/t377-topic

من يراقب ما يحدث في الصين من ثورة صناعية يعرف ان بعض المسؤولين في المدن الصينية قد عمدوا الى سياسة طرد سكان بعض الأحياء من اجل بناء مصانع جديدة . و هنالك مئات العائلات التي رفضت ترك منازلها او بيعها و قد عمد هؤلاء الصينيين الى حرق انفسهم مفضلين الموت على ترك منازلهم و قد وصل عددهم الى بضعة عشرات ! ما أريد أن اقوله : أن يحرق الإنسان جسده من اجل قضية عادلة لا يؤدي الى ثورة ! و لكن هذا التعليق " هل تنتظر الشعوب بوعزيز آخر يحرق نفسه حتى تثور؟!" قد دفعني الى طرح هذا السؤال " هل إذا قام أحد السريان بحرق نفسه يدفع شعبنا الى الوحدة ؟" او بعبارة ثانية هل تضحية شاب يؤمن بطروحات تاريخية خاطئة قد يدفع بقية الشباب الى تصديقها و الإيمان بها ؟ نحن ندعو الغيورين السورايي/ السريان الى شهادة الكلمة الحقة و ليس الى شهادة الدم ! شهادة الكلمة الحقة تتطلب منا الشجاعة الأدبية و النقد الذاتي البناء كي نصحح الطروحات المزيفة التي تضعفنا .

الخاتمة

إن تضحية البائع المتجول اليائسة بو عزيزي قد أشعلت الثورة بين افراد الشعب التونسي الذي عانى من نظام الرئيس السابق بن علي . نحن كشعب سرياني آرامي مقسم منذا قرون عديدة لسنا بحاجة الى تضحيات بطولية من اجل طروحات مزيفة و لكننا بحاجة الى كل سرياني يعمل كي يتعرف على تاريخه الحقيقي و يناضل من اجل وحدة حقيقية تساعد الشعوب التي نعيش بالقرب منها كي تتعرف على هوية تاريخية سريانية واحدة و ليس على طروحات مبنية على تفسيرات خاطئة لمدلولات التسمية السريانية . نحن لا نحلم ببناء إمبراطورية كما فعل بيسمارك و لكننا نتمنى من كل سرياني غيور أن يتعلم من حياة هذا السياسي الذي لم يكن يؤمن بضرورة الوحدة الألمانية في بداية عمله السياسي و لكنه سيتبدل و يعمل و يحقق الحلم الألماني ! هنيئا لكل سورايا / سرياني يستطيع ان يقول لنفسه قبل مفارقة الحياة " نعم إنني جاهدت من أجل وحدة شعبي!".

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها