الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 |  الرئيسة سياسة |  روابط | نشيد قومي | أرشيف | إتصل بنا |  

اللغة الآرامية 

الهوية الارامية

علم الآثار

  تاريخ الشرق

تاريخ الكنيسة السريانية   

     متفرقات 

ردود و تعليقات  

   الفكر الاشوري المزيف

     فيس بوك

 اقرأ المزيد...

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!



" مفاهيم السريان لهويتنا و أرصفة القامشلي!"

 سريان القامشلي في مواجهة التحديات!

   إنني لا زلت أتذكر مدى إفتخار و تعلق أصدقائي القدم بمدينتهم القامشلي و هندستها الفرنسية . كانت زيارتي الأولى لمدينة القامشلي سنة 1984 و كانت أغلب أبنيتها تتألف من طابق واحد و هو كناية عن عدة غرف تحيط حوش من كل الجهات . و لكنني في خلال هذه الزيارة لاحظت نهضة عمرانية كبيرة خاصة في حي الوسطى : عمار حديث ، ثلاث طوابق كل بناية مع شرفات كبيرة و هندسة داخلية جميلة . و لكن الشيئ الذي لم يعجبني في النهضة العمرانية هو أرصفة شوارع مدينة القامشلي !

أولا - أرصفة  شوارع القامشلي .

أ - أرصفة الشوارع بشكل عام .

كل مدينة متطورة لها سياسة أو إدارة مدنية لإعطاء رخص البناء و تنظيم عمليات البناء داخل المدينة . إن الرصيف TROTOIR في مدينة باريس هو ملك المدينة و الإدارة المدنية في باريس هي التي تتكفل ببناء الأرصفة وصيانتها . و أغلب أرصفة   المدن المتطورة هي موحدة في الشكل و مواد البناء و اللون . بعض أرصفة المدن المحيطة في باريس تختلف باللون و مواد البناء عن أرصفة باريس . لاحظوا في هذه الصورة كيف أن الرصيف هو موحد و متساوي بينعدة بنايات مختلفة.

http://www.prodefi.com/galeries/paris/page_17.html
ب - أرصفة القامشلي !

    من المؤسف أن الإدارة المدنية في مدينة القامشلي لم تعمد الى سياسة توحيد بناء الأرصفة . إن بناء الرصيف هو على عاتق صاحب البناء مما سمح لكل مهندس أن يبني الرصيف حسب رؤيته الخاصة : هذا يبني الرصيف من الباطون و ذاك من البلاط و حتى البلاط يختلف في الشكل و اللون من رصيف الى آخر . الشيئ المزعج هو أن الأرصفة غير متساوية ، فتارة تصعد درجة و طورا تنزل درجة!

لا شك إن بناء الرصيف هو أفضل من عدم وجوده و لكن عدم تنظيمه خاصة في حي الوسطى يدل على عدم إنتباه الإدارية المدنية في مدينة القامشلي الى أهمية توحيد الأرصفة و منافعها . الأم التي تدفع بعربة طفلها تلاقي صعوبة كبيرة في السير على أرصفة القامشلي . إن أهالي القامشلي قد يعتبرون أرصفة شوارعهم أمرا طبيعيا لأنهم تعودوا على هذه الأرصفة أو لا يعرفون كيف تبنى أرصفة المدن المتطورة و لكنهم لا يستطيعون أن يقنعوا أحدا أن أرصفتهم أفضل من أرصفة باريس!

ثانيا - مفاهيم السريان لهويتنا التاريخية .

  أ - كل الشعوب القديمة تفتخر بجذورها القديمة و تعمل كي تتعمق في تاريخها القديم . الشعب الأرمني ليس بأقدم من الشعب الآرامي أو السرياني و هو ينتمي بشكل رئيسي الى شعب الأورارتو مع بقايا الشعب الحوري و شعب أرمينيا القديم . الشعب الأرمني لا يعتبر نفسه خليطا من شعوب قديمة بل شعبا واحدا يناضل من أجل قضية عادلة .

ب - الشعب السرياني بدون شك   ينتمي الى الآراميين الذين لعبوا دورا كبيرا في تاريخ شرقنا الحبيب. لقد إنتشرت القبائل الآرامية في كل الشرق و أسست عدة ممالك و دويلات آرامية عاشت مستقلة عدة مئات من السنين   من  1200 ق.م الى حوالي 700 سنة ق.م . إن عدم تأليف أجدادنا  إمبراطورية واسعة موحدة لا يعني بالضرورة أن أجدادنا لم يلعبوا " دورا " مهما في تاريخ الشرق .

ج - لا يوجد مشكلة علمية حول إنتماء السريان ( كل مسيحي الشرق ما عدا الشعبالأرمني) الى الآراميين لأن المصادر السريانية و المراجع العلمية ( اللؤلؤة المخفية - دراسات سبستيان بروك...) تثبت هويتنا الآرامية .

د -مشكلة السريان و هويتهم التاريخية هي مشكلة مصطنعة لأن رواد النهضة القومية السريانية في القرن الماضي - و منهم نعوم فائق – قد خلطوا بين السريان و الأشوريين  و وجود أحزاب اليوم تدعي السريانية و لكنها تؤمن بهوية أشورية مزيفة لهويتنا الآرامية الحقيقية !

ه - المضحك المبكي أن دعوة بعض المؤسسات الثقافية السريانية مثل "رابطة الآكادميين الآراميين " الى تصحيح الأخطاء التاريخية المنتشرة بين السريان تلاقي بعض الرفض من بعض المهندسين و الشعراء و بعض منتحلي الأسماء و الهويات المستعارة و يرددون إن " دعوتنا "هي دعوة تقسيمية و تخريبية !

و - لا أحد يستطيع أن ينكر أن الفكر الاشوري قد إنتشر بين المثقفين السريان ظنا منهم أنه فكر قومي موحد و لكن طروحات هذا الفكر تحمل في طياتها الكثير من الأفكار التاريخية و الجغرافية الخاطئة .

ز - يردد بعض إخوتنا من السريان الذين يؤمنون بالتسمية الأشورية المزورة أن التسمية السريانية هي تسمية مرادفة للتسمية الاشورية  بحجة أن التسمية السريانية مشتقة من إسم اسورستان و يدعون أن اليونانيين قد أطلقوا التسمية السريانية على الاشوريين لأنهم كانوا متواجدين في الشرق . بعض المتطرفين يكتب عن نفسه سرياني من سوريا و لكنه بالإنكليزية تصبح سوريا ASSYRIA . كما نشر أحدهم مقالا حول" الصحافة السريانية" في موقع القامشلي الرابط

http://www.kamishli.com/phpbb/viewtopic.php?f=5&t=15681
  ورد في المقال " الاحداث التى اودت بالشعب الاشورى في نيسان/1915 والتى راح ضحيتها مليون من الارمن وأكثر من نصف مليون من الاشوريين ."

ثالثا - هل يتألف الشعب السرياني من عدة قوميات ؟

أ - يحاول بعض إخوتنا الذين يؤمنون بالتسميات المزورة من اشورية و اثورية الإدعاء ( بدون براهين علمية(  أن السريان ينتمون الى عدة شعوب قديمة .

ب - بعض المثقفين السريان يرددون هذه الطروحات بدون أن يدققوا في صدقها و لا ينتبهون الى خطورتها . بعضهم يدعي أننا نعود الى جذور حثية ( وهمية ( بدون أن يقدم براهين .

ج - من العار الإدعاء في بداية القرن الواحد و العشرين أن السريان يتحدرون من الأكاديين و الاشوريين و السومريين و الحثيين و الآراميين بشكل عشوائي . الأكاديون و الأشوريون و السومريون و الحثيون لم يستوطنوا  بيت نهرين أي الجزيرة ( آرام نهرين) و لم يستوطنوا سوريا القديمة أي بلاد آرام . الآراميون هم الذين إستوطنوا الجزيرة بيت نهرين و سوريا بلاد آرام فهم سكانها الأصيلون !

د - بعض سكان صيدا و صور و جبيل يدعون بجذور فينيقية لأن الشعب الكنعاني قد إستوطن الساحل اللبناني السوري . ربما يحق لسكان الجزيرة السريان أن يدعوا أنهم من جذور ميتنية لأن شعب الميتني قد سكن و إستوطن الجزيرة بين 1600 و 1200 ق.م .

الخاتمة
 -
إذا كانت الإدارة المدنية في مدينة القامشلي لا تفرض على المهندسين شروط معينة حول بناء الأرصفة و تسمح لكل مهندس أن يختار المواد و الألوان فإن هويتنا التاريخية " تفرض" علينا الدقة ، فالشعب السرياني هو شعب واحد و هوية واحدة هي الهوية الآرامية .

-لا يحق للأحزاب السريانية أن  "تحدد" هويتنا التاريخية بدون الإستناد على مصادرنا السريانية الواضحة و المراجع العلمية الموثوقة.

-الأحزاب الارمنية المختلفة تناضل من أجل القضية الأرمنية   أما  الأحزاب السريانية التي تدعي بجذور حثية أو ميتنية أو أشورية فهي تعمل لتقسيم و  إضعاف شعبنا السرياني الآرامي.

 -الغيرة و النضال الحقيقي للشباب السريان هي في نشر مقالات تاريخية علمية تفيد شبابنا و تدفعه الى العمل الشريف من أجل نهضة أمتنا و ليس نشر مقالات مسيسة تفوح منها رائحة العفونة .

-لقد تعرض شعبنا السرياني الآرامي لأخطر عملية إبادة جماعية و هي فعليا ARAMEAN  GENOCIDE إستشهد فيها حوالي 200 ألف سرياني و ليس 500 ألف اشوري .

-إذا كنا فعليا نناضل من أجل قضيتنا المقدسة ، علينا أن نوحد مفاهيمنا لهويتنا السريانية الحقيقية، كي لا يتحجج السريان غير المبالين و يبتعدون عن النضال الشريف من أجل قضيتهم المقدسة !

يتبع
 

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها