الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 |  الرئيسة سياسة |  روابط | نشيد قومي | أرشيف | إتصل بنا |  

اللغة الآرامية 

الهوية الارامية

علم الآثار

  تاريخ الشرق

تاريخ الكنيسة السريانية   

     متفرقات 

ردود و تعليقات  

   الفكر الاشوري المزيف

     فيس بوك

 اقرأ المزيد...

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!


  " سيفو" و رسائل أجدادنا التي لم تصل!

   أقامت دول أوروبا حفلات عديدة بمناسة ذكرى إنتهاء الحرب الكونية )الأولى) . جرت العادة أن يشارك قدامى المحاربين الذين خاضوا تلك الحرب التي كانت من أشرس و أضر الحروب في بداية القرن العشرين . هذه السنة شارك ثلاث من قدامى الجنود الإنكليز و جندي أميركي هم آخر  أربع جنود لا يزالون على قيد الحياة و أعمارهم اليوم بين 108 و112سنة.
 
أولا - رسائل من الجبهة

   إن الدول المتمدنة تكرم هؤلاء المحاربين القدامى و من خلالهم كل الشهداء و ضحايا تلك الحرب . لقد خسرت إنكلترا  أكثر من 400 ألف جندي في فرنسا كما خسر الفرنسين ملايين القتلى . و تكاد لا تخلو كل عائلة فرنسية من شهيد أو جريح . لا شك لقد إشتهرت هذه الحرب بسبب الحقد الفرنسي ضد الألمان بسبب ضم مقاطعات الألزاس و اللورين إلى الإمبراطورية الألمانية سنة 1871 م

   لقد لاحظنا في السنوات الأخيرة قيام عدة دور للنشر في البحث و تشجيع أحفاد هؤلاء الشهداء على نشر الرسائل التي كان قد كتبها هؤلاء الجنود لزوجاتهم أو لأهاليهم . هذه الرسائل تعتبر من أهم الوثائق لمعرفة معنويات الجنود و آرائهم حول الحرب . يمكن مشاهدة بعض الأفلام الوثائقية التي يبثها قنال France2 على هذا الرابط
http://programmes.france2.fr/14-18/index.php?page=article&numsite=2180&id_article=5030&id_rubrique=2189
  
أم  قنال TF1 الفرنسي  فقد عرض سلسلة من التحقيقات حول رسائل قدامى الجنود المنشورة و غير المنشورة . لقد أعجبتني رسائل الجندي Emile SAUVAGE ، فقد كتب في إحدى رسائله لزوجته الحبلى " يجب أن تفكري بطفلنا و أن تفكري فيني لأنني أحبك ، أغرفي من هذين الحبين قوة الأمل ، وداعا  وإلى اللقاء إذا إستطعت ". هذا الجندي
سوف يستشهد بعد أشهر عديدة . و لكنه ترك لزوجته و لأهله أكثر من100 رسالة مفعمة بالحب . أرجو من القارئ الذي يجيد اللغة الفرنسية أن يشاهد هذا الفيلم على هذا الرابط
http://tf1.lci.fr/infos/jt/0,,4150676,00-14-18-les-lettres-d-amour-du-front-.html
 
ثانيا - وضع المسيحيين في الجيش العثماني

      بعدما إستولت الجيوش العربية على مناطق أجدادنا التاريخية  عمدت إلى منع المسيحيين إلى الإنضمام الى الجيش المسلم مما أجبر القبائل العربية المسيحية الى دخول الإسلام و الإستفادة من الفتوحات التي وصلت الى الهند شرقا و أبواب أوروبا غربا .
     
لقد ظل المسيحيون من يونانيين و أرمن و أقباط و سريان آراميين لا يخدمون في الجيش الإسلامي إلى سنة 1908 حيث نجح حزب الإتحاد و الترقي من إستلام السلطة و سعى إلى سياسة " تتريك " المسيحيين و الأكراد  و أصبح على المسيحي أن يخدم في الجيش العثماني . من المؤسف نحن لا نملك وثا ئق كتابية عن المعاملات السيئة التي كان يتلقاها المسيحيون من العثمانيين المسلمين . كان العثمانيون ينتقمون من المسيحيين معتبرينهم السبب الرئيسي لتدخلات الدول الأوروبية في السلطنة العثمانية . قبل الخدمة العسكرية كان العثمانيون يطلقون تسمية " غاور " أي كافر على كل مسيحي و لكن بعد الخدمة العسكرية و خاصة بعد خسارة السلطنة العثمانية لحرب البلقان سنة 1912 ، صار العثمانيون يعتبرون المسيحيين " خائنيين" للسلطنة  و عملاء للدول الأوربية .
   
ملاحظة صغيرة : لقد كانت معاملة العثمانيين سيئة جدا للمسيحيين و لكن أجدادنا كانوا " بعيدين" عن مراكز السلطة خاصة الذين كانوا يعيشون في مناطق مسيحية . قبل الخدمة كان الشاب السرياني الآرامي يعيش في ضيعته و لا يتعرض مباشرة للإهانات أو لسوء المعاملة و لكن مع الخدمة العسكرية فإنه أصبح عرضة لكل أنواع  المعاملات السيئة ، لأن المسيحي كان كالخروف بين الذئاب!

ثالثا - هل ترك لنا أجدادنا السريان رسائل تخبرنا عن أحوالهم ؟

  هنالك دراسات عديدة حول حرب الإبادة الجماعية GENOCIDE  التي إرتكبتها الحكومة العثمانية بحق الشعب الأرمني و الشعب السريناني الآرامي . و لكننا نفتقر الى المصادر و المراجع العلمية حول عدد الشباب السرياني الآرامي الذي إلتحق بالجيش العثماني ، كذلك لا نملك إحصائيات دقيقة حول " عدد " الشباب السريان الذين رجعوا من الخدمة العسكرية ( الذين نجوا من موت محتم(.

      نلاحظ من خلال كتاب القصارى في نكبات النصارى لصاحبه الأب إسحق أرملة أن العثمانيين قد عمدوا الى تشكيل فرق من المسيحيين الأرمن أو من السريان و كانت و ظيفتهم فتح الطرقات أو حفر الخنادق و كانت فرق المسيحيين معزولة من السلاح.
   
السؤال الذي يطرح : لما لم يترك لنا أجدادنا بعضا من الرسائل التي تخبرنا عن معاناتهم ؟ ما هي الأسباب الحقيقية التي منعتهم من الكتابة ؟

 - هل كان أجدادنا أميين لا يجيدون الكتابة ؟

هل كان أجدادنا " يتخوفون " من التعبير في رسائلهم عن المعاملة السيئة التي يتعرضون لها يوميا ؟

- هل كان العثمانيون يمنعون أجدادنا من الكتابة ؟

- أو هل كان العثمانيون يراقبون رسائل أجدادنا خوفا من نقل المعلومات؟
-
هل كانت خدمة أجدادنا السريان الآراميين في الجيش العثماني قصيرة جدا ؟

لأن العثمانيون قتلوهم مثلما قضوا على فرق المجندين الأرمن ؟

 ما هي الأسباب الحقيقية التي أدت الى عدم وجود رسائل من المجندين المسيحييين إلى ذويهم ؟

هل يستطيع إخوتنا السريان الذين يجيدون اللغة التركية في البحث في الأرشيف التركي ؟

      لا يحق لنا اليوم أن ننسى أو لا سمح الله أن نساوم على دماء شهدائنا الأبرار . لا يحق لأي سرياني أن يسامح  جرائم العثمانيين قبل الكشف عن كيفية إبادة الشعب الأرمني و شعبنا السرياني الآرامي.

هنري بدروس كيفا

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها