الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 |  الرئيسة سياسة |  روابط | نشيد قومي | أرشيف | إتصل بنا |  

اللغة الآرامية 

الهوية الارامية

علم الآثار

  تاريخ الشرق

تاريخ الكنيسة السريانية   

     متفرقات 

ردود و تعليقات  

   الفكر الاشوري المزيف

     فيس بوك

 اقرأ المزيد...

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!


 لما لقب نور الدين الزنكي بالخنزير الأشوري ؟

    إن هذا التعبير القبيح موجود في تاريخ مار ميخائيل الكبير ، الذي نعت نور الدين بالخنزير الأشوري بعد إحتلاله لمدينة الرها.النص السرياني ، الطبعة الجديدة التي صدرت في السويد سنة 2006 ، صفحة ܐܫܬܠܛ ܚܙܝܪܐ ܐܬܘܪܝܐ ܗ ܡܥܣ ܠܥܢܒܐ ܪܚܝܡܬܐ ". و في السطر التالي يستعرض المؤرخ ميخائيل الكبير (1126-1199) الأهوال التي تعرض لها السريان في الرها  بعد دخول جيش  717 " الزنكي الى الرها وعمليات القتل التي طالت كل الشعب السرياني الرهاوي من رهبان و نساء و أطفال .

    المشكلة التي تطرح هي لما  وصف ميخائيل الكبير الأمير نور الدين الزنكي بالخنزير الأشوري؟ علما أنه - حسب علمي - الوحيد الذي وصف نور الدين التركي بخنزير أشوري ! لا شك إن كلمة خنزير واضحة وهي تعني الشتيمة ولكن ما معنى التسمية الأشورية في هذا النص ؟

أولا -  تطور التسمية الأشورية في المصادر السريانية .

 أ- التسمية الأشورية الجغرافية

     لقد سقطت إمبراطوريات عديدة في تاريخ الشرق القديم ، الشعب الميتني الذي إمتدت سلطته من شمالي سوريا إلى الجزيرة و حتى بلاد أشور القديمة ، بعد زوال الحكم السياسي للشعب الميتني في أواخر القرن الثالث عشر ق.م  و إستلام الأراميين الحكم في هذه المنطقة لم يعد يوجد أي ذكر للشعب الميتني الهندو أوروبي ، لا شك أن الأراميين قد " صهروا" بقايا ذلك الشعب .

   الأمر يختلف كليا مع الإمبراطورية الأشورية ، فبعد سقوطها سنة612ق.م ، إنتقل الحكم الى الكلدانيين الأراميين الذين تركوا لنا كتابات عديدة توصفهم بملوك بلاد أكاد . ولكن سرعان ما سقطت إمبراطورية الكلدانيين تحت ضربات الميديين سنة 538 ق .م  وقد أطلق الميديون تسمية " بلاد أسورستان " على كل الشرق القديم . هنالك عدة نصوص فارسية تذكر بلاد أسورستان و في نصوص فارسية أحدث نرى تسمية جديدة و هي بلاد بابل . هذه تسمية جديدة فبابل كانت تسمية لمدينة و ليس لشعب أو بلاد .لقد أخذ المؤرخون اليونانيون القدامى هاتين التسميتين الأشورية ( لكل الشرق القديم ) و البابلية من التسميات الإدارية الفارسية . الشعب الذي كان يسكن في بلاد بابل ، ظل محافظا على إستخدام التسمية الأرامية لهذه المنطقة و هي تسمية " بلاد الأراميين".

    الشعب الاشوري القديم لم يطلق التسمية " الأشورية" على كل المناطق التي إستولوا عليها فبلاد مصر ظلت محافظة على تسميتها الجغرافية التاريخية . ولكن بعد دخول الإسكندر المقدوني و إحتلاله للشرق القديم و إتساع إمبراطوريته نحو الهند غابت التسمية الأشورية كتسمية إدارية للشرق .بعد موت الإسكندر تقاسم قواده إمبراطوريته الواسعة الأطراف و كان الشرق من نصيب سلوقس الذي حمل لقب " ملك سوريا "  king of Syria .

    بعد  إستقلال الفرس الساسانيين ، عادت التمسية الأشورية الجغرفية الى التداول وهي تشمل بعض مناطق شمالي شرق العراق . و طبعا التسمية الأشورية الجغرافية في عهد الفرس لم تكن تشمل كل العراق لأن التسمية " بلاد الأراميين " كانت تطلق على وسط و جنوب العراق.

 أم التسمية " سوريا " فقد أصبحت بعد الترجمة السبعينية مرادفة للتسمية الأرامية و أصبح لها مدلولا جغرافيا محددا خاصة بعد دخول الرومان إلى الشرق .

ب - ألأشوريون في النصوص السريانية

  لقد وردت التسمية الأشورية  ܐܬܘܪܝܐ في نصوص سريانية عديدة. و طبعا كان السريان يكتبون هذه التسمية بحرف التاء و ليس السين أو الشين . و كان المفسرون السريان للكتاب المقدس   عندما يجدون التسمية الأشورية يعمدون إلى شرحها و لكن بدون الإدعاء بالإنتماء الى ذلك

الشعب الأشوري . إن ذكر مار أفرام السرياني للتسمية الأشورية  هو لشعب قديم و ليس لشعب معاصر له .

   المتتبع لتطور التسمية الأشورية في المصادر السريانية يلاحظ أن التسمية الأشورية في اللغة السريانية تحمل معاني غير مستحبة، ففي تاريخ مار يوحنا التللي الذي كان من أبرز المناهضين لمجمع خلقيدونيا في أواسط القرن السادس الميلادي . سيرة حياته باللغة السريانية تخبرنا كيف عمد الخلقيدونيون الى إلقاء القبض عليه ، النص السرياني يذكر ألقي القبض عليه أشوريا ؟ ܐܬܘܪܝܬ" أي ألقي القبض عليه بوحشية! كذلك من يطلع في الصفحة الأولى من تاريخ التلمحري فهو يشبه"  وحشية العرب الذين إحتلوا بلاد السريان بالجيش الأشوري ! و هنالك مصادر سريانية  عديدة حيث التسمية الأشورية غير مستحبة حتى أصبحت في قاموس حسن بن بهلول السرياني النسطوري تعني الأعداء !

ثانيا - ما معنى خنزير" أشوري" في نص ميخائيل الكبير ؟

   لقد عانى المسيحيون كثيرا من قساوة و ظلم نور الدين الزنكي ، هنالك بحث علمي للدكتور متي موسى  باللغة الإنكليزية عنوانه

The Christians under Turkish Rule  على هذا الرابط

http://www.syriacstudies.com/AFSS/Syriac_Articles_in_English/Entries/2008/9/26

__The_Christians_under_Turkish_Rule_-_Dr._Matti_Moosa.html

   هذا البحث المسنود خاصة بتاريخ ميخائيل الكبير الذي كان معاصرا لتلك الأحداث يثبت لنا مدى إطلاع البطريرك ميخائيل الكبير على أعمال نور الدين القبيحة و الجائرة بحق المسيحيين الأبرياء . و هذا مما دفع بعض الباحثين الى الإعتقاد الى أن الكلمتين " خنزير  أشوري" تحملان معاني قبيحة  للأسباب التالية

 - أن نور الدين كان تركيا و ليس أشوريا 

 - أن التسمية الأشورية في اللغة السريانية تعني الأعداء

 - أن البطريرك ميخائيل المعاصر و المطلع خاصة بواسطة مطران

 الرها الذي نجا من الموت و هو شاهد عيان لعمليات القتل كان يتألم

  لمصير سريان الرها مدينة الملك أبجر .

    إنني - إستنادا إلى نصوص سريانية عديدة - لا أعتقد أن التسمية الأشورية تحمل معاني قبيحة في هذا النص و ذلك للأسباب التالية:

  أ - بعد سقوط الإمبراطورية الفارسية تحت ضربات الجيوش المسلمة المنتصرة ، غابت التسمية الأشورية الجغرافية  . في تاريخ إيليا مطران نصيبين السرياني النسطوري نرى أن تسمية العراق قد حلت بدل تسمية" بلاد الأراميين ". لقد أطلق العرب المسلمون تسميات عربية جديدة

على المناطق و المدن التي إستولوا عليها.

ب - نحن نعلم من خلال بحث العالم J.-M. FIEY  المشهور?  ASSYRIENS " OU ARAMEENS " حيث يستشهد صفحة 156 بخطاط سرياني غربي كان قد مضى إسمه على الشكل التالي " القس بهنام الأشوري "  أي الموصللي . يؤكد الأب العالم FIEY أن بهنام الأشوري لا يدعي الإنتماء الى الشعب الأشوري .   إذن التسمية الأشورية في النصوص السريانية المتأخرة صارت تعني سكان الموصل :

 السؤال الآن هو هل الخنزير" الأشوري " يعني الخنزير الموصللي ؟

ثالثا - نور الدين أمير الموصل

  سوف أستشهد ببعض النصوص السريانية من تاريخ ميخائيل الكبير) طبعة السويد 2006 ) ففي الصفحة 697 نرى العنوان التالي"ܥܠ  ܙܒܢܐ  ܕܒܗ  ܢܦܩ  ܙܢܓܝ  ܡܢ  ܒܓܕܕ  ܘ ܐܡܠܟ  ܥܠ  ܡܘܨܠ"

أي التاريخ الذي خرج فيه الزنكي من بغداد و تسلط على الموصل . و في الصفحة 700 نرى تعبير "  ܙܢܓܝ   ܡܪܗ  ܕ ܡܘܨܠ " أي

الزنكي أمير الموصل .

    إن البطريرك ميخائيل الكبير يستخدم التسميتين الأشورية و الموصللية كتسميتين مترادفتين ، و هذا واضح من النصوص التالية : صفحة 686

" ܐܬܦܫܩ  ܡܢ  ܟܬܒܐ  ܐܪܐܒܝܐ  ܕܒܐܬܘܪ  ܘ ܒܒܝܠ  ܟܬܝܒܝܢ  ܗܘܘ"  أي ترجمت من كتب عربية  كانت مكتوبة في الموصل و في

بغداد .  و في  صفحة أخرى 673 نجد هذا التعبير

" ܘ ܒܗ  ܒܙܒܢܐ  ܢܦܠܬ  ܦܠܓܘܬܐ ܒܝܬ ܬܘܪܟܝܐ  ܠܐܪܒܝܐ ܕܒܐܬܘܪ ( ܟܐܡܬ ܕܡܘܨܠ). في هذه السنة وقع إنقسام بين الأتراك و العرب في أشور ( أي الموصل ) . بصراحة إنني لم أتحقق من كتب بين القوسين أي الموصل ، هل هو ميخائيل نفسه أم الذين أعادوا طباعة تاريخه في السويد ؟

 رابعا  -      أهمية هذا النص

نحن نؤكد إستنادا إلى هذه النصوص أن تعبير الخنزير الأشوري الذي أطلقه البطريرك ميخائيل على الأمير نور الدين الزنكي يعني الخنزير الموصللي أي من الموصل .

     هذا النص يؤكد لنا أن التسمية الأشورية كانت تعني الموصللي منذ نهاية القرن الثاني عشر  إلى بداية القرن العشرين . هذا النص القديم يؤكد الخلاصة التي توصل اليها د. أسعد صوما  حيث يبرهن أن بعض الكتابات في الكنائس السريانية فى بعض قرى بيت نهرين التي ذكرت أسماء مطارين أشوريين أي موصلليين . وقد أكد د . أسعد صوما أن المطارنة الذين ولدوا  في الموصل كانوا ينسبون اليها باللغة السريانية ܐܬܘܪܝܐ أي الموصللي و ليس الأشوري ( الشعب القديم .( إن هذا النص ܚܙܝܪܐ ܐܬܘܪܝܐ  يؤكد لنا أن تسمية أشوري تعني الموصللي حتى و لو كان تركيا .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها