الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 |  الرئيسة سياسة |  روابط | نشيد قومي | أرشيف | إتصل بنا |  

اللغة الآرامية 

الهوية الارامية

علم الآثار

  تاريخ الشرق

تاريخ الكنيسة السريانية   

     متفرقات 

ردود و تعليقات  

   الفكر الاشوري المزيف

     فيس بوك

 اقرأ المزيد...

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!


 

060716

الخط السرياني في بحث فيليب دي طرازي

لقد انتشرت كتب و ابحاث العالم فيليب دي طرازي بين المثقفين السريان . لقد اعيد طبع كتابه المشهور " عصر السريان الذهبي " ثلاث مرات و ذلك لأهمية أبحاثه و ربما لعطش المثقفين السريان لمعرفة تواريخ أجدادهم . من الملاحظ ان كتابات دي طرازي تعتمد على المصادر السريانية والمراجع العلمية ، و كان يحاول توعية السريان و بث الروح القومية بين مثقفيهم وكان من ضمن مجموعة من العلماء السريان مثل قداسة البطريرك افرام برصوم و الأب اسحق ارملة،الذين تمسكوا بجذورهم الآرامية .
ذكر دي طرازي في مقدمته هذا التعبير " الأمة الآرامية السريانية " كما ذكر ايضا " لعل ذلك الماضي المجيد يبعث في هذه الأمة روح اليقظة و النهضة ...
نشر موقع حضارتي السريانية النشيط فصلا من كتاب عصر السريان الذهبي وعنوانه " الخط السرياني " نحب ان نعلق على بعض الافكار و شرح بعض التعابير و تصحيح بعض المعلومات الخاطئة التي وردت في هذا البحث .

لقد دعت رابطة الاكادميين السريان الاراميين الى اعتماد النقد العلمي البناء ،فأرجو ألاّ يستغرب القارئ من انتقادنا لبعض أخطاء دي طرازي مع أننا من المعجبين بأعمال دي طرازي وأبحاثه . فنحن نبحث عن " الحقيقة التاريخية " قبل كل شيء .

1 ـ لقد ذكر دي طرازي "لا شك أن الذي استنبط صناعة الكتابة أولى الجنس البشري منة عظيم " دي طرازي يقصد بالكتابة الأحرف الأبجدية ، و هذا واضح في الجملة التالية .
2 ـ يكتب دي طرازي" و الرأي السائد بين العلماء هو أن الكتابة استنبطتها الأمة الفينيقية التي سكنت سواحل فينيق " هنا يتضح لنا ما هو المقصود بالكتابة ؟
لا شك انه يقصد الأبجدية الفينيقية .
طبعا أول كتابة وصلت إلينا هي الكتابة المسمارية السومرية ثم الهيروغليفية الفرعونية القديمة وهاتان الكتابتان أقدم من الأبجدية الفينيقية بحوالي 2200 سنة .
3 ـ ينهي دي طرازي جملته " و هذا وحده كاف ليجعل للسريان حق الفخر باستنباط الكتابة. لأن بلاد فينيقي كصور و صيدا و بيروت و جبيل الخ ليست إلا بقعة صغيرة من بلاده".
للاسف دي طرزي يخطئ ،أجدادنا السريان ـ الآراميون لم يستنبطوا الأبجدية فمن المعلوم أنهم اخذوا الأبجدية من الفينيقيين .
تذكير للقراء ، اليونانيون هم الذين أطلقوا التسمية " الفينيقية " على الكنعانيين سكان الساحل .
المؤرخون المتخصصون في تاريخ الشرق القديم يميزون بين الشعب الكنعاني و الشعب الآرامي، لم أجد أي مؤرخ يعتبر الكنعانيين أو الفينيقيين من الشعب الآرامي
4 ـ نقل دي طرازي نصا عن البحاثة اللغوي المطران اقليميس يوسف داود ورد فيه " جاء في صحف اليونانيين القدماء أنه في نحو السنة 1590 قبل المسيح وصلت إلى أرض اليونانيين من بلاد الفينيق التي يقال لها فونيقي و هي أقصى أرض السريان غرباً..... فئة من الشاميين في مقدامها رجل اسمه قدمو و جلبت إلى هناك صناعة الكتابة، و صار اليونانيون منذ ذلك الزمان يكتبون بالحروف السريانية إلى يومنا ".
المطران اقليمس داود هو عالم لغوي اكثر من ان يكون مؤرخا ، معلوماته عن الفينيقيين هي من اواسط القرن الـ 19 عشر لذلك نجد فيها الكثير من الأخطاء التاريخية . النص الذي ينقله عن قدمو هو حكاية اسطورية ـ اقدم نص كنعاني او فينيقي يرجع الى حوالي 1100 ق.م. لقد وصلت الابجدية الفينيقية الى بلاد اليونان في حوالي القرن التاسع أو الثامن ق.م. و ليس سنة 1590 ق.م. هذا رقم خيالي . حكاية قدموس تقول انه قدم من جبيل و ليس من سوريا .

5 ـ نقل دي طرازي نصوصا يونانية جاء فيها " أثبت العلماء أن الأمم العريقة في الحضارة اقتبست صناعة الخط عن السريان. وهاك ما يؤيد ذلك: قال ديودورس الصقلي المؤرخ الشهير في القرن السابق لميلاد:\" إن استنباط الكتابة يعود فضله إلى السريان\". و كتب اقليميس الإسكندري في القرن الثاني للميلاد:\" ذهب كثيرون من القدماء إلى أن السريان هم الذين استنبطوا الكتابة\".

ـ من المهم جدا معرفة مفهوم التسمية السريانية في المصادر اليونانية . في حوالي 300 سنة ق.م. اعلن سلوقس قائد الاسكندر نفسه " ملك سوريا " و كانت سوريا تضم كل المناطق في الشرق الخاضعة له و من ضمنها فييقيا . و قد قسم الرومان سوريا الى ولايات عديدة من ضمنها فينيقيا الاؤلى اي الساحلية ثم فينيقيا الثانية او الداخلية و عاصمتها دمشق ثم سوريا الاؤلى و سوريا الثانية و غيرها و قد ظل هذا التنظيم معتمدا حتى دخول العرب الى سوريا .

و قد ظلت التسمية السريانية تطلق على جميع تلك الولايات ، و واضح من خلال كتاب العالم لوسيان السمسياطي وعنوانه الآلهة السريانية وهو يتكلم عن العادات الدينية و الاحتفالات في المدن السريانية، في البداية يتكلم عن منبج قرب الفرات ثم القسم الأكبر من كتابه يتكلم عن صور و صيدا و بعلبك ،لذلك يجب التحقيق في ما كتبه ديودورس الصقلي و اقليمس الاسكندري عن المقصود بالتسمية السريانية ؟

ملاحظة صغيرة .... ذكر دي طرازي في بحثه عن الخطاطين و النساخ السريان لربان ربولا في القرن السادس و هو منمق الإنجيل المصور المحفوظ في مكتبة فلورنسا . الربان ربولا هو ربولا مطران الرها الشهير و عاش 365 ؟ ـ 435 م،اي في القرن الخامس ، و هو ليس " منمق " الإنجيل المشهور المعروف بـ انجيل ربولا المحفوظ في مكتبة فلورنسا.

اخيرا يختم دي طراي بحثه " تكفي إذاً الأمة السريانية هذه المزية الفريدة ليسجل لها التاريخ ذكرى منزلتها المثلى في الحضارة و الثقافة. فقد أصبحت باستنباطها صناعة الخط مرجعاً لكل الأمم المتحضرة حتى لقبت بجدارة (أميرة الثقافة) و (أم الحضارة) ".
يوجد اليوم اقساما حول تاريخ و اللغة السريانية في أشهر جامعات العالم ، اهتمام المؤرخين في دراسة الحضارة و الثقافة السريانية ليس لان السريان استنبطوا الكتابة ( الابجدية ) ، كما ادعى دي طرازي ـ و هذا ادعاء خاطئ كما برهنا ـ و لكن اهتمام المؤرخين اليوم هو بسبب الدور الكبير الذي لعبه اجدادنا خاصة في ميادين الحضارة و الثقافة.
 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها 

 

 الموقع الرسمي 

 |  الرئيسة سياسة |  روابط | نشيد قومي | أرشيف | إتصل بنا |  

تبرع

 

أهداف | بيانات  لغة  تاريخ  | ثقافة  |  صور |

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها