لاحظ س. حداد
اقرأ المزيد...
10/7/2007
حكـومة لبـنان (3)
عندما انهمر السيل البشري، الذي أدهش العالم، إلى قلب العاصمة اللبنانية
معلناً قيام ثورة الأرز، أسس واقعاً جديداً لقيام دولة الاستقلال الثاني
ولكن، لا نواب الأمة الذين نالوا شقتها ولا الحكومة التي ابثقت عن هؤلاء
النواب تمكنوا من هضم الواقع الجديد.
البعض، أفلتَ ملقَّ الحرية وسيعاً وانطلق في ردةِ فعلٍ تستثير الجماهير
المتشوّقة للإنعتاق من ربقة استعباد احتلال النظام السوري. والبعض الآخر،
خشية الفشل وخوف الانتقام، استمرئ انتهاج نظرية رجل في الفلاحة اللبنانية
ورجل في البور السوري. والبعض الغاضب لقرب انتهاء دوره، الذي يمكن تسميته
لبناني، والخادم المطيع للنظام السوري، فعاد مجدداً لانعاش نظريته
العقيدية الراقدة تحقياً لأحلام وليَّهً أو أوليائه، في استلام الدولة
وأسلمتها. أما البعض الأخير، فاستحوذت على عقله نظرية احقيته بالرئاسة
مكافأةً لنضالٍ لم يكن وحده فيه، وانفصل عن ثورة استقبلته استقبال
الفاتحين وانجرف في تثبيت هذه الأحقية بالتفاهم مع القطب الأكثر عصبية
محاولاً استدراجه إلى حضنِ وطنٍ لا يعترف به إلاّ بؤرة فساد تقف في وجه
تحقيق أحلامه. هذا هو الثلاثي الذي تجابهه ثورة
الأرز اليوم.
هكذا، اتضح إلى الآن، ما يريده هذا الثلاثي في لبنان.
إن المخاتلة المراوغة التي يتبعها أطراف العارضة لقيام الدولة، باتت أكثر
أذى للوطن من كافة مفاعيل تهديدات النظام السوري. كما أن تدمير الاقتصاد،
هجرة الشباب اللبناني ومؤخراً الانقضاض الهمجي على جنود الجيش اللبناني،
لم تحوّل أطراف المعارضة عن أهدافها. وكذلك، التهديد بتقسيم الدولة أو
إنهيار الكيان اللبناني برمّته لم يرفّ له جفن من أجفان عيون هؤلاء
الساهرة!
تدخل بعض الدول العربية المقربة من لبنان بل تدخل جامعة الدول العربية
بأكملها من أجل تليين مواقف هذه المعارضة البائسة، لم تأتِِ بأية نتيجة.
ومؤخراً، تدخل المجتمع الدولي، عن طريق فرنسا، في محاولة لفتح بات حوارٍ
ما، أكدت للعالم، الذي ربما بعضه لم يكن قد صدق بعد، أن تشبّث أطًراف
المعارضة في تنفيذ مخططها الانقلابي سوف يدفع بحكومة لبنان إلى مزيدٍ من
الاصرار والسير قدماً في انتهاج كافة السبل والوسائل المتاحة لها محلياً،
عربياً ودولياً للدفاع عن الوطن واستقلاله.
ويقولون:
حكومة وحدة وطنية ثم رئاسة الجمهورية!
ونقول:
لا حكومة الوحدة الوطنية ولا رئاسة الجمهورية هما الهدف الأعلى لدى طلاّب
المشاركة في الحكم، حزب الله بشكل خاص. إنه القبض على عنق الدولة وضرب
نظامها وتحويلهما إلى محمية عقيدية ايرانية بعد فشل النظام السوري، رغم
كافة محاولاته إبقاء هيمنته على لبنان وتحوّله إلى تدميره، اغتيالاً
وحروب إرهابية.. فهل تتذكرون!
إن الاستهتار بكل القيّم اللبنانية والسياسية الذي تمارسه قيادات حزب
الله وحلفائها في موضوعي الحكومة والاستحقاق الرئاسي لم يعد مستغرباً من
اللبنانيين، لاسيما التيار السيادي الواسع الانتشار في العالم، بل إن
هؤلاء لَـيستغربون أكثر تصرف حكومة لبنان تجاه هذه القيادات ولا يجدون
لها أعذاراً.
بات من المؤكد إصرار حزب الله، مدعوماً من الفئة الموالية لسوريا على نقض
النظام اللبناني القائم وتغييره إلى ما يتناسب وأهوائه، ضارباً عرض
الحائط بمصلحة الوطن العليا؛ الوطن الذي حماه وأمّن له الموقع الغطاء
السياسي والعسكري معاً.
إن ما وصلنا إليه من قناعة من أن مخطط المعارضة، بشقيه العقيدي الايراني
والإرهابي السوري لن يتحول يتحولوا عنه قط ما لم يعِ أطراف المعارضة، من
اللبنانيين، خطورة ما هم ذاهبون إليه والذي، إذا ما ثابروا عليه لن ينفع
معه أيُّ ندم.. ولات ساعة مندم.
إلى هؤلاء نقول:
اييها المعارضون اللبنانيون، إن ما تتشبثون به من مطالب المشاركة أمست
اليوم أشد أذىً لكم. فالمشاركة في السطلة لا تجيز التخلي عن الوطن لتنفيس
احتقان النظام السوري ولا تبرر تحقيق بسط النظرية العقيدية الايرانية
المزمع نشرها في كل مكان.. فقط نحيلكم إلى ما يُذاع ويُعلن في أرض فلسطين
بالذات. فلسطين التي دفعنا الغالي والنفيس من أجل تحقيق دولةٍ فيها،
يريدونها اليوم دولةً إسلامية عقيدية ايرانية تبنى على الارهاب السوري.
تماماً كما هو حلم هذين النظامين في لبنان..
فهل لا زلتم جاهلون!
إن استقتالكم في طلب المشاركة لفئة مارقة عن طائفتها، لن يعفيكم من
اشمئزاز الفئة الكبرى في هذه الطائفة، وإذا ما قُيِّضَ لتلك الفئة
المارقة أن تنجح، بمساعدتكم، سوف لن تلقوا منها سوى
جزاء سنمار! وهناك البكاء وصريف
الأسنان!
الاستحقاق
الرئاسي،.
دردشة صغرى من لبناني ثقيل الفهم.. حول طروحات
الجنرال عون، في حديث صحافي له..
أنا أو لا أحد:
(لويس الرابع عشر- الملك الشمس) عفواً
جنرال، هناك الكثر من أبناء مارون يستحقون الذكر وبامكانهم حمل اللواء..
فلا داعٍ للمزايدة..
أنا مفتاح لحل الأزمة في لبنان:
كيف تكون المفتاح إن كان القفل في غير يديك؟
أنا رجلٌ حر ولا عاصمة أجنية خلفي:
جميل هذا القول لكن قل للشعب اللبناني هل دولتا سوريا وايران من عظام
الرقبة..
ويمكنني أن اكون الجسر بين جميع الأطراف:
كيف تكون جسراً وأنتَ أحد أعمدته.. على كلِّ، هذا ما رغبنا فيك أن تكون.
لا يمكني أن أضمن أي شخص آخر:
ومن قال أن أحداً في لبنان كله يضمنك سوى نفسك ..
أنا أعرف بلدي، أعرف سياسيينا ولا أريد أن يحصل خطأ:
مَن مِن سياسيينا لا يعرف بلده ويريد حصول خطأ .. أي خطأ!
أنا أعارض انتخاب رئيس توافقي "ضعيف" نتيجة تسوية بين المعارضة والغالبية
وأحذر بأن ذلك سيؤدي إلى مزيد من التدهور وانعدام الاستقرار و"سيدمر
البلد:
ترفض رئيس توافقي وتطلب التوافق حولك! بالله عليك قل لنا: تصرفات مَن
ستؤدي إلى تدمير البلد؟ أهو حزب الله بالوكالة أم بشار الأسد وزُمر
إرهابه؟ أنت إذن تعلم بالنتائج فلِما لا تُقدم على مبادرة إنقاذ حقيقية
بدل المهاترات اليومية. ثمَّ، كيف ترضى بتوافق من شتمت واتهمت،! ألا يحق
للبناديق أن يخشوا انتقامك؟
على الجميع أن يفهم أن لبنان لا يُحكم باستبعاد فئة واسعة تمثل ثلث سكانه:
(شكراً انسيكلوبيديا الفهم المطلق) ثمَّ، كيف تتجرّأ على تغييب طائفة
بأكملها لمصلحة فئة لا تتعدى عديد عناصر حزبها. أم أنت احتسبت الجزء
كُلاً؟ وكيف للمرارة ألاّ تأخذ قلب هذه الطائفة جرّاء اختيارأبناء مارون
لك، وأنتَ ترذلها وتنفي وجودها..
قد يكون البعض ضدي، لكن لا يمكنهم دعم شخص آخر:
هذا البعض يتنامى يومياً ويزيد ويجهر به لبنانيو المغتربات..
إن تقدم مرشح منافس، عليه أن يعرض على الشعب اللبناني حلولاً (..):
هذا طبيعي ولا مندوحة منه.. لبنان الوطن وليس الحكم وليس المحمية ولا
بؤرة عقيدية.. وإذا كنت لها.. أعلنها، إن كانت لك الشجاعة التي عهدها
فيك..
وأن يحل مشكلاتنا بشكل سلمي، عليه أن يوجد الثقة بين الأطراف اللبنانية،
متعهداً بتطبيق خطة إصلاحات ديمقراطية ومؤسساتية:
ليس هناك من يطلب الحل العسكري لتنفيذ مخططاته سوى الإرهابيين وحماتهم
وأصحاب العقائد الهدامة والمثال قائم على أرض فلسطين المنكوبة بوجودهم
وجهودهم. ثم الثقة، فكيف السبيل إليها قبل الاعتراف بالدولة اللبنانية.
أما تطبيق الإصلاحات الديمقراطية والمؤسساتية فنحن معك فيها.. والأولوية
تكون في إقناع حلفائك والمتفاهِم معهم بأنهم لن يكونوا الدولة.. فالدولة
قائمة وهم فانون.
الاستحقاق الرئياسي وحكومة لبنان.
زاد في الرقة حتى انفلق،
مثل يقال لمن تعدت قدرته احتمال الظلم "والعنظزة". فإلى متى تستأثر
الرقة فؤاد حكومة لبنان؟ أما آن الأوان كي تعاد الأمور إلى نصابها ويوضع
حداً لكل هذه البهورات الهمايونية التي يتحفنا بها أناسٌ لا همَّ لهم سوى
توجيه التهم إلى حكومة لبنان ومعاقبة الشعب اللبناني بأكمله؛ شعب تحمّلَ
ضنك الحياة ومرارة الصبر من فئة متجبّرة بعقيدةٍ مشوّهة ومُشوِّهة
للأيمان بالله؟ وهل يُفترض بالشعب اللبناني كله، بتعدد مذاهبه وطوائفه،
أن يتخلى عن سبلِ أيمانه بالله ويتحوَّل إلى عقيدتهم؟
أسئلة ربما يُساءُ تفسيرها من البعض لكننا لا نرى وسيلة أفضل لإيقاظ
هؤلاء من غفلةِ جهلهم بأن البشر اليوم باتت ترى إلى الله بغير منظور
الردة الأيمانية التي انبثقت عن ظلم ذوي القربى لهم، فيحاولون اليوم
الانتقام، لكنَّ الآخرين لا ذنب لهم وليسوا من نافخي العير فما بالهم
بالنفير.
إن نافخي طبول الحرب على انتخاب رئيس للجمهورية، لا يجب أن يثنوا حكومة
لبنان عن استكمال سيرها الوئيد للحفاظ على الدولة. فالنهج الدستوري
السليم السائرة فيه حكومة لبنان لا يجب أن تتخلى عنه حتى مع الحصول على
أعظم الضمانات، فالذي يتخلى عن لبنانيته لا يمكن الوثوق به وبضمانته. ولو
كان له ذرّة من القيم اللبنانية أو الدينية لما ارتضى وقف قيام الدولة
ولسارع إلى تقديم العون لها وساعة ذاك يمكنه المطالبة بالمشاركة التي
تخلى عنها في أشد ألأوقات حرجا في تاريخ لبنان الحديث.
إن هؤلاء الملتفين بالكذب والرياء والمأتزرين بالمداهنة والنفاق
والمتظاهرين بالتدين والمدعين الولاء، ما هم سوى حفنة حاقدة على كل خير
ومارقين عن كل دين، فالقتل دينها والإرهاب ديدنها ولا تنفك تدعي السلام
والوئام؛ فالتوافق معها جريمة لا تُغتفر.
إن أولئك المهاترين، بعد أن تخلّوا عن دور سياسي أُعطيَ لهم، واستغلوه
لمصلحتهم الخاصة ولمصلحة الأغراب دون الوطن، لا يجوز بعد اليوم مداراتهم
والتزلّف لهم أو حتى الإصغاء لمطالبهم، وإلاّ زادوا تجبراً وصلفاً
وتصعيداً ..
دعوهم يثبتوا أقوالهم وادعاءاتهم الوطنية في مجلس النواب.. إذا لم يًحل
أو يُعطل.. وسوف نرى إلى من يدعي تمثيل المسيحيين أو من يدعي تمثيل
الشيعة كيف سيتصرفون. وهل سيدفون البلاد إلى الفراغ والتفتت أم ينتصرون
له. فراغٌ لا يمكن التنبئ بارتدادات؟
وهل هؤلاء النواب، أعضاء التكتل الجنرالي، سيتخلون عن مسيحيتهم لقاء
وعودٍ عقيدية ويستنكفون عن التوجه إلى مجلس النواب وانتخاب أحد المرشحين
للرئاسة؟ في الواقع أيها السادة الكرام، إن اللبنانيين المنتشرين في
منافي الأرض باتوا لا يفقهون ما يسمعون من أقوالكم.. إذا لم يتم التوافق
على الجنرال فلن نشارك في الانتخاب.. أي انتخاب هذا؟ أهو انتخاب ما
تسمّون أم امتياز وتذكية. فإذا كان هذا أو ذاك فلما الانتخاب ولماذا
إضاعة وقت الناس بالانتظار... أعلنوها دولة الجنرال وليذهب منتخبوكم
اللبنانيون إلى الجحيم. وكان الله يحب الجنرال. وهكذا يكون هذا الله قد
اختار عناصر حزب الله وقوم الجنرال شعباً مختاراً له.
حكومة لبنان،
لسنا في موضع إسداء النصح، وفيكم النصحاء. فقط نطالبكم بتوفير وقت الأمة
والوقوف، بصلابة الأيمان المعطى لكم من ثورة أرز بلدكم، في وجه طغيان
رعاع الأرض ومرتزقة الإرهاب. إن الوقف عاملٌ إن أُهمل قَتلَ وإن أُهدر
فتك فلا تدعوهم في غوغائيتهم يستفحلون.
إن مَن يُقدم على تدمير البلاد وقتل العباد لهو جديرٌ بالمحاكمة والعقاب،
وليس بالتهليل والتطبيل والتمجيد.
إن رعبكم في مواجهة هؤلاء القتلة لم يكن في محله.. وكان الأولى بكم حلّ
حزبهم وطردهم من من الحياة السياسية كلياً.
إن تراخيكم في مواجهة إرهابهم العسكري جعلكم مطيةً لإرهابهم الفكري
وبالتالي اندمجتم في لعبتهم الجهنمية واستساغ سبلهم باقي أترابهم ذوي
التاريخ الحافل بالإجرام، والحقد المحفوظ في ثنايا عقلهم والمتسلقين إلى
أية موجة كفرٍ ضد الوطن الغالي فكان انفلاتهم مخيفاً ومعيباً في آن.
وهؤلاء ذوو السوابق في القتل والسرقة والحرق والابتزاز وتدبير المؤامرات
الانقلابية. وهؤلاء صادفوا في حزب الله أطباقهم ..
لو تعلمون!
إن شعب ثورة الأرز والتيار السيادي اللبناني في العالم، الذي ائتمنكم
الوطن، يطالبكم بالضرب بيدٍ من حديد على كل معتدٍ ومتجاوز للقانون
والدستور.
وعليكم اختيار رئيس كسر عظم يسهم معكم في إعادة نصاب الدولة إلى مكانه
الطبيعي. فالرئيس التوافقي الذي يطالبون به لن يكن سوى ألعوبة في أيدي
المتوافقين عليه وكلُ منهم سوف يدعي امتلاكه في حين أن رئيس كسر العظم
سوف يكون للبنان كله.. فهل تفعلون؟
إن أمةً قدمت للعالم أجمل حضارة وأعظم عنفوان لهي جديرة بأن تحافظوا
عليها وتصونوا مقاماتها.
صانك الله لبـنان
لاحظ س. حداد
التيار السيادي / نيوزيلندا
|