عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

اذ ان جميع الكتاب القدماء لدى كل طائفة اصروا على اصلهم الارامي

20030620

تحاول اليوم قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أن تبني عراقاً ديمقراطياً حديثاً يحترم حريات وحقوق الإنسان. ممّا حدى بشعبنا محاولة الإستفادة من تطورات الوضع والمشاركة بالإدارة ليتمكن من المطالبة بحقوقه المشروعة والتأثير على مجرى الأحداث.

و بدوره يتوزّع شعبنا، الذي هو شعب العراق الأصلي، على المجموعات و الطوائف المذهبيّة التالية:

- الكلدان – أعضاء الكنيسة الكلدانية.

- السريان – أعضاء كنيستي السريان الأورثوذكس و الكاثوليك.

- الآشوريون – أعضاء الكنستين الآشوريتين.

- البروتستانت وغيرهم من الكنائس.

- الصابئة أو المندعيون و يستعملون الآرامية المندعيّة في طقوسهم الدينية.

ويؤكد المؤرخون المختصون وعلماء السّريانيات-الآراميات (سيرولوجيا-أرامايولوجيا) في مختلف جامعات أوروبا وأمريكا على أنّ هذه المجموعات والطوائف برمّتها تنتمي إلى الأمّة الآراميّة تاريخيا ولغويا وحضاريا. أما انتماء هذه المجموعات الى الأمة الآرامية فواضح كل الوضوح لكل من له أدنى المام بتاريخ هذه المجموعات والكنائس والطوائف التي كل منها يتكلم أو يستعمل لهجة أو لغة آرامية خاصة تعرف لدى العلماء المختصين "بالارامية الحديثة"، بينما تستعمل كنائسها لغة أرامية أخرى في طقوسها تعرف بالسريانية. اذ ان جميع الكتاب القدماء لدى كل طائفة اصروا على اصلهم الارامي.

وكان مجلس قيادة الثورة في العراق أصدر مرسوماً تشريعياً رائداً (رقم 251) سنة 1972، موُقعا من الرئيس العراقي آنذاك أحمد حسن البكر، ينص بمنح "الحقوق الثقافية" للمجموعات الناطقة باللغة السريانية من الكلدان والسريان والاثوريين. وكان هذا المرسوم حدثا عظيماً وفريداً من نوعه في الشرق الأوسط. إلاّ أنّ المرسوم وقع، ويا للأسف، في خطأ جسيم اذ تجاهل ذكر الصّابئة المندعيّين من ناحية واستعمل تعبير"الناطقين بالسّريانية" عوضاً عن "النّاطقين بالآراميّة" من ناحية أخرى. إذ أنّ جلّ المسيحيين في العراق يستعملون السريانية كلغة كنسية طقسيّة فقط، فيما هم يتكلّمون، في واقع الأمر، لهجات آراميّة لا يجوز مطلقا تسميتها بالسريانية على حد قول علماء الاراميات (ارامايولوجيا). أما تنوع اللهجات الارامية في شمال العراق فمرده الى القبائل الكلدانية الارامية المتعددة بلهجاتها المختلفة، والتي سيطرت على منطقة الشمال بعد القضاء الكامل على الدولة الاشورية الجبارة والقضاء على لغتها الاشورية وزوالها من التاريخ وذوبان البقية الباقية من الاشوريين في البوتقة الكلدانية الارامية (أنظر سفر ناحوم الالقوشي من العهد القديم). اذ كان الاراميون كالبحر العظيم الذي عم منطقة الشرق الاوسط برمتها.

لقد دفعت التطورات السياسية الحالية في العراق سائر المجموعات الناطقة بالآرامية للتداول والبحث في استخدام تسمية مشتركة جامعة ومقبولة من جميع اطراف شعبنا. وسيقام، فيما بعد، باعتماد هذه التسمية الموحدة في الدستور العراقي الجديد ليتمّ استعمالها لاحقاً في العالم أجمع.

ونحن من جهتنا، في التنظيم الآرامي الديمقراطي، نعلن عن دعمنا الكامل لمحاولات شعبنا في العراق ومساعيه في الوحدة تحت لواء تسمية واحدة جامعة ونقترح، بهذا الصّدد، اعتماد التسمية الآرامية، كون التسمية الآشوريّة (آثورايا – آثوري-اشوري) جديدة وحديثة العهد وغير معترف بها من قبل العلماء المتخصصين. اذ بعد انقراض التسمية بأكثر من حوالي 2500 سنة ظهرت ثانية للوجود على يد الارساليات التبشيرية الانكليكانية والامريكية في نهاية القرن التاسع عشر، وهي تسمية مرتبطة اليوم فقط بالكنيسة الاشورية لا غير (أنظر كتاب البرفسور جون جوزف بالانكليزية عن الارساليات بين النساطرة والتسمية الاشورية الحديثة. والبرفسور جوزف نسطوري مقيم في اميريكا وهو بروفسور في التاريخ ومتخصص بتاريخ كنيسته النسطورية "الاشورية").

 ولا ننسى بان التسمية الاشورية في القرون الوسطى كانت ايضا تعني "العدو" (انظر العمود 322 من موسوعة قاموس بربهلول النسطوري من القرن العاشر اذ شرح كلمة آثوريين بانها تعني الاعداء). أما الكلدان والسريان فتاريخهم الارامي واضح للغاية وليس بحاجة للتعليق عليه. وإذ نقترح الإسم الآرامي لفرق شعبنا في العراق لحقيقته التاريخية لكون جميع هذه الفرق آرامية، ولما يتمتّع به هذا الاسم من زخم و مقدرة كبيرة لتوحيد مختلف فصائل شعبنا في العراق فيما بينهم ومن جانب اخر لمقدرته على توحيدهم مع الآراميين في سوريا ولبنان ثانياً.

لقد كان جمع شمل مختلف مجموعات شعبنا وتوحيدها تحت لواء التسمية الآرامية أمنية أغلب مفكرينا القوميين، وخاصة رائد النهضة القومية الكبير نعّوم فائق (1930 – 1868) الذي أوقف سنيّ عمره لخدمة هذه القضية (انظر ما كتبه في هذا الصّدد في كتاب: نعّوم فائق، ذكرى و تخليد، ص. 66 – 63، طبعة عام 1936).

و كذلك تشهد الوقائع العلمية والاحداث الكنسية التاريخية على أن الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ظهرت للوجود منذ حوالي 500 عام تقريباً. علاوة على ذلك تكنت كلتا المجموعتين الكلدانية و الآشورية، دائماً وأبداً، باسم سورايا، أي سريان عامّة (انظر كتاب تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية تأليف البحاثة الكلداني الاب البير أبونا، وكذلك كتابه المهم أدب اللغة الارامية). ان هذا الموضوع واضح جدا لكل من له أدنى المام بكتب وتواريخ وادبيات هاتين الكنيستن العظيمتين اى الكلدانية والاشورية.

إذن تتمتع التسمية الآرامية بقدرة كامنة على التوحيد لا توجد لدى سواها، فهي ليست خاصة بكنيسة معينة أو بطائفة ما. ففي طيّاتها لايكمن أيّ مدلول كنسي أو طائفي ولم تتسيس بعد. وعليه يتوجّب، منطقيّاً وعلميا على الأقل، وبدون أحكام مسبقة، قبول الإسم الآرامي كاسم شامل دون أي عائق من قبل اي مجموعة.

إن التنظيم الآرامي الديمقراطي يأمل، في هذه المناسبة، أن تقوم كافة مجموعات شعبنا بأخذ مسؤوليتها التاريخية والعمل بما يقتضيه المنطق والعقل السليم واعتماد الإسم الآرامي تسمية قومية جامعة لأبناء وبنات شعبنا بغض النظر عن انتمائاتهم الدينية والكنسية و المذهبيّة.

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المكتب السياسي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها