بيان
نيويورك – الولايات المتحدة
مكتب الرئيس
22 - تشرين الثاني - 2006
إن الاتحاد الماروني العالمي وفي هذا الظرف الدقيق الذي يمر فيه
لبنان، يتقدم بالتعزية إلى الرئيس الشيخ أمين الجميل وعائلته
وعائلة الشهيد الكبير الشيخ بيار وإلى كل اللبنانيين الذين فقدوا
رجلا من رجالات لبنان وعلما من أعلامه وشابا ملؤه الحيوية والنشاط
وصاحب موقف يشهد له لا بل يحتاجه الوطن في مثل هذه الظروف.
إن من اغتال الشيخ بيار لا بد أنه حاول اغتيال لبنان، ولكنه
وبالرغم من جسامة الخسارة، لن يقطف إلا العزم عند اللبنانيين على
الاستمرار في المسيرة وتكريس الاستقلال الذي تعمّد ألف مرة بدماء
زعمائه وأبطاله وقادته وصحافييه ورجال الدين وكل فئات الشعب. هذا
البلد الذي سُقي ترابه كما لم يُسق تراب بلد آخر بالدماء الذكية.
ولم يبخل أهله عليه بالجهد والعطاء، بالتضحية والوفاء، ولا هم
تنازلوا عن حبة من ترابه أو جزء من كرامة بنيه.
اليوم وفي وداع رجل كبير من بيت أعطى الوطن أغلى ما عنده من فلذات
الأكباد، وتساوى مع كل المحبين في التضحية؛ من الجد مؤسس حزب
الكتائب اللبنانية التي زينت لبنان ودعمت استقلاله في شتى الظروف،
إلى الابن الشيخ بشير الذي ثبّت الحق ورفض تنكيس الراية، إلى
الأحفاد الذين سلكوا درب الشهادة وقد توجهم اليوم الشيخ بيار، نقف
متضامنين مع كل محب للبنان ونصر على المضي في مسيرة الاستقلال
والسيادة والكرامة.
إن الاتحاد الماروني العالمي يتوجه في هذه المناسبة إلى كل
اللبنانيين وإلى الزعماء منهم، أن يتعالوا على الصغائر ويشبكوا
الأيدي للنهوض بلبنان، خاصة وأن مناسبة عيد الاستقلال هذه السنة قد
غسلتها دماء بطل آخر من أبطال لبنان ورجل دولة من رجاله، فكفانا
تفككا وتشرزما ولنضع الخلافات والمصالح الصغيرة جانبا، ولنوحد
الصفوف في سبيل أن يبقى الوطن، لأننا بالنتيجة وحدنا الخاسرون، فإن
سقط الوطن فإنما سيسقط على رؤوس الجميع ولن يبقى منه ما يوزع أو
يورّث.
أما نداؤنا الأخص فهو للموارنة والمسيحيين عامة ليراجعوا الحسابات
ويتفهموا أهمية هذا البلد الذي كان ملجأ لكل مضطهد وكل ضعيف، وإنهم
يتحملون مسؤولية استمراره وديمومته مهما تبرّع المتفلسفون
والأغبياء وتندّر الحاقدون والسذج ونشروا من أكاذيب و"احصائيات"،
فعليهم ألا يتخلوا عن واجبهم في الدفاع عنه وحمايته من الطارئين
وقصيري النظر الذين يعتقدون بأن الوطن سلعة تباع وتشرى أو مقتنى
نتصرف فيه بحسب الهوى والمصلحة ونجيّره وبنيه لمن نشاء.
إننا وإذ نرى ما يجري في بلاد مجاورة من تعد على الإنسان وكرامته
تحت شعارات وأوهام شتى واسترخاص للحياة البشرية وما يواجه الأقليات
الضعيفة من تشريد واضطهاد، نحذر من الانقسام والاستفراد وما ينتج
عنهما من الوهن الذي يجعلنا لقمة سائغة لكل متجبر لا يعرف إلا
قانون الغاب ولا يحترم إلا وهرة القوة.
ونحن إذ نتمنى أن يتغمد الله روح الفقيد برحمته ويسكنه فسيح جنانه،
نتأمل أن يكون خاتمة قوافل الشهداء وأن يسهم استشهاده بخلاص لبنان
وعودة أبنائه إلى التآخي والتعاون ورص الصفوف للوصول بالبلاد إلى
شاطئ الأمان.
الشيخ سامي الخوري
رئيس الأتحاد الماروني العالمي