عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

  تاريخ الشرق                                   

بعض التعليقات حول  إديسا المدينة المباركة

20180102

هنري بدروس كيفا

لقد نشر سيغال J.B.Segal كتابه Edessa TheBlessed City سنة ١٩٧٠ و ذلك بعد عدة رحلات آثرية الى المدينة الذي صارت تعرف اليوم بإسم " أورفا ".

لقد إطلعت على هذا الكتاب سنة ١٩٨٢ و لعدم خبرتي في تاريخنا السرياني لم ألاحظ أن سيغال قد ذكر في كتابه عددا كبيرا من المفاهيم الخاطئة التي كانت منتشرة في أيامه و البعض منها لا تزال منتشرة حتى اليوم !

 من هم سكان إديسا أو الرها ؟

كتاب سيغال حول الرها هو مرجع علمي و لكنه مجحف بحق السريان الآراميين سكان الرها و ميسوبوتاميا أي بيت نهرين التاريخية .

في الصفحة ١٦ من النسخة التي أعادت طبعها Gorgias Press يذكر سيغال حرفيا " أكثر حكام الرها كانوا يتحدرون من الأنباط بينما سكانها بشكل عام كانوا مزيجا من عدة جذور " الباحث سيغال يؤكد أن العنصر المقدوني و اليوناني كان مكثفا في الرها على أثر تزاوج الجنود مع نساء من المنطقة .

و حتى يؤكد هذه الفكرة يستشهد بنص من تاريخ "ملالا " من القرن السادس الميلادي الذي كتب عن سلوقس نيكاتور بأنه وصف إديسا بأن نصف سكانها هم من السكان الأصيلين أي غير اليونانيين . النص اليوناني يستخدم تعبير " برابرة " الشائع عن اليونانيين .

عالم الآثار سيغال يستشهد في الصفحة ١٦ بأن الأسماء اليونانية كانت شائعة في مدينة اديسا. ويذكر أنه وجد كتابات قديمة في مدينة الرها حيث نرى إسم " سلوقس " و " أنطيوخوس " و في الصفحة ١٧ يذكر يذكر عدة أسماء لاتينية و يؤكد أن الأسماء السريانية كانت تشكل أكثرية ساحقة من الأسماء !

* المزعج في الأمر هو أن هذا العالم قد صور لنا أن العنصر اليوناني كان يشكل تقريبا نصف سكان المدينة و كي يؤكد فكرته يذكر الأسماء اليونانية و اللاتينية وهي قليلة جدا نسبة الى الأسماء السريانية .

* في الصفحة ٢٨ وفي الحاشية رقم ٤ يترجم سيغال الكتابات السريانية التي وجدها على لوحات الفسيفساء و هي في أغلبها أسماء الرهاويين المدفونين في المقابر . و هنا نرى أن أغلبية ساحقة من الأسماء هي سريانية !

* لقد ورد بين تلك الأسماء " سلوقس ابن مقيمو " و اسم آخر هو" مقيمو ابن سلوقس ". هذا الإسمان لا يؤكدان أن سلوقس ينتمي الى المقدونيين أو اليونانيين كما توهم سيغال لأن إسم والد سلوقس هو" مقيمو" أي إسم سرياني آرامي .

و هنا نرى أن سلوقس نفسه السرياني قد حافظ على عادة السريان و سمى إبنه " سلوقس " على اسم أبيه !

* لقد تعود الآراميون أن يعطوا أولادهم أسماء الملوك الغرباء الذين يحكمون بلادهم .

و قد شرحت سابقا كيف أن الملك الحاكم حدد يسعي قد أعطى هذا الإسم الأشوري لإبنه " توكلتي شارو " أي ما معناه في اللغة الأكادية " الملك هو وكيلي " فمن يسمع هذا الإسم سيتوهم أن حامله هو أشوري و لكن الإسم الكامل هو " توكلتي شارو إبن حدد يسعي" و حدد يسعي كان آراميا .

*  من المؤسف أن سيغال في الصفحة ١٦ قد ذكر القسم الأول من إسم " سلوقس " ليظهر لنا شيوعه و هو ربما بدون قصده قد أوهم القراء بأن سلوقس هو رجل مقدوني أو يوناني بينما لو ذكر الإسم الكامل " سلوقس ابن مقيمو " فإن القارئ المثقف يعرف أن سلوقس هو سرياني آرامي.

سكان الرها حسب عالم الآثار سيغال هم " اليونانيون و العرب " !

و من المؤسف لم يذكر السريان الآراميين بشكل واضح صريح و هذا مما دفعني أن أصحح المفاهيم الخاطئة التي رددها .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها