الألف و التاء : منذ
البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين:
دافعوامعا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!
يحوي متحف
اللوفر عدة تماثيل آرامية و مجموعة من العاجيات
التي تعود الى عهد الملك الآرامي حزائيل و عدة قطع أثرية مهمة.
لقد
احببت ان اعرف المشاهد السرياني على بعض آثارات
اجداده
الآراميين.
إنني أشكر فضائية سوريويو سات التي تسمح لنا أن
نعرف المشاهدين السريان على آثاراتهم الحقيقية:
لا يزال بعض
المثقفين السريان يتوهمون ان حمورابي المشترع يمثل تراثنا القديم
علما ان حمورابي كان عموريا
!
اولا - لمحة صغيرة عن متحف اللوفر
أ -
يعتبر متحف اللوفر أشهر و أكبر متحف في العالم، يزوره
اكثر من ٨ مليون سائح سنويا. إدارة المتحف تعمل و تسعى الى تطويره
كي يبقى في الطليعة. ولكن اللوفر لم يكن متحفا منذ تاريخ بنائه
لذلك غالبا ما يضيع الزائر بين الصالات و الطوابق. متحف اللوفر
هو المحطة الرئيسية لكل سائح في مدينة باريس: و زيارته تتطلب
نهارا كاملا
.
ب -
تاريخ بناء اللوفر يعود الى الملك فيليب أوغيست الفرنسيPhilippe
Auguste
الذي حكم ١١٨٠ - ١٢٢٣ و قد
باشر في بناء قلعة خارج مدينة باريس للدفاع عنها من جهة الغرب.
هذه القلعة سوف تشتهر ببرجها الدائري الذي سيصبح سجنا لكبار
المناوئين لملك فرنسا. الملك فرنسوا الأول ١٥١٥ - ١٥٤٧ يهدم البرج
و يوسع و يجمل اللوفر و يحوله الى قصر للملك.لويس الرابع عشر الملقب بالملك الشمس سوف يبني
اجنحة جديدة
و يزين القصر بتماثيل جميلة و لكنه سنة ١٦٧٨ سوف يترك اللوفر
و ينتقل الى قصر فرساي. و هكذا سوف تتحول قاعات هذا القصر
الى مراكز للأكاديميات او مشاغل للرسامين و غيرها
.
ج
-بعد حملات نابليون بونابرت الى إيطاليا حيث
جلب معه
مئات اللوحات و التحف و جمعها في اللوفر. و منذ ١٨٠١ كان
الزوار يستطيعون مشاهدة ٩١٨ لوحة و قد عين نابليون مديراللمتحف
الذي سيتطور ليصبح أشهر متحف للعالم.
ثانيا - كيف وصلت الآثارات الآرامية الى اللوفر ؟
الثورة الصناعية في أوروبا خلال القرن التاسع عشر قد رافقتها
حركة علمية جديدة. فرغم يقظة القوميات نرى المفكرين يهتمون
بتاريخ و حضارات الشعوب الأخرى:
يدعي البعض أن الإهتمام
الأوروبي لم يكن لدوافع إنسانية بل لخدمة سياسة التوسع الإستعماري
الذي عانت منه الشعوب المقهورة.لقد نشب صراع و تنافس كبير بين الدول المتقدمة للقيام
بالتنقيب
عن الآثارات في الشرق. إن حوالي نصف الآثارات الآرامية في
متحف اللوفر هي من الحفريات التي تمت في عهد السلطنة العثمانية
و هنالك قطعتين مقدمتين من متحف لندن. النصف الآخر حصلت
عليه فرنسا خلال فترة الإنتداب الفرنسي على سوريا و لبنان.
لقد وجدت قطعتين من تل حلف كانVON
OPPENHEIMقد
قدمهما الى فرنسا سنة ١٩٢٧.
إنني شخصيا ضد أن تتملك المتاحف الأجنبية آثارات الشعوب
الأخرى و لكن الحقيقة يجب ان تقال ان الآثارات الموجودة في
متحف اللوفر يحافظ عليها و يعمل العلماء على دراستها.
ملاحظة مهمة:
يوجد قاعة صغيرة جدا للآثارات الآرامية كما
تعرض في صالة اخرى عدد من التماثيل الآرامية و اهمها نصب
ذكير الآرامي ملك حماة.من
الممكن التعرف اكثر على متحف اللوفر على الرابط التالي:
أ-
هنالك قاعة كبيرة في قسم الاثارات الشرقية حيث
نرى عدة تماثيل
آرامية من تل حلف.
هذه التماثيل لا تحمل اية كتابات آرامية و
هي اقل اهمية من التماثيل التي عليها كتابات. و في نفس الصالة
نجد نصب الملك ذاكير ملك
حماة و بجانبه تمثالين لكاهنين مع كتابات
آرامية. هذه التماثيل كانت تنصب على القبر و قد وجدا في
منطقة النيرب قرب حلب. الكتابات الآرامية غير مهمة تاريخيا
لأنها تتكلم عن موت الكاهن و تطالب بعدم سرقة الشاهد التمثال.
التمثال الأول ورد فيه اسماء الألهة التي كان يتعبد لها الآراميون
في تلك الحقبة مثل " شهر اي القمر و شمش و نكال و نسكو
".
اما التمثال الثاني
فالكتابة تذكر كاهن قد كبر في العمر و هنا
ايضا يذكر اسماء الالهة و لكن بدون شمش.اما نصب الملك ذاكير فهو مهم جدا لأنه يخبرنا
عن تحالف آرامي
حاصره في مدينة حزرك.
و من خلال اسماء الملوك الذين حكموا
مملكة حماة قبله مثل " باراتاس و ارخوليني و اوراتاميس" يتبين
انهم كانوا حثيين. يظهر ان ذاكير قد استولى على الملك لأنه لا
يذكر اسم ابيه
و هو بدون شك آرامي فاسمه آرامي و النصب الذي
تركه مكتوب باللغة الآرامية .
السؤال لما كان الملوك العشرة الآراميون
يحاصرونه في حزرك ؟
و
هنالك اهمية كبيرة لنا لأنه ورد في النص الآرامي " برهدد
بن حزئيل ملك آرام " . و هذا برهان ساطع ان أسفار التوراة لم
تطلق اسم آرام على سوريا جزافا و طبعا ان تسمية آراميين لا
تعني الوثنيين عند اليهود كما يردد بعض اصحاب الطروحات
المتطرفة.
ب - قاعة تل برسيب:
تل برسيب هي مدينة آرامية مشهورة و كانت عاصمة للمملكة
بيت عديني الآرامية: بعد استيلاء الاشوريين على مملكة بيت عديني
و سلخ جلد أخر ملوكها أحوني لأنه قاوم رافضا الخضوع للأشوريين
تركوا حكاما آراميين كما فعلوا في غوزانا. أشهر هؤلاء الحكام هو
شمش نوري الذي كان يحتل منصب
التورتانو اي قائد الجيش الاشوري. لقد وجد في قصر الملك
الأشوري في تل برسيب بعض الرسومات التي تلقي قليلا من الضوء
على الكتابة في تلك الحقبة: هنالك كاتب يستخدم الكتابة المسمارية
و يدون باللغة الاكادية و خلفه كاتب يكتب على جلد الحيوان بالقلم
لانه يستخدم الابجدية الآرامية.
ج - قاعة ارسلان طاش
كانت ارسلان طاش مدينة آرامية و اسمها القديم " حداتو" إستولى
عليها الاشوريون و قد بنى فيها الملك تغلت فلأسر الثالث ٧٤٥-٧٢٧
قصرا.
لقد اكتشف الفرنسي
THURFAU DANCIN
في تنقيباته
على صالة مليئة بالعاجيات و هي قطع فنية صغيرة من العاج كانت
تزين التخوت.يعرض متحف اللوفر عددا كبيرا من العاجيات و
يعتبر انها
من صنع الفينيقيين و السوريين (طبعا المقصود هنا بالسوريين
الشعب الآرامي). و لكن يوجد مشكلة صغيرة و هي انه يوجد
كتابة آرامية تذكر اسم حزائيل ملك دمشق و هذا يعني ان الأشوريين
قد نهبوا قصر أخر ملك آرامي في دمشق سنة ٧٣٢ ق.م. و نجد في مدخل
القاعة تمثالين لثورين كانا يحرسان مدخل معبد عشتار.