الديانة عند الآراميين في نيرب و عمق و حماة
لمحة
عن محاضرة البرفسور
Herbert Nieher
أولا
- في النيرب
ألقى
الباحث هربرت محاضرته الثالثة يوم الأربعاء في ٢١ آذار و بدأ
في
تعليق سريع حول النصبين الآراميين من النيرب قرب
حلب:
(صورة
رقم ١
(
ذكر
العالم هربرت أن النصبين قد وجدا في النيرب قرب حلب في نهاية القرن التاسع
عشرإ و النصب الأول يمثل كاهنا آراميا ( القبعة و اللباس)
و طبعا
النص الآرامي الذي يذكر أن هذا الكاهن قد عاش طويلا و رأى أحفاده . يعتقد
العالم هربرت أن الطفل قد يكون أحد أبنائه و هذا النصب يثبت لنا أن
الآراميين كان لهم نفس المفهوم لذكرى الموتى
:
الطاولة - الطعام - الكأس ... و قد ورد في النص الآرامي أسماء
أربعة
ألهة و هي:
* "
سهر "
و هو الإله سين إله القمر الذي كان يعبد في حران
* "
شمش "
إله أو إلهة الشمس
* "
نيكال
" من ألهة السومريين
* "
نسكو "
من ألهة الأشوريين
و
قد ورد في النص إسم الكاهن " سن غبار " و هو يعني الإله سن
هو
جبار و العجيب أن " سن " هو باللغة الأكادية يعني " سهر " أي
القمر
بلغتنا الآرامية
.
أما
النصب الثاني
( صورة
رقم ٢ )
فإننا
أمام تمثال كاهن آرامي
يختلف
المؤرخون في تفسير وضعيته : إلى من ينظر و من يبارك ؟
إن
إسمه
Sin zir Ibni
هو
باللغة الآرامية و يبدأ بإسم الإله " سن
"
مثل
الكاهن في النصب الأول .
ذكر
لنا العالم هربرت أن النص
الآرامي لا يقول أن هذا الكاهن كان له ذرية و أولاد لذلك فهو يعتقد
أنه "
مخصي " خاصة و أن التمثال لا يبرز لحية له
.
أما
وضعية هذا النصب فإن النص الآرامي يؤكد أنه يلعن و يهدد
كل
إنسان يسيئ الى النصب و لكنه يبارك كل إنسان يقدم له الذبائح
.
ثانيا - في عمق
لقد
علق العالم هربرت على الكتابة الآرامية الموجودة في الصورة
(صورة
رقم ٣
(
هذه
القطعة من الزينة تعود الى الملك حزائيل ٨٤٣ - ٨٠٣ ق٠م
لأنه
مكتوب عليها نص آرامي ورد فيه
:
zy ntn
hdd lmr'n hz'l mn 'mq bsnt 'dh mr'n nhr
الترجمة الحرفية
"
هذا ما
قدمه هدد لسيدنا حزائيل في عمق في السنة التي إجتاز ( فيها) سيدنا
النهر
"عمق
هي مملكة آرامية كانت متواجة قرب مدينة إنطاكيا الحالية و هدد
في هذا
النص يعني الكاهن المسؤول عن معبد الإله هدد في عمق.
و
الهدية هي هذه القطعة الجميلة من السراج و لكننا لا نعرف في
أية
سنة. أما بالنسبة الى النهر فالعلماء مختلفون فمنهم من يؤمن
أنه
نهر الفرات و منهم من يؤمن أنه نهر العاصي.
العالم
أندري لومير يعتقد أنه الفرات لأنه النهر الذي يشكل حدودا
عبر
التاريخ و لكنني أؤيد التفسير الثاني أي أن النهر المقصود هو
العاصي
لأن مدينة عمق هي قرب العاصي ثم لأن الممالك الآرامية
عمق و
سمأل كانت على حرب مع الدويلات المعروفة ب " الحثية
الجديدة " التي تحدهم من الشمال.
حزائيل
هو من أعظم الملوك الآراميين و قد إنتصر على اليهود
و سيطر
على المناطق الواقعة بين دمشق و غزة و من ضمنها المناطق
الواقعة شرقي نهر الأردن.
لا شك
أن مملكة عمق قد طلبت مساعدة الملك حزائيل فلبى نداء
المساعدة و هذا النص الآرامي يؤيد هذا التفسير
.
ثالثا - في حماة
إنتشار
الآراميين في حماة هو غامض لندرة ألنصوص و الإكتشافات
الآثرية في حماة تثبت لنا وجود جيوب حثية قديمة في قلب العالم
الآرامي.
الرابط
التالي ينشر العديد من الأثارات الحثية في حماة
.
http://www.hittitemonuments.com/hama/
أغلب
المؤرخين يعتبرون ذكور أول آرامي في حماة وقد
وصلنا
منه قاعدة نصب و القسم الأسفل من تمثال لا شك يعود له
.
)الصورة
رقم ٤
(
لقد
حكم ذكور في بداية القرن الثامن قبل الميلاد (حوالي سنة ٨٠٠ ق٠م) و النص
الآرامي يعلمنا أنه جاء من عانه و هي مدينة آرامية
على
نهر الفرات تقع جنوب مدينة ماري (ابو كمال حاليا).
و قد
ورد في
النص الآرامي أن تحالفا من ١٦ ملك قد حاصروا مدينته و على
رأسهم
" برهدد بن حزئيل ملك آرام " و هذا النص يثبت لنا دور ملك
دمشق و
هنا نراه ملكا على " آرام " أي أن التسمية الجغرافية " آرام " قد
محت
التسميات القديمة لسوريا
.
و قد
ورد إسم الإله
ILUWER
و كانت
عبادته منتشرة في حوض الفرات الأوسط و هذا يثبت أن الملك ذكور قد جاء من
تلك المنطقة.
ثم
الإله " بعل شميم " أي إله السماء الذي كان مشهورا عند كنعانيي
الساحل
. و كان الملك ذكور قد رأى في الحلم و بواسطة العارفين
بالغيب
( النص الآرامي
ܗܙܝܢ
)
بعل
شميم الذي قال له إنني جعلتك
ملك
المدينة و لن تقع تحت يد الأعداء
...
و كان
العالم هربرت قد ذكر لنا وجود نص لوفي قديم قد ورد فيه
إسم
الإلهة
Ba'alatis
و هو
بدون شك إسم الإلهة " بعلة جبلا " أي
بعلة
مدينة جبيل الكنعانية.
و هذا
يعني تأثير ديني كنعاني على
مدينة
حماة قبل إنتشار الآراميين فيها
.
و قد
أشار العالم هربرت إلى عبادة الإله هدد في مملكة حماة لإكتشاف
تمثال
له من الذهب .
( صورة
رقم ٥
(
رابعا
- المعابد
أ
- في عمق : الكتابة الآرامية التي وجدت على قطعة من سراج
حصان و
هي تقدمة من هدد الى الملك حزائيل تؤكد لنا أن " كاهن
معبد
هدد " هو الذي قدم الهدية
!
و طبعا
لا نعرف شيئا عن المعبد
.
ب - في النيرب : إن علماء الآثار في أواخر
القرن التاسع عشر قد
وجدوا
بقايا معبد و لا شك إن للآراميين معابد لأن بقايا معبد عين دارة
لا
تزال موجودة.
(الصورة رقم ٦)
يعتقد
علماء الآثار أنه كان معبدا
للإلهة
عشتار
.
ج - في حماة : لقد وجد علماء الآثار بقايا
معبد في مدينة حماة
و
لكنهم لم يجدوا كتابات تلقي الضوء حوله
.
|