احفاد
Max von Oppenheim
و احفاد الآراميين!
2010-08-20
اهدي هذا البحث الى كل الشباب السريان الذين إلتقيت بهم في مدينة القامشلي
و سعدت بالتعرف على وعيهم لهويتهم الآرامية الحقيقية. لا يزال بعض السريان
في الجزيرة اي بيت نهرين الآرامية لا يعرفون جذورهم ولا يفرقون بين بيت
نهرين التاريخية و بين المصطلح بيت نهرين الحديث الذي يقصد به العراق.
لقد اطلق اليهود تسمية آرام نهرين على الجزيرة في القرن السادس قبل الميلاد
لأن سكان هذه كانوا من الآراميين اجدادنا
.
الإكتشافات الأثرية في الجزيرة هي بأكثريتها تعود الى الآراميين .
و كان العالم
Max von Oppenheim
قد إكتشف موقع تل حلف في بداية القرن العشرين و لكن من هو هذا العالم ؟
اولا
- Max von Oppenheim 1860 -1946
ولد
Max von Oppenheim
سنة 1860 و هو ينتمي الى عائلة ألمانية غنية و مشهورة لأنها تملك مصرفا
كبيرا . احب هذا الشاب الشرق و زار مصر سنة 1883 ثم اصبح سنة 1896 قنصل
ألمانيا في مصر. قام بسفريات و تنقيبات عديدة وفي سنة 1899 وصل الى رأس
العين و إكتشف تلة كبيرة هناك فعمد الى السفر الى إسطنبول كي يطلب من
السلطات العثمانية ان تسمح له ان يجري التنقيبات الأثرية
.
إهتمام الفرنسيين و الإنكليز دفع السلطات العثمانية بالضغط علىMax
von Oppenheim
بالبدئ بالتنقيبات الأثرية فترك سنة 1910 عمله الدبلوماسي و انصرف الى
اعداد فريق عمل للقيام بالتنقيبات في تل حلف سنة 1911/1913 ولكن وقوع الحرب
العالمية اوقفت عمليات البحث سنة 1914 و لكنه سيعود مجددا 1927 /1929
لإكمال عمليات التنقيب
.
من يريد ان يتعرف اكثر علىMax
von Oppenheim
و الأثارات الآرامية التي إكتشفها في تل حلف عليه ان ينقر على الرابط
التالي و هو باللغات الالمانية و الإنكليزية و الفرنسية و فيه معلومات مهمة
و صور عديدة عن التماثيل الآرامية المحطمة.
http://www.tell-halaf-projekt.de/fr/index_fr.html
ثانيا - متحف حلب الوطني
إن ل
Max von Oppenheim
فضل كبير لإنشاء متحف حلب و كانت فرنسا الدولة المنتدبة على سوريا قد
إشترطت عليه ان يجمع التماثيل التي سيجدها في متحف حلب.
لقد زرت متحف حلب سنة 1981 و كانت هنالك صالة كبيرة مخصصة لأثارات تل حلف و
اذكر الحديث الذي دار بيني و بين احد العاملين في المتحف فهو يؤكد ان
أثارات تل حلف هي أشورية و عندما صححت معلوماته بأنها أثارات آرامية أجابني
" إن متحفنا يقول انها تعود الى العصر الأشوري الوسيط و هذا دليل على أنها
أشورية
! ".
من المؤسف أن بعض العلماء قد قسموا تاريخ الشرق القديم الى عدة مراحل
تاريخية كي يستطيع طالب المعرفة ان يتتبع تاريخ الكتابات القديمة او قدم
بعض المكتشفات الأثرية . إن تعبير العصر الأشوري الوسيط لا يعني ان أثارات
تل حلف هي أشورية و لا يعني ابدا ان بلاد سوريا / بلاد آرام كانت خاضعة الى
بلاد أشور ! لقد سقطت بلاد آرام دمشق سنة
732
ق.م تحت الإحتلال الأشوري اي في العصر الأشوري الحديث.
أخيرا احب ان اطمئن القارئ انه لا يوجد اي عالم قد بحث في أثارات تل حلف و
قال انها أشورية
!
و من المؤسف ان احد السريان الغيورين ان غوزانا باللغة الأشورية تعني الجوز
لأن هذا القول يوحي اولا بوجود لغة أشورية و يوحي للقارئ السرياني ان
غوزانا و تل حلف كانت أشورية
!
ثالثا - أثارات تل حلف في برلين
لقد نقل
Max von Oppenheim
قسما كبيرا من هذه الأثارات الى ألمانيا و قد جمعها في محف خاص و قد نالت
شهرة كبيرة في بداية الثلاثينات . التماثيل الموجودة في مدخل متحف حلب هي
نسخة لتماثيل آرامية استخرجت من تل حلف.
خلال الحرب العالمية الثانية وقعت قنبلة كبيرة في برلين على التماثيل و
المنحوتات الآرامية من تل حلف و دمرتها تدميرا شاملا، و حولتها الى 27 ألف
قطعة صغيرة
.
طلب
Max von Oppenheim
سنة 1944 من المسؤولين عن المتحف ان تجمع بقايا تلك التماثيل الآرامية
المهمة و تحفظ في مكان أمين عله في المستقبل تجمع من جديد .و قد ظلت تلك
القطع الكسرة محفوظة و مخفية حوالي 60 سنة
.
منذ عدة سنوات عمد بعض علماء الآثار الى اعادة تجميع و تلصيق الحجارة
المكسرة لتكون من جديد تلك التماثيل التي عمرها حوالي 3000 سنة . و قد ساهم
احفاد العالمMax
von Oppenheim
في دفع كمية كبيرة من المال لإنجاح المشروع و ربما لتحقيق امنيةMax
von Oppenheim
سوف أنشر رابطين باللغة الإنكليزية كي يتمكن القارئ متابعة كيف تم ترميم
هذه التماثيل و خاصة انه في كل رابط صورة الى تمثال مرمم
.
http://heritage-key.com/category/tags/max-von-oppenheim
http://www.artdaily.org/index.asp?int_sec=2&int_new=39935
يقول
Lutz Martin
و هو المسؤول عن عملية الترميم:
" من اصل 27 ألف قطعة لم يبق إلا 2000 قطعة ". و من المرجح فتح صالة في
متحف برليف للتماثيل الآرامية المرممة في بداية 2011 م
.
رابعا - أحفاد الآراميين
لقد لاحظت ان الباحث الأجنبي لا يتأثر ابدا في المواضيع التاريخية التي
يعالجها فهو يشبه في بعض الأحيان الطبيب الذي يشرح جثة هامدة ! إنني أتألم
كثيرا من السريان أحفاد الآراميين فهم رغم تطور الدراسات التاريخية حول
هويتهم السريانية الآرامية و رغم البراهين التاريخية و الآثارية و اللغوية
نراهم ضائعين
!
يفضلون الوقوف على الحياد و العابثون يشرحون تاريخنا حسب طروحاتهم السياسية
الآنية: بعض السريان يؤيد الفكر القومي السوري الذي يزيف هويتنا الآرامية و
البعض الآخر يؤكد ان جذورنا هي
"أشورية"
بدون براهين علمية
.
الأكثرية الساحقة من السريان الآراميين لا تزال نائمة ، تتهرب من مسؤليتها
في الدفاع عن هويتها التاريخية : لقد شبه احدهم التماثيل الآرامية ب
PUZZLE
و كما رأينا فرغم مرور الزمن فإن التماثيل الآرامية رممت و اذا كانت هويتنا
السريانية تشبه ال
PUZZLE
الى البعض فنحن نبشرهم إن هويتنا السريانية ستصحح و ستكون هوية سريانية
آرامية عاحلا ام آجلا
.
الى احفاد الآراميين ، تعرفوا على تاريخكم الصحيح و حافظوا على هويتكم التي
عمرها اكثر من 3000 سنة! اليوم العلماء الأجانب يرممون لنا تماثيلنا و
تاريخنا و هويتنا الآرامية و لكن غدا سيكون دوركم
!
|