ما معنى سوريا
الكبرى؟
20130124
نحن نعلم أن هذا التعبير " سوريا الكبرى " يتردد عند بعض الأحزاب العربية
خاصة الحزب القومي السوري .
لا شك أن كل إنسان ينتمي أو يؤيد هذا الحزب يؤمن أن
سوريا التاريخية كانت تمتد من جبال الأمانوس في الشمال
الى فلسطين و شرقي الأردن جنوبا ثم من البحر الى
الفرات!
جوابي سيكون من الناحية العلمية و التاريخية و إنني
آسف إذا كان جوابي يناقض ما يؤمن به الحزب القومي
السوري ...
أن القارئ المطلع على التوراة يعلم أن أسفار التوراة
باللغة العبرية كانت تستخدم تسمية " بلاد آرام " و
كانت تطلق على ملوك دمشق لقب " ملك آرام " و لكن عندما
ترجمت أسفار التوراة من العبرية إلى اللغة اليونانية ,
تلبية لطلب بطليموس ملك مصر في حوالي سنة ٢٨٠ ق٠م سنرى
أن التسمية الآرامية ستترجم الى سريانية !
و هكذا بلاد آرام تترجم الى بلاد سوريا .
في سفل اﻟﻤلوك
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ 13:22 نرى بكل وضوح " حزائيل ملك ارام""واما
حزائيل ملك ارام فضايق اسرائيل كل ايام يهوآحاز."
أتمنى من القارئ أن يتحقق من ترجمات أسفار التوراة الى
كل لغات العالم على هذا الرابط
http://mlbible.com/2_kings/13-22.htm
سيلاحظ أن الملك حزائيل سيترجم تارة الى ملك آرام و
طورا الى ملك سوريا !
صحيح أن المؤرخين المتخصصين في تاريخ الشرق القديم لا
يعتبرون أسفار التوراة كمصدر موثوق- و قد يشك البعض في
صحة وجود مملكة أو تعبير " بلاد آرام" - و من هنا
أهمية الكتابات الآرامية المكتشفة في القرن الماضي
لأنها توضح أمور عديدة تتعلق في تواجد الآراميين في
سوريا القديمة :
أ -
نص الملك ذكور الآرامي و يعود الى حوالي سنة ٧٩٧ ق٠م
نرى في السطر الرابع أنه يذكر حرفيا إسم " برحدد إبن
حزائيل ملك آرام "
ب -
كما نجد في نصوص سفيرة الآرامية و تعود الى أواسط
القرن الثامن ق٠م هذا التعبير " كل آرام ".
و قد نقلت المصادر اليونانية القديمة تعبير " سوريا
كولن " و هذه الكلمة " كولن " هي غير موجودة في اللغة
اليونانية و ظلت هذه الكلمة غير مفهومة الى أواسط
القرن العشرين حين ترجمت نصوص سفيرة الآرمية و عرف
العلماء أن" سوريا كولن" هي " كل آرام " !
السؤال الذي يطرح هو في أي نص ورد تعبير " سوريا
الكبرى " ؟
و طبعا في أي لغة ؟
الجواب العلمي هو أن تعبير " سوريا الكبري " لم يرد في
أي نص سرياني أو يوناني قديم و طبعا لم يرد في اللغة
العربية إلا في القرن العشرين !
سوريا الكبرى ليست تسمية تاريخية و هذا يعني أنها لم
تكن تسمية جغرافية أيضا !
سوريا الكبرى هي إبنة إيديولوجية سياسية تتلاعب
بالأسماء التاريخية و تعطيها أبعادا جغرافية غير صحيحة
!
إسرائيل و فلسطين و المناطق الواقعة في شرقي الأردن لم
تكن مناطق سورية أو آرامية !
و إن خضعت لفترة قصيرة للملك حزائيل الآرامي ٨٤٣ - ٨٠٣
ق٠م .
جزيرة قبرص هي أيضا لم تكن تؤلف جزئا من سوريا و لم
تخضع يوما للآراميين !
ملاحظة مهمة بعد إستيلاء الفرس على الشرق القديم سنة
٥٣٨ ق٠م أطلقوا عليه تسمية " أسورستان " و قد قسموا
إمبراطوريتهم الى عدة ولايات إدارية كانوا يسمونها
مرزبانة !
إن المصادر اليونانية القديمة كانت تسمي هذه
المرزبانة تارة
Assyria
و طورا سوريا
Syria
!
و ليس تعبير " سوريا الكبرى " ! |