لماذا السرياني هو
غريب في أرضه التاريخية؟
التسمية
السريانية هي تسمية مرادفة للتسمية الآرامية و هذا يعني
:
١
- إنها
تسمية قومية و ليس دينية أم طائفية و هي تشمل كل المسيحيين
المشارقة و نسبة كبيرة من اخوتنا المسلمين المتحدرين من الآراميين إن
كان في
القلمون أو غيرها من المناطق في الشرق
.
٢
-
التسمية السريانية لا تعني المسيحي و لكنها صارت في التاريخ
الحديث
تعني المسيحي : بعض رجال الدين و بعض السريان الضالين
يؤكدون
إنها تسمية دينية و تعني " المسيحي" من أي جنس كان و هدفهم المبطن هو إبعاد
السريان عن جذورهم الآرامية و السماح لفكرهم
الأشوري
المزيف بالإدعاء بإستمرارية الشعوب القديمة المنقرضة
!
٣
- كثير
من المفكرين العروبيين يؤكدون تارة بأن السريان الآراميين
هم عرب
أقحاح و طورا أن " العرب القدامى " هم الذين إستوطنوا الشرق
القديم
و الشعوب الأكادية و العمورية و الكنعانية و الآرامية
قد
خرجت
من شبه
الجزيرة العربية و بالتالي هم من العرب القدامى
!
٤-
حتى
الأنباط الآراميين صاروا عربا في نظر هؤلاء العروبيين
!
وإذا ورد في
إحدى المصادر اليونانية القديمة أن " أبجر ملك الرها كان
نبطيا "
فإن هؤلاء المفكرين المفلسين يؤكدون " أن جميع سكان الرها
و سوريا
الشمالية كانت عربية!"
ملاحظة مهمة جدا :
الأنباط هم
آراميون في الهوية و اللغة و قد إستعربوا
في
القرنين السادس و السابع الميلادي بسبب إختلاطهم مع القبائل
العربية
و لكن الإستعراب لا يعني أن الأنباط كانوا عربا !
و لا يؤكد
أن سكان
الرها كانوا من العرب ! جميع العلماء السريان الذين عاشوا
في
الرها قد أكدوا تحدر السريان من الآراميين
!
٥
-
العروبيون بشكل عام لا يحترمون تاريخنا السرياني الحقيقي و هم
يتوهمون
أن مفاهيمهم الخاطئة التي تدعي بتحدرنا من العرب هي أقوى
و أصدق
من مصادرنا السريانية:
مار
يعقوب مطران الرها الذي مات سنة ٧٠٨ م قد أكد مرارا في كتبه "
ܗܘ
ܗܟܘܬ
ܐܦ
ܚܢܢ
ܐܪ̈ܡܝܐ
ܐܘܟܝܬ
ܣܘܪ̈ܝܝܐ
" أي
”وهكذا عندنا نحن الأراميون اي السريان“
!
هذا المطران
العالم لم يجامل الخلفاء الأمويين و حافظ على هوية أجداده
أكثر من
الكثير من رجال الدين السيحيين اليوم
!
٦
- للأسف
لنا ليس فقط العروبيون يزيفون هويتنا السريانية الآرامية
لأنها
البرهان الساطع على أننا السكان الأصيلون لهذا الشرق الحبيب!
هنالك عدد
كبير من رجال الدين السريان الطائفيين أي أن كل مسيحي
ينتمي
أولا الى طائفته و قد زرعوا في شبابنا مفاهيم تاريخية خاطئة:
أ -
الإنتماء الطائفي لا يشير الى هوية تاريخية : الموارنة هم جزء من الشعب
السرياني الآرامي
.
ب - إذا كان
دستور لبنان يعطي إمتيازات لأبناء الكنيسة المارونية فمن واجبهم أن يظلوا "
أمينين " لهوية أجدادهم
.
ج - "
الإنتماء الطائفي " قد قسم و أضعف السريان في الماضي و الحاضر بينما
الإنتماء السرياني الآرامي فهو يوحدنا (الموارنة و الروم يتحدرون من
السريان الملكيين و ليس من الفينيقيين و اليونانيين كما يدعي بعض المغامرين
)!
أخيرا علينا
جميعا أن ننشر أبحاث علمية حول تاريخنا و هويتنا كي نشجع السرياني البقاء و
الصمود في أرض الأجداد و إلا سوف يطبق علينا ما كتبه المؤرخ
Tacite
٥٨
- ١٢٠
م
"
Deesse nobis terra in vitam, in qua moriamur non potest"
أي
" من الممكن أن نفقد أرضا نعيش عليها و لكننا سنجد أرضا نموت فيها
".
أتمنى من كل مسيحي مشرقي أن يتعرف على هوية أجداده الحقيقية و ألا ينخدع
بالكتاب المنافقين الذين يدعون أن جذورنا هي عربية أم أشورية أم فينيقية:
إن
تصديق طروحات هؤلاء الكتاب يحولك الى"
غريب "
في أرض أجدادك
! |