هويتنا الآرامية ستوحد
كل
السريان
!
أولا - من هم السريان ؟
لقد لاحظت أن كثيرا من القراء يفهمون التسمية
السريانية حسب مفهومهم الحاص
:
أ - المسيحي في لبنان يعتقد بأنني أقصد فقط
أبناء الطائفة السريانية الأرثوذكسية أو
السريانية الكاثوليكية.
ب -المسيحي في العراق لا يزال يتوهم أن
التسمية السريانية تشير الى المسيحي لأن
المطران أوجين منا قد فسرها في قاموس بمعنى
مسيحي!
ج - كثير من السريان الضالين المدعين بالتسمية
الأشورية المزيفة يرددون أن إسمنا السرياني
يشير الى الشعب الأشوري المنقرض مستخدمين حجج
واهية لا يقبلها العلم
...
السريان هم أحفاد الآراميين الذين كانوا قد
صهروا بقايا الشعوب القديمة في كل مناطق شرقنا
و ذلك بسبب إنتشار قبائلهم و لغتهم الآرامية
التي محت كل اللغات الشرقية التي كانت منتشرة
في الشرق
.
جميع مسيحيي الشرق يتحدرون من الآراميين و
نسبة كبيرة من إخوتنا المسلمين يتحدرون من
الآراميين أيضا
.
المعنى الأول للتسمية السريانية هو الإنتماء
الى الشعب السرياني الآرامي و هذه التسمية
ليست حكرا للطائفة السريانية الأرثوذكسية أو
الكاثوليكية لأن كثيرا من أبناء الكنائس
المارونية و الكلدانية و الروم يؤمنون اليوم
أن جذورهم الحقيقية هي سريانية آرامية
!
ثانيا - تسمية " كل آرام " في نصوص سفيرة
النصوص اليونانية قد ذكرت مرارا تسمية سوريا
مقرونا بتسمية كولن " ؟
و كان العلماء حتى بداية القرن العشرين لا
يعرفون ما معنى" سوريا كولن " ؟
و حتى علماء اللغة اليونانية القديمة لم يجدوا
معنى لهذه التسمية " كولن
"!
و لكن و بعد إكتشاف نصوص سفيرة و ترجمتها عرف
العلماء أن سوريا كولن هي التسمية المرادفة
للتسمية الآرامية القديمة " كل آرام " "
ܟܠ
'ܪܡ
"!
ملاحظة مهمة:
أ -لقد أكتشف مؤخرا كتابات آرامية في مدينة
سمأل تتحدث عن ألهتها, لقد ورد إسم الإلهة "
كوباب " في نصوص آرامية سابقة و لكنها وردت في
هذا النص " كوباب آرام " النص الآرامي "
ܩ
ܒ
ܒ
ܪ
ܡ
".
هذا التعبير المشابه لتعبير " كل آرام " الذي
وجد في نصوص سفيرة يؤكد لنا أن التسمية
الآرامية تدل على شعب آرامي محدد
.
ب - لقد وجدت في أرشيف مدينة نيبور الذي قام
العالم
COLE
بترجمته من الأكادية الى الإنكليزية هذا
التعبير " كل الآراميين
"
COLE, ST.W, Nippur IV, The Early
Neo-Babylonian Governor’s Archive From
Nippur. 1996
و هذا يؤكد أن الآراميين كانوا متوحدين في
الإنتماء و إن أسسوا ممالك آرامية عديدة
فالرابط الآرامي يوحدهم
.
ثالثا - هل صحيح أن السريان قد تخلوا عن إسمهم
الآرامي ؟
لقد شرحت مرارا كيف إنتشرت هذه الفكرة في
نهاية القرن التاسع عشر و قد ذكرها المطران
اقليمس يوسف داود في مقدمة قاموسه" اللمعة
الشهية في نحو اللغة السريانية " سنة ١٨٧٩ و
قد ذكر حرفيا
:
"
ثم لما اعتنق الاراميون الديانة النصرانية
اهملوا اسمهم القديم و تسموا باسم السريانيين
تمييزا لهم من الاراميين الوثنيين فلم يكن اسم
السرياني اسما للملة بل للديانة و ناهيك ان
الباقين من الآراميين القدمآء في اثور و
اذربيجان و جبل عبدين الى يومنا هذا لا يتخذون
لفظة السرياني ... للملة بل للديانة فان هذه
اللفظة عنهم مرادفة للفظة المسيحي و النصراني
".
أ - من المؤسف أن بعض رجال الدين السريان لا
يزالون يرددون هذه الفكرة و يعندون في ترديدها
متوهمين أن وجودها في مقدمة المطران اقليمس
داود يعني أنها فكرة صحيحة . لقد قدمت عشرات
البراهين على عدم صحة هذه النظرية و أن
العلماء السريان من نساطرة و يعاقبة قد
إفتخروا بإسمهم و هويتهم الآرامية
.
ب - على " كل سرياني " غيور أن يفهم أنه من
المستحيل الإدعاء بالإنتماء الى " امة تاريخية
" بدون براهين تاريخية أكاديمية ! كل طرح
تاريخي خاطئ سيصحح لأن التاريخ الأكاديمي لا
يعترف بالتاريخ المسيس و لا بججه المزيفة!
ج- أهمية قصيدة مار يعقوب السروجي في تقربظه
لمار افرام . لا شك أن كثيرا من الغيورين
السريان قد إطلعوا على هذه القصيدة و قد ورد
فيها حرفيا
:
"
ܗܢܐ
ܕ
ܗܘܐ
ܟـܠܺܝܠܳܐ
ܠܟܠܗ
ܐًܪܡًܝܘܬܐ
ܗܳܢܳܐ
ܕ
ܗܘܳܐ
ܪܗܝܛܪܐ
ܪܰܒܳܐ
ܒܝܬ
ܣܘܪ̈ܝܝܐ
"
"
هذا الذي صار إكليلا للأمة الآرامية جمعاء هذا
الذي صار خطيبا بارعا بين السريان."
لقد وجدت علاقة قوية بين " كل الآراميين "
التي وردت في أرشيف نيبور مع " كل آرام " "
ܟܠ
'ܪܡ
"
في نصوص سفيرة و " كوباب آرام " النص الآرامي
"
ܩ
ܒ
ܒ
ܪ
ܡ
"
في نصوص سمأل مع تعبير يعقوب السروجي
ܠܟܠܗ
ܐًܪܡًܝܘܬܐ
أي كل الآراميين أي الامة الآرامية
!
الخاتمة
أ - لو كان الرعيل الأول من " القوميين
السريان " مطلعين على المصادر السريانية لما
خلطوا بين التسمية السريانية المرادفة
للآراميين أجدادنا و التسمية الأشورية التي
كانت تشير الى الشعب الأشوري القديم
.
ب - إن من واجب " كل سرياني " غيور اليوم أن
يتأكد من الطروحات التاريخية خاصة إذا كانت
توجد دراسات لا تتوافق مع طروحاته
!
ج -" المتطفلون على التأريخ " على يستطيعون
الدفاع عن مفاهيمهم التاريخية لأنهم ينطلقون
من معلوماتهم المحدودة و للأسف إن تعليقاتهم
تثبت أن عقولهم هي أيضا محدودة...
|