لماذا الماروني يبحث عن جذور فينيقية وهمية؟
أ - لا أحد ينكر تواجد الفينيقيين و تاريخهم الحضاري و لكن الشعب
الفينيقي مثل عدد كبير من الشعوب قد زال من التاريخ
ربما لأنهم إنصهروا بالآراميين الذين كانوا يشكلون أكثرية سكان الشرق
.
ب - إن اللغة الفينيقية قد إندثرت قبل مجيئ المسيح كما إندثرت اللغة
الأكادية و العبرية القديمة و اللغة المنتصرة و المنتشرة كانت الآرامية
!
ج - بعد إحتلال الرومان للشرق سيقسمونه الى عدة مناطق و منها
سوريا الأولى و سوريا الثانية و فينيقيا الساحلية و فينيقيا اللبنانية
و عاصمتها دمشق و تضم مدينة تدمر.
*
هذه تسميات إدارية و ليس قومية.
*
الفينيقيون لم يكن لهم أي وجود في سهل البقاع و بكل تأكيدي إن
دمشق كانت آرامية بسكانها و لغتها و حضارتها.
*
حزائيل ٨٤٣ - ٨٠٣ ق٠م هو من أعظم ملوك دمشق الآراميين
والمؤرخ فلافيوس جوزيف في تاريخه عن اليهود ينقل بعض المقاطع من الكاتب
نقولا الدمشقي الذي كان يعيش في القرن الثاني ق٠م و قد ورد
أن سكان دمشق كانوا يقيمون ذكرى (الملك) حزائيل!
*
فينيقيا هي تسمية إدارية لا تشير الى إستمرارية الشعب الفينيقي
و من يتعمق في المصادر اليونانية القديمة فإنه يرى أن التسمية
السريانية
كانت تطلق على جميع سكان هذه المناطق إن كان في مسوبوتاميا أو
فينيقيا الساحلية!
د - هل التسمية فلسطين الرومانية تشير الى بقايا شعب الفلسطو
أم الى تسمية رومانية إداية ؟
من له إلمام علمي بتاريخ التسمية الفلسطينية يعلم أن الإسم " فلسطو"
قد ورد في الكتابات الأكادية لبعض ملوك أشور و كان يشير الى
منطقة غزة الساحلية بينما كان يوجد أيضا بلاد إسرائيل و اليهود.
لكن
الرومان حذفوا تسمية إسرائيل و أطلقوا تسمية "فلسطين" على كل
المنطقة من البحر الى شرقي الأردن ثم قسموها الى فلسطين الأولى
و فلسطين الثانية و فلسطين الثالثة . للأسف كثير من العروبيين
يدعون
بعدم وجود شعب يهودي و أن " الفلسطينيين " هم الذين كانوا المنتشرين في
المنطقة
!
ه - لماذا الماروني يدعي بجذور فينيقية ؟
*أتمنى
من الدكتور عماد شمعون أن ينشر أبحاث علمية حول البراهين
الأكادمية التي تسمح له بالإدعاء بهوية فينيقية منقرضة.
من
المؤسف أن الأستاذ شمعون يؤمن بالهوية الفينيقية كإيديولوجية
سياسية و ليطالب بالفيدرالية و المشكلة أنه يربط هوية مسيحيي لبنان
بهوية شعب فينيقي قد غاب نهائيا عن مسرح التاريخ
.
الأستاذ شمعون و غيره من المغامرين في الإدعاء بالهوية الفينيقية
لم و لا يستطيعون تقديم أي براهين علمية على إستمرارية الشعب
الفينيقي و لذلك تحول نضالهم المزعوم الى نفاق و طروحات تاريخية
غير علمية سوف تفضح تطفلهم على علم التأريخ!
*
إذا كان المسيحي اللبناني يرفض العروبة المزيفة فعليه أولا أن يكون
أمينا لتاريخ و هوية أجداده السريان الآراميين.
*
الإدعاء بهوية فينيقية منقرضة ليس " برهانا " علميا على عدم إنتمائنا
الى العرب و لكنه " وسيلة " لتقسيم مسيحيي لبنان بين " موارنة و بس
"أو
" لبنانيون " أو " سريان " أو " عرب " أو " فينيقيون " أو " شعب
خليط
" ...
و - الموارنة هم سريان لأنهم يتحدرون من السريان الملكيين الذين
إتبعوا تعاليم مجمع خلقيدونيا ٤٥١ م
:
*إذا
دخلت بعض العائلات العربية الى الكنيسة السريانية المارونية
في القرن التاسع عشر فهذا لا يعني أن الكنيسة هي ”سريانية عربية”اليوم
و هذا لا يبدل تاريخ و هوية هذه الكنيسة السريانية!
*أحد الأباء لم يخجل من الإدعاء أن الكنيسة المارونية هي عالمية
لأن بعض العائلات السود في أميركا قد إنضمت الى الكنيسة المارونية!
إذا أصبحت الكنيسة المارونية عالمية اليوم فهذا لا يعني إنها كانت"
عالمية " في القرن السابع أو الثامن الميلادي
!
|