أهمية
موقف قداسة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي من تأكيده على
هويتنا الآرامية
نحن لا نشك أبدا في صدق قداسته عندما يؤكد أن الكنيسة الكلدانية لا تتدخل في
الأمور السياسية و لكن تأكيده على " أننا
الآشوريين
السريان شعب واحد يسمى بالشعب الآرامي." لهو موقف شجاع سيكون نتائج "
سياسية " على مختلف الأصعدة.
و
هو رد غير مباشر على الطروحات التي تدعي أنها الوحيدة التي تعمل من أجل وحدة
السورايي و هي في الحقيقة
تقسمهم لأنها غير مبنية تاريخنا العلمي
.
أ - على الصعيد الكلداني
.
دعوة صريحة و مباشرة إلى أبناء الكنيسة الكلدانية على التمسك بتاريخنا العلمي .
تاريخ القبائل الكلدانية معروف و هم قبائل آرامية لهم الفضل الكبير في تعميم
إسم " بلاد الآراميين " على العراق
.
كما أنه رد غير مباشر على بعض المتطرفين الذين يدعون أن تاريخ الكلدان يعود الى
5300 سنة ق.م ؟؟؟
كذلك رد على بعض رجال الدين الكلدان الذين يغامرون بالإدعاء أن التسمية
السريانية لهي غريبة و تعني السريان المغاربة فقط
.
ب - على الصعيد المسيحي العراقي.
قال قداسته " وبالنسبة الى مطالب شعبنا فنحن في الكنيسة لا نطالب بشيء إلا ما
يريده ويقرره شعبنا من الحقوق، لكن أؤكد أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب
واحد يسمى بالشعب الآرامي."
الكلدان يشكلون الأكثرية بين مسيحيي العراق ، و قداسته يؤكد أننا جميعا ننتمي
الى الشعب الآرامي و أن الكنيسة ستدعم ما يقرره شعبنا
.
كلنا نعلم أن هنالك صراع فكري و سياسي بين التسميتين " الأشورية" و " الكلدان
الآشوريين السريان" ( مع أو بدون واو العطف (.
موقف قداسته هو رد مباشر و صريح يذكر الجميع أن الكنيسة الكلدانية تؤمن
بتاريخنا العلمي و نحن شعب واحد يسمى بالشعب الآرامي
!
كأن قداسته يريد أن يفهم الجميع أن الكلدان يؤمنون بوحدة شعبنا التاريخية و أن
الأموال الطائلة من أجل تثبيت التسمية المركبة المصطنعة هي هدر للأموال و
الطاقات بدون فائدة.
ج - على الصعيد المسيحي في شرقنا الحبيب.
إن كلماته القليلة " شعب واحد يسمى بالشعب الآرامي " لها معاني قوية و هي إشارة
صريحة الى تاريخ الآراميين في الشرق. إنها كلمات مفعمة بالأمل و هو وحدة
المسيحيين في الشرق قبل فوات الأوان.
نعم أنها بارقة أمل ليتها تصل الى مسامع بقية رجال الدين
المسيحيين في شرقنا الحبيب فيكف البعض عن الإعتقاد بطروحات سياسية مزورة
لهويتنا السريانية - الآرامية و يتوقف البعض الآخر عن الإدعاء بأنهم عرب قبل
العرب أنفسهم
.
قد تكون كلمات قداسته مدخلا للحوار و النقاش بين رجال الدين
المسيحيين حول " هوية " المسيحيين في الشرق.
صحيح أن بعض المتطرفين يهجرون إخوتنا الآراميين في الموصل و
لكن الصحيح أيضا أننا نعيش أغلبيتنا في الشرق بين المسلمين العرب و هم
بأغلبيتهم الساحقة يؤمنون بالتعايش أو العيش مع المسيحيين.
كلمة أخيرة
:
كان بعض المفكرين المسيحيين يدعون بجذور فينيقية وهمية للتهرب من القومية
العربية و كان البعض الآخر ينادون بالهوية الآرامية و لكنهم فشلوا في الحفاظ
عليها
.
نحن لا نشك أبدا في صدق قداسته عندما يؤكد أننا آراميون و لكن السؤال الذي يطرح
هل تستطيع كلماته الصادقة أن تصمد أمام الحملات الإعلامية التي تزور هويتنا
الآرامية في كل يوم ؟
شكرا لكم قداسة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي على شجاعتكم و أمانتكم
لهويتكم التاريخية الآرامية و لتكن كلماتكم القليلة "
ܣܒܪܐ
"
لكل الآراميين الذين يناضلون من أجل وحدتنا الحقيقية
! |