هل يوجد إهتمام ماروني للحفاظ على التراث السرياني؟
لقد شاهدت بالصدفة هذه الحلقة من " أجراس المشرق "
مع سيادة المطران
سمير مظلوم الموقر . لقد فرحت جدا لأن هذا المطران يؤكد أن
هوية إخوتنا الموارنة هي سريانية آرامية .
و مع أنني أعرف جيدا أن أغلب
رجال الدين الموارنة يؤمنون بتحدرهم من السريان الآراميين فإنني
ألاحظ تهربهم من التأكيد على أنهم ينتمون الى شعب سرياني آرامي
يوحدهم مع جميع مسيحيي شرقنا الحبيب :
إنهم يفضلون إستخدام تعبير"
مسيحي مشرقي " و يسمحون بتمرير تعابير " مسيحي عربي " بينما
المطلوب منهم - بسبب أهميتهم و خاصة إدارتهم لعدة جامعات و معاهد
و مدارس خاصة - أن يكونوا رأس الحربة في الدفاع عن هويتهم السريانية
الآرامية التي تؤكد مدى عمق جذورهم في تاريخ الشرق
!
سؤال الأستاذ غسان الشامي لهو واضح و مهم جدا " ماذا فعلت الكنيسة
المارونية للحفاظ على التراث السرياني؟
الموارنة في لبنان:
إنتماء
مشرقي؟
أم إنتماء لبناني؟
للأسف
جواب سيادة المطران جاء مبهما
و هذه بعض الملاحظات
:
أ - يستخدم عدة مرات تعبير " الشعب الماروني
" و هذا تعبير طائفي
و كان من الأفضل إستخدام تعبير الشعب السرياني الآرامي
!
ب - ليس فقط الضيع المارونية كانت تحافظ على
الصلاوات الطقسية
و لكن جميع الضيع المسيحية
.
ج - ليس فقط الموارنة يتحدرون من السريان
الآراميين و لكن جميع
مسيحيي الشرق : كان من الأفضل ألا يستخدم تعبير " الوجود المسيحي
"و
لكن " المسيحيون السريان " فمار افرام و مار مارون و مار إسحق
كانوا ينتمون الى شعب واحد هو الشعب السرياني الآرامي
!
د - سيادة المطران لم يرد بشكل واضح على سؤال
الأستاذ غسان
!
فهل الموارنة هم سريان آراميون أم لبنانيون ؟
ه - سيادة المطران يشرح كيف إن الإرساليات
الكاثوليكية قد عمدت الى"
لتينة
" latin
الطقس السرياني الماروني منذ حوالي ٥٠٠ سنة !
إنه
يعترف بطريقة غير مباشرة أن الكثلكة قد قسمت المسحيين المشارقة الى عدة
كنائس و أبعدت المسيحيين المشارقة عن هويتهم السريانية الآرامية
.
أخيرا يؤكد سيادة المطران مظلوم أنه إنتشر بين الموارنة في السنين الأخيرة
الإرادة في الحفاظ على تراثهم السرياني .
للأسف
نحن لم نشاهد
أي خطوات عملية حول تحقيق هذا الهدف النبيل !
تستطيع الكنيسة
المارونية أن تعلم اللغة السريانية في جميع مدارسها الخاصة
:
*
اللغة السريانية هي اللغة الأم لجميع مسيحيي الشرق
.
*
اللغة السريانية هي مقدسة لأن سيدنا يسوع المسيح قد تكلمها و بها
بشر رسله
.
*
أوروبا المتحضرة تعلم طلابها اللغات اللاتينية و اليونانية القديمة
!
لماذا لا تخصص المدارس المارونية ساعة واحدة أسبوعيا لتعليم اللغة
السريانية لطلابها كي يتعرفوا على تراث و لغة آبائهم
.
*
المدارس الأرمنية في لبنان تعلم اللغة الأرمنية بشكل طبيعي فلماذا
هم ينجحون و ليس الموارنة ؟
بكل محبة نحن ننتظر من إخوتنا الموارنة أن يلعبوا دورهم في الدفاع
عن هويتهم السريانية الآرامية و أن ينشروها بين الموارنة أنفسهم كي يعرفوا
انهم ينتمون الى نفس الشعب الذي ينتمي إليه بقية مسيحيي الشرق!
لقد نشر الأب سيمون عطالله رئيس الرهبانية الأنطونية المارونية في
كتاب الينابيع السريانية
Sources Syriaques
العدد الأول سنة ٢٠٠٥صفحة ٥٩٣ ما يلي
:
"
لقد تطورت اللغة السريانية و قويت بسبب دفاعها عن هوية و ثقافة
و سياسة الشعب الآرامي ضد التدخلات الرومان و البيزنطيين و الفرس
و العرب
".
من المؤسف إن إخوتنا الموارنة يعرفون جيدا أن هويتهم التاريخية هي
السريانية الآرامية و إنهم يرددون برغبتهم في الدفاع عن التراث السرياني
و لكننا لا نرى أي قرارات مهمة لتحقيق هذه الأهداف النبيلة
!