هل الذكرى المئوية الأولى لحرب الإبادة ستوحد شعبنا
السرياني الآرامي؟
لقد كانت رغبتي أن أكتب حول حرب الإبادة بشكل رئيسي و لكن إعتراف البرلمان
الأرمني بحرب الإبادة ضد الأشوريين و اليونانيين مؤخرا
و ما جرى من تعليقات حول هذا الإعتراف دفعتني أن أختار هذا الموضوع
:
أ -
بعض السريان شعروا بالغبن لأن شهدائنا كانوا سريانا و ليس لهم
أية علاقة مع التسمية الأشورية الحديثة
.
ب -
بعض السريان قد أكدوا بأن النص الأرمني و باللغة الأرمنية قد ذكر باللغة
الأرمنية " أسوري " و هذا يعني السرياني
الآرامي كما كان
يؤمن علماء السريان المشارقة و المغاربة
معا
.
ج -
يجب ألا نلوم البرلمان الأرمني إذا إعترف بحرب الإبادة ضد
الأشوريين لأن بعض رجال الدين السريان و بعض السياسين السريان لا يزالون
يدعون بتحدرنا من الأشوريين و يتوهمون أن بناء نصب تذكارية
في يرفان و مدن أوروبا تطلق على شهدائنا الإسم الأشوري المزيف
-
هو عمل قومي بناء ؟
أولا - هل يوجد علاقة بين هويتنا التاريخية و حرب الإبادة ؟
أ-
لقد طلب مني إتحاد الآراميين ( السريان ) في بلجيكا في المشاركة في٢٥
آذار الماضي في اليوم المخصص " من أجل إعتراف عالمي بحرب
الإبادة ضد الآراميين ".
تم
ذلك في
Maison des Parlementaires
و قد تواجد عدة نواب و ممثلي الأحزاب البلجيكية و قد شاركت شخصيا
في موضوعين " من هم السريان الآراميون ؟ "
و " حرب الإبادة المنسية
ضد الآراميين
".
هنالك
أمل كبير بأن تكون بلجيكا هي أول دولة تعترف بحرب الإبادة
ضد أجدادنا الآراميين
.
ب -
هل يحق لباحث متخصص في التاريخ السرياني أن يسمي السريان
آراميين في بلجيكا و بإسم آخر في بلد آخر؟
ليس من المعيب علينا
أن نسمي شهدائنا بعدة تسميات قومية مختلفة ؟
*أشوريون
( تسمية غير علمية لم يؤمن بها أجدادنا
)
*آراميون
( التسمية المرادفة للتسمية السريانية في كل مصادرنا السريانية)
*أشوريون
كلدان سريان (التسمية القطارية المزيفة التي طرحتها بعض
الأحزاب السريانية المدعية بالهوية الأشورية المزيفة و للأسف بعض رجال
الدين السريان يرددونها و يدعون بأنها تسمية قومية موحدة ؟)
ج -
لقد ألقى غبطة البطريرك لويس ساكو الموقر كلمة مهمة جدا في
مجلس الأمن يدعو فيها الى العمل من أجل مساعدة المسيحيين من أجل
البقاء في أراضيهم و أوطانهم و قد علق أحد السريان المدعين بالتسمية
الأثورية أن غبطة البطريرك ساكو لم يذكر اسم شعبنا القومي؟
و هذا
السياسي قد شكر قداسة البطريرك لما يقدمه " لشعبه الكلداني الأشوري
السرياني..."
د -
إنني أتفهم أن يختلف بعض السريان حول مكان بناء نصب للذكرى المئوية الأولى:
البعض يفضل في بيروت و تشارك فيه جميع الكنائس السريانية و البعض يفضل بناء
نصب خاص للكنيسة السريانية الكاثوليكية أو الأرثوذكسية في جبل لبنان!
و كل فريق عنده وجهة نظر...
و لكن من غير المقبول من السريان أن يختلفوا على " هوية
أجدادهم
"!
فإذا كان من الطبيعي أن يكون لكل منا رأيه الخاص حول بناء نصب تذكاري أو
حول تحديد يوم معين لذكرى حرب الإبادة:
الأمر مختلف كليا حول تاريخ شعبنا
السرياني و هويته الآرامية الحقيقية
.
ه -
بناء نصب تذكارية عديدة تغامر في الادعاء بأن شهدائنا كانوا أشوريين لا و
لن يبدل هويتنا السريانية الآرامية :
إنها هدر للطاقات السريانية.
إذا كانت بعض الثورات أو المصالح السياسية قد أوجدت كيانات و دول جديدة في
التاريخ الحديث فهذا لا يعني أن " هوية السريان الآراميين " ستتبدل الى "
أشوريين " لأن بعض السريان الضالين لا يزالون يتوهمون بجذور أشورية غير
علمية!
ثانيا - مئة سنة من النضال أم من الضياع ؟
الشعوب التي تعتمد " النقد الذاتي " هي التي تتطور و تتقدم فأرجو من القارئ
أن يتحقق في هذه النقاط
:
أ -
" شعبنا " لم يتفق و لم يجتمع حتى اليوم ليحدد تاريخا ليقيم ذكرى لشهدائنا
الأبرار ضحايا حرب الإبادة المجرمة :
٢٤ نيسان هو ذكرى شهداء إخوتنا الأرمن
حيث ألقي القبض على أكثر من ٢٠٠ من الوجهاء الأرمن ( و لم يكن بينهم أي
سرياني.)
ب -
أغلب الكنائس السريانية لم تطالب الحكومات التركية في الماضي بالاعتراف
بحرب الإبادة التي تعرض لها شعبنا و لم تطالب بأي تعويضات و بإعادة الكنائس
و الأراضي ... بعكس الكنائس الأرمنية التي ناضلت من أجل اعتراف تركيا بحرب
الإبادة
.
ج -
تضخيم مبالغ في عدد ضحايا شعبنا السرياني الآرامي:
بعض الأحزاب التي تدعي الهوية الأشورية تردد هذا العدد الخاطئ " ٧٥٠ ألف
شهيد أشوري ؟"
و من المخجل من بعض السريان بأنهم يرددون هذه الأرقام بدون أي تحقيق:
عدد ضحايا شعبنا هو حوالي ٢٠٠ ألف شهيد.
الأرقام الخيالية الكاذبة ليست مهارة سياسية و لكنها قد
تصبح سلاحا بيد المفكرين الأتراك لنقد مطالب شعبنا الحقة
.
د -
من يمثل شعبنا للدفاع عن حقوقه للمفاوضة مع الأتراك ؟
صحيح أن الأتراك لا يريدون الاعتراف بحرب الإبادة ضد الشعب الأرمني و ضد
شعبنا السرياني الآرامي و لكن من الصحيح أيضا هو أننا لا نملك أي مؤسسة أو
حزب يمثل شعبنا بشكل سليم.
أغلب المؤسسات هي ذات إنتماء طائفي و أكثر الأحزاب تؤمن بهوية أشورية
مزيفة لا تمثل شعبنا السرياني الآرامي
.
ثالثا - حرب الإبادة هي قضيتنا المقدسة
!
لقد تأخر كثيرا إنتشار الوعي الحقيقي بين أفراد شعبنا السرياني و للأسف
كثيرون من أفراد شعبنا لم يدركوا بعد أهمية وحدتنا للنضال الناجح من أجل
تعريف العالم بحرب الإبادة / سيفو
!
كيف نستطيع أن نقنع إخوتنا الأرمن بأن شعبنا سيناضل من أجل أن تعترف تركيا
بحرب الإبادة و كل مجموعة سريانية تدعي بهوية قومية مغايرة ؟
كيف نستطيع أن نطالب من الرأي العام العالمي أن يسمع صوتنا و أن قضيتنا هي
مقدسة و كل مجموعة سريانية تناضل وحدها من أجل مصالحها السياسية الخاصة؟
كيف نستطيع أن نحقق إنتصارات سياسية على تركيا و نحن لا زلنا منقسمين على
أنفسنا؟
لقد خسر أجدادنا إستقلالهم منذ زمن طويل و رويدا رويدا بدأت الديموغرافيا
تحول أجدادنا من أكثرية الى أقلية بدون حقوق في أراضي أجدادهم التاريخية!
و لكن تعرض أجدادنا سنة ١٩١٥ الى ثاني حرب إبادة عرفتها البشرية يجب أن
ينقظ النخوة عند الغيورين السريان!
حرب الإبادة يجب أن تكون دافعا الى وحدة شعبنا و ليس سببا الى تقسيمه و
إضعافه !
نحن لا ندعو الى وحدة ظاهرية مصطنعة و لكن الى وحدة تاريخية تعيد الأمل في
صفوف شبابنا و يتعرف على تاريخ أجداده الحقيقيين
!
|