عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء: منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

الهوية الآرامية                            

هل الذكرى المئوية الأولى لحرب الإبادة ستوحد شعبنا السرياني الآرامي؟

 لقد كانت رغبتي أن أكتب حول حرب الإبادة بشكل رئيسي و لكن إعتراف البرلمان الأرمني بحرب الإبادة ضد الأشوريين و اليونانيين مؤخرا و ما جرى من تعليقات حول هذا الإعتراف دفعتني أن أختار هذا الموضوع :

أ - بعض السريان شعروا بالغبن لأن شهدائنا كانوا سريانا و ليس لهم أية علاقة مع التسمية الأشورية الحديثة .

ب - بعض السريان قد أكدوا بأن النص الأرمني و باللغة الأرمنية قد ذكر باللغة الأرمنية " أسوري " و هذا يعني السرياني الآرامي كما كان يؤمن علماء السريان المشارقة و المغاربة معا .

ج - يجب ألا نلوم البرلمان الأرمني إذا إعترف بحرب الإبادة ضد الأشوريين لأن بعض رجال الدين السريان و بعض السياسين السريان لا يزالون يدعون بتحدرنا من الأشوريين و يتوهمون أن بناء نصب تذكارية في يرفان و مدن أوروبا تطلق على شهدائنا الإسم الأشوري المزيف - هو عمل قومي بناء ؟

أولا - هل يوجد علاقة بين هويتنا التاريخية و حرب الإبادة ؟

أ- لقد طلب مني إتحاد الآراميين ( السريان ) في بلجيكا في المشاركة في٢٥ آذار الماضي في اليوم المخصص " من أجل إعتراف عالمي بحرب الإبادة ضد الآراميين ".

 تم ذلك في Maison des Parlementaires و قد تواجد عدة نواب و ممثلي الأحزاب البلجيكية و قد شاركت شخصيا في موضوعين " من هم السريان الآراميون ؟ "

و " حرب الإبادة المنسية ضد الآراميين ".

هنالك أمل كبير بأن تكون بلجيكا هي أول دولة تعترف بحرب الإبادة ضد أجدادنا الآراميين .

ب - هل يحق لباحث متخصص في التاريخ السرياني أن يسمي السريان آراميين في بلجيكا و بإسم آخر في بلد آخر؟

ليس من المعيب علينا أن نسمي شهدائنا بعدة تسميات قومية مختلفة ؟

 *أشوريون ( تسمية غير علمية لم يؤمن بها أجدادنا )

 *آراميون ( التسمية المرادفة للتسمية السريانية في كل مصادرنا السريانية)

 *أشوريون كلدان سريان (التسمية القطارية المزيفة التي طرحتها بعض الأحزاب السريانية المدعية بالهوية الأشورية المزيفة و للأسف بعض رجال الدين السريان يرددونها و يدعون بأنها تسمية قومية موحدة ؟)

ج - لقد ألقى غبطة البطريرك لويس ساكو الموقر كلمة مهمة جدا في مجلس الأمن يدعو فيها الى العمل من أجل مساعدة المسيحيين من أجل البقاء في أراضيهم و أوطانهم و قد علق أحد السريان المدعين بالتسمية الأثورية أن غبطة البطريرك ساكو لم يذكر اسم شعبنا القومي؟

و هذا السياسي قد شكر قداسة البطريرك لما يقدمه " لشعبه الكلداني الأشوري السرياني..."

د - إنني أتفهم أن يختلف بعض السريان حول مكان بناء نصب للذكرى المئوية الأولى:

البعض يفضل في بيروت و تشارك فيه جميع الكنائس السريانية و البعض يفضل بناء نصب خاص للكنيسة السريانية الكاثوليكية أو الأرثوذكسية في جبل لبنان!

و كل فريق عنده وجهة نظر... و لكن من غير المقبول من السريان أن يختلفوا على " هوية أجدادهم "!

فإذا كان من الطبيعي أن يكون لكل منا رأيه الخاص حول بناء نصب تذكاري أو حول تحديد يوم معين لذكرى حرب الإبادة:

 الأمر مختلف كليا حول تاريخ شعبنا السرياني و هويته الآرامية الحقيقية .

ه - بناء نصب تذكارية عديدة تغامر في الادعاء بأن شهدائنا كانوا أشوريين لا و لن يبدل هويتنا السريانية الآرامية :

 إنها هدر للطاقات السريانية.

 إذا كانت بعض الثورات أو المصالح السياسية قد أوجدت كيانات و دول جديدة في التاريخ الحديث فهذا لا يعني أن " هوية السريان الآراميين " ستتبدل الى " أشوريين " لأن بعض السريان الضالين لا يزالون يتوهمون بجذور أشورية غير علمية!

ثانيا - مئة سنة من النضال أم من الضياع ؟

الشعوب التي تعتمد " النقد الذاتي " هي التي تتطور و تتقدم فأرجو من القارئ أن يتحقق في هذه النقاط :

أ - " شعبنا " لم يتفق و لم يجتمع حتى اليوم ليحدد تاريخا ليقيم ذكرى لشهدائنا الأبرار ضحايا حرب الإبادة المجرمة :

 ٢٤ نيسان هو ذكرى شهداء إخوتنا الأرمن حيث ألقي القبض على أكثر من ٢٠٠ من الوجهاء الأرمن ( و لم يكن بينهم أي سرياني.)

ب - أغلب الكنائس السريانية لم تطالب الحكومات التركية في الماضي بالاعتراف بحرب الإبادة التي تعرض لها شعبنا و لم تطالب بأي تعويضات و بإعادة الكنائس و الأراضي ... بعكس الكنائس الأرمنية التي ناضلت من أجل اعتراف تركيا بحرب الإبادة .

ج - تضخيم مبالغ في عدد ضحايا شعبنا السرياني الآرامي:

بعض الأحزاب التي تدعي الهوية الأشورية تردد هذا العدد الخاطئ " ٧٥٠ ألف شهيد أشوري ؟"

 و من المخجل من بعض السريان بأنهم يرددون هذه الأرقام بدون أي تحقيق:

عدد ضحايا شعبنا هو حوالي ٢٠٠ ألف شهيد. الأرقام الخيالية الكاذبة ليست مهارة سياسية و لكنها قد تصبح سلاحا بيد المفكرين الأتراك لنقد مطالب شعبنا الحقة .

د - من يمثل شعبنا للدفاع عن حقوقه للمفاوضة مع الأتراك ؟

صحيح أن الأتراك لا يريدون الاعتراف بحرب الإبادة ضد الشعب الأرمني و ضد شعبنا السرياني الآرامي و لكن من الصحيح أيضا هو أننا لا نملك أي مؤسسة أو حزب يمثل شعبنا بشكل سليم.

 أغلب المؤسسات هي ذات إنتماء طائفي و أكثر الأحزاب تؤمن بهوية أشورية مزيفة لا تمثل شعبنا السرياني الآرامي .

ثالثا - حرب الإبادة هي قضيتنا المقدسة !

لقد تأخر كثيرا إنتشار الوعي الحقيقي بين أفراد شعبنا السرياني و للأسف كثيرون من أفراد شعبنا لم يدركوا بعد أهمية وحدتنا للنضال الناجح من أجل تعريف العالم بحرب الإبادة / سيفو !

كيف نستطيع أن نقنع إخوتنا الأرمن بأن شعبنا سيناضل من أجل أن تعترف تركيا بحرب الإبادة و كل مجموعة سريانية تدعي بهوية قومية مغايرة ؟

كيف نستطيع أن نطالب من الرأي العام العالمي أن يسمع صوتنا و أن قضيتنا هي مقدسة و كل مجموعة سريانية تناضل وحدها من أجل مصالحها السياسية الخاصة؟

كيف نستطيع أن نحقق إنتصارات سياسية على تركيا و نحن لا زلنا منقسمين على أنفسنا؟

لقد خسر أجدادنا إستقلالهم منذ زمن طويل و رويدا رويدا بدأت الديموغرافيا تحول أجدادنا من أكثرية الى أقلية بدون حقوق في أراضي أجدادهم التاريخية!

و لكن تعرض أجدادنا سنة ١٩١٥ الى ثاني حرب إبادة عرفتها البشرية يجب أن ينقظ النخوة عند الغيورين السريان!
حرب الإبادة يجب أن تكون دافعا الى وحدة شعبنا و ليس سببا الى تقسيمه و إضعافه !

 نحن لا ندعو الى وحدة ظاهرية مصطنعة و لكن الى وحدة تاريخية تعيد الأمل في صفوف شبابنا و يتعرف على تاريخ أجداده الحقيقيين !

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها