هويتنا السريانية التاريخية
ليست سفينة في وسط البحر!
جميع مسيحيي الشرق ينتمون الى الشعب السرياني
الآرامي و لكن منذ الإختلافات العقائدية التي
قسمت الشعب السرياني الى عدة كنائس متناحرة و
هي
:
أ - السريان الخلقيدونيون الذين عرفوا
بالسريان الملكيين في المصادر السريانية و هم
يعرفون بكنيسة الروم اليوم و قد إنشق عنهم
الموارنة
.
ب - السريان المناهضون لخلقيدونيا و قد عرفوا
أيضا بأصحاب الطبيعة الواحدة و هي تسمية خاطئة
و هم السريان اليعاقبة و قد إنشق عنهم السريان
الكاثوليك في التاريخ الحديث
!
ج - السريان النساطرة و كانوا متواجدين في
الإمبراطورية الفارسية و قد إنشق عنهم أبناء
الكنيسة الكلدانية في التاريخ الحديث
.
النظام " الملي " العثماني قد شجع الإنتماء
الطائفي : السرياني الكاثوليكي لا يستطيع أن
يتزوج أو أن يدفن إلا عند السريان الكاثوليك
!
إنتشار الفكر القومي بعد الثورة الفرنسية سيصل
في نهاية القرن التاسع عشر الى المسيحيين
المشارقة و للأسف لهم بدل أن يعودوا الى
جذورهم التاريخية الحقيقية صاروا يدعون
بإيديولويات غير علمية
:
*
السريان الموارنة تارة يدعون بأنهم لبنانيين
علما بأنه لا يوجد شعب لبناني قديم و يضحكون
على أنفسهم و يؤكدون وجود ذكر " جبل لبنان" في
المصادر القديمة و طوار بأنهم فينيقيين مع أن
الشعب الفينيقي قد زال من التاريخ عندما لجأ
يوحنا مارون الى جبال لبنان في نهاية القرن
السابع الميلادي .
من المؤسف أن السريان
الموارنة - بحجة الحفاظ على مركزهم في لبنان -
يرددون بأنهم عرب بدل الدفاع عن هوية مار
مارون السرياني الآرامي قبل أن يكون ماروني
!
*
السريان المشارقة الكلدان : أكثر و أهم
علمائهم يؤكدون بأنهم سريان آراميين و لكن
أكثرية ساحقة منهم يدعون بأنهم أحفاد الكلدان
القدامى و يتجاهلون أن الكلدان القدامى كانوا
آراميين و قد أطلق على العراق تسمية " بلاد
الآراميين " لتواجد القبائل الكلدانية و
الآرامية
.
*
السريان المشارقة النساطرة : طوال تاريخهم
كانوا يفتخرون بهويتهم السريانية الآرامية و
كانوا أطباء و معلمي العرب في العهد العباسي و
قد تركوا لنا تراثهم الآرامي في مصادرهم
السريانية و لكن أبناء هذه الكنيسة صاروا
يدعون بهوية أشورية مزيفة منذ بداية القرن
العشرين
.
و قد بلغ التطرف عندهم أن بطريركهم يدعي بأن
لغتنا القومية هي" اللغة الأشورية
" !
*
السريان الملكيين أي أبناء كنيسة الروم
الأرثودكس و الكاثوليك : إنتشرت بينهم طروحات
تاريخية تدعي بأنهم أحفاد الغساسنة أو أحفاد
القبائل العربية المسيحية التي انت متواجدة
قبل مجيئ الإسلام.
هذه الطروحات هي مفاهيم
خاطئة حديثة فالقبائل العربية المسيحية قد
دخلت الإسلام حبا بالمغانم كما دخله عدد كبير
من السريان أنفسهم
.
بعض الملاحظات
أولا - نحن نعيش في الشرق منذ ألوف السنين و
ننتمي الى شعب آرامي كان متواجدا في كل الشرق
و قد صارت التسمية السريانية مرادفة للتسمية
الآرامية منذ القرن الثالث قبل الميلاد
!
ثانيا - إذا كان العرب يؤمنون إن الإسلام هو
دين و دولة فإنه غير صحيح أن المسيحي المشرقي
يؤمن بأن الإنتماء المسيحي هو هوية لنا
!
هذا زعم خاطئ يردده كل مسيحي يتجاهل هوية
أجداده التاريخية.
ثالثا - إن الإيمان المسيحي قد دفع بالكثيرين
منا أن يناضلوا من أجل ملكوت السموات و للأسف
لقد نسينا أن ندافع عن ممالكنا و أوطاننا في
هذا الشرق الحبيب ! مسيحيو لبنان قد دافعوا
حتى الموت عن أرضهم و المطلوب منهم أن يدافعوا
عن هويتهم السريانية الآرامية قبل فوات الأوان
!
رابعا - المقاومة الحقيقية ليست ترديد لمفاهم
خاطئة و متطرفة
!
بطريرك الكنيسة السريانية الشرقية ( الأشورية
منذ ١٩٧٦) يردد في كل سنة أن لغتنا هي أشورية
و يطلب منا أن نعطي أسماء شورية مزيفة
لأولادنا ! هذه ليست مقاومة و لا دعوة الى
وحدة شعبنا و لكنها دعوة لتقسيم شعبنا
السرياني الآرمي
!
بكل محبة أدعو الى مقاومة حقيقية مبنية على
معرفة تاريخنا الصحيح
!
تحية صادقة الى كل مسيحي مشرقي يؤمن بأننا
ننتمي فعلا الى شعب واحد و يحاول أن يعرف
لماذا نحن شعب واحد
...
جهل أو تجاهل تاريخنا قد حول -في عقول البعض-
هويتنا السريانية الآرامية الى سفينة في وسط
البحر تتلاعب فيها المصالح و الأهواء
!
|