عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء: منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

الهوية الآرامية                            

الياس خوريالياس خوري آرامي جاهل لهويته أم آرامي مستعرب؟

 

 


الياس خوري

القدس

يتوهم بعض الكتاب المسيحيين المستعربين أن بإستطاعتهم أن يكتبوا حول هوية مسيحيي الشرق إستنادا على معرفتهم التاريخية السطحية .
لقد إطلعت مؤخرا على مقال للسيد الياس خوري عنوانه " اللعبة الآرامية " ينتقد فيه مواقف الأب جبرائيل الندّاف !

 من الممكن الإطلاع على مقاله من خلال موقع أبونا على هذا الرابط
http://www.abouna.org/content

 أولا - لما يردد العروبي "خوري " هذه الطروحات التاريخية المزيفة ؟

يبدو أن السيد خوري يجهل كليا أن أجداده هو كانوا من الآراميين وليس فقط الأب جبرائيل الندّاف !

 و إن الهوية الآرامية التاريخية لا تزال موجودة و ليست من" إستنباط " الإسرائليين !
من يطلع على مقال السيد " خوري " يجد عددا كبيرا من التعابير التاريخية الخاطئة التي يرددها دعاة الهوية العروبية المزيفة !

 أ - لقد لعب العرب دورا كبيرا في التاريخ الوسيط , و لكنهم كانوا يعيشون في شبه الجزيرة العربية و ليس في فلسطين و سوريا و العراق.
هنالك فرق جغرافي و زمني كبير بين التعبيرين " المشرق العربي" و " الشرق " .

*" الشرق " هو التسمية التي أطلقها الرومان على المناطق التي كانت خاضعة لهم و لم تكن شبه الجزيرة العربية و لا مصر ضمن هذه التسمية التاريخية و الجغرافية . كان السريان الآراميون يشكلون أكثرية سكانية في الشرق منذ ١٢٠٠ ق٠م الى حوالي ١٣٠٠ سنة بعد الميلاد .
الأب جبرائيل الندّاف لم يخطئ عندما أكد أن جذوره هي آرامية ...
* " المشرق العربي" هو تعبير حديث جدا و يطلق على المناطق التي إستولى عليها العرب المسلمون . التسمية " المغرب العربي" لا تعني أن سكان شمالي إفريقيا كانوا من العرب الأقحاح و لا يزال حتى اليوم البربر يشكلون أكثرية سكان المغرب العربي .
* لقد إنطلق العرب المسلمون من شبه الجزيرة العربية و إحتلوا الشرق بعد إنتصاراتهم الباهرة على الفرس و تدميرهم لإمبراطوريتهم و طردهم للبيزنطيين من الشرق !
ب - من هو " العروبي " المزيف ؟

لا شك هنالك عدد كبير من العرب الشرفاء الذين يعرفون تاريخ أجدادهم و يعرفون أن الصومالي و الموريتاني و السوداني هو أخ لهم بالإسلام و ليس بالعروبة . على كل عربي أن يحترم إنتماء الشعوب التي لا تزال تعيش في المناطق التي إحتلوها أجدادهم .

 القبائل العربية المسيحية التي كانت منتشرة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام قد دخلت الإسلام بعد أن توسعت الفتوحات العربية من حدود الهند الى شمال إفريقيا و الى جنوب أوروبا خلال أقل من ٧٥ سنة !
السيد الياس خوري هو عروبي مزيف أي ليس لأجداده أية علاقة بالجذور العربية !

هو سرياني آرامي و لكنه مدعي بجذور عربية تماما مثل بعض سكان جزيرة المارتينيك و الغوادلوب الذين يدعون أن أصولهم هي من الفرنج ( الفرنسيين ) لأنهم تعلموا ذلك في مدارسهم !
القبائل العربية المسيحية قد دخلت الإسلام و تاريخ المسيحيين في الشرق يثبت لنا من خلال كتاباتهم و رسائلهم أنهم كانوا بأكثريتهم الساحقة من السريان الآراميين مع أقلية من اليونانيين خاصة في المدن !
عائلة " خوري " الكريمة لم تكن عربية و لكنها إستعربت مع الزمن !
لم يكن بإستطاعة أي مسلم عربي أن يتخلى عن إسلامه و يدخل في الديانة المسيحية : إن مجرد اسم " خوري " هو برهان ساطع على تنكر السيد الياس خوري لهوية أجداده السريان الآراميين !

ج - بعض المفاهيم الخاطئة التي يرددها العروبي المزيف خوري :

* الدروز ينتمون بأكثريتهم الساحقة الى قبائل عربية معروفة و هويتهم هي العربية !
إذا كان الدروز في إسرائيل يشعرون إنهم مواطنين فيها فهذا لا يعني أن إسرائيل قد أوجدت لهم " هوية جديدة "!
* كتب السيد خوري " لا أدري لماذ قرر مستشرق يعمل في المخابرات الإسرائيلية إحياء قومية آرامية لا أساس لها سوى في المتخيّل الإسرائيلي" السيد خوري يناقض نفسه بنفسه لأنه في فقرة ثانية يكتب :
" من يعرف ألف باء التاريخ السرياني يعرف أن دخول المسيحية إلى بلاد الشام، ونشوء الكنيسة الإنطاكية، قادت الناطقين المسيحيين بالآرامية إلى تمييز أنفسهم عبر تبني تسمية السريان. فالسرياني هو الآرامي المسيحي."
* الى السيد خوري المدافع عن أوهامه العروبية المزيفة :
لا يوجد أية علاقة بين الفلسطيني المعاصر و شعب الفلسطو القديم !
سكان فلسطين المسلمين يتحدرون من العرب و سكانها المسيحيون يتحدرون من السريان الآراميين .
* يستخدم السيد خوري تعابير تاريخية خاطئة مثل " الفتح العربي " و بما أنه ليس عربيا و أن العرب قد إحتلوا أرض أجداده فكان من الأفضل و الأدق إستخدام تعبير " الإحتلال العربي " . كما إنه يستخدم تعبيرا جغرافيا خاطئا و هو" بلاد الشام " كما لو أن هذه المنطقة كانت مسكونة بالعرب قبل مجيئ الإسلام !

ثانيا - هل صحيح أن الهوية الآرامية هي لعبة من إستنباط إسرائيل ؟
للأسف بعض المسيحيين العروبيين لا يزالون يرددون طروحات تاريخية خاطئة تدافع عن إنتمائهم العروبي الوهمي . نحن نعلم أن كاتبا عروبيا مثل السيد خوري يدافع عن مفاهيمه و ليس عن هوية أجداده الحقيقية . و هذا واضح من بعض التعابير التي وردت في مقاله :

أ -" المسيحيون، ككل الشعب في البلاد الشامية، كان قبل الفتح العربي يستخدم لغتين: اليونانية البيزنطية والسريانية. ومع التعريب تلاشت اليونانية واندثرت..." المسيحيون ؟ الأصح السريان ! السريانية هي هوية شعب آرامي أصيل كان يشكل أكثرية سكانية في كل الشرق !

ب - " يمكن أن ننسب مسيحيي فلسطين كغيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني إلى مزيج يمتد من الكنعانيين إلى العرب "

* شعب الفلسطو مثل الشعب الكنعاني قد زال من مسرح التاريخ !
* مسيحيو فلسطين يتحدرون بأكثريتهم الساحقة من الأنباط الآراميين !
* كان للآراميين عدة ممالك في شمال فلسطين مثل مملكة جشور الآرامية : المؤسف للسيد خوري إن علماء إسرائيل قد كشفوا عنها و إن " عروبيتك المزيفة " تمنعك من رؤيتها !
* لا يوجد في فلسطين أو مصر أو سوريا " مسيحي من جذور عربية " و لكن " مسيحي مثلك مدعي بجذور عربية وهمية "!

ج - تاريخ الآراميين في الشرق .

هنالك مئات الكتب التاريخية العلمية التي تتحدث عن تاريخ الآراميين و إنتشارهم في الشرق هذه لائحة صغيرة :


Dupont - SOMMER, A, Les Araméens PARIS 1949.
GARELLI, P, Importance et Rôle des Araméens dans L’Administration de L’Empire.Assyrien.
KUPPER, J.R., Les Nomades en Mésopotamie au temps des rois de Mari Brussels (1957).
LIPINSKI, E, The Arameans, Their Ancient History, Culture, Religion. In Orientalia Lovaniensia Analecta. T-100 (2000).
UNGER, M.F., Israel and the Arameans of Damascus. London 1957.
Sader, H. Les Etats Araméens de Syrie Depuis leur Fondation jusqu’à leurs transformation en provinces Assyriennes
SCHWARTZ, G.M, The Origins of the Arameans in Syria and North Mesopostamia in O.M.C. Haex. (1989) PP-275-291.
TADMOR, H. The ARAMIZATION OF ASSYRIA, ASPECTS OF WESTERN IMPACT 

الى السيد خوري :

 تاريخ الآراميين و هويتهم ليست لعبة من إستنباط إسرائيل كما تدعي فمتاحف دمشق و حلب و حماة مليئة بالآثارات الآرامية و لكنك تجهلها كما تتجاهل هوية أجدادك من أجل حفنة من الريالات ؟
د - هل كان السريان يؤمنون بهويتهم التاريخية الآرامية ؟
الى السيد خوري و أمثاله من العروبيين المزيفيين : هنالك مئات النصوص التي تركها لنا علمائنا السريان و هي تثبت إنتمائنا الآرامي
سأنشر بعضها :
قال مار يعقوب السروجي عن مار افرام السرياني (توفي 521م) )
”هذا الذي صار اكليلاً للآراميين كلّهم…. هذا الذي صار بليغًا كبيرًا عند السريان "
ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܟܠܝܠܐ ܠܟܠܗ̇ ܐܪܡܝܘܬܐ.... ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܪܗܝܛܪܐ ܪܒܐ ܒܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ

يؤكد مار يعقوب الرهاوي في احد ميامره (القرن الثامن)
”وهكذا عندنا نحن الأراميون اي السريان“
ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܦ ܚܢܢ ܐܪ̈ܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ

كتب البطريرك ميخائيل السرياني
”بمساعدة من الله سوف نذكر أخبار الممالك التي اقيمت في القديم، بفضل امتنا الأرامية، اي ابناء آرام، الذين اطلقت عليهم تسمية سريان “

كتب ابن العبري (القرن الثالث عشر)
”لم يرغب الأراميون (اي السريان) ان يختلطوا مع الأراميين الوثنيين“
ܠܐ ܨܒܝܢ ܐܳܪ̈ܳܡܳܝܶܐ ܕܢܬܚܠܛܘܢ ܥܡ ܐܰܪ̈ܡܳܝܶܐ.
ثالثا - هل تتبدد أوهام " خوري " العروبية المزيفة ؟
أ - " يا طبيب طبب نفسك "

السيد خوري يتكلم عن الأب الفاضل جبرائيل الندّاف بطريقة غير مهذبة فهو يعلم بأنه كاهن و لكنه يسميه " السيد الندّاف " و يتهمه بجهل تاريخ العائلات المسيحية التي تنتسب الى المسيحيين العرب؟ و هو يتهم هذا الكاهن الموقر بأنه ألعوبة بيد إسرائيل لأنه يؤمن بجذور آرامية !

ب - لو كان السيد خوري مطلعا و أمينا لهوية أجداده لما إدعى أن إسرائيل قد " إستنبطت " هوية آرامية جديدة . من المضحك أنه يستخدم تعبير " إستنبط " مرتين و هذه اللفظة صارت في اللغة العربية تعني " إخترع " و ذلك لتفوق الأنباط الآراميين الحضاري !

ج - من المضحك أن السيد "خوري" يسمح للسريان الموارنة أن يكونوا سريان آراميين و لكن ليس للأب جبرائيل النداف المنتمي الى كنيسة الروم ؟ " خوري " العروبي يجهل أن كنيسة الموارنة قد إنفصلت عن كنيسة السريان الملكيين أي إخوتنا من كنيسة الروم !

د - جميع مسيحيي الشرق ينتمون الى شعب سرياني متحدر من الآراميين الذين صهروا بقايا شعوب عديدة : الهوية الآرامية ليست لعبة بيد إسرائيل و لكنها ضحية بعض أحفاد الآراميين الذي يدعون بإنتماء عربي غير علمي !
أخيرا تحية من القلب الى الأب الفاضل جبرائيل الندّاف و الى جميع الإخوة من عرب و أقباط و بربر و أرمن و سريان الذين يؤمنون بالتاريخ الأكاديمي و ليس التاريخ المسيس المزيف !
من المستحيل من عائلة إسمها " خوري " أن تكون عربية مسلمة !
المسيحيون العرب قد دخلوا الإسلام مثل البربر و الأقباط و السريان الفرس : و من يدخل الإسلام لا يستطيع أن يرتد !
شكرا للأب جبرائيل صاحب هذا الإسم الآرامي الأصيل الذي يعني " رجل الإله إيل " و صار يعني الجبار !

 و هو يشبه كثيرا الأسماء الآرامية مثل " حزائيل " ٨٤٣- ٨٠٣ ق٠م ملك دمشق الآرامية أي مئات السنين قبل أن تتحول عائلة " خوري " الى عروبية مزيفة !

إن المسيحي الشرقي المدعي بالهوية العروبية المزيفة يخون هوية أجداده مرتين :

أولا عندما يتنكر لهوية أجداده !

ثانيا عندما يدعي بوجود مسيحي عربي لأنه يوهم العربي الأصيل أن السرياني الذي يحافظ على هوية أجداده هو ناكر للهوية العربية !

اللعبة الآرامية!
نقلاً عن "القدس العربي" وسط عجقة صراع الهويات في المشرق العربي، أخرج الساحر الإسرائيلي من قبعته هوية جديدة يريدها للمسيحيين الفلسطينيين. فالدولة العبرية، التي...

اللعبة الآرامية!

الياس خوري    

2014/12/01

 نقلاً عن "القدس العربي"

وسط عجقة صراع الهويات في المشرق العربي، أخرج الساحر الإسرائيلي من قبعته هوية جديدة يريدها للمسيحيين الفلسطينيين. فالدولة العبرية، التي نجحت في تحويل الهوية الدرزية إلى هوية قومية في إسرائيل، ولو على الورق وفي ملفات التجنيد، استنبطت للمسيحيين هوية قومية جديدة، فهم ليسوا فلسطينيين أو عرباً بل هم آراميون! هكذا قرر السيد جدعون ساعر وزير الداخلية الإسرائيلي بالإتفاق مع الكاهن جبرائيل الندّاف، وهو كاهن أرثوذكسي في كنيسة يافة الناصرة!.

لا أدري لماذ قرر مستشرق يعمل في المخابرات الإسرائيلية إحياء قومية آرامية لا أساس لها سوى في المتخيّل الإسرائيلي الذي يسعى إلى تفتيت ما تبقى من الشعب الفلسطيني في وطنه المحتل إلى قوميات مختلفة! فبعد فشل الكاهن الندّاف في إقناع المسيحيين بالإلتحاق بالجيش الإسرائيلي، من أجل خدمة دولة سرقت أرضهم واحتلت بيوتهم ونهبت ممتلكاتهم، تفتّق ذهنه أو ذهن مشغليه عن فكرة «عبقرية»، هي استنباط قومية خاصة بالمسيحيين. لا يستطيع الندّاف أو مشغّله التحدث عن قومية مسيحية تمتد من الفاتيكان إلى أمريكا، لأنه لا وجود لها، عدا عن أنها تزعج الإسرائيليين، لذا كان لا بد من العودة إلى الماضي وإخراج هوية ما من مقبرة التاريخ.

كمية الجهل في الإقتراح الآرامي تثير الشفقة، فالسيد الندّاف، عدا عن جهله بتاريخ العائلات المسيحية الفلسطينية التي تنتسب في غالبيتها إلى حوران، حيث مهد المسيحيين العرب، (أغلب الظن أن عائلة الندّاف التي لها فروع في لبنان وسورية وفلسطين هي عائلة حورانية الأصل)، يجهل تاريخ العلاقة بين اللغة الآرامية والأرض التي انطلقت منها، والتحولات التي طرأت على الناطقين بها.

 من يعرف ألف باء التاريخ السرياني يعرف أن دخول المسيحية إلى بلاد الشام، ونشوء الكنيسة الإنطاكية، قادت الناطقين المسيحيين بالآرامية إلى تمييز أنفسهم عبر تبني تسمية السريان. فالسرياني هو الآرامي المسيحي.

جبرائيل الندّاف، الذي يدّعي أنه درس اللاهوت، لا يعرف هذه الحقيقة البديهية، كما أنه لا يستطيع أن يخترع قومية سريانية نظرا لوجود طائفة مسيحية سريانية في فلسطين.

استخدام السريانية في الخدمة الكنسية لم يكن مقتصراً على اليعاقبة أو على الموارنة، بل كانت كل الكنائس المسيحية تستخدم السريانية في الصلوات، إلى أن بدأ التعريب، فتعربت الكنيسة، لكنها لم تتخلَّ عن استخدام السريانية بشكل جزئي، وهذا ينطبق على الكنيسة الأرثوذكسية التي يدّعي السيد ندّاف الإنتماء إليها.

 أما استخدام اليونانية في الكنيسة الأرثوذكسية، فقد تم بعد نهاية الحروب الإفرنجية، حيث تعرضت الكنيسة الشرقية إلى أبشع أنواع الإضطهاد خلال الحكم الصليبي، فهاجرت إلى القسطنطينية، وحين عادت بعد قرنين رجعت بالطقس البيزنطي.

المسيحيون، ككل الشعب في البلاد الشامية، كان قبل الفتح العربي يستخدم لغتين: اليونانية البيزنطية والسريانية. ومع التعريب تلاشت اليونانية واندثرت، أما السريانية فتغلغلت في اللغة العربية ولم تختفِ إلا لتصير جزءا عضوياً من لغة الضاد.

ولم تتم المحافظة على السريانية إلا بشكل جزئي في جبل لبنان الشمالي، وفي أوساط طائفة السريان أو السوريين الأرثوذكس التي عاشت في الجزيرة الفراتية. سريانية الموارنة اندثرت مع الليتنة، أي الإندماج بكنيسة روما، أما سريانية السريان فقد تعرضت لمحن كثيرة، كان أخطرها المذبحة التي طاولت قراهم في تركيا خلال المجزرة الأرمنية.

يمكن أن ننسب مسيحيي فلسطين كغيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني إلى مزيج يمتد من الكنعانيين إلى العرب، ففلسطين سميت في التوراة أرض كنعان.

 وبعد نشوء الدولة العبرية تأسس ما عرف باسم «الكنعانيين»، وهي حركة أدبية ثقافية كانت تدعو إلى الإنتماء إلى الأرض وليس الى الهوية الدينية اليهودية، واعتبرت الفلاحين الفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين بقايا الشعب اليهودي الذي عاش في أرض كنعان. لكن هذه الحركة، التي كان الكاتب بنيامين تموز أحد روادها، سرعان ما اندثرت في ظل هيمنة الأيديولوجيا الصهيونية العنصرية.

 كل ما كتبته أعلاه لا لزوم له لو كان الندّاف يفقه شيئا من تاريخ بلاده وشعبه، ولم يتحوّل إلى مخبر صغير يقوم مستشرق غبي في المخابرات الإسرائيلية بحشو رأسه بمعلومات مغلوطة.

 وأطرف ما قرأت هو قول الندّاف إننا يونانيون وآراميون ولسنا عرباً. وهو يقصد باليونانيين طائفة الروم الأرثوذكس، وهنا يتبدى الجهل في أوضح صوره. فتسمية الروم كانت الإسم الذي أطلقه على المسيحيين العرب الأرثوذكس اعداؤهم من اتباع الطبيعة الواحدة، متهمينهم بالتخلي عن الكنيسة السورية، التي كانت في ذلك الزمن هي الكنيسة القومية، كما هو الحال مع الكنيسة القبطية.

 فالروم ليسوا يونانيين، وصفة الروم التي ألصقت بهم جرى تبنيها مع الزمن. أما الهيمنة اليونانية على كنيسة القدس الأرثوذكسية فهي من مخلفات الزمن العثماني، التي حالت ظروف الإحتلال دون تغييرها كما حصل في الكنيسة الانطاكية في سورية ولبنان.

مجموعة من الأفكار الخرافية، هذه هي فرضية وزير الداخلية الإسرائيلية المستقيل وتابعه الندّاف. والهدف هو فبركة هوية من لا شيء، هدفها سوق الشباب المسيحي إلى التجنيد في جيش الإحتلال.

لو كان هذا الندّاف يعرف ما يقول لذهب إلى قريتي اقرت وكفربرعم واشترك في النضال من أجل حق سكانهما في العودة. وللتذكير فقط فإن سكان هاتين القريتين هم من الطائفة المارونية التي لا تزال تستخدم السريانية في طقوسها الدينية.

هذا الندّاف هو عار على الكنيسة وعلى فلسطين. لو كان يعرف فقط كيف دخلت اللغة السريانية التي كان يتكلمها يسوع الناصري في نسيج العربية، وتفتحت كلماتها فيها لو كان يعلم كم نحب هذه اللغة الى درجة أنها انصهرت في وجداننا ولغتنا لو كان يعرف العدد الهائل من الكلمات السريانية التي دخلت في قاموسنا اليومي..

مشكلته ليست جهله، فالذي لا يعرف يستطيع أن يتعلم، مشكلته إسمها القبول بالدونية التي أوصلته إلى الخيانة.

أما حفلة التهريج التي إسمها القومية الآرامية فمصيرها إلى النسيان.

وسط جنون الموت المذهبي والهوياتي الذي يقود المشرق العربي إلى الهاوية، يعرف الفلسطينيون أن وحدتهم هي أثمن ما يملكون، فلا مشكلة هوية تواجههم، لأنهم يعرفون من هم، ولا يحتاجون إلى معلّم صهيوني يرشدهم إلى أنفسهم.

يترك الفلسطينيون أسئلة الهوية والعنصرية للإسرائيليين الذين يبحثون عن هوية دولتهم التي لن يجدوها.

أما فلسطين فهويتها الأرض والألم والحرية والمقاومة.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها