الجهل هو الذي يمزق تاريخنا و يقسم شعبنا الآرامي!
من المضحك إن بعض السريان المنخدعين بالإيديولوجية
الأشورية المزيفة , لا يزالون يدافعون عن طروحات الفكر
الأشوري التاريخية التي تحولت الى أكاذيب لا يصدقها أي
سرياني غيور .
لقد أصر علي أحد الإخوة أن أعلق حول هذا الموضوع الذي
يتعلق باللغات الشرقية التي كانت منتشرة في شرقنا
الحبيب . المشكلة هي أن الأفكار هي مبهمة جدا و يبدو
إنها تهدف الى تأكيد وجود لغة واحدة في بلاد السريان و
لكن بدون ذكر إسم هذه اللغة !
أ - تعبير " اللغة الأشورية " الفاضح !
لا يوجد سرياني أصيل يستخدم هذا التعبير المسخ لأن
الأشوريين كانوا يتكلمون اللغة الأكادية و كانوا
يسمونها " اللغة الأكادية " و ليس " لغة أشورية " أم "
لهجة أشورية " ! إن العلماء في القرن التاسع عشر قد
أطلقوا تعبير " اللغة الأشورية " على اللغة التي فكوا
رموزها المسمارية !
و لكن سرعان ما وجدوا أن إسم اللغة هو أكادية و أن
الأشوريين أنفسهم يسمونها أكادية .
ب - هل يوجد لهجات بابلية و أشورية للغة الأكادية ؟
لقد لاحظ العلماء بوجود بعض الإختلافات الطفيفة بين
اللغة الأكادية المنتشرة في بلاد أكاد و اللغة
الأكادية المنتشرة في بلاد أشور , فأسرعوا بالإدعاء
بوجود " لهجة بابلية " و " لهجة أشورية". لقد كانت
اللغة الأكادية منتشرة في كل الشرق في بلاد فارس و
أوراتو ( أرمينيا ) و عند الحثيين و العموريين و حتى
المصريين . اللغة الأكادية هي واحدة و لم يكن يوجد
لهجات متفرعة عنها : أشورية , بابلية , عمورية ,
اورارتية أم مصرية !
ج - تعبير " لهجة أشورية " و " لهجة بابلية " هو خاطئ
لأنه من مخيلة بعض العلماء في نهاية القرن التاسع عشر
! و المضحك في الأمر أن كثيرين من الناس لا يزالون
يظنون بوجود " حقيقي " لشعب بابلي . بينما نحن نعلم
اليوم بعدم وجود شعب بابلي . هنالك مدينة بابل
المشهورة عاصمة بلاد أكاد و سكانها هم أكاديون و ليس
بابليين !
د - المضحك المبكي في هؤلاء السريان الذين يكتبون في
مواضيع تاريخية بالنقل من هنا و هناك و بدون أي تحقيق
أكاديمي , إنهم يناقضون أنفسهم بدون أن يعرفوا :
أنظروا الى هذا العنوان الرنان" اللهجة البابلية هي
آشورية ..."
ه - إنني أعتقد أن السريان المدعين بالإيديولوجية
المزيفة يرددون ما تعلموه و لا يزالون يصدقون بوجود
لغة أشورية و إنتماء السريان الى الأشوريين و غيرها من
الطروحات ( الأكاذيب المعيبة ) : أين غابت التسمية
العلمية للغة الأكادية ؟ عندما ندعي أن " اللهجة
البابلية هي آشورية ..."
و - أخيرا ما ذكره الباحث فيليب حتي " اللغة الامورية
اختلفت عن اللغة الكنعانية من حيث اللهجة فحسب. ويمكن
اعتبارها بالواقع لغة كنعانية شرقية تقابل اللغة
الكنعانية الغربية..." هو كلام غير دقيق لأن اللغة
العمورية هي ليست كنعانية و إن كانت قريبة منها و
تتحدر مثلها من " لغة أم شرقية قديمة "!
الخاتمة
يبدو ظاهريا أن اللغة الأكادية هي ضحية بعض السريان
الضالين الذين يتنكرون لهوية أجدادهم الآراميين و لكن
إذا قرأنا بين السطور فإننا سنرى أن لغتنا السريانية
الآرامية هي الضحية - غير المعلنة - لهؤلاء الذين
يتلاعبون بالحقائق التاريخية .
لمذا تدافعون عن لغة أشورية وهمية و تتجاهلون لغتكم
الآرامية التي محت كل اللغات الشرقية من أكادية و
عبرية و كنعانية و كانت لغة أجدادنا الآراميين لأكثر
من ٢٠٠٠ سنة ؟ |