الهوية السريانية ليست قفلا مفتاحه مفقود!
كم
كنت أتمنى أن يكون عنوان الموضوع " إعشقوا
هوية أجدادك أيها السريان ! "
و
لكن وآسفاه هنالك مجموعة من السريان الذين
خانوا هوية أجدادهم و صاروا يؤمنون
بإيديولوجية أشورية مزيفة و يريدون منا أن
نصدق طروحاتهم التاريخية الكاذبة ... المشكلة
هي أنه من المستحيل على سرياني واعي أو
سريانية واعية أن تتمسك بتسمية مزيفة لهوية
أجدادها !
أولا
- جسر الفنون في باريس
Pont des Arts
.أعيد بناء هذا الجسر المشهور بين سنتي ١٩٨١ و
١٩٨٤ و هو جسر للمشاة فقط .
و كان القنصل
بونابرت قد بنى الجسر الأول سنة١٨٠١ و كان أول
جسر مبني بالحديد في باريس . و كان هدف
بونابرت أن يضع بعض الأشجار و الورود كي يجمل
مدينة باريس !
و بالفعل أصبح هذا الجسر مقصدا للزوار و محبي
الفن لأنه – في بعض المناسبات - كان يتحول الى
معرض للفنون في الهواء الطلق !
الشيئ المثير هو أن هذا الجسر - منذ سنة ٢٠٠٨
- قد أصبح مشهورا لأن العشاق من كل بلدان
العالم يقصدونه و يتركون " قفلا "معلقا على
السياج الحديدي مع الإسمين (الصغيرين )
للعاشقي!
و قد درجت العادة أن يرمي الحبيبان المفاح الى
قاع النهر و ذلك لتأكيد حبهم المتبادل الى
الأبد !
و يبدو أن هذه العادة قد وصلت الى باريس من
أوروبا الشرقية ...
سأضع رابطا باللغة
الإنكليزية حول هذا الجسر
Pont des Arts
http://en.wikipedia.org/wiki/Pont_des_Arts
و هذا الرابط و هو ريبورتاج باللغة
الفرنسية
حول مشاكل " الأقفال "على الجسر .
أرجو أن تفتحوه لمشاهدة الأقفال و جمال هذا
الجسر!
Les
"cadenas
de l'amour",
trop lourds pour le pont des Arts
http://videos.tf1.fr/jt-13h/2013/les-cadenas-de-l-amour-trop-lourds-pour-le-pont-des-arts-8250362.html
ثانيا
- هل هويتنا السريانية هي مشكلة و " قفل مغلق
"؟
أ- لقد رأينا
كيف تحولت كثرة الأقفال في هذا السر الى مشكلة
قد تدفع المسؤولين في باريس في منع وضع هذه
الأقفال لأن كثرتها تشكل خطرا حقيقيا على
الجسر بسبب ثقلها!
الهوية السريانية الحقيقية التاريخية أي
الآرامية قد تحولت في القرن الماضي الى "
مشكلة " في نظر بعض السريان الذين يدعون
بالغيرة القومية و العمل من أجل الوحدة :
بعضهم لا يزال يتوهم أن الهوية السريانية هي
فقط للناطقين باللغة السريانية لأنهم لا يرون
أبعد من أنوفهم و البعض الآخر يدعي أن جميع
مسيحي الشرق يتحدرون من السريان الأشوريين !
كل باحث أكاديمي و كل سرياني مثقف لا يرى
هويتنا السريانية و لا إسمنا السرياني كمشكلة
أو كقفل مغلق لأنهم - بكل بساطة - يعتمدون على
المصادر السريانية لمعرفة ما كان يؤمن به
السريان حول هويتهم و إسمهم و تراثهم!
ب
-
الإدعاء أن إسمنا السرياني هو أحجية أم حزورة
هو مشكلة مصطنعة !
بعض السريان الذين تنكروا
لهوية أجدادهم الآراميين يحاولون بكل الطرق
تشويه تاريخنا الحقيقي من أجل الإدعاء بهوية
أشورية مزيفة و هم يروجون نظريات مزيفة مبنية
على مفاهيم تاريخية خاطئة:
*التسمية
السريانية ليست مشتقة من إسم الشعب الأشوري و
لكن من تسمية إدارية فارسية هي أسورستان كانت
تطلق على الشرق و هي بكل تأكيد لا تعني إنحدار
السريان من الأشوريين…
*التسمية
السريانية لم تطلق على " الشعوب القديمة " من
سومريين و أكاديين و أشوريين و آراميين و
حثيين بعد قبولهم للديانة المسيحية !المضحك إن
النظرية تذكر أن الآراميين بعد تنصرهم صاروا
يعرفون بالسريان و هذه النظرية هي غير علمية
لأن أجدادنا قد حافظوا على إسمهم الآرامي و
إفتخروا به !
عكس بعض السريان الذين يرددون
النظريات الخاطئة لإحياء هويات منقرضة كالشعب
الأشوري المنقرض!
*هل
سمعتم أحد السريان يدعي بجذور سومرية أو
أكادية أو كاشية أو حثية أو ميتانية أو بابلية
؟
السريان المزيفون يروجون المفاهيم الخاطئة
بين السريان متوهمين أن السرياني المثقف سيخون
- مثلهم - هوية أجداده و سيتوهم أن التسمية
السريانية تشير الى عدة إتنيات و هويات لشعوب
مختلفة ! و بالتالي يحق لكل سرياني أن " يؤمن
"بالهوية التاريخية التي يراها مناسبة!
*دعاة
الفكر الأشوري المزيف يتوهمون أن بإستطاعتهم
أن يتلاعبوا بإسمنا السرياني و يفسرونه حسب
إيديولوجيتهم الأشورية التي قسمت و أضعفت
شعبنا السرياني الآرامي .
هم يرددون
ܣܘܪܝܐ
=
ܐ̱ܣܘܪܝܐ
=
ܐܬܘܪܝܐ
=
ܐܫܘܪܝܐ....
و يتوهمون أن السرياني المثقف سيتخلى عن
تاريخه و هويته السريانية الآرامية الحقيقية
من أجل هوية أشورية مزيفة !
نحن نعلم بوجود بعض السريان الغربيين الذين
نكروا جذورهم التاريخية و يحاولون نشر بين
السريان هذا الإدعاء الكاذب "
ܣܘܪܝܝܐ
" هي أصلها "
ܐ̱ܣܘܪܝܝܐ"
.
الشيئ المهم جدا أن المصادر السريانية لم تسم
الأشوريين القدامى "
ܣܘܪܝܝܐ
" سريان / "
ܐ̱ܣܘܪܝܝܐ"
أسريان و لكن "
ܐܬܘܪܝܐ
" أشوريين !
فحين كان السريان المشارقة أو المغاربة يفسرون
أسفار التوراة فهم كانوا يستخدمون التسمية "
ܐܬܘܪܝܐ
" للدلاة على الشعب الأشوري و ليس "
ܣܘܪܝܝܐ
" أم "
ܐ̱ܣܘܪܝܐ
" كما يحاول ترويجه هؤلاء المتطرفون.
ثالثا - التسمية السريانية التاريخية توحد
جميع مسيحيي الشرق !
من
المؤسف إن السريان المدعين بالهوية الأشورية
المزيفة قد حولوا إسمنا السرياني المعلوم الى
نكرة و علامة إستفهام مستمرة!
و صار هؤلاء السريان يناضلون من أجل طروحات
تاريخية كاذبة مدعين إنهم ناشطون قوميون بينما
هم في الحقيقة مجرد " سريان يعملون ضد هوية
شعبهم و مستقبله"!
هؤلاء السريان المزيفون مستعدون أن يعترفوا
بوجود هوية كنعانية أم فينيقية اليوم و غدا
هويات سومرية و أكادية لتقسيم السريان و
لإفراغ التسمية السريانية من مدلولاتها
التاريخية و الجغرافية و الإتنية ( هوية. )
التسمية السريانية ليست" قفلا" بالنسبة
للسرياني المثقف لأنه يعلم إنها صارت مرادفة
لإسمنا الآرامي !
السريان الذين يؤمنون بالإيديولوجية الأشورية
المزيفة لا يستطيعون الإعتماد على المصادر
السريانية لتثبيت طروحاتهم للأسباب التالية :
*أغلبيتهم
شربوا الفكر الأشوري في شبابهم متوهمين إنه
فكر قومي صادق و للأسف يحاولون الدفاع عن
طروحاته الكاذبة…
*لقد
تحول الفكر الأشوري الى إيديولوجية سياسية
مزيفة لهويتنا السريانية الآرامية و أصحاب هذا
الفكر يعندون في الدفاع عنه بدل التحقيق في
صحة طروحاته الخاطئة!
*المصادر
السريانية الغنية هي ما تركه لنا أجدادنا من
تراث عريق و هي الحكم الفاصل في إظهار الهوية
التي كانوا يؤمنون بها : الشعب الأشوري قد زال
نهائيا من التاريخ و مصادرنا السريانية لا
تذكر شعبا أشوريا معاصرا لهم !
و إذا تحقق السريان المنخدعون بالفكر الأشوري
المزيف لوجدوا أن التسمية الأشورية قد ورت في
تفسيرات الآباء لأسفار التوراة !
أخيرا هويتنا السريانية ليست قفلا مفتاحه
مفقود و لكن إعتماد التاريخ الأكاديمي و
مصادرنا السريانية هو " المفتاح " الذي يؤكد
أن أجدادنا كانوا يؤمنون بأنهم سريان آراميين
! |