هل تناضل المرأة السريانية الآرامية مثل بطلة فيلم
"AFRICAN QUEEN"؟
080704
أهدي هذا المقال إلى السيدات السريانيات اللواتي تعرفت عليهن مباشرة
أو عبر لقاءات قناة سوريويو سات أو عبر الإنترنت
.
شاهدت فيلم
"AFRICAN QUEEN"
منذ أكثر من 30 سنة
و أعجبني ذلك الفيلم و نصحت رفاقي لمشاهدته . لقد سنحت لي الفرصة أن أشاهد
هذا الفيلم مرة ثانية فسألت نفسي " ما الذي أعجبك و يعجبك
اليوم في هذا الفيلم القديم ( إنتاج
1951
؟")
أولا -
قصة الفيلم
"AFRICAN QUEEN"
إنها قصة كتبها الروائي
C.S. FORESTER
تحولت الى فيلم أميركي
بريطاني من إخراج
John HUSTON
و هي تخبرنا عن
Rose
إداء
الممثلة
Katharine
HEPBURNالتي
أمضت عشر سنوات وهي
تساعد أخاها في إرسالية مسيحية في داخل أفريقيا السوداء .
تجري
حوادث الفيلم في بداية الحرب الكونية ، وقد إحتدمت المعارك على مسرح أوروبا
و في
المستعمرات التابعة للدول الأوروبية . و لكن بعد
موت أخيها، سوف تجبر
Rose
على الهرب خوفا من الألمان و ذلك
مع رجل سكير إسمه
Charlie
لعب الدور
Humphrey BOGART
الهرب سيكون عبر
قارب بخاري صغير إسمه
"AFRICAN QUEEN"
و من هنا العنوان، لقد ظننت في البداية أن الفيلم يتكلم عن
مغامرات ملكة إفريقية على طريقة هوليود السينمائية
.
و
لكن في
الحقيقة هذا الفيلم يصور لنا "بطولة
" Rose
التي لم تقبل بالهرب
من الألمان و لكنها سوف تعمل لتحويل شارلي السكير الى مناضل
شرس ، و تحثه على تحويل القارب القديم
"AFRICAN QUEEN"
إلى سلاح هجومي لتدمير البارجة الحربية " لويزا " الألمانية المتواجدة
في تلك البحيرة
!
الفيلم شيق جدا ، و القارب القديم
"AFRICAN QUEEN"
سوف
يتحدى صعاب جمة :
موقع ألماني ، منحدرات مائية خطيرة ، وقوعه
في منطقة رملية قليلة المياه مما يجبر شارلي الى جر القارب في ظروف صعبة و
سوف تنزل روز لمساعدة شارلي في جر القارب
الى المياه و ذلك لتحقيق " الهدف
" .
لا شك أن عددا كبيرا من القراء قد شاهدوا هذا الفيلم ، من الممكن
مشاهدة بعض المشاهد على الرابط التالي
http://www.squidoo.com/theafricanqueen
طبعا هنالك عشرات الواقع التي تتكلم عن هذا الفيلم الرائع و تنشر صورا
و أخبارا متعلقة بالفيلم و أبطاله و حتى بالقارب الذي " إشتهر " لنجاح
الفيلم في بداية الخمسينات من القرن الماضي . هنالك بعض الصور
الملونة و المعبرة تجدونها على الرابط التالي
http://www.homevideos.com/revclas/2b.htm
ثانيا -
نضال المرأة السريانية الآرامية في بلاد الإغتراب.
لا شك أن المرأة السريانية تلعب دورا كبيرا للحفاظ على هويتنا
و تراثنا السرياني الآرامي العريق خاصة في بلدان الإغتراب .
إذا
كان الرجل يعمل لتأمين " لقمة العيش
"
فإن المرأة السريانية في كثير من الأحيان تعمل بجانب زوجها لتأمين لقمة
العيش و تشرف على الأعمال المنزلية العديدة و تهتم بتربية الأطفال .
يعتقد
الرجل السرياني أنه من الطبيعي أن يبتعد عن مسؤلياته المنزلية بحجة أنه
ذاهب لمشاهدة مباراة كرة قدم أو تشجيع فريق سرياني يخوض مباراة مهمة
!
نحن نكن محبة و تقديرا كبيرا لكل سيدة سريانية تسهر على رعاية أطفالها و
إلى كل سيدة سريانية تعمل على " جمع " السيدات السريانيات من أجل العمل معا
لوقاية مجتمعنا السرياني من الأخطار المحدقة به في بلاد الإغتراب
.
ثالثا -
هل يحق لنا مطالبة المرأة السريانية الآرامية
بأن تكون " بطلة " ؟
لنوضح منذ البداية و منعا لسوء الفهم ، لا أحد
يطالب المرأة السريانية أن تساعد رفيقها في النضال أو زوجها أو حتى إبنها
كي يدمر بارجة حربية عثمانية (قديمة) أو مدمرة تركية حديثة
!
البطولة التي نطالب بها المرأة السريانية ( كل أم ، كل زوجة ، كل أخت ، كل
صديقة
...)
هي حث الشباب السرياني على الإبتعاد عن المنكرات ( السكر ، للأسف المخدرات
، القمار و غيرها ...) البطولة أن تنجح المرأة السريانية في حث شبابنا على
العمل من أجل أمتهم السريانية الآرامية !
البطولة
أن تتبدل نظرة المرأة السريانية الى الشاب السرياني : ليس مهما عدد المحلات
التجارية التي يملكها و لكن المهم هو ما " قدم " أو " يقدم
"
ذلك الشاب الى أمته السريانية
.
إن
Rose
المؤمنة برسالتها المسيحية لم تتردد لحظة واحدة حين شعرت أن وطنها بحاجة
لها .
نحن
نطالب المرأة السريانية ألا تتوقف عن خدمة الكنيسة السريانية التي تنتمي
إليها و لكننا نطالبها بمساعدة الرجل السرياني و توجيهه نحو الهدف الأول و
هو " الحفاظ على هويتنا السريانية الآرامية
" كخطوة رئيسية من أجل الدفاع عن " قضيتنا السريانية الآرامية " .
بعد أيام قليلة سوف يقيم السريان
"
ذكرى " لحرب الإبادة التي شنتها الحكومة العثمانية الظالمة ضد الشعب
الأرمني المسالم ثم ضد شعبنا السرياني الآرامي .
إن
" دمعة بكاء صادقة " من أم سريانية أمام طفلها لهي أفضل بكثير من بطولات
وهمية و شعارات كاذبة ، لأن الطفل السرياني سوف يسأل " لما تبكين يا ماما؟!"
أترك الجواب لكل أم سريانية
.
للأسف الشديد نحن نعيش اليوم في مرحلة صعبة جدا ، فالشعب الأرمني إستطاع أن
يعرف العالم بحرب الإبادة
GENOCIDEالتي
قامت بها الحكومة العثمانية سنة 1915 ، و ها أن عدد كبير من الدول العظمى
قد إعترف بحصول حرب الإبادة ضد الأرمن . أما نحن الشعب السرياني ، لا زلنا
نتلهى بالقشور ، وننسى أن نقيم ذكرى لائقة لأجدادنا ضحايا حرب الإبادة
.
إن بكائك أيتها الأم و الأخت و الإبنة و الصديقة السريانية في ذكرى شهدائنا
قد لا يحول شبابنا إلى أبطال و لكنهم لن ينسون بعد اليوم هذه الذكرى
الأليمة
.
إن أجمل مشهد من هذا الفيلم هو عندما نزلت
Rose
من القارب العالق بين الرمال لتساعد صديقها و حبيبها في دفع القارب نحو
المياه لتحقيق الهدف .
إنني
أشبه القارب بأمتنا السريانية الآرامية الغارقة في النوم ، على المرأة
السريانية أن تنزل الى ساحة العمل إلى جانب الرجل لأن أمتنا بحاجة إلى قوة
و شجاعة كليهما.
|