الهوية السريانية ليست موضة تتبدل مع الأيام!
080627
كنت أحضر بعض
المقالات حول الإكتشافات الأثرية الجديدة حول تاريخنا الآرامي و إذ بأحد
الإخوة
يطلب من الأكاديميين أن يعلقوا على الحوار الذي أجراه الأخ ريمون جرجي مع
د. جورج
كيراز .
و كان د . كيراز قد ذكر أنه من الأفضل عدم الخوض في مشكلة التسميات و يعتقد
ذلك الأخ الذي يدعي أن التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الأشورية و
يسمح لنفسه
أن يحور أو يزور إسمنا التاريخي السرياني من
ܣܘܪܝܝܐ
لى
ܐܣܘܪܝܝܐ
أي بزيادة حرف
الألف.
أولا - هل يحق لكل سرياني أن " يقرر " ما هي هوية السريان ؟
البعض
يتضايق من طرحي الموضوع بهذا الشكل و يتسرعون بالقول "السيد كيفا يعتبر
نفسه الباحث
الوحيد أو يتهم الآخرين بأنهم لا يفهمون و غيره ... " .
نحن
نطالب بأن تهتم
المؤسسات السريانية بإجراء مؤتمر تاريخي حول التسمية السريانية فإنه من
العار أن
يفسرها كل على هواه " .
إن إبني " أريو " الصغير عمره ثماني سنوات و هو يعشق لعبة
كرة القدم مثل كل الأطفال .
لقد
سمحت له أن يحضر مباريات المنتخب الفرنسي و لكن
المشكلة أن إبني " أريو " يردد لنا كل ما يسمعه من آراء حول المدرب الفرنسي
،وكان
يؤكد أمامنا أن اللاعب الفرنسي
TREZEGUETسوف
يشارك ضد فريق إيطاليا و يسجل هدفا
ضدهم لأنه يعرفهم جيدا .
لقد
أمضيت دقائق طويلة و شرحت لإبني أنه من المستحيل أن
يلعبTREZEGUET
لأنه في هذه البطولة ليس من ضمن 23 لاعب الذين يؤلفون الفريق
الفرنسي.
و من سوء حظي ان قناة التليفيزيون قد بثت صورة قديمة للمنتخب الفرنسي و من
ضمنهم
TREZEGUET !
فشرحت
مجددا لطفلي و قلت له " هل تريد أن يضحك عليك الآخرون ؟
"
ملاحظة صغيرة :
بعد
خسارة الفريق الفرنسي صرخ فينا " أريو" إنني أفهم و أستطيع
أن أدير المنتخب الفرنسي أفضل منDOMENECH
المدرب الفاشل !
إنني
أحاول أن يفهم
القارئ ، أنه طبعا الجميع يهتم في كرة القدم و أن إبني لا يستطيع أن يدير
المنتخب
الفرنسي ليس لأنه طفل صغير و لكن لأن " تدريب و إدارة المنتخبات " هي مهنة
يجب أن
ندرسها و أن نحصل على " خبرة " و " تحقيق نجاحات " مهمة في الممارسة .
مع إحترامي
إلى الإخوة الذين لم يدرسوا علم التاريخ
-لا
يوجد عندهم أي خبرة
حقيقية في البحث التاريخي
-لا
يبحثون في المصادر السريانية إنهم و لو
كتبوا بعض الأبحاث فإنهم لا يستطيعون أن يقرروا ما
هي هوية السريان التاريخية
.
إن
غيرة بعض مشجعي المنتخب الفرنسي ليست سببا مقنعا كي يتدخلون في إدارة
المدرب
الفرنسي .
إن
غيرة بعض السريان من أجل " توحيد " السريان أو الدفاع عن حقوقهم لا
يعطيهم الصلاحية في " البت " في هوية السريان التاريخية.
ثانيا - هل يوجد
مشكلة " تاريخية " في التسمية السريانية ؟
هنالك آراء عديدة حول التسمية السريانية
، أغلب تلك الآراء هي لباحثين غير مختصين في تاريخنا و قد نشر د. أسعد صوما
دراسة
حول الموضوع
" THE ORIGIN OF THE WORD SURYOYO-SYRIAN"
في مجلة آرام العدد الأول
1991 .
و كان د . صوما قد القى هذه المحاضرة في المؤتمر السرياني في الهند سنة
1990
.
و
قد قدم عشرات البراهين من خلال المصادر السريانية تثبت ترادف الإسمين
الآرامي و
السرياني .
المشكلة هي " إعتقاد " بعض إخوتنا ان التسمية السريانية مشتقة من
"
الشعب الأشوري " بينما الوثائق التي بين أيدينا تثبت أن التسمية السريانية
مشتقة من
التسمية الإدارية الفارسية " أسورستان " و ليس من الشعب الأشوري .
و نحن نملك نصوص
يونانية عديدة إستخدمت التسمية
ASSYRIA
لتعني بلاد أشور
SYRIA
و
SYRIAN
كتسمية
مرادفة لبلاد آرام و لشعبنا الآرامي .
( نعمان الآرامي في التوراة يتحول الى نعمان
السرياني في الترجمة السبعينية و في الإنجيل) .مشكلة التسمية السريانية (
إن وجدت)
هي مشكلة مصطنعة و هي مشكلة سياسية أي غير أكاديمية
.
إذا كان بعض الإخوة
يعتقدون أن لهم رأيهم في تحديد هوية السريان و أن رأيهم هو مثل رأي أي باحث
مثل د.
صوما أو غيره فإنهم مخطئون !
من يريد أن يكون له رأيا مسموعا في موضوع التسمية يجب
أن يكون متخصصا في تاريخ السريان و إلا فإنه سيرتكب أخطاء تاريخية سوف تقسم
شعبنا
السرياني.
إذا كان كل سرياني غيور و يناضل من أجل الوحدة و غيرها من الشعارات له
الحق في " تحديد " هوية السريان بدون دراسات و براهين علمية ، فإنني أبشركم
أن
إبني " أريو" سيكون قريبا المدرب للمنتخب الفرنسي !
أما
إذا عارضني أحد القراء " و
لو !
طفل مدرب للمنتخب الفرنسي هذا غير معقول " جوابي حاضر " كيف تقبل أخي
السرياني
أن يكون أحد ما " حكما " في لعبة لا يعرف أصولها ؟
هل من المعقول أن يكون رأي د
.
صوما الذي شارك في عدة مؤتمرات حول تاريخ السريان، يوازي رأي سرياني مثقف
لا يعرف
أن يفرق بين المراجع و المصادر أو لا يعرف أن يميز بين مرجع علمي و كتاب
تاريخي
مسيس؟
ثالثا - هل يحق لسرياني أن يحرف إسمنا التاريخي من
ܣܘܪܝܝܐ
الى
ܐܣܘܪܝܝܐ.
لقد
ألقى د. دافيد تايلور محاضرة مهمة في المؤتمر الذي أقيم في السويد بمناسبة
الذكري 1700 سنة لولادة مار أفرام السرياني أو الآرامي (أستطيع أن أؤكد أن
مار
أفرام كان آراميا لأنه هو نفسه كان يطلق التسمية الآرامية على سكان الرها و
التسمية
الآرامية على لغتنا السريانية المقدسة و التسمية الأشورية على الشعب
الأشوري القديم).
ذكر د . تايلور أنهم في صدد إعداد برنامجا خاصا يستطيع من خلاله الباحث
في السريانيات أن يعرف كم مرة وردت كلمة
ܣܘܪܝܝܐ;
في كتاب معين .
يعتقد بعض الإخوة
إن لمجرد أن المطران منا قد ذكر في قاموسه"
ܣܘܪܝܝܐ;
:
سرياني . آرامي. نصراني
(
اختصار
ܣܘܪܝܝܐ
أيܐܣܘܪܝܝܐ).
يسمح لهم الإدعاء أن السريان هم أشوريون و أن من
حقهم أن يكتبوا - و أن يعلموا الآخرين - أن
ܐܣܘܪܝܝܐ
هي التسمية الأصيلة التي
أطلقت على شعبنا السرياني .
علما
أن المطران منا بالذات قد ذكر في قاموسه ص
487
"
إعلم
إن السريان لم يكونوا من قديم الزمان يسمون بهذا الإسم لكنهم كانوا يسمون
قديما آراميين سوآء كانوا شرقيين أم غربيين
... "
لقد
أخطأ المطران منا في
زيادة حرف الألف على إسمنا السرياني
ܣܘܪܝܝܐ
أنا لم أجد إسمنا السرياني مكتوبا
بزيادة حرف الألف إلا في نص واحد للعالم يعقوب الرهاوي و قد ترجمه من اللغة
اليونانية أما بقية النصوص و هي بالألاف تكتب إسمنا
ܣܘܪܝܝܐ
.
إن
ܐܬܘܪܝܐ
فهي
التسمية السريانية التي كان يطلقها أجدادنا على الشعب الأشوري القديم .
إن شاء الله
سوف يعم بين السريان ذلك البرنامج الجديد الذي سيسمح لهم معرفة كيف كان
يكتب
أجدادنا إسمهم و ما معنى التسمية الأشورية في النصوص السريانية . أخيرا
سيستطيع كل
سرياني أن يتأكد بنفسه أن أجداده السريان كانوا يفتخرون بجذورهم الآرامية .
لا يحق
لأي سرياني أو أعجمي أن يزور إسمنا التاريخي ، إن عدم المعرفة لا تعتبر
عذرا
.
التسمية السريانية قد أطلقت على أجدادنا الآراميين و من يعتقد أن له جذورا
أشورية
أو إسبانية فلا يحق له أن يدعي إن السريان عبر التاريخ كانوا أشوريين
أوإسبان.
|