المطران جورج خضر لفظة روم لم تعن يوما
اليونانيين
في تصريح مهم لسيادة المطران جورج خضر لجريدة
النهار حول كنيسة الروم التاريخية الصادرة يوم
السبت 13 آذار ذكر فيه سيادته ملخصا عن تاريخ
" الروم" و هويتهم التاريخية
.
للإطلاع أنقر على هذا الرابط
george_khodr.pdf
وقد قام موقع التنظيم الآرامي بالتعليق على
هذا التصريح ، أنظر الرابط
george_khoder.htm
"مطران
الروم الأرثوذكس يعتز بأصله الارامي"
فألف شكر الى سيادة المطران جورج خضر على
تصريحه الذي جاء في وقت تتسابق فيه الكنائس
–
خاصة الكاثوليكية - في التخلي عن هويتها
الآرامية السريانية الأصيلة
.
أولا - صحة المعلومات التاريخية
أ - الملاحظة الأولى التي نراها في هذا
التصريح هو التناقض الكبير مع بعض آراء بعض
رجال الدين السريان الذين يدعون أن الكنيسة
السريانية قد ضمت الكثير من القبائل العربية .
لا أحد يشكك بوجود عدد كبير من القبائل
العربية المسيحية قبل مجيئ الإسلام و في شبه
الجزيرة العربية و لكن " الشك" هو في إستمرار
هذه القبائل العربية المسيحية في الحفاظ على
ديانتها المسيحية بعد الإسلام و الفتوحات
العربية الباهرة
!
ب - الجغرافيا التاريخية في خدمة الحقيقة :
بعض رجال الدين السريان يدعون أن الغساسنة
العرب كانوا يسكنون في سوريا (دمشق ، حلب
...(بينما من يتطلع على إنتشار الغساسنة في
القرنين الخامس و السادس الميلادي يجد أنهم
كانوا متواجدين على أطراف البادية السورية و
ليس في بلاد سوريا أو مدنها مثل دمشق أو حلب
!
ج - المسيحيون الذين ينتمون الى كنيسة الروم
هم آراميون سريان كما ذكر سيادة المطران جورج
خضر و هذه حقيقة تاريخية يعرفها كل من درس
تاريخ المسيحيين المشارقة و كل " باحث" عنده
الشجاعة أن يذكر هويتنا الآرامية كما هي بعيدا
عن التاريخ المسيس و المزيف
.
د - ذكر سيادة المطران خضر "ن العرب المسلمون
سَمّوا كنيسة الروم الأرثوذكس الحالية ملكانية
أو ملكية لاعتبارهم آنذاك أنها على مذهب ملوك
الروم . وهذا لم يكن صحيحًا دائما". إن
المؤرخين السريان هم الذين أطلقوا تسمية
"السريان الملكيين" على أبناء جلدتهم الذين
قبلوا تعاليم مجمع خلقيدونيا المدعومة بسلطة
أباطرة بيزنطيا . إن أقدم ذكر لتعبير "
السريان الملكيين" موجود في التاريخ الكنسي
ليوحنا مطران أفسس الذي كتب تاريخه في أواسط
القرن السادس الميلادي أي بضعة قرون قبل
إنتشار كتب التاريخ بين العرب.
ثانيا - " تصريح" أم " تصحيح" ؟
إن حديث سيادة المطران جورج خضر مهم جدا لأنه
يصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين
أبناء كنيسة الروم أنفسهم . فألأغلبية الساحقة
منهم " صارت" تتكلم اللغة العربية بعد بضعة
مئات من السنين على دخول العرب الى سوريا
فلغتهم الأم هي اللغة الآرامية و ليست
اليونانية أم العربية . إن إنتشار اللغة
الآرامية السريانية بين إخوتنا السريان
المورارنة حتى القرن السادس عشر الميلادي لهو
دليل على أن إخوتنا السريان الملكيين كانوا هم
أيضا يتكلمون لغتهم الآرامية كلغة أم و ليس
كلغة ليتورجية كسريان الهند . إن صمود اللغة
الآرامية في بعض قرى القلمون مثل معلولا و
بخعة و جبعدين هو الرأس الظاهر من جبل
ICEBERG
الذي يطفو في البحر
!
إن تصريح سيادة المطران خضر هو تصحيح لكثير من
المفاهيم الخاطئة و " المواقف السياسية
المجاملة" . أبناء كنيسة الروم هم سكان سوريا
الأصيلون و هم آراميون في هويتهم التاريخية
مثلهم مثل بقية أبناء الكنائس السريانية التي
حافظت على ليتورجيتها السريانية
!
ثالثا - أهمية تصريح المطران خضر
أ - " المسيحيون العرب" طرح سياسي غير علمي
كثيرون من السياسيين العرب يشفقون على
المسيحيين الآراميين متوهمين أنهم عرب أقحاح !
و من المؤسف أن بعض المواقع السريانية تنشر
آراء هؤلاء السياسيين بدون أي تعليق أو توضيح
مما " يشجع" هؤلاء المسيسين على إنكار هويتنا
الآرامية التي تشير الى أهمية الدور الكبير
الذي لعبه أجدادنا الآراميون في شرقنا الحبيب
.
لقد أعاد موقع طيباين السرياني مقالا للسيد
سعيد نفاع نقلا عن ايلاف عنوانه "العرب
المسيحيّون والعرب المسلمون، توأمان لا
ينفصلان". إن مجرد تعبير " العرب المسيحيون"
لهو أكبر طرح كاذب لا يزال بين المسيحيين
المستعربين أو الناطقين باللغة العربية .
هنالك فرق كبير بين تعبير" عربي مسيحي" و"
مستعرب مسيحي"
.
المسيحيون المستعربون يشعرون و يتحسسون
القضايا العربية ولكن ليس المطلوب منهم "
إنكار" هويتهم التاريخية التي تعلقهم بأرض
أجدادهم لإرضاء بعض القوميين العرب أصحاب
الطروحات التاريخية المتطرفة.
ب - على الصعيد الآرامي السرياني إن هذا
التصريح هو دعوة غير مباشرة الى الكنائس
السريانية الى مد الجسور مع كنيسة الروم فهي
أيضا كنيسة آرامية بجذورها و إن إستخدمت
اللغات اليونانية و العربية لاحقا . إن هذا
التصريح هو دعوة المسيحيين المشارقة الى عدم
التوقف عند القشور و هو يؤكد أن كل المسيحيين
المشارقة يتحدرون من الآراميين و أن باب
الوحدة التاريخية الحقيقية لا يزال مفتوحا
!
إن هذا التصريح الجريئ لهو دعوة لبعض رجال
الدين خاصة في فلسطين و الإردن للكف عن
الإدعاء بجذور عربية وهمية و ربط المسيحيين
المستعربين بالقبائل العربية المسيحية التي
كانت متواجدة فعليا قبل الإسلام و دخلت
الإسلام خلال و بعد الفتوحات.
ج - إن تصريح المطران خضر يصحح بعض طروحات
القوميين السريان في بداية القرن العشرين التي
تناست أن إخوتنا الذين ينتمون الى كنيسة الروم
هم آراميون أصيلون مثل بقية السريان . المضحك
أن إخوتنا الذين لا يزالون يؤمنون بهذا الطرح
القومي ( السريان هم خليط عجيب غريب من شعوب
قديمة ) لا يزالون يتجاهلون إخوتهم السريان
الملكيين
!
شكرا لسيادة المطران جورج خضر على حفاظه على
هوية أجداده الآرامية الحقيقية و نتمنى من
إخوتنا الروم السريان الملكيين أن يشجعوا
الدراسات التاريخية حول تاريخ هذه الكنيسة
العظيمة
. |