من يريد "وأد
" اللغة الآرامية حية؟ و لماذا؟
081119
من أهم منجزات الإسلام الإجتماعية هي منعه
لتلك العادة القبيحة أقصد بها " وئد البنات "
و كانت هذه العادة منتشرة بين العرب في
الجاهلية . و كان العرب القدامى و لأسباب
أهمها الجهل و الفقر يلجئون
الى وئد أي دفن بناتهن و هن حيات!
اليوم و بعد حوالي 1500
سنة ، نرى بعض إخوتنا السريان ، يحاولون "دفن
" لغتهم الآرامية الأم و هي " حية " !
لقد راعني ما
كتب أحد الإخوة - تحت إسم مستعار - حول لغتنا
الآرامية إذ كتب لي "الآرامية يا أستاذ تسمية
ميتة أو هوية ميتة أو محفوظة في كتب التاريخ ،
لأن
ليس ثمة من يتحدث بها من بين أفراد شعبنا،
ومهما فعلت لن تستطيع أن تبث
الحياة فيها ."
الرابط لمشاهدة الرد كاملا.
http://www.annaqedcafe.com/showthread.php?t=2093
السيد " عزيز " مخطئ في تحليلاته ، لغتنا
الآرامية السريانية هي حية بفضل عدد كبير من
السريان الذين يعشقون بالتكلم بها. و بفضل
الكتاب و الشعراء الذين يكتبون بها.
أولا - هل اللغة الآرامية هي " سليلة "
الأكادية ؟
أ
-
يدعي السيد " عزيز " أن اللغة الآرامية هي
سليلة اللغة الأكادية، و يدعي أن اللغة
الآرامية تفوح منها رائحة الأكادية و هو يدعي"
طبعا أقول ذلك وأنا أستند إلى المعاجم
المتوفرة لدي التي تعود إلى مؤلفين أجانب
وعرب، وبعد مقارنات لغوية مستفيضة " . للأسف
الشديد ، السيد " عزيز " لم يذكر أسماء هؤلاء
العلماء أو المراجع أو حتى القواميس التي
تتكلم عن هذا الموضوع
.هنالك
دراسة مشهورة جدا للعالم
KAUFMAN
عنوانهاThe
akkadian influences on Aramaic
يجب الإطلاع عليها قبل المغامرة و الإدعاء أن
الآرامية هي " سليلة " الأكادية
!
ب-
ليس السيد " عزيز " الوحيد الذي يؤمن بهذه
النظرية المشبوهة ، لقد أصدر سيادة المطران
جورج صليبا الموقر كتابا حول اللغة السريانية
عنوانه " معلم اللغة السريانية ". نلاحظ على
الغلاف لوحة فيها تطور كتابة الأبجدية
الآرامية ، و في أعلى اللوحة كتابات
بالمسمارية الأكدية
.
نحن لا نعرف إذا كان سيادة
المطران صليبا هو صاحب هذه اللوحة ، و لكننا
نعرف ، و بكل تأكيد ، إن الأبجدية الآرامية و
اللغة الآرامية لم تشتق من الكتابة أو اللغة
الأكادية . و من المؤسف أن سيادته قد كتب في
مقدمته صفحة 20 " ... بينما لهجة طور عبدين هي
أكدية عتيقة ". ليت سيادته يقدم براهين مقنعة
تثبت للمثقفين السريان أن لهجة طور عبدين هي
أكادية
!
نحن نشك كثيرا أن المطران صليبا يتقن اللغة
الأكادية أو أن سريان طور عبدين يفهمون اللغة
الأكادية
!
ج - لقد إلتقيت يوم الجمعة14 تشرين الثاني
بالأستاذ أفرام عيسى وذلك ضمن مؤتمر " التأريخ
عند السريان " الذي أقيم في باريس . و قد ردد
هذا الأساذ أنه بالحقيقة لا يوجد لغة آرامية و
لكنها لهجة أشورية
!
فأجبته مسرعا " أنت تقصد اللغة الأكادية، لأنك
كما تعلم أن الشعب الأشوري كان يتكلم الأكادية
و لم يكن له لغة خاصة " فرد علي بالإيجاب ، و
هنا قلت له فورا " أنت مخطئ ، اللغة الآرامية
هي لغة مستقلة عن الآكادية وإن للدكتور أمير
حراق بحث علمي حول اللغة السريانية يثبت فيه
أنها سليلة اللغة الآرامية " أجابني الأستاذ
عيسى " كيف لا أعرف د.
حراق فهو كان تلميذي ، يجب
أن نطرح السؤال على العلماء كي تتأكد من ذلك (
إشتقاق اللغة الآرامية من الأكادية ؟)"
كنت
أحب أن أرد على الأستاذ عيسى " إن التلميذ قد
فاق معلمه " و لكنني أجبته
"
فقط العلماء الذين يجيدون اللغتين الأكادية و
الآرامية يحق لهم الفصل في هذا الموضوع".
د - إن
KAUFMAN
يؤكد وجود حوالي 300 كلمة أكادية قد دخلت
اللغة الآرامية ، و لكنه لا " يدعي " أن
الآرامية هي سليلة اللغة الأكادية لأنه عالم
يعرف جيدا ، أن بقية العلماء سوف يطلعون على
بحثه و سوف يتعرض للنقد العلمي إذا غامر بطرح
نظريات غير علمية
.
كنت أظن في السابق إن كلمة
"
نفط " هي كلمة سريانية آرامية قد دخلت الى
اللغة العربية ، و لكنني عرفت من خلال أبحاث
KAUFMAN
أنها كلمة أكادية
. لقد أثرت اللغة اليونانية بقوة في لغتنا
الآرامية السريانية و هذا واضح في الكتب
الطبية المترجمة عن اليونانية.
إن عدد الكلمات اليونانية التي دخلت في لغتنا
الآرامية السريانية يفوق بكثير الكلمات
الأكادية . هل يوجد علماء يطالبون بتسمية
لغتنا السريانية باللغة اليونانية؟
ثانيا - ما هي الأسباب التي تدفع البعض الى
ترديد هذه الإدعاءات ؟
هنالك مثل يقول " إذا
عرفت السبب ، بطل العجب ! " ،
إنني لا أتعجب
أبدا
لأن بعض إخوتنا يرددون هذه الإدعاءات غير
العلمية.
إنني لم أطلع - حتى اليوم
-
على أي بحث علمي " يشتم منه " (من فعل إشتم)
أن لغتنا الآرامية هي سليلة اللغة الأكادية !
إذا كان صحيحا إن بعض الكلمات السومرية أو
الأكادية أو الفارسية أو اليونانية أو العربية
قد دخلت الى لغتنا الآرامية السريانية ، فهذه
الكلمات قد
"أغنت"
لغتنا الآرامية و ساعدتها كي تتطور و تصبح لغة
علمية و عالمية .
من العار يا سيد " عزيز"
الإدعاء بدون براهين أنها سليلة الأكادية!
لا يوجد مشكلة علمية أو أكاديمية حول إسم أو
هوية لغتنا الآرامية ، إذن لما يصر البعض على
أنها " سليلة " اللغة الأكادية ؟
أ - إن إخوتنا الذين يؤمنون بالإنتماء الأشوري
، يحاولون بكل الوسائل أن ينشروا هذه الفكرة "
الخاطئة " بين المثقفين
.
ب - الشعب الأشوري لم يكن له لغة أشورية خاصة
به بل كان يتكلم اللغة الأكادية و كانوا
يسمونها اللغة الأكادية. الفرس أيضا إستخدموا
اللغة الأكادية و تركوا لنا عشرات الكتابات
قبل إستخدامهم للغة الآرامية و طبعا كانوا
يسمونها اللغة الأكادية و ليس الفارسية
.
ج - لقد أخطأ علماء الآثار في أواسط القرن
التاسع عشر في إستخدام تعبير " اللغة الأشورية
" بعد فك رموز الكتابة المسمارية ، لأنهم
سرعان ما إكتشفوا أن إسمها العلمي هو اللغة
الأكادية.
د
-
القواميس الجديدة و كتب القواعد "مجمعة" اليوم
على إستخدام التسمية التاريخية العلمية و هي
اللغة الأكادية
.
ه - مع إنتشار الفكر القومي " الأشوري " بين
السريان المغاربة و السريان المشارقة ، إنتشرت
فكرة خاطئة و هي وجود لغة قومية أشورية بينما
ثبت لنا أن الأشوريين كانوا يسمون لغتهم
أكادية و ليس أشورية
!
مما أوقع إخوتنا القوميين في مشكلة صعبة:
هل إسم لغتنا هو الآرامية أم الأشورية ؟
و - لقد فشل المتطرفون منهم في فرض إسم "
اللغة الأشورية
"
بدل إسمها التاريخي و العلمي " اللغة الآرامية
أي السريانية " مما دفع بعض الأحزاب الأشورية
و بعض المواقع الى إستخدام تعبير " اللغة
السريانية
" .
ز
-
إنتشرت عدة مقالات " لا يشتم منها رائحة العلم
" تردد تعابير جديدة مثل " اللغة الأشورية
الحديثة " أو " اللغة السريانية الأشورية
"
و حتى " اللغة الأشورية
الغربية " و " آرامو أشورية " و غيرها ، و
أصحاب هذه المقالات يريدون قتل
"
اللغة الآرامية"
.
ح - لا تزال بعض المواقع تستخدم تعبير " اللغة
الأشورية" و هي تدل على تطرفها المتعمد
.
ط - إن تطرف بعض إخوتنا في إستخدام " اللغة
الأشورية " يدفعنا الى طرح السؤال التالي " هل
إخوتنا الذين يؤمنون بالهوية الأشورية هم
صادقون عندما يصرحون أنهم يتكلمون اللغة
السريانية ؟
أم أن قبولهم بهذه التسمية هو
موقف سياسي ؟ |