هل إحتل
الأشوريون بيروت و هل صحيح أن سكان سوريا قد
تكلموا باللغة الأشورية ؟
هنري بدروس كيفا
عدد من المثقفين السريان يتابعون ما أنشر من
معلومات تاريخية و صاروا يكتشفون بسرعة كل
صفحة سريانية مشبوهة تزيف تاريخ شرقنا و
هويتنا السريانية التاريخية المرادفة لهويتنا
الآرامية
لقد طلبت مني أخت سريانية غيورة أن أعلق حول
هذا الموضوع لأنها إكتشفت عددا كبيرا من
الطروحات التاريخية الخاطئة. و هذا هو ردي
السريع:
١
-
من هو الأب لويس شيخو اليسوعي؟
من مواليد ماردين سنة ١٨٥٩ و هو ينتمي الى
الكنيسة السريانية الكلدانية أصبح راهبا
يسوعيا و سافر الى أوروبا.
له دور كبير كمدرس في الكلية اليسوعية في
بيروت التي ستصبح لاحقا الجامعة اليسوعية. من
مؤسس مجلة المشرق المشهورة و من أهم كتابها.
توفي سنة ١٩٢٧
.
الأب لويس شيخو هو أديب و ليس مؤرخا متخصصا في
تاريخ الشرق
.
الصراع
الفكري بين الكليتين اليسوعية و الكلية
السورية الإنجيلية في بيروت قد دفع بهذا الأب
في الكتابة في المواضيع التاريخية و أن ينقل
معلوماته من مراجع مكتوبة في نهاية القرن
التاسع عشر.
٢
-
المشكلة أن الأخ السرياني الذي يكتب تحت إسم
تحرير سوريا السريانية هي أنه وضع عنوانا
غريبا يظهر مدى جهله لتاريخ الشرق و تاريخ
لغتنا السريانية بشكل خاص.
العنوان الغريب هو " ما معنى بيروت؟
وهل كانت تتكلم السريانية القديمة (الاشورية)؟"
٣
-
ما هي رسائل " تل العمارنة " و أهميتها؟
هي مجموعة كبيرة من الرسائل التي وصلت الى
فراعنة مصر في القرن الرابع عشر و الثالث عشر
من بلاد كنعان و بعض الممالك الكنعانية في
الساحل و بعض الممالك في حوض نهر العاصي. و
نالك رسائل من بلاد ميتني و بلاد عمورو بلاد
حاثي و فقط رسالتين من بلاد أشور.
أغلبية ساحقة من هذه الرسائل مكتوبة بالكتابة
المسمارية و باللغة الأكادية التي كانت لغة
المراسلات بين هذه الممالك و المدن مع مصر
!
٤
-الأب
لويس شيخو ينقل معلومات تاريخية خاطئة:
هذه الكتابات كانت باللغة الأكادية و ليس
باللغة لأشورية لعدم وجود لغة أشورية,
الأشوريون كانوا يتكلمون اللغة الأكادية و
كانوا يسمونها أكادية
!
٥
-
يستخلص الأب شيخو:
أن
بيروت و بقية المدن الفينقية كانت خاضعة لملوك
أشور و بابل ؟
طبعا هذا غير صحيح لأن هذه الرسائل التي
أصبحت مشهورة تحت إسم " رسائل تل العمارنة "
لهي أكبر برهان على وقوع بلاد كنعان و ساحل
لبنان تحت السيطرة المصرية بينما سوريا
الشمالية كانت خاضعة للشعب الحثي و الشعب
الميتني
!
٦-
"
دليل مضحك ؟
"
الأب شيخو يؤكد أن سوريا القديمة كانت خاضعة
للأشوريين و البابليين و البرهان الذي يقدمه
هو أن " أهالي هذه المناطق كانوا يتكلمون و
يتراسلون باللغة الأشورية
!"
الى الأخوة المهتمين: اللغة الأكادية كانت لغة
المراسلات بين حكام سوريا القديمة و بين
فراعنة مصر و لم تكن اللغة المحكية لا في
بيروت و لا في أي منطقة غرب نهر الفرات!
في أواخر القرن السادس ق٠م اللغة الآرامية
ستصبح اللغة الرسمية و اللغة التجارية في كل
أنحاء الإمبراطورية الفارسية و لكن هذا لا
يعني أن الفرس قد تكلموا باللغة الآرامية!
٧
-
الأب شيخو الذي كان يترأس مجلة المشرق - لأنه
أديب و ليس باحث في التأريخ - كان يجهل أن
اللغة الكنعانية هي نفسها اللغة لفينيقية.
للأسف لقد إدعى و أخطأ بقوله أن اللغة
الكنعانية قد تفرعت أو إنحدرت من اللغة
الأكادية
.
ملاحظة هو كتب " اللسان الأشوري " و كما
تعرفون لا أحد من العلماء يستخدم تعبير " لغة
شورية
" .....
٨
-
ما معنى بيروت ؟
أو
إسم مدينة أخرى لهو مهم جدا و لكن بشرط أن
نقدم براهين لغوية و تاريخية لتأكيد تفسيرن.
الأخوة في صفحة تحرير سوريا السريانية همهم
الوحيد هو نشر معلومات تاريخية خاطئة حول
اللغة السريانية
.
٩
-
من العار على هؤلاء السريان المضللين أن
يستخدموا تعبير"
السريانية القديمة ( الأشورية )". السريانية
القديمة هي اللغة الآرامية و لا يوجد لغة
أشورية قديمة أم لغة أشورية حديثة
!
١٠
-
إلى كل سرياني غيور
:
*
لا تنخدعوا بالمتطفلين السريان الذين يكتبون
تحت أسماء مستعارة.
*لا
تصدقوا بكل ما ينقلون لكم من كتابات تاريخية
غير علمية. الأب شيخو هو كاتب و ليس مؤرخ
....
*
يجب على الأخوة المتنكرين تحت إسم تحرير
سوريا أن يحرروا أنفسهم أولا من الأكاذيب
لأشورية التي يرددونها
!
أخيرا لا أحد ينفي أن بيروت و المدن الساحلية
و كل بلاد آرام قد إحتلها الأشوريون في حوالي
سنة ٧٣٢ ق٠م و لكن الإدعاء بأن بيروت كانت
محتلة من قبل الأشوريين في حوالي سنة ١٣٤٠
ق٠م و إستخدام رسائل تل العمارنة كبرهان هو
يشبه الإدعاء بأن أميركا أستولت على العراق
سنة ١٣٠٣ بعد الميلاد !
طبعا أميركا لم تكن مكتشفة بعد و بلاد أشور في
حوالي ١٣٤٠ قبل الميلاد كانت مملكة صغيرة و
محتلة من قبل الشعب الميتني
! |