من هم أبناء الكنيسة الكلدانية
؟ هل هم كلدان أم أشوريون أم سريان؟
للأسف الشديد لقد إنتشرت بين مسيحيي الشرق عدة
طروحات تاريخية خاطئة حول هوية إخوتنا "
الكلدان " .
أتمنى من القارئ المهتم و المثقف أن يتأكد
قبل أن يعلق و أن يردد نفس المعلومات الخاطئة
التي تبعد إخوتنا الكلدان عن بقية السريان
الآراميين
.
بعض الملاحظات حول الموضوع
:
أولا - إن قدامى
الكلدان ينتمون الى الآراميين و كان لغتهم
الأم الآرامية و جميع أسماء قبائلهم كانت
آرامية و لها معنى واضح باللغة الآرامية.
الفرق بين القبائل الكلدانية و الآرامية التي
إنتشرت في بلاد أكاد هي
:
*القبائل
الكلدانية إنتشرت على ضفاف نهر الفرات و خاصة
في المدن و قد تمدنت و أخذت الحضارة الأكادية
و إستخدمت اللغة الأكادية و قد تسمى عدد كبير
من شيوخ تلك القبائل بأسماء أكادية
...
*أما
القبائل الآرامية في بلاد أكاد فقد إنتشرت على
ضفاف نهر دجلة و في المناطق شرقي دجلة و قد
حافظوا على نمط حياتهم القبلية
.
*لقد
تعجب الباحث " برنكمان " في كتابه المشهورBrinkmann
J.a
Political history of Post-Kassite Babylonia
)1158-722
( b. C
لماذا
الكتابات الأكادية التي تركها ملوك شور كانت
تميز بين القبائل الكلدانية و القبائل
الآرامية ؟ و الجواب قد يكون إنتشار تسميتين
جديدتين في بلاد أكاد و هما " مات كلدو " و
مات اريمي " أي بلاد الكلدان و بلاد الآراميين
. و هذه الكتابات الأكادية إعتبرت القبائل
كلدانية إذا كان موطنها الجغرافي بلاد الكلدان
و آرامية إذا كان موطنها بلاد الآراميين
.
*قام
العالم = كول=
ST.W. COLE , Nippur IV , The Early
Neo_Babylonian Governor\'s
Archive from Nippur.
in Oriental Institute PublicationsTome
114
1996
بنشر و ترجمة ارشيف حاكم مدينة نيبور سنة
1996. هذه الرسائل حوالي 129 غنية بالمعلومات
و تعود الى ما بين 755 و 732 ق.م. اي قبل
هجومات الملك تغلت فلاسر الثالث. الرسالة رقم
9 تخبر عن معاهدة بين حاكم نيبور و القبيلة
ربوعو الآرامية و قد ورد في هذه الرسائل
باللغة الأكادية عدة مرات تسمية مات كلدو و
عدة مرات التسمية الآرامية و لاول مرة في بلاد
بابل ، اسم بيت ارام الجغرافي و ذاك في
الرسالة رقم 104 . و قد وردت عدة تسميات قبلية
قد تكون كلدانية او آرامية. هذه الرسائل تؤكد
لنا إنصهار بقايا الشعوب القديمة بالآراميين
.
*ملاحظة
مهمة جدا : لقد إختفت تسمية "مات كلدو " بينما
صمدت تسمية " مات اريمي " رغم أن القبائل
الكلدانية هي التي إستلمت الملك في بلاد أكاد
و قضت على الإمبراطورية الأشورية سنة ٦١٢ ق٠م!
كل من له إطلاع في المصادر السريانية الشرقية
النسطورية يعلم أن علمائهم كانوا يستخدمون
تسمية "بيت آراماي" أي بلاد الآراميين حتى
القرن الحادي عشر الميلادي
.
ثانيا - أبناء
الكنيسة الكلدانية يتحدرون من السريان
النساطرة
.
هنالك إختلاف كبير داخل الكنيسة الكلدانية حول
هويتها التاريخية
:
*
كثيرون لا يهتمون بالهوية التاريخية و يتوهمون
بأنهم عرب أقحاح لأنهم يتكلمون اللغة العربية
أو للتهرب من النظام
البعثي العربي السابق.
*أغلبية
علماء هذه الكنيسة ( الأب البير ابونا و
البطاركة دلي و ساكو...) يؤكدون الإنتماء
الآرامي لأبناء هذه الكنيسة و لكل مسيحيي
العراق
!
*بعض
المفكرين و رجال الدين يدعون بهوية كلدانية
ليس لها أية علاقة بالقبائل الكلدانية
الآرامية ؟
و قد تحولت "الهوية الكلدانية" الى إيديولوجية
سياسية غير صادقة إذ تدعي أن الكلدان كانوا
متواجدين في العراق منذ ٧٣٠٠ سنة أي قبل
السومريين و قبل التاري؟
*هنالك
قسم من أبناء هذه الكنيسة الكلدانية يدعون
بأنهم أحفاد الأشوريين مع أن الشعب الأشوري قد
زال من التاريخ و المضحك المبكي إن بعض دعاة
الفكر الأشوري من السريان النساطرة يرددون "إن
أبناء الكنيسة الكلدانية قد إنفصلوا عن شعبنا
الأشوري
!!!"
*
أخيرا كثيرون من أبناء هذه الكنيسة يرددون من
أجل مصالحهم بأننا جميعا ننتمي الى الشعب "
الأشوري الكلداني السرياني " أي الى هذه
التسمية المطاطية المزيفة
!
ثالثا - أبناء
الكنيسة الكلدانية هم سريان لأنهم أحفاد
السريان المشارقة!
نحن نتعجب كيف يتعلق أبناء هذه الكنيسة
بطروحات تارخيية خاطئة و لا يفتخرون بهوية
أجدادهم السريان الآراميين
...
*التسمية
السريانية تشير الى هويتنا الآرامية و صارت في
التاريخ الحديث تعني مسيحي و لم تكن تعني
المسيحي كما ورد في مقدمة المطران أوجين يعقوب
منا
.
*عندما
يعرف السرياني النسطوري عن نفسه بلغته الأم
السريانية لهجة السورث بأنه " سورايا " فهذا
يعني بأنه سرياني آرامي و ليس مسيحي أم أشوري
كما يرددون اليوم
.
*الإدعاء
بهوية كلدانية تاريخية بدون أي علاقة مع تاريخ
القبائل الكلدانية العلمي قد حول " الكلدانية
" اليوم الى إيديولوجية متطرفة تقسم شعبنا :
بعض المتطرفين صاروا يدعون اليوم بوجود لغة "
كلدانية
"
بحجة النضال ضد دعاة الفكر الأشوري المزيف أو
أن أبناء الكنيسة الكلدانية يتكلمون لهجة خاصة
بهم
!
*
أخيرا الإنتماء السرياني الآرامي ليس حكرا
لأبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية أو
الكاثوليكية أو الإنجيلية و الحمد لله هنالك
كثيرون من أبناء الكنيسة الكلدانية يؤمنون
بأننا جميعا ننتمي الى شعب واحد و هو الشعب
السرياني الآرامي و لا شك بفضل إنتشار
الدراسات العديدة التي قام بها الأب المؤرخ
البير ابونا
. |