اعترفوا بالشعب
الآرامي و بالجريمة المرتكبة بحق هذا الشعب السامي!
كلمة التي ألقاها السيد شادي
خلّول، رئيس الجمعية الآرامية في الجشّ - اسرائيل، لمناسبة انعقاد الجلسة
السابعة لمنبر قضايا الأقليات في الأمم المتحدة في جنيف.
الجمعة 19 كانون الأول (ديسمبر) 2014
نصّ الكلمة (مترجمة عن الإنغليزية)
شلومو آحاي و أحووث ميَقرِه (مرحباً إخوتي و
أخواتي الأفاضل):
أُدعى شادي
خلّول، و أنا آرامي مسيحي من دولة اسرائيل من أبناء الكنيسة السريانية
المارونية. و لا بد من التنويه هنا بأن الشعب الآرامي يشمل أيضاً أعضاء
الكنائس السريانية الأورثوذكسية و الكلدانية و "النسطورية" و الكنيستين
الملكيتين أيضاً.
و نيابة عن
الشعب الآرامي، الشعب الأصلي لجنوب شرق تركيا و سوريا و العراق و لبنان،
تتواجد الآن منظمتنا غير الحكومية مرة أخرى في هذا المنبر المتميز لنطالب
الأمم المتحدة و الدول الأعضاء الإعتراف على أصعدة ثلاث بالغة الأهمية:
1. الإعتراف بالعنف و الجرائم المرتكبة بحق الشعب الآرامي المسيحي خلال
المائة سنة الماضية. و اسمحوا لي بهذا الصدد أن أذكر العالم بهذه الوقائع
المرعبة:
أكثر من
500000 آرامي قتلوا و هُجروا في تركيا. في لبنان سقط أو هُجر أكثر من 1,5
منذ عام 1860، و في العراق أُجبر أكثر من مليون آرامي على النزوح منذ عام
2003. أما في سوريا فقد أضطر أكثر من مليون آرامي على النزوح منذ عام 2011.
كل هذا وقع، إلى حد بعيد، على أيدي مجموعات مسلحة تركية و كردية و عربية،
ما أدى إلى قضاء شبه تام على الشعب الآرامي و تراثه العريق.
2. الإعتراف بالجرائم المرتكبة حالياً و التحرك على أساسها:
فالتاريخ
يعيد نفسه، و لا شيئ يشير إلى إمكانية توقف مسلسل الجرائم هذا. ففي سوريا و
العراق لا زلنا نرى استمرار مسلسل جرائم القتل و التعذيب و الخطف و قطع
الأقناع و الصلب على أيدي مجموعات إسلامية مسلحة. و قد أدت همجية هذه
المجموعات الإرهابية، و التي تمولها دول أعضاء في الأمم المتحدة، إلى هجرة
جماعية هائلة جديدة.
3. اعتراف دولة اسرائيل بشعبنا:
سيدي الرئيس:
لقد اعترف بلدي الديمقراطي، دولة اسرائيل، مؤخراً بالآراميين كأقلية إثنية،
ما وفر لي و لأولادي، إمكانية تصحيح بطاقات هويتنا و تسجيل أنفسنا كآراميين
مسيحيين بدلاً من "عرب مسيحيين" كما كنا مُسجلين خطأً حتى ذلك الحين. و
عليه فإن إحساسنا بالسعادة الكبرى لم يكن نتيجة هذا القرار التاريخي لدولة
اسرائيل و الشعب اليهودي، المتوافق مع القوانين الدولية، فحسب، بل لأن
دولةً قامت أخيراً بتلبية مطلبنا أيضاً. و إننا ننتظر الآن قيام منظمات
أخرى غير حكومية و دول أخرى أعضاء في الأمم المتحدة، و بشكل خاص تركيا و
العراق و سوريا و لبنان و السلطة الفلسطينية، بالإعتراف بشعبنا وبالتالي
ضمان حقوقه الإنسانية.
و في الختام توصيات ثلاث:
سيدي الرئيس:
لقد عدنا اليوم نعيش كوابيس الإبادة الجماعية التي ارتكبها العثمانيون
بحقنا عام 1915. و نحن، إذ نصارع من أجل البقاء، فإننا نطالب المجتمع
الدولي ضمان العمل بمواثيق الأمم المتحدة و القانون الدولي و ذلك بالإعتراف
بـ:
1. فظاعة
الجرائم المُرتكبة بحق الآراميين حالياً.
2. الآراميين
كشعب متميز دينياً و إثنياً.
3. الحاجة
إلى مناقشة موضوع حق الشعب الآرامي بتقرير مصيره.
و على ضوء عدم مقدرة أو عدم رغبة حكومات أوطاننا الأم بحماية الآراميين من
الإبادة التامة و مساعدتهم على الحفاظ على تراثهم الثقافي المهدد
بالإنقراض، فإننا نناشد ضمير هذا المنبر المميز و نشدد على أن الوقت قد حان
لمنح الشعب الآرامي أيضاً دولته الديمقراطية على أرض أجداده.
شكراً سيدي الرئيس
|