مِن
السّاميّينَ إلى العرب
تأليف
الشيخ نسيب
وهيبه الخازن
الجزء الرابع
الآراميوّن
الخازن، نَسيب وُهَيْبة
1896 - 1976م). نسيب وهيبه الخازن مؤرخ وصحفي لبناني. وُلدَ في عشقوت
ودرس فيها، ثم في جونية.
سافر مبكرًا إلى مصر 1914م ملتحقًا بكلية اليسوعيين في القاهرة، ثم
انتقل بعدها إلى باريس، حيث نال الدكتوراه في الحقوق عام 1927م.
وحين عاد إلى القاهرة كان يتقن الفرنسية والإنجليزية واليونانية
والسريانية، فتبوَّأ منصبًا رفيعًا في وزارة المعارف المصرية وعمل في
الصحافة، فكتب في الأهرام
مدة، ثم أخذ يكتب افتتاحيتها اليومية بتوقيع وهيبة.
عاد نهائيًا إلى لبنان عام 1954م وبدأ يصدر سلسلة الأصول التاريخية
(1956م)،
ويكتب في عدة صحف يومية أبرزها النهار
وملحقها الأدبي، مطوّرًا في اللّغة الصحفية محملاً إياها العمق
التاريخي بأسلوب سهل سلس.
الفَصٌل الأول
تحديد كلمة آرامي
ملاحظة
كنا ننوي اصدار تاريخ الآراميين على حدة، وما زالت لدينا الوثائق والمعدات
الازمة. وقد اكتفينا هنا بما يتعلق بموضوع هذا الكتاب الحاضر، ومع ذلك سيجد
القارئ هذا الجزء اوسع الكتاب لما لهذا العنصر السامي من اهمية، ولكونه
الرابط الاكبر المجهول بين شعوب اسيا الصغرى وسوريا والعراق والصحراء
بينهما وبين شمال شبه الجزيرة العربية. هذا فضلاً عما خلفه الآراميون في
عالم الادب واللغات.
ونحيل القارئ المستزيد الى كتاب
Les Araméens
طبعة باريس لسنة
1949 لواضعه دوبون سومير 65Dupont
Sommer
وهو حجة في هذا البحث.
كلمتا "سامي" و "آرامي" ما زالتا غامضتين لدى العامة كما كانتا لدى الخاصة
الى وقت قريب. ذلك لان الاولى اصطلاحية منذ أواخر القرن الثامن عشر كما
قلنا، ولان الثانية صفة كما هي اسماء الشعوب السامية
66 ولأنها بوجه خاص كانت مجهولة عند
مفسري التوراة كما سنرى.
يقرأ المسيحيون الى الآن مثلاً، ان اليهود في عهد المسيح كانوا يتكلمون
بهذه اللغة، ويسمعون عند تلاوة نصوص العهد الجديد، بعض كلمات او جمل من هذه
اللغة، ولا يتعدى بحثهم مدى اوسع من هذا.
ان
كلمة "آرامي" انتشرت منذ قرون تقريباً. ذلك ان القديس ايرونيموس الذي ترجم
التوراة الة اللاتينية في القرن الرابع، وسميت ترجمته فلجات استعمل في تفسر
سفر دانيال كلمة "كلدي" وتبعه في ذلك سائر المفسرين، ومن ذلك ان علماء
الموارنة انما ظهروا في أوربه في القرنين 17 و18 لان لغتهم الطقسية كانت
سريانية فرأى فيهم الغربيون علماء اعلام في اللغة "الكلدية"
Chaldayque
بعد ذلك اعاد علماء الآثار السامية التسمية الحقيقة الى نصوص اطلقت عليها
في الماضي تسميات منوعة، واثبتوا نهائياً انها آرامية.
وعلينا الآن ان نحدد هذه الكلمة تحديداً دقيقاً فنقول:
الآرامية القديمة
الآرامية القديمة هي اللغة التي وردت في نقوش قديمة او على اوراق البردي
وقطع الفخار، او في نصوص العهد القديم، كما وردت ايضاً في الآثار النبطية
والتدمرية.
اما الآرامية التي تقترب من عصرنا فتقسم الى آرامية غربية وآرامية شرقية.
الآرامية الغربية
فالآرامية الغربية هي لهجة اليهود الفلسطينيين في كتب الترجوم (التراجم
الآرامية للتوراة) وفي التلمود الفلسطيني. وهي ايضاً لهجة السامريين
والمسيحيين الفلسطينيين كما هي لهجة بعض قرى سوريا ومنا قرية معلولا
الشهيرة وجبعدين وبخعة، جنوب وشمال معلولا.
وقد زرت البلدة الاولى وعلمت ان في بخعا معبد يسميه المسيحيون سكان معلولة
"دير القديس اندراوس" ويسميه المسلمون في بخعة " ابو شينان" وفي عيد القديس
في 7-6 كانون الاول يذهب المسيحيون في معلولا مع كاهنهم ويقدسون في المام
بالقرب من الجامع، وللمقام املاك هناك. هذا من الشواهد العديدة على روح
التسامح والاخاء العنصري الذي لا تحجبه العقائد. وقد يكون المقام سابقاً
لعهدي المسيحية والاسلام اذ كانت السماحة اساساً للعقائد قبل تأتي اديان
"التوحيد". وقد قال الشاعر احمد شوقي، رحمه الله، الى المصريين ما معناه:
لقد كنا قبل المسيح ومحمد نعبد النيل معاً.
يختلط الامر الى الآن على جميع كتابنا الشرقيين الذين اطلعنا على كتاباتهم
او سمعناهم سواء في ذلك رجال الدنيا ام رجال الدين الذين يتلون صلواتهم
بهذه الله..
الفارق بين الآرامية الغربية والآرامية الشرقية ليس بانتهاء الكلمات بالضم
في الاولى وبالفتح في الثانية. يلفظ كهنة الموارنة والسريان " بشم آبو وبرا
وروحا دقودشا" فيقولون ان هذا آرامي غربي (سرياني) ويسمعون لفظ كنة
الكلدان:" بشم آبا وبرا وروحا دقودشا" فيقولون هذا آرامي شرقي (كلداني) ثم
يدهشون اذ يجدون في تسمية القرى والامكنة العديدة في لبنا اسماء على وهمهم
"شرقية" اي كلدية: بكفيا رشميا فاريا راشيا حاصبيا..
والواقع ان النهاية الشرقية هي " إيه"
é
لا آيا، واحياناً
ayé
آيه. ومن ذلك ان كلمة بكفيا لو لفظت بالآرامية الشرقية لكانت " بيت كيفيه"
Bet Kifé
اي بيت الحجر، او بعد اختزالها بكفيّه
Bekfiyé.
الآرامية الشرقية
الآرامية الشرقية تشمل السريانية لغة الكتاب المسيحيين الاقدمين، والآرامية
الواردة في التلمود البابلي، والمندية. وكذلك الآرامية الحديثة التي يتكلم
بها الى يومنا هذا سكان الشمال الاقصى لبلاد ما بين النهرين.
الآراميون ظهروا على مسرح التاريخ في سورية وبين النهرين في وقت مقارب
لظهور العبريين في فلسطين وقد اعدهم الرواة العبريون من اصل واحد يجمع بني
اسرائيل، ولكن النبي عاموس (9/7 ) بعد ظهور دمشق وحربها مع اليهود كان يفرق
بين الشعبيين حين يقول على لسان يهوه: "ألم أخرج اسرائيل من ارض مصر!
والفلسطينيين من كفتور وآرام من قير؟" 67
(توراة اليسوعيين).
فرّق عاموس بين الشعبيين بالرغم مما ورد في سفر تثنية الاشتراع حيث يفرض
على اليهود ان يصلوا قائلين: (ان ابي كان آراميا تائها) (26 -1 – 5) نقول
او ان قير اسم علم لقنا ان عاموس فرق بين الشعبين في سبيل هدف سياسي فكفر
بنص كتابه المنزل. وعليه فلا غضاضة على من يجمع العناصر في ايامنا.
او يفرق بينها للهدف السياسي... ولا حرج على هتلر وغيره في ذلك..
ان
النقوش الاشورية قد اعطتنا معلومات عن تاريخ الآراميين القديم في بلاد بين
النهرين واتضح منا انهم اجتاحوا تلك المنطقة في عصر تغلت فلصر الاول في
القرن الثاني عشر ق.م. ولكن الكثيرين منهم اتخذوا سورية كأرض ميعاد لهم ولم
يلبثوا ان حكموا بعض مقاطعاتها ومنها دمشق التي اصبحت " رأس آرام" كما
يلقبها اشعيا (7 /8)
وفي سورية اتخذ الآراميون الابجدية الفينيقية اساساً لخطهم وفيها كما يبدو
تطورت لغتهم الى لغة مكتوبة مع تطورهم السياسي. ثم سقطت دمشق في السبة 732
تحت ضربات تغلت فلصر الثالث الذي خربها واحلى سكانها. وعليه فاذا كانت قير
في شمال اشور كان هذا الاجلاء سبباً لانتشار الآرامية في انحاء اشور.
والثابت ان هذه اللغة كانت واسعة الانتشار في عهد الانحطاط في اشور كما
دلّت لوحات تل خلف العائدة الى القرن السابع وقطع الفخار في اشور التي تثبت
نص مراسلة بالآرامية بين زعيم اشوري وزعيم بابلي68
في ذاك العهد.
عند سقوط اشور تولى الآراميون بلاد ما بين النهرين واستعمل الميديون اللغة
الآرامية للتفاهم مع سكان البلاد، واصبحت الآرامية لغة التخاطب ما بين غير
الساميين والشعوب السامية الى ان باتت في العهد الفارسي لغة التراسل
العالمي.
وبناء على ما ورد في التوراة من قرابة الاراميين واليهود كان اليهود
يختلطون بالآراميين في المهاجر ومنها في جزيرة فيله ( انس الوجود) الواقعة
في النيل تجاه اصوان. وقد كرس معهد بروكلين لأوراق البردي الآرامية التي
وجدت في تلك الجزيرة بحثأً مطولاً كما أورد جميع النصوص التي كتب بها يهود
جالية فيلة 69.
اما في عصر النهضة اليهودية في اورشليم فقد عاد اليهود بعد السبي الى
استعمال لغتهم العبرية واعتمدها النبيان حجاي وزكريا في عهد داريوس الاول
ولكن الآرامية عادت في المدن الممتدة بين القرنين الخامس والرابع واثرت
تأثيراً عميق الغور بالعبرية مظهرت الآثار الآرامية في كتابات المتأخرين
70 بشكل يثبت ان الكتاب باتوا يحررون
بلغة قومية قديمة، ويتحدثون بلغة أحرى هي الآرامية، اللغة الرئيسية منذ زمن
طويل في انحاء فلسطين باستثناء بعض النواحي منها.
وفي المقاطع الآرامية من كتابات عزرا ما يدل على استعمال هذه اللغة في
القرن الخامس او الرابع ق.م. وعلى كل فالثابت ان القراء اليهود بين السنين
300 الى 150 ق.م. كانوا يفهمون اللغتين، اللغة العبرية القديمة المقدسة
واللغة الآرامية التي كانت سائدة في انحاء الشرق الادنى.
في
عهد اليونان والرومان زاد انتشار الآرامية بين اليهود حتى ادى الامر الى
احتياج اليهود ال ترجمة التوراة، ومن هنا جاء "الترجوم" (أي التراجم).
اما الابجدية الآرامية فقد حلت محل الفينيقية منذ القرن الثالث
71 ق.م.
الفَصٌل الثَاني
تسلسل اللغات: آرامية، آرامية دولية، عربية
في الدولة البابلية الجديدة:
لما أسس الكدي نابوفلصرّ الدولة البابلية الجديد زاد انتشار الآرامية في
بلاد بابل بسبب عدد الآراميين فيها، بل جميع النحاء الامبراطورية. فقد وجدت
النقوش المسمارية العديدة الحاملة كتابة آرامية من عهد نبوقدنضر ونابونيد
في سيبار وبابل مما دل على استعمال الآرامية مع الاكادية باضطراد متصاعد.
اما في نهاية القرن السابع فقد اخذت الآرامية احياناً صفة دولية كما يدل
البردي الآرامي الذي اكتشُف في سقارة بمصر وهو خطاب مرسل في سنة 605 على ما
يرجح من الملك المدعو ادون 72 عاهل
دولة فينيقية او فلسطينية الى ملك مصر بطلب معاونته على جيوش ملك بابل
التي اجتاحت بلاده. والأثر المذكور دليل على وجود كتّات يجيدون الآرامية في
بلاط ملك مصر كما في بلاط الملك أدون.
وهذا تزداد الاثار الدالة على حلول الآرامية محل الاكادية.
الآرامية لغة رسمية للإمبراطورية الفارسية
كان اضطراد انشار الآرامية مقدمة لاتخاذها لغة دولية، ولذلك فبمجرد ان فتح
قورش بابل في سنة 639 وهوت الامبراطورية الكلدية، اصبح لغة آرام لغة رسمية
للإمبراطورية الفارسية التي امتدت في عهد داريوش (521 - 485) من ضفاف النيل
الى ضفاف الهند تحت ادارة مركزية امبراطورية في مدينة سوس.
وشملت دولة فارس" شعوباً وامماً وألسنة" ( كما جاء في كتاب دانيال) ولزم ان
تكون هناك لغة دولية لم تمحُ اللغات المكانية القديمة كالإيرانية في فارس،
والاكادية في بلاد بين النهرين، والفينيقية في فينيقية، والعبرية في مملكة
يهوذا، والمصرية في مصر، ولكنها اضيفت فوقها كما حدث للإنجليزية في دول
الاتحاد البريطاني
Commonwealth
حيث الظاهرة الكرى كانت في الهند التي لم يتفاهم سكان ارجائها الواسعة
بألسنتهم العديدة بل بلغة الانجليز.
على هذا دلل العالم كليرمون جانو
Clermont- Ganneau
وكان اول من برهن على هذا الواقع اذا اكتشف سطرين على قطعة ممزقة من البردي
دُعيت " بردي تورينو" 73 وفي السطرين
اسم المرسل باخيم المصري الى المرسل اليه ميتراوّ اهيست الموظف الفارسي.
وقد جاء في نتيجة ابحاثه المنشورة في مجلة الآثار74
: "جميع دواوين الحكام والوزارات في لإمبراطورية الفارسية ، وخاصة في
المقاطعات الغربية، كانت آرامية. وكذلك الدواوين ونقوش العملة في تلك
المقاطعات والوثائق الرسمية والاوامر الملكية. وقد دلت قطعة البردي المصرية
سالفة الذكر ان ذلك ينطبق ايضاً على مصر.
واثبتت جميع الاكتشافات التالية لبحث جانو ماقرره هذا العالم، ووجدت مثل
هذه الآثار الآرامية في جميع انحاء العالم التي حكمها الفرس، في ايران كما
في بابل، كما في آسية الصغرى وافغانستان والهند. ومن الآرامية اقتبس اهل
الهند كتابتهم المسماة "خاروستي". وكذلك وجدت الآثار الدالة على عالمية
الآرامية في شمال جزيرة العرب، منها اربعة في تماء احدها في متحف اللوفر،
وثلاثة في حجر، واخرى في ايلات. وفي فلسطين الشمالية ( السامرة) والجنوبية،
وجدت آثار في اريحا وبيت شاماش ولاكيش الخ... حتى قال النبي نحميا الذي
حاول محاولة الجبابرة رفع معنويات اليهود واعادة اسس عنصريتهم:
" رأيت يهودا قد تزوجوا نساء اشدوديات وعمونيات وموآبيات. وكان نصف كلام
اولادهم بلغة اشدود ولم يكونوا يحسنون التكلم باليهودية". (نحميا 13 – 23
-5 )
وفي مصر 75 وجدت الوثائق العديدة في
جزيرة انس الوجود (فيلة)
Kléphantine
قرب اسوان 76 واعمدة مدفنية وتماثيل
واختام وجرار على طول مجرى النيل في ممفيس وتونا واخميم وابيدوس (اسوان)
وداري الحمامات 77 وطيبة وادفو واسوان
وفي النوبة.
وثبتت لغة آرام الفصحى ولم يدخلها من الكلمات الاجنبية، حتى الايرانية
منها، الا القليل انادر. من ذلك اصطلاحات فارسية في المسائل الادارية
والحربية، وهذا لم يكن منه بد.
في ذلك العصر الايراني ظهرت الخطوط البهلوية التي اجمع علماء الآثار الآن
على انها مشتقة من الخط الآرامي والخط الفارسي القديم، وعلى أساس البحث في
هذا الخط واللغة التي استعمل لها يأمل العلماء الوصول الى اكتشاف قواعد
اللغة الآرامية.
اليونانية الدولية محل الآرامية الامبراطورية:
دخلت اليونانية بلاد الشرق مع دخول جيوش الاسكندر واصبحت اللغة الرسمية
للإمبراطورية العظمى التي اسسها الاسكندر، كما استمرت في عهد خلفائه بعد
موته سنة 323، في الدولة السلوقية التي اتخذت انطاكية عاصمة لها، والدولة
اللاجية في مصر وعاصمتها الاسكندرية.
تنوع اللغة والخط الآراميين
العبرية، والنبطية، والتدمرية، والسرياني والماندية:
بعد ان فقدت الآرامية عنصر الاستقرار الذي وفرته لها صفتها الدولية اخذت
تتطور في كل بلاد اللغات الحية التي تساير عقلية كل قطر وظروفه وتطوره
الحضاري مع الاحتفاظ بالقواعد الاساسية والاملائية الى حد.
وعلى مثال التطور اللغوي حدث تنوع في الخطوط فظهر الخط العبري المربع الذي
كتبت به نسخ التوراة والخط التدمري والخط السرياني والخط المندي.
اما التطور اللغوي المحلي فقد ثبت النقوش التي اكتشفت في مصر ( في أدفو
بنوع خاص) وفي قبادوفيه ( القرنان الثاني والاول ق.م.) وفي ارمينية قرب
بحيرة سيوان 78. كانت الآرامية في الجليل والسامرة لغة الشعب اما في منطقة
يهوذا فقد اخذت تحل محل العبرية شيئاً فشيئاً حتى باتت العبرية لغة
الليتورجية والبحث الديني. وفي التوراة نفسها دخلت مقاطع آرامية ويكفي ان
نأتي هنا ببعض شواهد مأخوذ من اسفار التوراة.
"قال لابان ليعقوب: هلم نقطع عهداً ويكون شاهداً بيني . فاخذ يعقوب حجراً
وأقامه نصبا.
وقال يعقوب لاخويه: اجمعوا حجارة، اجمعوا حجارة وجعلوها كوكة وأكلوا طعاماً
فوق الكومة. وسماها لابان "يبحر سهدوتا" وسماها يعقوب "جلعاد".
وقال لابان: هذه الكومة تكون شاهداً بيني وبينك اليوم، ولذلك سميت جلعاد،
ومشفه، لأنه قال: ينظر يهوه بيني وبينك حيث يتوارى كل واحد منا عن صاحبه".
(سفر التكوين 13 / 44 -49)
سمى لابان الحجر الذي اقامه يعقوب والكوم حوله بلغته الآرامية "يبحر
سهدوتا" والمعنى ظاهر: الاحجار الشاهدة. اما تسمية يعقوب فمعناها واحد انما
تركيبها عبري: جال، كوم. وعاآد، عهد. وكذلك مشفه اي المراقبة لأنه اضاف:
يهوه ايشاف (يشوف والكلمة مستعملة الآن في العربية الدارجة) وفي المشفه جمع
يفتاح جنوده ليتجه الى حرب العمونيين وجاء ذكرها في هوشع 5/1
79.
وفي غزرا مقاطع آرامية كثيرة وطويلة، وكذلك نصف كتاب دانيال بوجه القرين
ومن رأي النقاد المعاصرين لن تاريخ كتاب دانيال بوجه عام ( ماعدا بعض مقاطع
اقدم) يعود الى سنة 167 – 166 ق.م. وهي من عهد اضطهاد انتيوخوس ابيفان،
وانه كما يبدو كتب بأجمعه بالآرامية، ثم ترجمت اوائله واواخره الى العبرية
لإدخاله مع مجموعة الكتب المقدسة 80
ومن ذلك الفصل الثاني والسابع.
الفصل الثاني المتحدث عن حلم نبوقدنصر وسؤاله الكلديين عن تفسيره: "فأجاب
الكلدانيون الملك بالآرامية .." (دانيال ف 442) والفصل السابع: "وامر الملك
أشفنز رئيس خصيانه ان يحضر من بني إسرائيل من النسل الملكي ومن الامراء
فتياناً لا عيب فيهم حسن المنظر.. ممن يكونون اهلاً للوفوف في قصر الملك
والتعلم كتابة الكلدانيين ولسانهم ( دانيال 1 / 3- 4).
ان الآرامية التوراتية وهي الآرامية الوحيدة التي عرفت عن العصر السابق
للميلاد كانت تدعى الكلدية وكانت مع اتصالها المتين بالآرامية الامبراطورية
التي سادت ممالك الفرس، تحمل طابعاً مكانياً هو الطابع الفلسطيني.
وظلت الآرامية لغة فلسطين العامية والمكتوبة. وكانت في عهد السيد المسيح
لغة الشعب الوحيدة. وهي اللغة التي تحدث بها المسيح ورسله وحفظت منها كلمات
في التراجم الانجيلية مكتوبة بحروف يونانية منها " من قال لأخيه " ركّا" و
ايلي ايلي لما شبقتني". وفي اعمال الرسل مثل "مارانا ايتا" اي سيدنا اتى او
" ماراناتا" سيدنا سيعود. وكانت النصوص التوراتية تقرأ للشعب في معابد
اليهود باللغة الآرامية مع تفاسير لها وهي المعروفة بالـ "ترجوم"
(الترجمات). ونجد هذه اللغة المسماة آرامية فلسطينية في التلمود وعلى بعض
شواهد القبور ونقوش المعابد اليهودية وكذلك في كتب السامريين التي كتيت
بلغة قريبة جداً من الآرامية اليهودية. وبعد ذلك كانت الآرامية لغة الصلوات
المسيحية والعظات في فلسطين وسوريا وقد حفظت لنا السنون مخطوطات باللهجة
المسيحية الفلسطينية القريبة جداً من لغة اليهود والسامريين الفلسطينيين
ومن هذه المخطوطات انجيل محفوظ في الفاتيكان.
وجاء الفتح العربية في القرن السابع وأت العربية تحل محل الآرامية كلغة
دارجة، وبقيت الآرامية مع ذلك لغة بعض مناطق صغيرة في لبنان الشمالي الى
القرن الماضي وفي ثلاث قرى في لبنان الشرقي قرب دمشق وهي قرى معلولة
وجبعدين وبخعه جنوب وشمال معلولة. وقد زرت معلولة في سنة 1956 وسمعت نطق
سكانها بلغة المسيح. ومن كلماتها، وقد كتبتها ايضاً بالحروف اللاتينية
لتوضيح اللفظ:
زيخ |
ابتعد |
(وفي لبنان زيح) |
زيخ مناخا يا بسونا
|
Zekh mnokha ia bsona |
ابتعد من هنا يا صبي |
زيخ مناخا يا بسنيثا |
Zekh mnokha ia bisnitha |
ابتعدي من هنا يا بنت |
زلون مناخا يا بسنيوثا |
Zlon
mnokha ia bisonitha |
ابتعدن من هنا يا بنات |
لحما |
Lehma
|
خبز |
زلون مناخا يا بيسينو |
Zlon mnokha ia bissino |
ابتعدوا من هنا يا صبيان |
ثاخ لوخا يا غبرونا |
ia ghabrouna
Thakh lokh |
تعال هنا يا رجل |
ثلخون لوخا يا غبرنون |
ia ghabrounan
aThalkhon lokh |
تعلوا هنا ي لرجال |
بيثي لغبرونا |
ghabrouna
paithi i |
بيت الرجل |
بيثي لشونيسا |
Paithi i chounissa |
بيت المرأة |
غباخ موياليش تشو |
Ghabbakh
moia leeh tehou |
هل عندك ماء للشرب |
عماخ مويا |
immakh moia |
هل معك ماء |
ثاخ اشتشا |
Thakh ieheha |
تعال اشرب |
اوث |
Oth |
نعم |
النبطية:
النقوش النبطية من الآرامية الامبراطورية وهي ترجع الى عهد يمتد من القرن
الاول ق.م الى الثالث بعد الميلاد في جميع الامكنة اتي سكنها النبطيون من
شمال الحجاز حيث مدينة حجر الى حدود سورية الجنوبية وفي بطرا عاصمة
النبطيين. وفوق ذلك وجدت اثار في شبه جزيرة سيناء عد منها 3000 قطعة.
وتدل النقوش الآرامية في بلاد النبطية على تأثر عربي كبير في مفردات اللغة.
التدمرية:
وفي تدمر آثار من القرن الاول ق.م الى سنة 272 ب.م. وهي سنة احتلال
اوريليانوس للمدينة وغروب اسمها نهائياً عن التاريخ العام.
في هذه البقعة نقوش يونانية كثيرة ونقوش لاتينية ولكن الاكبر آرامي والبعض
يحمل ايضاً ترجمة يونانية . والآرامية هنا قريبة ايضاً من الآرامية
الامبراطورية ولكنها تشمل تجديدان املائية وصرفية تحمل طابعاً محلياً خاصاً
مع تأثر من الآرامية الشرقية متأت من علاقات تدمر المستمرة ببلاد ما بين
النهرين.
بلاد ما بين النهرين:
الآرامية الشرقية
في كافة نواحي ما بين النهرين من جبال ارمينيا الى الخليج الفارسي كانت
الآرامية اذ ذاك ( في عهد تدمر) قد محت اللغات المكانية محوا يكاد يكون
تاماً ولكنها تأثرت بليغاً بلهجات تلك المناطق. واصبحت تعرف باسم الآرامية
الشرقية.
هذا التأثر التحولي منذ العصر السلوقي وهو باد بوضوح في اثر غريب اكتشف في
ورقه (اوروك القديمة) في بابل نشرت نصه مجلة الآثار الاشوري
10
وهو كناية عن لوحة من افخار تحمل كتابة بالخط المسماري البابلي هي
نصوص سحرية آرامية.
هذا النص نموذج مثالي للآرامية الشرقية.
الآرامية في العصر المسيحي
ثبتت الآرامية في نصوص الادب وفي النقوش بلهجات ثلاث: الهودية الفلسطينية،
والمندية، والسريانية 11
اليهودية الفلسطينية:
هي لغة التلمود بنوع خاص المسمى التلمود البابلي وهو الذي صدر بين الجاليات
اليهودية الكبرى المقيمة في كلده القديمة وكتب في القرنين الخامس والسادس
بعد الميلاد.
المندية:
لغة الطائفة الغنوسية
Gnostiques
التي ازدهرت في القرون الاولى للمسيحية في بلاد بابل ايضاً.
السريانية:
لغة الرها، المدينة الواقعة داخل منحنى الفرات في منطقة حران التي اصبحت
آرامية في آخر الالف الثاني ق.م. (اي في القرن الحادي عشر ق.م).
بلغت كنيسة الرها مستوى عظيماً واصبحي لهجتها اللغة المدرسية النموذجية
لكنائس ما بين النهرين وسوريا. وفيها كتبت مؤلفات لا عد لها، منها بنوع خاص
اللاهوتية ومنها ايضاً تراجم عديدة لكتب فلسفية وعلمية من اليونانيين. كما
ازدهرت في هذه اللغة الآداب من نثر ونظم ولمع فيها شعر سما سموا تحليقياً
هو شعر برديصان ( 145- 202) وجاء بعد ذلك القديس افرام السرياني فقلد
برديصان (+373).
اصل الآرامية الشرقية
الآرامية الشرقية ظهرت كما رأينا في اثار غير عريقة لا يرتقى اقدمها الى ما
قبل القرن الاول ق.م. وقد علل علماء الغرب تكوينها وظهورها بأنها اثر
الآرامية الدارجة في بلاد ما بين النهرين التي لم يكن لها آثار مكتوبة
بيمنا كانت الآرامية الوحيدة التي تكتب هي اللغة العامة ، لغة
الامبراطورية.
ولما سقطت دولة الفرس واختفت الآرامية الامبراطورية وتطورت اللهجات
المكانية كما ذكرنا، غابت مع الزمان عن ذهن الشعوب وعن ذاكرتهم تلك اللغة
الرسمية التي اصبحت لغة ميتة لامبراطورية زالت.
بقاء الآرامية الى يومنا
وكما حلت محل الآرامي الغربي، اللغة العربية، كذلك تقلص ظل الآرامية
الشرقية امام انتشار العربية.
ومن السريانية نقلت الى العربية مؤلفات اليونانيين الفلسفية والعلمية.
والسريانية ما زالت اللغة الليتورجية للطوائف المسيحية في الشرق الادنى
المارونية والسريانية والكلدية وقد كانت اللغة الليتورجية للروم الى عهد
قريب.
وفوق ذلك فالآرامية الشرقية ما زالت اللغة الحية لبضع مئات ألوف من
المسيحيين واليهود في منطقة طور عابدين والموصل والشواطئ الشرقية لبحيرة
اورميا. ومع اختلاط هذه اللهجة ببضع كلمات عربية وكردية وتركية فهي في
جوهرها نفس اللغة التي حملها الآراميون الفاتحون الى بلاد ما بين النهرين
منذ ثلاثة آلاف سنة.
والى القارئ نموذجاً سريانياً من المستعمل في الكنائس المذكورة الى يومنا:
الفَصٌل الثَالِث
هجرات آرام
نزح الآراميون من الصحارى المجاورة للبلاد المشرقية، كما يبدو التقليد
التوراتي ومن النقوش.
1-
المصادر التوراتية
يجدر بنا اولاً تحديد مؤدى اسم آرام كما جاء في التوراة:
يقول الاب دورم
Dhorme
83 ان
الكلديين هم ابناء كاسد المذكور في التوراة في سلسلة نسب سام. ومن اسم كاسد
سميت قبيلة الكسديم، ومفردها " كسدو" المذكور في بعض النصوص المسمارية باسم
"كلدو" لأن لغة أطاد التي كتب بها بعض النصوص المسمارية تحوّل السين الى
لام متى سبقت حرفاً ملفوظاً مثل الدال.
ويستنج علماء المجلة التوراتية في العدد والصفحة المذكورين في الحاشية 83
قبل، ان الكلديين كانوا في جنوب ما بين النهرين بنوع خاص وان الآراميين
كانوا في شمال. وان الشعبيين الشقيقين كانا متحدين في محاربة الامبراطوريات
الأشورية والبابلية. كانا في البدء مختلطين ولكنهما ابتعدا وتفرقا بنسبة
تصاعدية تتفق مع عدد الاسر واشتداد بأسها. ولنا ذلك مثال في التوراة:
"وكان ابرام غنياً جداً بالماشية والفضة والذهب... وكان للوط السائر مع
ابرام غنم وبقر وخيام. فلم يحتمل ضيق الآراض ان يقيما فيها معاً... فكانت
خصومة بين رعاة ماشية ابرام ورعاة ماشية لوط. والكنعانيون والفرزيون حينئذ
مقيمون في الارض. فقال ابرام للوط لا تكن خصومة بيني وبينك.. اعتزل عني انا
الى الشمال فأتيامن عنك، واما الى اليمن، فأتياسر فاختار لوط لنفسه كل بقعة
الأردن". واقام ابرام في ارض كنعان..
تكوين 13 /2- 12)
ونر الاثنين مقيمين على امتن الصلات الأخوية لا سيما في اوقات الخطير:
"فجاء من افلت واخبر ابرام العبراني.. فلما سمع ابرام ان اخاه قد أُسر جرد
حشمه المولودين في بيته.. فاسترجع جميع المال، ولوط اخاه وماله ردهما".
تكوين 14/ 13- 16)
2-
النقوش
تذكر رسائل تل العمارنة 84 اخبار
"الاخلام" (إحلامو) وهم الآراميون الزاحفون على مناطق الفرات في القرن 14
ق.م. ثم تأتي نصوص اشورية من عهدالملك الاشوري اريك دان ايلو (1325 – 1311)
لتروي انتصار هذا الملك على "الاحلامو" و "السوتو" في منطقة الفرات الأعلى
85 . وفي سنة 1275 تدل رسالة وجهها
الملك الحثي " خاتوشيل الثالث" الى ملك بابل "كاداشمان انليل" على اضطراب
المواصلات بين مملكتيهما بفعل الاحلام 86
وقد حارب شلمنصر الاول (1280- 1256) الحثيين والاحلام في جهة
الخابور 87 كما فتح خلفه تيكولتي
نينورتا الأول ( 1255- 1218) جبال الأحلام 88.
وحوالي السنة 1200 عند انهيار الامبراطورية الحثية واجتياح " شعوب البحر"
آسيا الصغرى وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر، تبقى اشور بعيدة عن هذا السيل
الجارف، ويحاول الملك " اثور ريش ايشي" (1149- 1117) التوسع الى ناحية
الغرب في سهول بين النهرين التي تتحكم بطريق البحر المتوسط ولكنه يرتطم
بالآراميين ويذكر 89 انه قتل منهم
جموعاً كبيرة.
وفي السنة 1116 يخلف تغلات فلصّر الاول واله اثور ريش ايشي ويستمر ملكه الى
شنة 1090 وفي 1112 يحارب الاحلامو ويقول 90
" في حمى سيدي الاله اشور اخذت عرباتي الحربية وابطالي ودخلت الصحراء وسرت
الى الأحلامو الآراميين اعداء سيدي الاله اشور. ومن بلاد سوخي الى قرقميش
التي في بلاد الحثيين في يوم واحد اجتحت البلاد ومزقتهم وحملت معي اسلابهم
ومقتنياتهم واملاكهم التي لا تحصى. والباقي من جموعهم هرب واجتاز الفرات
امام اسلحة سيدي الاله اشور الرهيبة ولحق بهم في قوارب من الجلد. وستاً من
مدنهم المنبسطة تحت حبل بشري فتح، واحرقت بالنار وهدمت ولاشيت.. وحملت
مقتنياتهم واسلابهم الى مدينتي اشور".
وبد ذلك يتجه فلصّر نحو لبنان وارض الاموريين ويصل البحر ويأخذ جزية من
جبيل وصيدا وأرواد.
ولمن حملاته تبقى موقوتة النتائج ولذا فهو ينقش في آخر عهده:
" 28 مرة وراء الاحلامو الآراميين اجتزت الفرات، مرتين في كل سنة. ومن
مدينة تدمر في بلاد الامورو، ومن مدينة انات في بلاد سوخي الى مدينة رقيقو
من بلاد كاردونياس كسرتهم وحملت الى مدينتي اشور اسلابهم مقتنياتهم
91 .
سيل الآراميين لا ينقطع اذن نحو شواطئ الفرات من قرقميش في الشمال الى
بابل، وهم فوق ذلك يستوطنون ويؤسسون المدن ومنها الست التي يذكرها نقش
تغلات فلصر الأول. جموعهم تتكون وتزحف من قلب الصحراء من تدمر، والى هذه
المدينة يصل ملك اشور في مي ملاحقتهم.
وفي النقشين الآخرين يذكر القوم باسم "احلامو آراميين" لا احلامو فحسب،
وهكذا تستمر تسميتهم في بعض النقوش اللاحقة وخاصة في نقش لأشور نيراري
الثاني (911- 890) الذي يلقبهم " اهل البراري"92
وفي نقش اشور ناصر بال الثاني (884- 859) يذكر هذا الملك انه اجلى 1500 من
الاحلامو الآراميين من بيت زاماني (في الفرات الاعلى) الى بلاد اشور
93.
ولكنهم في اكثر الحالات التالية يلقبون بلقب " آراميين" فقط بينما يذكرون
في نقوش اخرى باسم "الاحلامو".
فاسم " احلامو" يبقى اذن الى أواخر القرن الثاني عشر ق.م. ثم تضاف اليه
كلمة "آراميون" ثم تحل هذا الكلمة الاخيرة محل اسم " احلامو".
ويتساءل العلماء الافرنج 94 عن هذه
النقطة: هل يمكن الافتراض ان الآراميين كانوا قوماً من الاخلامو امتدت
شهرتهم فعرف عنصرهم باسمهم كما كان اسم اسرائيلي يطلق في البدء على جزء من
العبريين الى ان اخذ يحل محل اسمهم جميعاً في كثير من الحالات؟
نقول: التوراة تذكر اسم آرام على أنواع: تذكر اولاّ كإسم علم لشخص مرتين
بمناسبة ذكرها الاباء الاول واستيطانهم "فدان آرام" ثم اذا ذكرت المالك
الآرامية فيما بعد قالت "آرام صوبا وآرام بيت رحوب وآرام دمشق وآرام معكة
وآرام نهارايم". يمكنا ان نكني عن مدينة فدان المذكورة في النص التوراتي
بقولنا " سهل بلاد آرام" او مدينة فدان التي لسلالة آرام" انما في ذكرها
لمالك آرامية يتغير الوضع وتصبح هكذا " سليلة آرام المقيمة في صوبا او دمشق
الخ. او البدو الذين اسسوا دولة صوبا او دمشق كما نقول الان عرب (قبيلة)
الحديدية وعرب الشام وعرب مصر ونقول بشكل آخر جزيرة العرب والعربية
السعودية
فكلمة " آرام " كما ترى ذكرت مرة كاسم علم لشخص ثم اصبحت بعد ذلك اسم جنس
او بالأحرى صفة كاسم "عرب" الآن وهذا ما تناولناه بتبسط في كتابنا
"أوغاريت".
اما في النقوش فيبدو لنا ان "آرام او آراميين" صفة لجنس وان نفهمها هكذا
:الاحلامو الآراميون" تعني " الاحلامو البدو" ويكون تحولها كما يلي:
اولا: الاحلامو عنصر من العاصر او شعب من الشعوب
ثانياً: الاحلامو الآراميون تعني الاحلامو البدو الغير متحضرين.
ثالثان: الآراميون هم الاحلامو بعد ان ضاع اسمهم في خلال القرون وتردد ذكر
صفتهم فأصبحوا معروفين بصفتهم ولنا في ذلك امثلة تاريخية عديدة: فالهيكسوس
مثلاً كلمتان مصريتان كانت تعنيان ملوك الرعاة (من هيكملك زعيم وشاسو بدو)
والقوم اذن هم الشاسو وقد قلب اليونانيون الشين سيناً والحقوا سيناً بآخر
الكلمة كما هي عادتهم واصبح الاسم هيكسوس علماً. وكلمة : ساراسين
Sarrasins
عنى بها الافرنج الشرقيين، او عنوا بها قبيلة السراقين ثم اصبحت علماً
وكذلك كلمة المورMaures
التي دلت عندهم على المسلمين وكان اصلها اهل الغرب او المغاربة.
وقد سبق لنا ذكر هذا في مجموعتنا " الاصول التاريخ" مجلد أول بيروت 1956 ص
34 حاشية رقم 2 ثم كتابنا " اوغاريت" فصل ثالث "اسماء الساميين صفات".
اما اسم احلامو او اخلام فقد حار في تفسيره علماء الآثار الشرقية الى ان
اهتدينا اليه ( بعد كتابة ما تقدم) وذلك في النشرة السنوية لحكومة الاردن
Annual of the Departmet of Jorden
مجلد 2 سنة 1953 ص 13 حيث جاء اسم احلم واحلم بن اشيم وسعد بن احلم بن
درئيل وشرك بن حلم بن ايتم بين اسماء عديدة منها "نصر" "وهلبله" (وهب الله)
"ومسعد بن احدث بن رمحة" و "عبدله" (عبدالله) الخ. وسيرد ذكر هذا عند
الكلام عن الصفويين.
الفَصٌل الرابُع
الدول الآرامية آرام في الآوج
لم تكن حملة تغلات فلصر الاول الا موقوتة المفعول كما رأينا واذا ففي عهد
ابنه " اشور بل كالا" الاول (1087- 1070) نجد الآراميين مستوطنين ضفتي
الفرات حيث تقوم دولة لهم باسم " بيت آديني" مدينتها الكبرى " تل بارسيب "
95 ويتصل امتدادها ببلخ.
ومن نض لشلمنصر الثالث يتضح ان " ملك الآراميين " في عهد اشورابي" الثاني
(1009- 990) فتح مدناً على الضفة اليسرى لنهر الفرات
96.
في القرن 11 بلغ اجتياح الآراميين اقصى حدته وبات فتحاً بأوسع مدى الكلمة.
فتأسست بعد بيت آديني دول اخرى، منها اثنتان في وادي بلخ، وكثيرات في وادي
الخابور، ومنها بيت بخياني التي عاصمتها جوزانا
97 وثلاث دول في شوق الخابور الاعلى، منها مدينة نصيبين، والدول الثلاث لقبيلة تيمنانا
98 . وفي اقصى الشرق قبائل تحتل
شواطئ الفرات، منها السوخو واللقي في السهول الجنوبية الى جبل سنجار،
والاتواتي على دجلة بين الزاب الاسفل والادهم.
على ذلك باتت اشور محصورة وبائسة ولمن جيشها بقي منظماً وقوياً وارادتها
حديدية.
ووقف الزحف الآرامي منذ القرن العاشر وتحضر الفاتحون وانفصلت دولهم وباتت
عاجزة عن الاتحاد. واذا نجحت احداها في تكوين حلف قامت اخرى تزاحمها وثارث
بينهما الحروب.
واتى وقت استغلت فيه اشور هذا الانقسام..
وكان السيل الآرامي يتدفق على بلاد بابل ايضاً منذ بدء القرن الحادي عشر
ففي سنة 1038 ق.م. استولى الآرامي " ادد ابل الدين " على عرش بابل كما
قلنا، ورأى ملك اشور المدعو اشور بل كالا ان يتقرب اليه فتزوج ابنته بينما
استولت قبائل آرامية يقودها شيوخ ذوو عزيمة شيئاً فشيئاً على البلاد
البابلية الواقعة جنوب بغداد ونما الكلديون ابناء عم الآراميين وملأوا
شواطئ الخليج الفارسي وتكونت منهم دويلات لاراك وبيت دكورى ( او بيت آديني)
وبيت اموكاني وبيت شيلاني وبيت شعلي وبيت ياكيني.
وفي سورية الشمالية انتشر الآراميون رغم المقاومة التي كان يبديها السكان
الحثيين في قرقميش وحلب بعد زوال امبراطوريتهم، ودخلوا وادي كاراسو الى
اقصى الشمال الى جبال امانوس حيث أسسوا مملكة ياءودي المسماة شمأل في
الآرامية واتخذوا مدينة زنجيرلو عاصمة لهم.
وفي أو اخر القرن 11 كانت حماة في ايديهم. يدل على ذلك ما جاء في سفر
الملوك الثاني 8/ 9 و 10 من ان ابن ملك حماة المدعو توعي كان له ابن يدعي
جورام 99 اما في سفر اخبار الايام 18/
9 و 15 فالاسم هادورام 100 ومعناه (
هدد يعلو) اما اسم يورام فمعناه ( يهوى يعلو) وهدد اسم اله الآراميين ويهوه
اسم اله الاسرائيليين. والاسمان ساميان حتما. وقد دلت الحفائر الحديثة التي
اجريت في حماة على وجود طبقة آرامية تحوى نقوشاً وهي تأتي فوق الطبقة
الحثية 101.
وعلى ذلك فان الثابت الغير قابل النقاش ان الآراميين كانوا يحتلون وادي
العاصي الأعلى منذ القرن 11 ووادي الليطاني وجميع انحاء سوريا الجنوبية حيث
كان الاموريون والكنعانيون في انحطاط كلي، بعكس سواحل فينيقيا حيث صمدت
صيدا وجبيل وصور والمنظمة تنظيماً حسناً واوقفت الفاتحين وصدتهم فلم
يتمكنوا ابداً من الوصول الى البحر.
وفي جنوب سوريا اصطدم الآراميون بالملكة الفقية " اسرائيل" اذ شعرت القبائل
العبرية من منتصف القرن 11 بالحاجة الى ملك امام الخطر الفلسطيني، فاقيم
شاول:
" وتولى شاول الملك على اسرائيل وحارب كل من كان حوله الاعداء من الموآبين
وبني عمون والادوميين وملوك صوبة والفلسطينيين وكان حيثا اتجه ظافراً". (
الملوك الاول 14/74).
وقد يكون اجمال هذا النص للموك الآراميين لأنهم كانوا بزعامة ملك آرام
صوبه.
وقد عهد داود خليفة شاول طلب ملك العمونيين معونة الآراميين:
"ولما رأى بنو عمون انهم قد اصبحوا مكروهين عند داود ارسل بنو عمون
واستأجروا آراميي بيت رحوب وآراميي صوبا، عشرين الف راجل، ومن ملك معكه الف
رجل، ومن رجال طوب، اثني عشر الف رجل. فلما اخبر دواد ارسل يوآب وجميع جيش
الابطال.
انكسر الآراميين حسب روية التوراة ولكن ملك صوبه او صوبا المدعو هدر عازر
بين راحوب طلب معونة الآراميين عبر النهر (الفرات):
"فخرج بنو عمون واصطفوا للحرب عند مدخل الباب
102 وانفرد آراميو صوبا ورحوب ورجال طوب وكعكة في الصحراء. فرأى
يوآب ان القتال مصوب الته من الامام والخلف فاختار قوماً من جميع منتخبي
اسرائيل وصفهم للقاء الآراميين. وجعل بقية الشعب تحت يد أبيشاي اخيه فصفهم
للقاء بني عمون وقال قوي علي الآراميون تكون انت لي نجدة...
سفر الملوك الاول (15/6-14)
"فلما رأى الآراميون انهم انكسروا امام اسرائيل اجتمعوا جميعاً.
" وارسل هدر عازر واخرج الآراميين الذين في عبر النهر فاتوا حيلام وفي
مقدمتهم شوباك رئيس جيش هدر عازر ولما رأى جميع الملوك ان عبيد هدر عازر قد
انكسرا امام اسرائيل دعروا وهربوا ... وصالحوا اسرائيل... وخاف الآراميون
ان يعودوا الى نجدة بني عمون".
(الملوك الثاني 10/ 15-19)
وهناك حملة ثالثة ترويها التوراة. هدفها الاول ملك صوبه الذي اعاد سلطته
على الفرات وحالف ملك دمشق الآرامي:
" وضرب داود هدد عازر بين رحوب ملك صوبه وقد كلن ذاهباً ليسترد سلطته على
نهر الفرات.. فجاء آراميو دمشق لنجدة هدد عازر ملك صوبه فقتل داود من
الآراميين اثنين الف رجل. وأقام داود محافظين في آرام دمشق فكان الآراميون
عبيداً لداود يؤدون الجزية.. واخذ داود تروس الذهب التي كانت مع عبيد هدد
عازر واتى بها الى اورشليم. واخذ الملك داود من باطح وبيرو تاي مدينتي هدد
عازار نحاساً كثيراً جداً".
(الملوك ف 8 ع 3-8)
وهنا يظهر ملك حماة الآرامي الذي ذكرتاه قبل:
"وسمع توعي ملك حماة ان داود قد كسر كل جيش هدد عازر. فارسل توعي ابنه
يورام الى داود الملك ليقرئه السلام ويباركه لا نه قاتل هدد عازر وكسره لان
هدد عازر كانت له حروب مع توعي. وفي يد يورام آنية من الفضة والذهب
والنحاس... واقام داود بناء تذكار عند رجوعه بعدما قتل ثمانية عشر الفاً من
الآراميين في وادي الملح.
( الملوك الثاني 9/ 10-13)
وتابع سليمان (973- 936) خطى والدخ داود، زحكم كما قيل من الفرات الى حدود
مصر، وهنا يبدو ان نفوذ سليمان كان في تلك الاصقاع وان حكمه لم يكن فعلياً.
حاء في اخبار الايام الثاني ( اصحاح 8 عدد 3-8)
"وذهب سليمان الى حماة صوبة 103 وقوي
عليها. وبنى تدمر في البرية.. وبنى بيت حورون.. وبعلت وكل ما احب سليمان ان
يبني في اورشليم ولبنان.. اما جميع الشعب الباقي من الحثيين والاموريين
والفرزيين والحويين واليبوسيين الذين لسوا من اسرائيل، وبينهم الذين بقوا
بعدهم في الارض الذين لم يفنهم بنو اسرائيل جعل سليمان عليهم سخرة الى هذا
اليوم".
وهنا تذكر التوراة شيئاً عن الآراميين في القرن العاشر:
" واقام يهوه خصماً لسليمان هدد الادومي...(الملوك الثالث 11/14) واقام
يهوه خصماً آخر لسليمان رزون بن الياداع وكان هرب من عند سيده هدد عزر ملك
صوبه. فجمع اليه رجالا فصار رئيس غزاة.. فانطلقوا الى دمشق واقاموا بها
وملكوا في دمشق. وكان خصماً لإسرائيل كل ايام سليمان مع شر هدد. وملك على
آرام".
(الملوك الثالث 11/23-25)
من هذا النص يتضح لنا قيام حركة عنصرية آرامية مقاومة الاسرائيل، تجلت في
دمشق بعد ان كانت صوبه، فحلت دمشق القلب من الآراميين وكانت التوراة بعد
ذلك تدعو ملك دمشق " ملك آرام" وبذا نرى ان ملك سليمان في سوريا لم يكن
مرتكزاً ارتكازاً سياسيا قوياً وان نفوذه كان مع ذلك قوياً كما قلنا.
بلغت آرام اوج مجدها حول نهاية القرن 10 اذ بلغ الآراميون بلاد بين النهرين
العليا وباتوا يهددون أشور.
وفي سورية حيث يتنازعون السياده مع الملكة الاسرائيل اصبحوا سادة الموقف
بعد موت الملك سليمان وانقسام اليهود الى مملكة يهذا في الجنوب وعلى رأسها
رجبعام بن سليمان، وعاصمتها اورشليم، ومملكة اسرائيل في الشمال، الخاضعة
للمغتصب ياربعام.
وعلى رأس الآراميين الآن مملكة دمشق.
لفَصٌل الخامِس
آرام ازاء أشور واليهود
وجاء دور اشور على مسرح الدهور، كما يأتي حتما دور كل امة اخشوشنت وتنظمت
وقامت تطالب بمجالها الحيوي على رقعة الارض.
اثور دان الثاني (932- 912) ومن بعده ابنه اداد نيراري الثاني (911-890)
يفتتحان هذا العهد، فالأول يحارب قبائل الشرق وآرامي الشمال الغربي،
والثاني يحمل في كل سنة من 901 الى 896 على آرامي نواحي طور عابدين
وينتهي بأن يضم الى ملكه امارتهم الثلاث وهي الأمارات التيمانية، خورزان
وجيدار (رقمة) ونصيبين 104 وفي سنة
894 يحمل على وادي الخابور با كمله، من منبعه الى مصبه الى الفرات ويخضع
لسلطنه امارات جوزان وسيكان وقطنه وسورو وقبيلة خاديبا وشيخها بر عطار (ابن
عطار).
وفي سنة 885 يفرض ابنه تو كولتي نينورتا الثاني (889- 884) الجزية على بيت
زماني وعاصمتها آمد ( دياربكر) على الفرات الاعلى
105.
ويخلفه اشور ناصر بال الثاني (883- 859) اقسى ملوك اشور، بل اقسى الفتحين
في التاريخ، وهو يجتاح في كل سنة من سنيه الخمس الاولى بلاداً آرامية من
جبال الشمال والشرق، وفي بلاد طور عابدين، وبلاد ما بين النهرين ويسبي ألوف
الرجل، ويحرق ويهدم مئات المدن. ومن حملاته هذه الحملة الاولى في سنة 883
حيث يقمع ثورة بلاد سورو بضراوة، والحملة الثانية في سنة 882 حيث يسبي من
امارة بيت زماني 1500 " احلامو آرامي" 106
بذلك ضمت بلاد بين النهرين الى الامبرطورية الاشورية الناشئة وتنظمت وتقسمت
مقاطعات ودساكر تجبى منها الاموال وتجنيد الجنود.
ومع ذلك فإمارة آدني ما زالت سيدة البلاد الواقعة حول المنحنى الشرقي
للفرات الاعلى 107 ولكن اثور ناصر بل
الثاني هذا يزحف على مليكها احوني ويفرض عليه الجزية وينقل الى مكخ 2400
آرامي ويفتح بذلك طريقه الى الغرب، نحو البحر.
ويثبت هذا الملك الى الغرب فيجتاز الفرات، ويقدم له ملك قرقميش الجزية،
فيدخل سورية الى خطين الواقعة على نهر العاصي الاسفل ويقدم له الجزية من
خطين وبيت اجوشي.
ويصل الى ساحل البحر حيث تقدم له المدن الفينيقية الهدايا النفسية، " ويقطع
الاشوريون اشجار الارز والصنوبر والسرور في حبل لبنان وحمانا ويرسلونها الى
نينوى" 108 ولكن حملته هذه تظل عسكرية
بحتة لا نتيجة لها سوى السلب والنهب والقار الرعب.
مملكة دمشق
وفوق ذلك فمملكة دمشق بعيدة عن كل هذه الاحداث والزحف الاشوري في السمال لا
يهددها الى الآن. كما ان انقسام اليهود يشجعها ويغريها. وها ان ملك يهوذا
يدعو ملك دمشق الآرامي لمحالفته، والملك الدمشقي يعتمد سياسة التوازن، فهو
في الوقت عينه خليف لملك اسرائيل ايضاً. وهو يساعد الواحد على الآخر فيضر
بكليهما ويجر لنفسه الغانم.
ولنستمع الى نص التوراة:
" وكان بين آسا (ملك يهوذا) وبعثا ملك اسرائيل حرب كل ايامهما. وصعد بعثا
ملك اسرائيل على يهوذا وبنى الرامة لكي لا يدع احداً يخرج او يدخل الى آسا
يهوذا. فاخد آسا جميع ما تبقى من الفضة والذهب في خزائن بيت يهوه وخزائن
دار الملك وجعله في ايدي عبيده وارسله الملك آسا الى بنهدد بن طبرمون بن
حزيون ملك آرام الساكن في دمشق وقال:
ان بيني وبينك وبين ابي وابيك عهداً وها انذا مرسل اليك هدية فضة وذهبا
فهلم وانقض عهدك مع بثا ملك اسرائيل فينصرف عني. فأجاب بنهدد الملك آسا
ووجه رؤساء جيوشه الى اسرائيل وضرب عيون ودان وآبل بيت معكة وجميع كناروت
مع كل أرض نفتالي."
(الملوك الثالث 15/16-22)
ملك دمشق هذا بر هدد بالآرامية، وابن هدد بالعبرية، قد وجد ايمه على
عمود اكتشف اخيراً بالقرب من حلب 109
وعلى العمود رسم الاله الفينيقي ملكارت ونقش آرامي بهذه الكلمات: "العمود
الذي اقامه بر هدد بن طبرمون بن جزيون ملك آرامي لمجد سيده ملكارت. نذره له
لأنه استمع الى صوته".
وفي عهد أمري ملك اسرائيل ( 886-875) استمر ضغط دمشق على اسرائيل، فمن نض
التوراة نفهم عرضاً ان ابا ابن هدد الثاني كلن اخذ مدناً من ابي احاب أمري
كما نال الحق في فتح اسواق لدمشق في السامرة:
" فقال له بنهدد، المدن التي اخذها ابي من ابيك
110 اردها عليك وتجعل لك اسواقاً في
دمشق كما فعل ابي في السامرة. فقال وانا اطلقك بهذا العهد وقطع له عهداً
واطلقه".
(ملوك ثالث 20-34)
اذن فأمري بالرغم مما بلغته مملكة اسرائيل في عهد، أرغم على التراجع امام
دمشق في مشادة تتناول في جوهرها امرين: الجليل وشرق الاردن من جهة، ومن جهة
اخرى مطالبة دمشق بأسواق تجارية في ارض اسرائيل.
وفي عهد احاب (875-853) كان النزع اكثر حدة، ففي سنة 857 يدخل ابن هدد
الثاني 111 فلسطين على رأس عسكر جرار
يرافقه "32"ملكا" ومعنى هذا كما يبدو ان محالفة كبرى قامت اذ ذاك بين جميع
الاسر الآرامية المالكة كبيرة وصغيرة، وحاصر المتحالفون السامرة.
وفرض على احاب جزية فقبل، ثم طلب نساءه وبنيه الحسان فقامت الحرب ولكن
الدائرة دارت على الآراميين اذ فاجأهم بنو اسرائيل وهم في راحة ومجالس خمر.
ولم يعدّل الانهزام من موقف ملك دمشق، فهو يعود في السنة التالية:
"فلما كان مدار السنة احصى بنهدد الآراميين وصعد الى أفيق لمحاربة اسرائيل.
وأحصي بنو اسرائيل وتزودوا وساروا للقائهم وتزل بنو اسرائيل مقابلهم كأنهم
قطيعان صغير ان من المعز والآراميون قد ملأوا الاراض.
".. ونزل هؤلاء تجاه هؤلاء سبعة ايام. ولما كان اليوم السابع التحمت الحرب
فقتل بنو اسرائيل من الآراميين مئة الف رجل في يوم واحد. وهرب الباقون الى
افيق. فسقط السور على السبعة والعشرين الف رجل الذين بقوا وهرب بنهدد ودخل
المدينة الى مخدع ضمن مخدع.
" وجاء رجال حاشيته يشدون مسوحاً على متونهم وحبالا على رؤوسهم وقالوا
لآحاب: عبدك بنهدد يقول اتوسل ان تستبقي نفسي. فقال احيّ هو بعد، انما هو
اخي.
" فخرج اليه بنهدد فأصعده على المركبة. فقال له المدن التي اخذها ابي من
ابيك اردها عليك وتجعل لك اسواقاً في دمشق كما فعل ابي في السامرة. فقال
وانا تطلقك بهذا العهد واطلقه".
(الملوك 3ف 20ع 26 وما يليها)
يبدو حلم احاب غريباً في هذا الموقف ازاء عدو خطير كملك دمشق
112 ولكن هناك سبباً هاماً، نعرفه من
تتبع اخبار اشور.
فقد خلف شلمنصر الثالث (859 – 824) اشور ناصر بال الثاني منذ عامين، وهو
يبدو حازماً كوالده، وقريب الشبه به من ضراوته. وهو منذ السنة الثانية
لارتقائه العرش، سنة 858، قد بداً الحرب ضد بيت ادني حيث الملك اخوني ما
زال حاكماً، وهو ينوي اخضاع هذه الامارة اخضاعاً نهائياً ليفتح لنفسه
منفذاً حراً الى سورية الشمالية.
وتشعر الامارات المجاورة بالخطر الداهم فتتحد مع بيت اديني، قبائل جرجم
وشمأل وقرقميش وخطين وقاع وخليلاكو وبيت اجوشي، لكن شلمنصر الثالث يعبر
الفرات الشمالي في منطقة كموّخ وينحدر الى العاصي ومن ثم الى الشواطئ
المتوسط، وينصر على الحلفاء ويلزمهم بالجزية. وفي السنة التالية 857 يعود
الى القتال ويحاصر تل بار سيب عاصمة بيت اديني التي تسقط في السنة التالية
ويبدل شلمنصر اسمها ويجعله كر شلمناشاريد (ميناء شلمنصر) ويحل فيها جالية
اشورية ويشيد قصراً له.
لقد اصبحت بيت ادني مقاطعة اشورية وهلعت قلوب العالم السوري بها فيها بلاد
اسرائيل، وشعر الجميع بالخطر الوشيك.
وها ان البلاد يقع.
ففي سنة 853 يعبر شلمنصر الفرات في تل بار سيب. ولنعد الى الوثائق
113 لنقرأ قصة الفتوح كما نقشها هذا
الملك:
"الجزية من ملوك عبر الفرات اخذت، وهم ملك قرقميش سنجارا، وملك كموخ،
كنداشبي، وملك بيت اجوشي اراماي، وملك مليد
114 للي، وملك بيت جباري، خياني وملك خطين، كلبارودا وملك جرجم،
كلبارودا. وفضة وذهباً ونحاساً والاواني النحاسية. استلمتها في اشور
وتيراصبات، مما وراء الفرات، التي يدعوها الحتيون بيترو. ومن الفرات ذهبت.
ومن حلب اقتربت. خافوا من المعركة وقبلوا قدميّ. فضة وذهباً اخذت جزية.
قدمت ذبيحة الى هدد حلب. من حلب ذهبت.
من مدينتي ايرخولاني حماة اقتربت: أد نو وبرجا. ومقر ارجانا فتحت. جزية
منها، وممتلكاتها، ومقتنيات قصرها حملت. وفي قصورها رميت النار. ومن ارجانا
ذهبت. من كركر اقتربت. مقر كركر هدمت، خربت، حرقت بالنار 1200 عربة 1200
جواد 20000 من جنود ملك دمشق ادد إدري 700 عربة 700 جواد 10000 من جنود
(ملك) حماة إرخولاني 2000 عربة 10000 من جنود اكاب اسرائيل 500 جندي من قاع
1000 من جنود مصرو10 عربات 10000 من عرقا
115 200 من جنود (ملك) ارواد، متينوبعلي 200 من جنود
أسنو 30 عربة 10000 من جنود أدونوبعلي ( ملك) شيانو 1000 جمل من العربي
جندبو (....) 1000 (؟) من جنود بعسه بن رخوبي من جبل آمانا
116.
" هؤلاء الملوك الاثنا عشر اخذهم لمعاونته. وللقتال وقفوا امامي. وبقوة
اشور السامية، السيد (وما) اعطاني مع الاسلحة القوية التي اهداني اياها
نرجال السائر امامي، حاربي ضدهم. ومن كركر الى جلذاو هزمتهم 14000 من
جنودهم رميت. ومثل أدد امطرت عليهم عاصفة، شتتت جثثهم، ملأت السهل من
جيوشهم القوية، بالسلاح اجريت دمهم.."
لقد غالى شلمنصر كثيراً في هذا النصر فهو الواقع لم ينل في موقعة كركر
النصر الذي يدعيه بل كانت الموقعة متأرجحة بين الطرفين. وفوق ذلك لم يفتح
هذا الملك حماة ولا دمشق ولا السامرة، عاصمة اسرائيل.
ابتعد الخطر الاشوري لمدة خمس سنوات، الى سنة 849 وعادت المنازعات بين آرام
واليهود بعد هدنة دامت ثلاث سنوات. وهذا نص التوراة:
"ومضت ثلاث سنين لم تكن فيها حرب بين آرام واسرائيل" ثم قام احاب يطال
برهدد براموت جلعاد 117 وحالف ملك
يهوذا يوشافاط وتوجها الى راموت ودارت رحى المعركة ثم ان رجلا نزع في قوسه
غير متعمد فأصاب ملك اسرائيل بين الدرع والورك، واشتد القتال والملك واقف
بمر كبته مقابل آرام ومات في المساء وكان دم الجرع سائلاً في باطن مركبته.
ونودي الجيش عند الغروب ان لينصرف كل رجل الى مدينته وكل رجل الى ارض. ومات
الملك وادخل السامرة ودفن في السامرة.
وغسلت مركبته في بركة السامرة فلحست الكلاب دمه وغُسل سلاُحه".
الملوك الثالث 22/2-37
ثم لا يلبث شلمنصر ان يعود في السنين 849-848-845 الى الغزو ويزرع طريقه
حرائق ومجازر وسلب ولكن سورية لا تتزحزح عن موقفها الدفاعي.
قد يكوب ملك اسرائيل في ذاك الوقت يهورام (852-842) الخلف الثاني لآحاب
الذي كلن يسالم دمشق ويحاربها، وفد حفظت التوراة قصصاً نتناول تلك البرهة
من تاريخ اسرائيل ولكنها مجموعة من تقاليد تدور حول سيرة النبي اليشاع ولا
تخلو من الاساطير. منها اولا قصة نعمان القائد لجيش ملك آرام (المقصود
دمشق) الذي اصيب بالجذام وتوجه الى السامرة طالباً معجزة من النبي الشهير
(ملوك 4 فصل 5) وفي هذا الفصل ما يدل على قيام صلح بين الدولتين وعلى تبعية
ملك اسرائيل لملك دمشق بينما يفرض مقطع آخر قيام حالة حرب بين الدولتين حيث
يروي كيفية خلاص اليشاع بأعجوبة من جيش يحاصره في دوتان
118 ويقول:
" وكان ملك آرام حينئذ في حرب ضد اسرائيل " (ملوك رابع 6/8-23). والحرب
ايضاً قائمة عندما تروي القصة حصار السامرة وكيف جوّع بنهدد السكان الى ان
انقذهم اليشاع بأعجوبة (ملوك رابع 6/24- و7/4). ثم يبدو ان يهورام تمكن
اخيراً من استرداد رامون جلعاد لوجود نض آخر يذكر كيف دافع عنها هذا الملك
ضد ملك دمشق الجديد (ملوك رابع /9/14).
هذا " الملك الجديد" الذي يذكره نص التوراة هو "حازائيل"
119 الذي يلقبه الاشوريون "ابن لا
احد" في نقش لشلمنصر الثالث. ويعنون بذلك انه مغضب. وترري لنا نصوص التوراة
كيف اعتلى العرش ( ملوك 4ف8ع 14-15) وانص المذكور تابع لقصص اسطورية تتعلق
بالنبي اليشاع ولكنه مع ذلك لا يخلو من الصحة خصوصاً فيما يخص بمصرع
حازائيل:
فانصرف حزائيل عن اليشاع ودخل على سيده (بنهدد) فقال له: ماذا قال لك
اليشاع. فقال قال انك ستعيش. ثم انه في الغد اخذ قطيفة وغمسها بالماء
وبسطها على وجهه فمات وملك حزائيل مكانه".
بلغ شهرة حازائيل مسامع شلمنصر الثالث فقرر ان يضرب ضربته الكبرى. وهذا ما
نقشه 120.
" في السنة الثامنة عشرة من ملكي عبرت الفرات للمرة السادسة عشرة. وارتكن
حازائيل من بلاد دمشق على عديد من جيوشه وعبأها بعدد عظيم. ومن السنّير
القمة المرتفعة بإزاء لبنان 121 جعل
له قلعة. حاربته وغلبته. ستة آلاف من محاربيه صرعت بالسلاح. على 1121 من
مركباته و 470 من خيله وعلى معسكره استوليت. لينقذ حياته ولى ّ هاربا.
طاردته. وفي دمشق مدينة اقامته حصرته. حدائقه قطعت، جبال حوران بلت في
سيري. مدناً له لا عدد لها هدمت وخربت واحرقت. ومنها اسلاباً ضخمة حملت.
"جبل بعلراس 122 الرأس بلغت.
" وصورة ملكية لي وضعت.
" ووصلت اليّ الجزية من الصوريين والصيدونيين ومن ياهو (ملك) بيت عمري"
وفي السنة 838 حمل شلمنصر مرة اخرى على حازائيل وذكر في نقش له:
" في السنة الاحدى والعشرين لملكي عبرت الفرات للمرة الاحدى والعشرين. وعلى
مدن حازائيل دمشق زحفت. اربعاً من مدنه فتحت. جزية من الصوريين والصيدونيين
والجبيليين استلمت" 123.
لا شك ان الضربات التي تلقاها حزائيل كانت شديدة ولكن شلمنصر لم يفتح
عاصمته دمشق ولا عاد الى محاربته الى انتهاء عهده. وحزائيل يجدد قواه هذه
الفترة ثم يهجم على اسرائيل:
" وفي تلك الايام ابتدأ يهوه يقتطع مع اسرائيل فضربهم حزائيل في جميع تخوم
اسرائيل. من الاردن جهة شرق الشمس ضرب جميع ارض جلعاد مع الجاديين
والرأوبينيين والمسنّيين من عروعير التي على وادي ارنون وجلعاد وباشان".
(ملوك رابع 10/32-33)
لقد فتح حزائيل الاردن ها هو يجتاح فلسطين، ويفتح مقاطعة جتّ في بلاد
الفلسطينيين ويهدد اورشليم:
" حينئذ صعد حزائيل ملك آرام فقاتل جتّ واخذها ثم حول حزائيل وجهه ليصعد
الى اورشليم. فاخذ يوآش ملك يهوذا جميع الاقداس التي قدسها يوشافاط ويورام
وأحزيا اباؤه ملوك يهوذا واقداسه وكل الذهب الموجود في خزائن بيت يهوه وبيت
الملك وارسلها الى حزائيل ملك آرام فانصرف عن أورشليم."
(الملوك الرابع 12/17-18)
وتسكت التوراة عن مصاب اليهود في مملكتي يهوذا واسرائيل انما تذكر عهد
يوآخاز الذي خلف ياهو في سنة 81ذ4:
" وكان لم يبق ليوآخاز سوى خمسين فارساً وعشر مراكب وعشرة آلاف راجل لان
ملك آرام ابادهم وجعلهم مثل التراب الذي يوطأ.
(الملوك الرابع 13/17)
ا
الفَصٌل السَادس
التطاحن الآرامي
ضعف اشور:
بلع حزائيل درجة عالية من القوة 124
في فترة انشغال شلمنصر في نواح اخرى وحروبه في الشمال ( زاجروس و نايري
واورارنو التي يسميها التوراة ارارت) وفي الغرب ( قيليقيا 839 و 834 و 932)
وبلاد تابال شمال جبال طورس، وحربه ضد ملك سليد ( 836 و 836).
وفي سنة 828 يأتي الضعف من الداخل ايضاً اذ يقوم ابن شلمنصر بثورة وتشتعل
حرب اهلية بينه وبين اخيه سمسي اداد الذي ينتصر في النهاية، بعد موت الاب
بسنوات ثلاث اي في السنة 821، ويستمر في حروب ضد انايري والميديين وبابل،
ويقوم بعد موته في سنة 810 ابنه الطفل اداد نيراري الثالث بوصاية امه
شامورامات التي دعاها هيرودوتس سميراميس وقد حاربت المانيين (809 و 807 و
806) وقمعت ثورة جوزانا على الخابور في سنة 808.
وهكذا توارت اشور عن مسرح العالم السوري طيلة عشرين عاماً.
تناحر الآراميين:
في هذه السنين العرين حيث تنكمش اشور وراء الفرات، يغتنم العالم السوري
الفرصة ليطلق لاهوائه العنان.
شمأل
رأينا خياني الآرامي يؤدي الجزية لشلمنصر الثالث. وكانت مملكته قائمة منذ
القرن العاشر وقد اعتلى عرشها " جبار" مؤسس الاسرة الآرامية ثم "باماه" ثم
خياني. وبعد خياني ملك ابنه شائيل ثم ولد آخر يدعى كيلامو عثر المحققون على
نقشين له اولها آرامي على قراب صغير من الذهب لصولجان ملكي، والنقس مكتوب
بالحروف الفينيقية. وقد رسمنا الحروف الفينيقية في الوسط وعربناها في
العمود الاول وترجمناها في العمود الثالث 125.
ملاحظات:
بر الآرامية هي ابن في العبرية والعربية.
ركب ايل يعتبر من صفات إيل في الادب الكنعاني ( راكب السحاب).
وفي التوراة نقلاً عن الكنعانيين يكنون بهذا عن يهوه.
يتنله يعطي له، يطني وينطي ويستعملها البدو في عصر نابمعنى يعطي حي في
الآرامية السريانية: حايو وحايه، بمعنى الحياة.
وهناك نقش آخر للملك كيلامو وجد في قصره الملكة، وهو بالحرف الفينيقي ايضاً
126 وترجمته:
" كيلامو بن حي
جبار ملك ياؤدي
لم يصنع شيئاً
ثم كان اخي شائيل
ولم يصنع شيئاً
وانا كيلامو بن تمة (اسم امه) ما عملت
لم يعمله الأولون
كان بيت ابي محاطاً بملوك اقوياء
ولكني كنت في ايدي (هؤلاء) الملوك كالنار الحارقة اللحية وكلنار الحارقة
اليد
وقويا فوقي كان ملك الدانونيين
ولكني استأجرت ضده ملك اشور
واعاد امرأة فتية مقابل خروف
ورجلا مقابل رداء
ونقش آخر:
انا كيلامو بن حي
جلست على عرش والدي
ازاء الملوك السابقين
وكان المشكب ( المساكين) يحومون مثل الكلاب ( الجائعة)
ولكنني كنت لهذا اباً
وكنت لذاك اماً
لهذا الآخر اخاً!
ومن لم يكن رأى رأس خروف
جعلتع مالكا قطيعاً من ضغار البهم
ومن لم يكن راى رأس ثور
جعلته مالكا قطيعاً من كبار البهم
ومالكا فضة
ومالكا ذهباً
ومن لم يكن رأى قميصاً منذ شبابه
في عهدي كسُي
وانا امسكت المشكب باليد
وهم يفعل اليتيم بازاء امه
واذا اعتلى العرش ولد لي بعدي
والحق بهذا النقش ضرراً
فلينقطع عن احترام البعرير ( النبلاء)
ولينقطع البعرير عن احترام المشكب
واذا حطم احد هذا النقش
ليحطم رأسه بعل صميد اله جبار
وليحطم رأسه بعل خامان اله باماء
وركب ايل اله البيت (المالك)"
ونلاحظ في النقش الاول قول صاحبه: " استأجرت ملك اشور" وهي ان دلّت على شيئ
فهي على الاقل تنبئنا عن صعف اشور الذي وصفنا. وقد رأينا ان شلمنصر الثالث
حارب مرات في قيليقية في سني 839 و 834 و 832.
ثم يترتب علينا ان نشرح كلمتي مشكب وبعرير وقد رأى فيها العالم دوبون سومير
طبقتي الفلاحين والنبلاء لا سيما وان بعري في الآرامية تعني الضاري وقد
يكون المعنى تحول ( كما يتحول مؤدى الكلمات مع الزمان) واصبح يعنى النبيل
المعتز بنفسه.
وعلى كل فالنقش ينبيئ بعهد رخاء ورحمة. الملوك الاقوياء المحيطون بكيلامو
احاطة مباشرة هم في الشرق ملك بيت اجوشي وفي الجنوب ملك خطين (العمق) وفي
الغرب ملك قيليقية. هؤلاء يقلقون مطامع الملك الجديد ولكنه ينصر عليهم.
اما ملك الدانونيين المذكور في النقش بعير تسمسة فقد كشف عن اسمه نقش
فينيقي وجد اخيراً في قره طب في قيليقية الشرقية وهو من القرن الثامن
127 واسم صاحب النقش ازيتوادا (
المالك على سهل اطنه".
زكير ملك حماة
انار نقش كيلامو كهف الماضي الدفين، فأظهر لنا لمحة من تاريخ شمأل زحالها.
وهناك دولة آرؤامية ىخرى عرفناها من نقش زكير ملك حماة ولآش (البلاد
الواقعة بين حماة و حلب).
ومرة اخرى تتكرر المآشي التي شهدناها في جميع الانحاء الآرامية، ومرة اخرى
نرى التناحر الأخوي بين امارات آرام.
نقش عمود زكير 128 محرر بالآرامية،
وقد وُجد في افيس التي تبعد 40 كيلو ميراً عن حلب في الجنوب الغربي،
والعمود الآن في متحف اللوفر.
في اعلى العمود رسم غير ظاهر تحته نقش آرامي هذه سطوره الاولى:
>> العمود الذي وضعه زكير ملك حماة ولآش لمجد ايلو، وير...
انا زكير ملك حماة ولآش. انا رجل وضيع.
وكن بعلشماين 129 التفت اليّ ( هذا
غير واضح).
وبعلشماين ملكني حذرق..
وبرهدد بن حزلئيل ملك آرام جمع عليّ 16 ( غير واضح) ملكا
وبرهدد وجيشه
وبرجوش وجيشه
و (ملك) القاع وجيشه
ومك العمق وجيشه
وملك جرجم وجيشه
وملك سمأل ( شه)
وملك مليز (وجيد)ش (ه)
(وملك... وجيشه
وملك ...وجيشه)
وسبعة ( ملوك آخرين) هم وجيوشهم وجميع هؤلاء الملوك حاصروا حذرق واقاموا
سوراً أعلى من سور حذرق وحفروا خندقاً اعمق من خندقها وحينذاك رفعت يديّ
الى بعلشماين و بعلشماين استجابني
(و) بعلشماين (كلم) ني بلسان الانبياء
(و) بعلشماين ( قال لي) لا تخف لاني انا جعلتك تمـ (لك) (وانا الذي اقـ (ف)
معك وانا انقذك من جميع هؤلاء الملوك الذين اقاموا الحصار عليط<<..
اما باقي النقش فقد أتلف في مواضيع كثيرة مما بقي منه انه يذكر بناء
التحصينات والمعابد والمدن في منطقة حذرق وفي النهاية يستنزل لعنة السماء،
كما هي العادة، على من يتلف او يزيل العمود.
ويبدو من نض النقش
1)
ان زكير كان مغتصباً للعرش مثل جزائيل في دمشق وياهو في اسرائيل بدليل عدم
ذكر نسبة، وقوله انه > رجل وضيع<
2)
قلنا في الحاشية ان لآش منطقة تقع بين حلب وحماة، ونضيف انها ذكرت في رسائل
تل العمارنة باسم نخاشّه وكذلك في آثار بوغازكوي. كما كانت حذرق عاصمتها
على ما يظهر وقد ذكرتها النقوش المسمارية باسم خاتاركا كما ذكرتها التوراة
باسم حدراك: >> كلمة يهوه في ارض حدلااك ودمشق<< (زكريا 9/1). ولا بد انها
كانت بالقرب من افيس من كل هذا نستنج ان توسع زكير نحو الشمال اقلق الدول
السورية وهدد التوازن الآرامي فقام حلف يناهضه بزعامة > ملك آرام< اي ملك
دمشق وهو اذ ذاك >> برهدد بن حزائيل<< المذكور في التوراة. اما موت جزائيل
فغير معروف لكن الثابت ان ابنه ملك في عهد يواخاز ملك اسرائيل (814- 798)
وانه كان ملكاً ايصاً في عهد يواش ابن يواخار (798- 783).
اما بيت اجوشي فعاصمتها ارباد كما قلنا دولة متاخمة لملكة لآش من الشمال.
وكاي (او القاع) هي قيليقية ومليذ (مليد بالاشورية) والآن ملطية هي البلاد
الواقعة في قيليقية وشمال سوريا.
الفَصٌل السَابع
نهاية آرام في سوريا
ماري هدد
بلغ ابن سميراميس اشده وعاد الى سيرة اجداده مع آرام. ففي سنة 805 حارب
ارباد ( الان ارفاد) علصمة بيت اجوشي وفي سنة 802 سار >>نحو البحر<< ونقش
131:
>> من شاطيئ الفرات اخضعت تحت قدميّ بلاد الخطي ( سوريا الشمالية) عامورّو
وكل مساحنها (سوريا الوسطى) وصور وصيدا، وأمري (اسرائيل) وأدوم وفلسطين
وبلغت البحر الكبير ( المتوسط).
ضرائب وجزية فرضت على الجميع.
نحو بلاد دمشق زحفت. ملك دمشق
ماري
132
قي في دمشق مركز ملكه حبست. الخوف من بهاء سيدي اشور صرعه فقبل قدمىّ
وخضع... اقمشة ملونة، وانسجة من كتان، واسرّه من العاج، ومناضد من العاج
ملبسة (ذهباً) ومرصعة، كنوزه، مقتنياتة، بمقادير عظيمة في دمشق مدينته
الملكية تسلمت<<.
بر ههد
بعد اندحار ملك دمشق يوآش ينتقم مما صنعه ملكا آرام، جزائيل وابنه برهدد
الثاني، وحارب ثلاث مرات واستخلص من برهدد المدن والاراضي الآسرائيلية:
>> ثم مات جزائيل ملك آرام وملك بنهدد لبنه مكانه. فعاد يوآش بن يوآخاز
واخذ من يد بنهدد بن حزائيل المدن التي كان اخذها من يد يوآخاز ابيه في
الحرب. ضربه يوآش ثلاث مرات واسترد مدن اسرائيل<<.
الملوك الرابع 13/ 24و25
ياربعام الاسرائيلي ( 783-743)
واستأنف القتال بعد ذلك ياربعام، وكان عهده عهد قوة وانتصار:
>> وهو الذي رد تخوم اسرائيل من مدخل حماة
133
الى عبر الغور
134
لان يهوه رأى صيق اسرائيل شديداً جداً ولم يكن لهم محجوز ولا مطلق وليس
لاسرائيل مغيث. ويهوه لم يتكلم بمحو اسم اسرائيل من تحت السماء فخلصهم على
يد ياربعام بن يوآش.
وبقية اخبار ياربعام وكل ما صنع، وبأسه، وقتاله واسترجاعه لاسرائي دمشق
وحماة التي ليهوذا مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل. واضطجع
ياربعام مع آبائه مع ملوك اسرائيل وملك زكريا ابنه مكانه<<.
الملوك الرابع 14/ 25-29
رد ياربعام الثاني اذن لاسرائيل من الشمال الى الجنوب جميع الاراضي التي
سلختها دمشق وبنوع اخص شرق الاردن.
انتهت الحروب بعد قرون بني آرام واسرائيل، ولكن ذكرى الفجائع التي انتابت
اسرائيل في العهد الآرامي لم تكن لتنسى، وهي تتجسم في قول عاموش في عهد
ياربعام باسلوب التنبؤ بما ينمّ عن حقد المتأجج. وما كانت التنبؤات في
الغالب سوى ما نسميه الآن شعراً وغناء او بالاحرى من الاغاني الشعرية تذكر
احياناً الماضي باسلوب المستقبل:
>> هكذا قال يهوه
>> اني لاجل معاصي دمشق الثلاث والاربع
>> لا ارد احكلمي
>> لانهم داسوا جلعلد ينوارج من حديد
>> فأرسل ناراً على بيت جزائيل
>> تأكل قصور بنهدد
>> واكسر مزلاج دمشق
>> واستأصل الساكن بقعة آون
135
>> واقابض على الصولجان من بيت عدن
136
>> ويذهب شعب آرام الى الجلاء الى قير
137
عاموس 1/ 3-5
بنامو ملك شمأل
انقضى عهد شلمنصر الرابع (782- 772) واشوردان (772-754) في حروب حول بحيرة
وان، وعثر حظ اشور في عهد اشوردان من جراء الخطر الآتي من السمال والثورات
الداخلية. ومع ذلك اضطر اشوردان ان يحافظ على موقع خاتاركه الحصين الذي
يتحكم في المعبر المؤدي الى العاصي فارسل حملتين في سنتي 765و 755.
في هذه الفتر ظلت ممالك دمشق وحماة وشمأل بعيدة عن متناول يد الاشوريين.
وها ان نقشاً يثبت استقلال بانامو بن قرل وعزة ملكه:
>> انا بانامو بن قرل ملك يعدي
الذي اقمت هذا التمثال لهدد في عهدي
ليسندني هدد وايل وركوب ايل وشاماش
وهدد وايل وركوب ايل وشاماش اعطوني في يدي صولجان...
ورشف سندني
ومهما اخذت بيدي ومهما اطلب من الآلهة يعطونني
و .. ارض شعير
ارض قمح وراض ثوه وارض...
الارض والكروم
................................
وفي ايامي يعدي أكل وشرب
...........................
وهدد وايل وركوب ايل وشاماش ورشف
اعطوا بكثرة العظمة لي والامان معي
..............................................
واي من ابنائي يمسك بالحولجان ويجلس على كرسي
... يجب ان يقول فلتأ كل نفس بانامو ملك مع هدد
وتشرب معه..
وابني .. يقول: فلتأ كل نفس بانامو مع هدد<<
138
وهكذا تسير الحياة في شمأل بعز ورخاء: الشعير والقمح ينبتان بخصب والكروم
تزدهر وامدن تبنى.
اما في اشور فعهد اشور نيراري الخامس (754-745) خليفة اشوردان عهد يزداد
فيه التقهقر. ومع ذلك فهذا الملك يبدأ بحملة ناجحة على مملكة ارباد تنتهي
باخضاع مليطها ماتيئال وارغامه على محالفته.وقد حفظ نض الحلف على لوحة
بالخط المسماري 139 وفيه تعهد ملك
ارباد بوصع قواته العسكرية في خدمة ملك اشور:
>> اذا جيش اشور بأمر اشور نيراري ملك اشو دخل في حرب مع اعدائه دون ان
يزحف ماتا ايلو مع كبراء دولته وقواته ومركباته بقلب عامر، فليلفّ سين
السيد الاعظيم الذي يعلوو عرش حرّان ماتا ايلو وابناءه وعظماء مملكته وسكان
بلاده بثوب من الجذام، وليتشردوا في الحقول، وليعاملهم بدون رحمة<<. وتلي
ذلك لعنات رهيبة ضد ارباد ان هو حنث بقسمه.
الحلف الآرامي
بات هذا الحلف حبراً على ورق ولم يلبث ملك ارباد ان اهمله بل هو عقد معاهدة
مع برجعية ملك كتك.
ويبدو ان هناك حركة عامت قامت ضد اشور مركزها اولااتو حيث الملك سردور
الثاني مستمر في محاربة اشور وفي اقتطاع البلاد ومنه مليد ( ملطيه) وكموّخ
الواقعتين في الغرب وحوض اراكس في الشمال. وقد نشر الاب رونزفال اليسوعي نص
المعاهدة المذكورة
140
وهي تنتهي بمراسم سحرية:
>> عهود بين برجعية ملك كتك وماتيئال وبين احفاد برجعية وسليلة ماتيئال
وبين كتك وارباد وبين اهالي كتك واهالي ارباد وبينه وبين حلفائه وآرام كلها
وبني جوش ( اجوشي ) وموصري وبين ابنائه الذين يقومون بعده ومع آرام الاعلى
والاسفل.
>>... واذا ماتيئال خان العهد وحنث باليمين فلتصبح مملكته مملكة من
الرمل... كما يذوب هذا الشمع بالنار هكذا فلتحترق ارباد... ويزرع فيها
النطرون والملح زالزوان... كما يذوب هذا الشمع في النار هكذا فليحترق
ماتيئال في النار... كما يعمى هذا الرجل المصنوع من الشمع فليعُمى ماتيئال
وكما تتقطع لحوم هذا العجل فليتقطع ماتيئال<<.
يبدو ان الحلف الموجه ضد اشور امتد في الجنوب الى البقاع وعلى ذلك فمن
الطبيعي والحالة هذه انه شمل حماة. اما دمشق وهي مثل ارباد وحماة احدى
العواصم الآرامية الكبرى فلم يمن دورها فعالا، اما لبعدها عن الخطر او بسبب
الضعف الذي انتهابها من جراء الحروب السابقة.
ارباد
مقاطعة اشورية
كان شؤماً على آرام ان تقوم شورة في اشور على اشور نيراري الخامس
وترفع الى العرش تجلت فلصر الثالث 745، الملك الشديد الذي اعاد الى اشور
سلطتها وجدد قواها. ففي سنة 743 يحمل هذا الملك على اورارتو وعلى الحلفاء
الآراميين ماتيئال ملك ارباد وسالومال ملك مليد ( ملطيه) وترخولارا ملك
جرجم وكوشتاسبي ملك كموش. وتدور المعركة بين مدينتي خلبي و يستان ( الآن
خلفاتي وخستان) في نواحي سميساط وينهزم سردور ويتوجه ملك اشور الى ارباد
مركز المقاومة ويحاصرها فلا تسقط الا بعد سنوات ثلاث في سنة 740 وتصبح
المملكة مقاطعة اشورية.
والى ارباد يحضر ملوك دمشق وصور وكموخ وقاع وقرقميش وجرجم لاداء الجزية
للفاتح.
محالفة آرامية جديدة
ويواصل الآراميون النضال ويتزعم الحلفاء من يدعى ازرياو اليعودي
141 الذي استولى على عرش شمأل حوالى
سنة 739 على ما يبدو وازال ابن بانامو الذي رفض ان يقاوم اشور فقتله ازرياو
"مع سبين من اخوته" كما يدل نقش وجد في زنجرلي:
>>اقام هذا التمثال بر ركوب لأبيه بانامو بن برصور ملك يعدي
... قامت مؤامرة في بيت ابي والاله هدد قام..
وقتل والده برصور وسبعين من حاشية والده.
وملأ السجون وجعل المدن الخربة اكثر عدداً من العامرة..
... وملك اشور جعله ملكا على بيت ابيه...
واعطى الحرية للمسجونين من اهل يعدي ( الذين سجنهم ازرياو)
لقد شابه ازرياو ياهو اليهودي كلاهما مغتصب وكلاهما اهلك اسرة مالكة
بأكمها، ومع ذلك فلم يكتب النصر لهذا الوطي اذ زحف تجلت فلصر في سنة 738
على كىني ( في التوراة كلنو) عاصمة العمق وفتحها وضم مملكة شمأل الى
مقاطعاته ثم حمل على ازرياو والامراء المحالفين له، واستولى على مدن كثيرة
في الشاطئ الفينيقي الشمالي وفي منطقة حماة كما سقطت ختركا
142 وعُلب ازرياو وقتل واقام ملك اشور
على العرش بانامو الثاني احد ابنا برصور الذي كان نجا من مجزرة ازرياو وسجل
تجلت فلصر انتصاره 143
>>كوشتاشبي من كموش
راسسنو (رصين) من دمشق
منيحيم ( مناحم) من السامرة
خيرمو ( حيرام) من صور
سبتيسبعلي ( شافاطبعل ) من بيسلبوس
اوركي من قاع
بيزيريس من قرقميش
انيال من حماة
بانامو من شمأل
ترخولارا من جرجم
سالومال من مليد ( ملطيه)
دادي ايلو من كسك
ملوك تابال وتونا وتوخان وإشيندا وخوبشنا في نواحي جبال طوروس وملكة
العرب...<<
وهكذا امتد نفوذ تجلت فلصر بعد حرب السنة 738 من قبادوقيه وقيليقيه الى صور
والسامره ودمشق.
دمشق والسامرة
ورأى تجلت فلصر ان يضرب دمشق واسرائيل. وهذا ما ترويه الوثائق التي جمتها
جامعة شيكاغو 144:
في سنة 734 توجه تجلت فلصر الى فلسطين، واخضع في طريقه ختركة ومدنا كثيرة
في الشاطئ الفينيقي منها بيبلوس وسيميرا وعرقه، ثم فتح آبل اكا
145 شمال ارض اسرائيل ثم استولى على
غزه ونهبها.
وهنا ساء مركز يهوذا واسرائيل وملك دمشق. وكان ملك يهذا آحاز على وشط
الخضوع. اما فاقح ملك اسرائيل وملك دمشق رصين فقد استعدا للحرب وطلبا
مساعدة آحاز ولما رفض اخذا أورشليم وطرده منها واقامة الآرامي ابن تابل
مكانه وخاف آحاز ولكن اشعيا نسيبه طمـنه. وهذا نص التوراة:
>> وفي ايام آحاز بين يوتام بن عزيا ملك يهوذا صعد رصين ملك آرام وفاقح بن
رمليا ملك اسرائيل الى اورشليم لمحاربتها فلم يقدرا ان يقهراها.
وأخبر بيت داود وقيل لن آرام قد حلوا بافرائيم فاضطرب قلبه وقلب شعبه
اضطراب شجر الغاب تلقلء الريح.
>> فقل يهوه لاشعيا اخرج لاستقبال آحاز انت وشأر ياشوب ابنك الى آخر قناة
البركة العليا في طريق حقل القصار. وقل له تنبه، كن في دعة ولا تخف ولا
يضعف قلبك من ذ نبي هاتين الشعلتين المدخنتين في اضطرام غضب رصين ملك آرام
وابن رمليا. فان آرام وافرائيم وابن رمليا قد تآمروا عليك بالسؤ قائلين.
لنصعد على يهوذا ونضغطها ونمزقها بيننا ونملك عليها ابن طابئيل. لكن هذا
قال السيد يهوه: لا يقوم الامر ولا يكون. لان دمشق تكون رأس آرام ورصين
يكون رأس دمشق. بعد خمس وستين سنة يحطم افرائيم فلا يبقى شعباً. هكذا تكون
السامرة راس افرائيم وابن رمليا رأس السامرة. وانتم ان لم تصدقوا فلن
تثبتوا<<
اشعيا 7/1-9
وبات آحاز مع ذلك في وجل فارسل الى تجلات فلصر كل ما ملكه من ذهب وفضة:
>> ووجه آحاز رسلا الى تجلت فلصر ملك اشور قائلا انا عبدك وابنك فاصعد
وخلصني من يد ملك آرام ويد ملك اسرائيل القائمين. واخذ آحاز ما وجد من
الفضة والذهب في بيت يهوه وخزائن بيت الملك وارسل الى اشور هدية<<.
(الملوك الرابع 15/29-30)
وجاء تجلت فلصر ملك اشور واخذ عيون وآبل بيت معكة ويانوح
146 وقادش وحاصور وجلعاد والجليل
وجميع ارض نفتالى وجلاهم الى اشور وحالف هوشع بن إيلة
147 على بن رمليا وضربه وقتله وملك
مكانه<<.
(الملوك الرابع 15/29-30)
سقوط دمشق
باتت دمشق وحيدة بلا حليف، ووجه تجلت فلصر كل قواه عليها في سنتي 733و 732
ضرب ضربته الاولى في موقعة هرب على اثرها رصين " ولمن ينقذ حياته لجأ
وحيداً كالجرذون خلف ابواب مدينته" وبعد ان قتل تجلت فلصر رجال حاشيته على
الخازوق امام الجمهور، جال في البلاد وقطع الاشجار والحدائق واخذ حدره
148 وبلاداً كثيرة، وخرب " كالعاصفة"
الى ان سقطت دمشق في سنة 732 واجلى سكانها وقتل رصين. وفي التوراة ذلك تقول
التوراة:
" وصعد ملك اشور الى دمشق فأخذها وسباها الى قير وقتل رصين"
(الملوك الرابع 16/9)
وهكذا سقطت مملكة دمشق وسطت الامارات التابعة لها والحقها تجلت فلصر جميعها
بإمبراطوريه كما اخضع العرب وملكتهم سمسي واوصل حدوده الى جنوب فلسطين.
وبعد ذلك حمل الخراب الى قلب يهوذا كما قال اشعيا ايضاً:
>> دنوت من البنيه فحملت وولدت ابنا فقال لي يهوه ادع اسمه أسرع الى السلب،
بادر الى النهب. فانه قبل ان يعرف الصبي ان ينادي يا ابت ويا امي تحمل ثروة
دمشق وسلب السامرة الى امام ملك اشور<<.
>> وعاد يهوه يكلمني قائلاً:
>> اذ قد رذل هذا الشعب ( يهوذا) مياه سلوام ( قناة الشرب الى اورشليم)
الجارية بسكون وفرح برصين وابن رمليا. فلذلك ها ان يهوه يعلي عليهم مياه
النهر العظيمة الغزيرة ( الفرات) ملك اشور وجميع عزته فيعلو على جميع
جداوله ويطفو على كل شطوطه. ويندريء على يهوذا ويطفح ويعبر ويبلغ الى
العنق. وبسط جناحه يملأ سعة ارضك يا عمانوئيل<<.
اشعيا 8/3-8
شلمنصر الخامس (727- 722)
يبدو ان شمأل ثارت في وجه خليفة تجلت فلصر هذا فحرقت والحقت بالإمبراطورية،
فقد خلت النقوش الاشورية من اسمها فيما بعد وظهرت من الحفريات آثار الحرائق
ولا بد ان ذلك جاء على اثر ثورة.
نهاية اسرائيل
وفي اسرائيل قامت ايضاً ثورة لما رفض هوشع اداء الجزية في 724، وهوشع رجل
اشور وصنيعتها كما رأينا، ولكن مصر شجعته على العصيان لخوفها من خطر التقدم
الاشوري. وجاء شلمنصر وحاصر السامرة التي صمدت ثلاث سنوات ولم تسقط الا بعد
وفاة شلمنصر واعتلاء سرجون العرش.
>> ملك هوشع بن إيلة بالسامرة على اسرائيل تسع سنين. وعمل في عيني يهوه
ولكن لا كملوك اسرائيل الذين كانوا قبله. وصعد شلمنصر ملك اشور فكان هوشع
عبداً له وكان يؤدي اليه الجزية. وعلم ملك اشور ان هوشع محالف عليه وقد وجه
رسلاً الى ملك مصر ولم يؤد الجزية الى ملك اشور كما كان يفعل كل سنة فقبض
عليه ملك اشور وارسله مكتوفاً الى السجن وصعد ملك اشور على الارض كلها وصعد
الى السامرة وحاصرها ثلاث سنين<<.
سرجون (722- 705>> وفي السنة السابعة لهوشع اخذ ملك اشور السامرة واجلى
اسرائيل الى اشور واسكنهم في حلاح وعلى خابور نهر جوزان وفي مدائن ماداي<<.
(الملوك الرابع 17/1-6)
(الملوك الرابع 18/9-11)
وفي هذا يقول سرجون في نقش 149.
>> حاصرت مدينة السامرة وفتحتها و 27290 نفساً كانوا يقطنونها اجليتهم.
خمسين مركبة اخذت من بينهم وتركت الآخرين يأخذون نصيبهم. قوادي اقمتهم
عليهم. وفرصة عليهم الجزية التي كانت من قبل<<.
ثورة عامة
نهاية حماة وغزه حليفتي مصر
وكان ملك حماة اذ ذاك ياوبدي المسمى ايضاً ايلو بعدى، وكان متحفظاً بعرشه
مؤديا الجزية. وكانت مصر تلح عليه بمحالفتها بعد ان حملت خانون ملك غزة على
عقد محالفة معها.
وحمل ملك حماة معه في الثورة ضد اشور، ارفاد وسيميسا في فينيقية ودمشق
والسامرة 150 وهذه العواصم حينئذ محكومة بحكام اشوريين ولكن شعوبها من
آراميين وفينيقيين واسرائيليين غير قابلين بحكم اشور.
وكان ياوبعدي قد جهز جيشاً قوياً فاسرع سرجون وسلك طريق سلفه شلمنصر الثالث
في حملته سنة 853 ولاقى الثائرين في كركر على العاصي وهي اذ ذاك موقع حربي
في غابة الأهمية في وسط سوريا.
وهاك ما نقشه سرجون عن انتصاره 151
" في كركر مدينته المختارة حاصرته هو وجنوده وفتحتها
كركر حرقت. وهو سلخت جلده.
في مدنه قتلت الثوار وفرضت عليهم الصلح
2000 مركبة و 600 من الخيل اخذت"
وفي نقش آخر يضيف 152 انه بعد انتصاره
على حماة اجلى عدداً كبيراً من الاسرى واسكن 6300 اشوري في المدينة واقام
عليها حاكما اشوريا. ثم اسرع الى الجنوب لملاقاة جيوش مصر وكسرها كسرة
شنيعة في رافيا ( رفح) على حدود فلسطين ومصر فهرب القائد المصري وأسر خانون
واخذه الى اشور153".
بهين الانتصارين في كركر ورفح ثبتت اشور على سوريا وفلسطين.
سقوط قرقميش
احتفظت قرقميش باستقلالها الى سنة 717 تحت حكم ملوكها الحثيين وفي هذه
السنة سقطت بدورها والحقت بإمبراطورية اشور. وصح في سرجون ما وضعه اشعيا
على لسانه:
>> اليس امرائي ملوكاً اليس كلنو مثل قرقميش، وحماة مثل أرفد والسامرة مثل
دمشق؟ كما صنعت بالسامرة واصنامها افلا صنع باورشليم واوثانها؟.
"اني بقوة يدي علت، وبحكمتي، لأني بصير.
فنقلت تخوم الشعوب ونهبت ذخائرهم وانزلت الجالسين على العروش كما يفعل ذو
بطش.
وقد اصابت يدي ثروة الشعوب كعش وكمن يجمع البيض المهمل جمعت الارض باسرها
ولم يكن من يحرك جناحاً ويفتح فماً".
اشعيا 10/8-9-13-14
وصح في اشور وبابل قول اشعيا وارميا على لسان يهوه:
"اشور عصا غضبي " 10/5
"وبابل مطرقة الارض" ارميا 50/23
الفَصٌل الثَامِن
نهاية آرام في بابل
دولة الكلديين والآراميين في بابل
انتهى تاريخ الآراميين في بلاد ما بين النهرين وفي سورية ولكنه وقد بدأ في
بابل منذ القرن الحادي عشر كما رأينا، واستمر الى القرن التاسع حيث رأيناهم
يزحفون نحو الشرق بعد المقاومة التي لقوها من ملوك اشور منذ عهد اشوردان
الثاني، الى ان استقرت موجاتهم في البراري المتدة شرق دجلة على حدود بابل
وعيلام. وفي هذه المنطقة دعاهم الاشوريون " الاموريين" وحاربهم سمسي اداد
الخامس في سنة 823 وهم في حلف مع ملك بابل والكلديين والعيلاميين والنمريين
154.
وفي القن الثامن نجد لهم ذكراً في حروب شلمنصر الخامس (782- 772) ونقرأ في
نقوشه 155 اسماء قبائلهم في بابل :
"اتوع وربوع وخاريل ولبدد ثم يذكر تجلت فلصر الثالث قبل ان يرقى الى الملك
انه في سنة 729 شتت واجلى الآراميين الذين يملأون بلاد بين النهرين
السلفلى، ويعدد 35 قبيلة، منها الكلدية، ومنها الآرامية وبنوع خاص الاطوع
والربوع والخاريل ثم يقول: 156
" شعب آرام باكمله على صفاف دجلة والفرات وسوراب نهر أمنو الآن كرخا قرب
الخليج العربي ( الفارسي سابقاً) في بلاد البحر ( البلاد البحرية)
اخضعت:
قتلتهم وحملت اسلابهم
شعب آرام باكمله، كل ما هو منه
ضربتهم الى حدود اشور
واقمت قوادي حكاماً عليهم".
وهو يذكر بنوع خاص قبائل بوكود ولبدد 157
والاولى من اكبر القبائل وهما مذكورتان مرتين في التوراة. وفي التلمود ذكر
لنهر بوكود.
وفي نقش آخر لتجلت فلصر الثالث ذكر حملته على ( الاحلامو) وراء نهر الزاب158
والاخلامو كما رأينا آراميون من البدو، وهم اذن قد انتشروا بعيداً على صفة
دجلة اليسرى.
ولنعد الى سرجون (722-705) الذي رأينا في حملاته نحو الغرب، والذي نراه هنا
منذ بدء حكمه يشير الحرب على بابل حيث يحكم المغتصب مروداخ بلادان شيخ
القبيلة الكلدية القوية بيت ياكين بمعاضدة القبائل الآرامية يقول سرجون
159:
" ألحقت هزيمة شنعاء بالكلديين والآراميين وهم من بلاد مشرق الشمس
وجعلت سلاحي مراً على العيلاميين
حاربت اتوع وربوع وخريل وليدود وخمران وأبل ورعا"
وبعد وقائع اخرى يدخل سرجون بابل ثم في السنة التالية يلاحق الملك الهارب
مروداخ بلادان في جبال الخليج العربي (الفارسي سابقاً) ويخضع كلده السفلى
وحدود عيلام.
وبعد مصرع سرجون في سنة 705 يعود مروداخ من منطقة المستنقعات ويعتلة من
جديد عرش بابل ولمنه لا يلبث سوى تسعة شهور امام ضربات سنحاريب.
سنحاريب 705-781
ويبدأ سنحاريب حكمه كما بدأ والده سرجون بمحاربة بابل منذ سنة 803 ويقول
160 انه كسر
" جموع الكلديين المقيمين على شواطئ النهر المالح
" والآراميين غير الخاضعين الذين لا يعرفون الموت، والعرب".
في حملتي الثالثة (ثلثي) زحفت على ارض الختى (سورية)
"لولة" ملك صيدون الرهيبة في نهائها
الى وسط البحر هرب ومات
وصيدون الكبرى ( صيدو ونو رابو) وصيدون الصغرى ( صيدو ونوص عدو)
وعليهم جزية وهدايا فرضت...
من منحم الشمشيموروناي ( الشمس سيدتي)
وتوبال الصيدوني
عبد اللات الاروادي
اوروملكي الجبيلي
ميتنيتي الاشدودي... الخ"
وقد اجلى سنحاريب 208000 من الآراميين ونخص منهم بالذكر البوكود وجنبولو
بنوع خاض. ولكن هذا الاجلاء الضخم لا يقطع دابر الآراميين من شرق بابل وهم
من جديد يظهرون في سنة 691 محالفين لشوزاب الكلدي وحليفه ملك عيلام فيذكر
سنحاريب في نقوشه.
" الآراميون الضائعون الهاربون المشبعون من الدماء السارقون اجتمعوا حوله (
حول شوزاب)
ونزلوا من المستنقعات
وقاموا بالثورة"
وبعد سنتين، في سنة 689، يقوم بحملته الثامنة التي تنتهي بسقوط بابل
بين يديه ويقول:
قد قطعت دابر الاحلامو والسوتو
" واجليت الكلديين والآراميين ...
اسرحدون (681-669
وايضاً يبدأ هذا الملك حكمه بحملة على بابل الشرقية حيث احد ابناء مروداخ
بلادان قد اشعل نار الفتنة. وبعد انهزامه يستسلم اخوه ويترك له ملك اشور
عرش "بلا البحر" . وفي حرب جرت بعد ذلك بقليل نجد قبيله الجنبل في صف
اسرحدون ضد العيلاميين والكلديين.
اشور بانيبال 668-626
ولكن الجنبل يعودون الى مناصرة اعداء اشور عندما يجتاح ملك عيلام بلاد
كلده، فهم يسمحون له بالمرور بحصنهم شابيبعل فيأتي ملك اشور ويفتح
المدينة ويهدمها ويحمل ابن ملك الجنبل اسيراً معه الى نينوه حيث يذبحه "
ذبح الحمل" وينقل باقي المشايخ الى اربل حيث تسلخ جلودهم وهم احياء بعد قطع
ألسنتهم
161.
وبعد ذلك في سنة 652 عندما يثور شاماش شوم اوكين ملك بابل على اشور بانيبال
اخيه ومتبوعه ينضم اليه " رجال بلاد اكاد وبلاد كلدو وبلاد الاامو من اراضي
البحر" 162 وعيلام وجويتوم ( شرق
اشور) وامورو وبلاد العرب. وبذا يتضح لنا ان الكلديين وابناء اعمامهم
الآراميين ثابتون بالرغم من كل الضربات ولا تقوى سلطة ارضية على اقتلاع
جذورهم ولا يعرفون الخضوع.
وينتهي امر لآرام وكلدو العهد الاشوري.
ففي السنة عينها التي يموت فيها اشور بانيبال سنة 626 يقوم قائد كلدي هو
نابو فلصر ويعلن نفسه ملكاً على بابل وهو في سنة 612 سيحالف الميديين ويفتح
نينوه.
وتنهار الامبراطورية الاشورية وتحل محلها لمدة تقرب من القرن
امبراطورية كلده المسماة ايضاً ( البابلية الجديدة)
وفي دولة بابل الجديدة يندمج الآراميون ابناء عمومة الكلديين.
رأينا الآراميين يفقدون في خلال القرنين التاسع والثامن استقلالهم السياسي
ولكنا نراهم في كل بلاد، في كل ناحية من بلاد بين النهرين، وفي كل سورية.
انتهى تاريخ آرام السياسي
ولم يستمر سوى اربعة او خمسة قرون
ولكن هؤلاء القوم القادمين من الصحاري والمحتلين لكل مكان والثابتين على
عنصريتهم ما زالوا الى يومنا هذا ثابتين.
لقد ثبتت لغتهم وفرضت نفسها على الشرق، بأجمعه، وعلى ممالكه وانبيائه، وعلى
السيد المسيح نفسه. ثبتت طوال سنة الى ان اخذت اللغة العربية مكانها.
ومع ذلك فهي ما زالت لغة بعض المناطق في بلاد بين النهرين وسوريا وتركيا
كما رأينا.
وهي ما زالت اللغة التي يخاطب بها ابناء
الشق المسيحي الههم.
المراجع
65) الراء في الفرنسية لا تلفظ في مثل كلمة
Sommer
ولكننا سمعناها ملفوظة بفم الرجل الذي يحمل هذا الاسم. ولما اطلعنا على
الحوليات الاثرية السورية، التي تصدر عن هيئة علمية رسمية في سوريا قرأنا
في الحواشي العديدة من عددها الاخير
Sommaire
!
66) انظر " اوغاريت " فصل 3 " اسماء الساميين صفات"
67) قال العلماء ان قير كما يبدو من نبوة اشعيا 22/ 6 قد تكون قريبة من
عيلام والسم لم يدد في النقوش الاشورية وقد يكون هو جبل القيارة كما كما
ارتأى فورر ( ليبزيج 1920) اي على حدود اشور الشمالية. وهنا نلاحظ ان قير
لم ترد في اسماء المدن المؤابية كاسم علم بل استعملت بمعنى قرية او مدينة.
68)
DUPONT SOMMER - L'Ostracori araméen d' Assour— dans
69)
The Brooklyn Museum Aramaic Papyri, Newhaven 1953
70;
EMIL KAUTZSCH - dans « Die Aramaismen in Alten Testament» Leipzig1902
71)
Abbé M. DELCOR - Les Manuscrits de la Mer Morte — Paris, 195S, p 15
72)
V. « Semitica » T 1,1948 pp 43-68
73)
Corpus Inscriptionuiri Semiticarum T II p 144
74)
« Revue Archéologique » T 36 , 1878 pp 93 -107, et T 37,1879, pp 29 - 89
75)
DRIVER - Aramaic Dociimei ments of the Vth centi th centurv b. c. -
Oxford 1954
76)
« Brooklyn Museum Aramaic Papyri » Yale Univ., Newhaven 1953
77)
Revue d'Assyriolog)e, T. 40, 1947 - 48, pp 105-110
78)
« Syria » T. 15, n}46 - 48, pp 53
79)
Dictionnaire Biblique, sous Maspha et Galaad
80)
DUPONT SOMMER - p.99, et Diet. de la Bible, Paris 1899,sou 9, sous «
Daniel »
81)
Revue d'Assyriologie, T 39.1942 - 44, pp e )p 35 - 62
82) قد تعودنا ،
كما قلنا سابقاً، ان نسمي السريانية " آرامية غربية" وفي هذا تخصيص تحكمي
لا يقره العلم الحديث.
83) انظر المجلة
التوراتية Revue Biblique
سنة
1928 مجلد 37 ص 484 حاشية رقم5.
84) انظر
منشورات Knudtzonعدد
200 فقرات 1 و 7-12
85) انظر نقش
ولده " اداد نيراري الاول" في مجموعة دانيال دافيد لو كمبيل
Ancient Records of Assyria and Babylonia j Luckenbill
طبعة جامعة
شيكاغو سنة 1972-1927
86) 0
نصوص بوغاز كوي) Keiischrifttexte aus
Boghazkoi
مجلد اول عدد 10و 36الخ
87) لو كمبيل
مجلد اول – 116
88) لو كمبيل 1/
166
89) لو كمبيل 1/
209
90) لو كمبيل 1/
239
91) لو كمبيل 1/
308
92) لو كمبيل 1/
363
93) لو كمبيل 1/
502
94) انظر Les
Araméens في
مجموعة L'Orient Ancien
Illustré
باريس
1949 صفحة 19.
95)هي الان التل
الاحمر. وقد دلت على وجود الآراميين هناك الحفريات اتي أجريت في هذا
الموقع. انظر تورو دانجان Thureau Dangin
في مؤلفه "تل
بار سيب" باريس 1936.
96) لو كمبيل
1/603
97) الآن تل خلف
كما دلت الحفريات انظر Openheim
"تل خلف " باريس 1939.
98) بعد 1900
سنة يذكر التلمحري اسم تيمنايا بين الاسر المقيمة في منبج بمناسبة مرور
هرقل بعد عودته من حرب الفرس. انظر تاريخ الازمنة وما علقناه من الشرح في
المجلة البطريركيه للاب بولس قرألي، السنة 13/ جزء اول القاهرة سنة
1950.
99) "سمع توعي
ملك حماة ان داود قد كسر كل جيش هدد عازر فارسل توعي ابنه يورام الى داود
الملك ليقرئه السلام..."
100) "وسمع توعي
ملك حماة ان داود قد كسر كل جيش هدر عازر ملك صوبة. فارسل هدورام الى
الملك داود ليقرئه السلام ويباركه لانه قاتل هدر عازر وكسره لان هدد عازر
كانت لع حرب مع توعي"
100) انظر هـ ز
انجولي Ingholt
التقرير الابتدائي عن الحفريات السبع التي اجريت في حماة سوريا ( طبع
كوبنها جن سنة 1940) ومن رأيه ( ص 80) ان الساميين الآراميين احتلوا الحكم
في حماة حوالي سنة 1000 ق.م.
102) باب ربّه
المساة الآن عمان عاصمة المملكة الاردنية
103) هي حماة
كما يرجح العلماء. وقد وجدت حديثاً في حفريات المدينة قطع كثيرة من الاجر
عليها حروف " ص.ب.هـ." (صُبه) انظر تقرير انجولت عن حفريات حماة، طبعة
كوبنهاجن سنة 1940 ص 115 وما يليها:
104) لو كمبيل
1/355 الخ.
105) لو كمبيل
1/405
106) لو كمبيل
1/502
107) كلنت تشمل
اقضية عينتاب الحالية وروم قلعة وسروج والقسم الاكبر من منبج والرقة وجزءاً
من سنجق دير الزور ( ادي شير " تاريخ كلدو واثور " بيروت سنة 1912 ص 64)
108) ادي شير ص
65
109) في البريج
وهي تبعد 7 كيلو مترات من حلب . انظر الوثيقة نشرها المسيو دونان
Dunand
في نشرة متحف بيروت، مجلد 3 سنة 1941 ص65-66.
110) وامري هذا
ابو احاب كما ان ملك دمشق المذكور باسم ابن هدد الثاني هو ولا بد ابن هدد
الاول ابن طبرمون.
111) سمي في
الوثائق الاشورية أدد إدري ( اي هدد عازر ، اي معونة ن او سند الاله هدد).
112) وقد غضب
لذلك نبي على احاب وقال: بما انك اطلقت من يدك رجلا قد ابسلته فنفسك تكون
بدل نفسه وشعبك بدلا شعبه ( الملوك 3/ 20-43)
113) لو كمبيل
1/610- 611
114) الآن ملطيه
على الفرات الاعلى
115) الآن عرقه
شمال مدينة طرابلس
116) لبنان
الشرقي.
117) المرجح
انها " احصن" في جنوب غرب درعا على بعد 25 كيلو متراً.
118) الآن تل
دوتان الواقعة على مسافة 22 كيلو متراً شمال السامرة.
119) لو كمبيل
1/681 . يذكر النص الاشوري هذا الملك باسم هازا ايلو ومعنى الاسم الله ينظر
اي يحمي. وحازائيل هو الذي مسحه النبي ايليا ملكا على دمشق اذ قال له يهوه:
" امض فارجع في طريقك نحو برية دمشق فاذا وصلت فامسح حزائيل ملكا على آرام.
وامسح ياهو بن غشي ملكا على اسرائيل وامسح اليشاع بن شافاط بدلا منك نبياً
فيكون من افلت من سيف حزائيل يقتله ياهو ومن افلت من سيف ياهو يقتله اليشاع
" ملوك 3 ف 19-15و16.
120) لو كمبيل
1/672
121)
جبل حرمون.
122) رأس البعل
او بعل الرأس بمعنى اللسان الداخل في البحر Cap
المدعو رأس بعل. وهو جبل نهر الكلب كما يبدو وقبل رأس شكا.
123) لو كمبيل
1/578
124) انظر
Thureau Dangin
في متابه "
ارسلان طاش" باريس سنة 1931 ص 138 وما يليها.
125) انظر مجلة
تاريخ الاديان Revue
deTHistoire des Religions
مجلد
133-134 سنة 1947 ص 19-23
126) قد درس
الاستاذ ليدزبارسكي Lidzbarski
هذا
النقش في Epemeris filr Semitische
Epigraphik
مجلد 3 ص 218
الخ...
انظر ايضاً
Lagrange في المجلة التوراتية
Revue Biblique صفحة
253- 259
وايضاً هاليفي
في المجلة السامية Revue
Sémltique
سنة
1912 ص 19- 30
127) اكتشف هذا
الاثر العالم بوسير Bossert
انظر تقريرين
للعالم سومير Dupont - Sommer
في
Comptes
rendus des séances de l'Académie des Inscrip tions..
1948 (séances du 13 février et du 3 décembre ).
128)
اكتشفه الاستاذ
بونيون Pognon
ونشره في " النقوش السامية في سوريا وبين النهرين ومناطق الموصل"
باريس سنة 1908 ص 156- 178 ودرسه ليدزبارسكي في النشرة عينها ص 1-11
129) ير،
وبعشماين لقبان لهدد. ومعني بعلشماين سيد السماء.
130) انظر إلنجر
Elliiiger
في
Festchrift Otto Eissfeklt
طبعة هال سنة
1948 ص 87 وما يليها.
131) لو كمبيل
1/ 739-740
132) اكثرية
المؤرخين يرجحون لن اسمه الكامل ماري هدد ومعناها سيدي هدد وانه برهدد بن
حزائيل المسمى في التوراة بنهدد الثالث.
133) المفهوم
بنوع عام ان هذه التسمية قد اطلقت في التوراة على منابع الاردن.
134) البحر
الميت.
135) يُظن انها
البقاع
136) لا بد انه
يعني بيت آديني على الفرات الاوسط
137) انظر
الحاشية 67 قبل
138) يلي ذللك
كالمعتاد في مثل هذه النقوش استنزال اللعنات على من يتلف النقش. هذا النقش
يبلغ 34 سطراً واكثره ترديد وفيه تلف. انظر مجموعة النقوش السامية للاب كوك
Cooke،
اكسفورد سنة 1903
139) انظر ف .
فيدنر F. Weidner
في
Archiv för Orientforschung
مجلد
8 سنة 1932 ص 17-34
140) انظر
Mélanges de 'Université St. Joseph
مجلد 15
سنة 1930 – 1931 ص 237- 260 وقد درس نصوص المعاهدة بنوع خاص الاستاذ باور
Archiv fur Orientschung J H. Bauer
مجلد 8 (1932) ص 1-16 والنقش محفوظ الآن في متحف دمشق ولم تدرس نصوصه
درساً كافياً.
141) الاب كوك
رقم 62ص 171-180
142)
لو كمبيل 1/770
143) لو كمبيل
1/772
144) لو كمبيل
1/815 وما يلي
145) آبل اسم ما
زال يطلق على امكنة في الاردن ومنطقة بانياس والغوطة وحمص ( انظر " بلدانية
فلسطين للاب مرمرجي، بيروت سنة 1948 وإكا ربما كانت عكا.
146) يانوح
ايضاً محلة في لبنان
147) هوشع هذا
رئيس الثورة التي اطاحت بفاقح، لم يكن بالطبع سوى عميل لملك اشور او كما
نسميه الآن: رئيس الطابور الخامس.
148) قد تكون
عدره الحالية الواقعة على 20 كيلو متراً شمال شرق دمشق
149) لو كمبيل
2/55
150) انظر لو
كمبيل 2/55
151) لو كمبيل
2/55
152) لو كمبيل
2/182
153)
لو كمبيل
2/55
154) لو كمبيل
1/726
155) نقوش الأسد
في تل برسيب انظر اتورو دانجين
Thureau - Dangin
في مؤلفه " تل برسيب" ص 141- 151
156) لو كمبيل
1/788
157) لو كمبيل
1/789
158) لو كمبيل
1/771
159) لو كمبيل
2/42 و 55
160) لو كمبيل
2/234 و 274- انظر كتابه عن سنحاريب
LUCKENBILL
The Annals of Senacherib, Chicago 1924 p 21 - 30
161) لو
كمبيل 2/866
162) لو كمبيل
2/789
163) انظر كوك ص
214 COOKE - North Semitic
Inscriptions,1903
164) انظر كوك ص
214- 246
165) كوك
ص 259و 41
166) اويشو
تصغير أوس
167) URANIUS -
Arabica - Fragmenta. Historicorum Graec;orum Vol IV Paris 1851
168)
HOMMEL - Ethnographia - Munchen 1926
169)
كلمة مدباري في
نقوش اوغاريت ايضاً وبالمعنى عينه
|