توضيحات حول الآراميون والآرامية في آشور عشــيـة سقوطها
English
لقد نشر د. اسعد صوما الموقر بحثا مهما حول دور الآراميين اجدادنا في
تاريخ الشرق القديم في موقع باقوفا . من الممكن الإطلاع عليه
على هذا الرابط
http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=38051
كنت اتمنى ان تتم مناقشة هذا الموضوع بطريقة حضارية خاصة
و إن دكتور أسعد قد سلط الأضواء على دور الأراميين في تاريخ
العراق القديم . من المؤسف ان بعض اخوتنا المنخدعين بالفكر
الاشوري يطالبون د. صوما بعدم " البحث في التاريخ " علما إن
التاريخ هو البرهان الساطع على وحدة شعبنا السرياني الآرامي و إن
علم التاريخ هو الذي يفضح طروحات بعض المتطرفين المزيفة.
لقد
نشرت تعليقين حول بحث د. صوما في موقع باقوفا و لكن
هذا الموقع قد منع التعليقات الى اجل غير مسمى و هذا مما يدفعني
الى نشر التعليق الثالث اليوم
.
التعليق الاول : دور الآراميين في إسقاط الإمبراطورية الأشورية
شكرا لك على هذا البحث المبسط
حول
دور الآراميين في إسقاط
الإمبراطورية الأشورية . سوف أعلق على عدة نقاط في مقال لاحق و
لكنني أريد أن أضيف رابطا هو ترجمة إنكليزية لألواح الأجر التي
دونت تاريخ الملك الكلداني الآرامي العظيم نبو بلاصر و تحتوي على
معلومات حول العمليات العسكرية ضد الأشوريين و حلفائهم
.
http://www.livius.org/ne-nn/nineveh/nineveh02.html
و
من يريد أن يتعرف على ما حدث " عشية" سقوط الدولة الأشورية
عليه أن يعرف أن كثيرين من الآراميين كانوا يحاربون في صفوف
الجيش الأشوري أو كانو حلفاء للإمبراطورية الأشورية.
*في
السنة الثالثة عشرة لحكم نبوبلاصر ( أي 613 ق.م ) قام
الآراميون في بلاد سوحي على الفرات الأوسط بثورة ضد ملك أكاد
لا شك لأنهم كانوا يعتقدون أن النصر النهائي هو لملك أشور
.
*سنة
612 ق.م أعلن أشور أوباليط نفسه ملكا على بلاد أشور في
مدينة حران أي في قلب البلاد الآرامية
مما
دفع الملك نبوبلاصر الى
تدمير بعض المدن الآرامية و منها مدينة نصيبين فهرب الملك الاشوري
الى حماية الجيش المصري و وقعت مدينة حران في يد الكلدان.
*عندما
عاد أشور أباليط
مع
جيش مصري كبير لاحتلال مدينة حران
سنة 609 ق.م صمدت المدينة فأضطر الجيش المصري للعودة الى
سوريا.
أخيرا
بما أنك ذكرت بحث العالم حاييم تدمر المشهور فإنني سأنشر
رابطا لأن أغلبية القراء يحبون الإطلاع
The
Aramaization of Assyria
http://www.aramaic-dem.org/English/History/Hayim-Tadmor.pdf
التعليق
الثاني : انقراض الشعب الاشوري
لقد
ورد في بحثك "وهكذا أفل نجم دولة آشور العظيمة فسقطت من علياء مجدها،
وزالت عن الوجود. وأخذ من خلص
من القتل والمجازر يذوب تدريجياً ضمن الاراميين بفضل اللغة الآرامية
التي كانت في آشور. وبعد مرور ردحة من
الزمن لم يبقَ هناك من يسمي نفسه "آشورياً" أو ينتمي للآشوريين
اثنياً وقومياً، لقد اصبح الجميع "آراميين" لغوياً
وثقافيا وقومياً.
"
دكتور أسعد ، الشعب الأشوري كان شعبا جبارا و كان من أشهر الشعوب
المقاتلة و المنظمة لا شك أن الحكم السياسي قد زال الى الأبد و لكن
نحن الآراميون قد زال حكمنا السياسي و لكننا لا زلنا موجودين فلما
لم يستمر الشعب الأشوري ؟
إن بعض إخوتنا من السريان المشارقة بدأوا منذ بداية القرن العشرين
يدعون بأنهم حافظوا على هويتهم الأشورية منذ سقوط الإمبراطورية
الأشورية و هم يرددون عددا كبيرا من الطروحات التاريخية غير
العلمية التي تبرهن على ضلالهم ( مثلا إدعائهم أنهم يتكلمون اللغة
الأشورية و غيرها من الطروحات المزيفة... ) و هم ينشرون في
المواقع ما ورد في التوراة أن دولة مصر و أشور ستقومان و هم
يخدرون الشباب بهذه الأحلام ... سؤالي لك كيف
تكتب" و وبعد مرور ردحة من الزمن لم يبقَ هناك من يسمي نفسه
"آشورياً" أو ينتمي للآشوريين اثنياً وقومياً، لقد اصبح الجميع
"آراميين" لغوياً وثقافيا وقومياً. " ألا يتعارض إستنتاجك مع نبؤة
التوراة ؟
هنالك نقطة ثانية مهمة و هي أن بلاد أشور قد تعرضت لهجومات
عديدة كان النصر النهائي فيها لملوك أشور . مثلا في أواخر عهد
الملك الأشوري تغلت فلأسر الأول تعرضت بلاد أشور للهجمات
من القبائل الارامية . و قد ترك لنا الأشوريون كتابات أكادية عديدة
حول تواريخ ملوكهم ، سوف أضع رابطا يحتوي على ترجمة
إنكليزية تخبرنا عن هذه الفترة الصعبة التي مر بها الشعب الأشوري
http://www.livius.org/cg-cm/chronicles/cm/tiglath-pileser.html
هذا النص الأكادي يتكلم عن حصار المدن الأشورية من قبل القبائل
الآرامية التي تدفقت كألطوفان مما أجبرت الأشوريين على أكل لحوم
البشر من أجل بقائهم أحياء . و قد أجبر الأشوريين على الهرب الى
الجبال و حصل الأراميون على ذهبهم و فضتهم و مقتنياتهم...
هذا النص يشير إلينا مدى توغل القبائل الآرامية على ضفاف نهر
دجلة....
من المؤسف أنه لا يوجد ضمن شعبنا مؤرخين متخصصين في
تاريخ الشرق القديم
يستطيعون
التأكد من صحة الترجمة في الكتابات
الأكادية المهمة . و هذه الكتابة مهمة جدا لأنها تظهر لنا مدى " قوة
الغزوات الآرمية" في القرنين الثاني و الحادي عشر قبل الميلاد
.
إن كتاب إدوارد ليبنسكي هو من أهم المراجع العلمية حول دراسة
تاريخنا الآرامي و إنني أنصح من يريد أن " يتعمق" في معرفة إنتشار
القبائل الكلدانية و الآرامية
بمراجعة
هذا الكتاب.
من الممكن الإطلاع على قسم كبير من الكتاب على الرابط التالي
http://books.google.ca/books?id=rrMKKtiBBI4C&pg=PA26&dq=
aram+naram&lr=&as_brr=3#v=onepage&q=aram%20naram&f=false
في الصفحة 36 و إستنادا الى هذه
الكتابة المهمة ذكر Lipinski
"The Assyrians,pressured by starving Aramaean tribes
took then refuge in Kirruri, in
the Zagros area , norteas
of Erbil, and the Aramaeans
probably captured Nineveh
هذا
النص الأكادي الذي دون في القرن الحادي عشر ليس أقدم نص
وردت فيه التسمية الآرامية و لكنه أقدم من التوراة بحوالي 600 سنة
.و
بعض إخوتنا المتطفلين على علم التاريخ لا يزالون يدعون أن التسمية
الآرامية هي تسمية يهودية تعني الوثنيين
!
هذا
النص الذي كتبه الأشوريون أنفسهم يلقي الكثير من الضوء على
أهمية إنتشار القبائل الآرامية و مدى الخسائر التي لحقت بالمملكة
الأشورية و يقول ليبنسكي أنه " ربما" أن تكون العاصمة نينوى قد
سقطت بأيدي الآراميين و هذا غير مستبعد لأن النص يتكلم عن
هرب الملك الى الجبال
...
نحن
نعلم أن الشعب الأشوري كان خاضعا للميتنيين لفترة طويلة
و لكنه إستطاع الإستقلال و نحن نعلم أنه إستطاع أن يكون في القرون
اللاحقة مملكة قوية ثم إمبراطورية كبيرة : سؤالي دكتور أسعد لما
لم يستطع الشعب الأشوري أن ينهض من جديد بعد سقوط دولتهم
سنة 612 م ؟
التعليق الثالث : " البابليون" تسمية شعب عريق أم تسمية جغرافية
محددة ؟
لقد استخدم د. صوما تعبير " البابليون" اسوة بعدد كبير من الباحثين
و لكن من الاصح عدم استخدام هذا التعبير
للاسباب التالية
اولا
-
لقد أقيم مؤخرا معرضا حول الحضارة البابلية في متاحف باريس
و برلين و حاليا في لندن . لقد زرت هذا المعرض المهم في متحف اللوفر
في باريس و شاهدت القطع الأثرية المعروضة و التعليقات حولها . ولكن
للأسف الشديد ، هذه المعارض إستخدمت التسمية " البابلية " بمعنى
تسمية
شعبية تاريخية " . إن هذه المعارض تطلق التسمية " البابلية"
على الملك حمورابي في القرن الثامن عشر ق.م و على الملك نبوخدنصر
)الثاني)
الذي حكم من605 إلى 562 قبل الميلاد . و من المعرف أن
حمورابي كان ينتمي الى الشعب العموري و نبوخدنصر ( الثاني) إلى
الشعب الكلداني/الآرامي . لقد عمد المسؤولون عن هذه المعارض الى
استخدام التسمية البابلية بدل التسميات التاريخية القديمة مما أدى
الى
إرتكاب أخطاء تاريخية ، سوف تشوه الدور الكبير الذي لعبه الكلدان
الآراميون في تاريخ بلاد أكاد و عاصمتها مدينة بابل العظيمة
.
خلال المعرض الذي أقيم في باريس في بداية هذه السنة ، أقام متحف
اللوفر موقعا خاصا حول معرض
BABYLONE
يمكن زيارته على
هذا الرابط و فيه شروحات عديدة حول آثارات بلاد أكاد
.
http://mini-site.louvre.fr/babylone/FR/html/1.4.1.html
ملاحظة مهمة : إن هذا الموقع هو باللغة الفرنسية ، و هو غني
بالصور النادرة عن الآثارات و خاصة اللوحات التي تركها لنا الرسامون
حول برج بابل ، أنصح الجميع زيارة هذا الموقع.
ثانيا
- مدينة
بابل في التاريخ
لا يوجد أي ذكر لمدينة بابل في المصادر باللغة السومرية . إن أقدم
ذكر لهذه المدينة ورد في كتابة أكادية تعود الى حوالي 2500 سنة ق.م.
و قد ورد ذكرها أيضا في" تاريخ الملوك القدامى " الذي يتكلم عن
إحتلال سرجون الأكادي لمدينة بابل و بنائه لعاصمته الجديدة " أكاد
".
ولكن الملك سرجون قد عمد الى إستخدام التراب المخصص لمدينة
بابل ، و هذا يعني أن بابل كانت مدينة مقدسة عند الأكاديين
.
يعود ظهور القبائل العمورية في بلاد سومر و أكاد الى القرن التاسع
عشر قبل الميلاد. أحد شيوخهم " سمو لا إيل " سوف يستولي على
مدينة بابل و يحكم فيها 1880-1845 ق.م ويؤسس سلالة عمورية
أشهر ملوكها حمورابي 1792 -1750 ق.م الذي سيحول مدينة
بابل الى عاصمة إمبراطوريته الواسعة .المدهش أن مدينة بابل لم تكن
أقدم مدينة في بلاد أكاد و لم يرد ذكرها في ملحمة غلغامش ولكنها
أصبحت في عهد العموريين أهم مدينة في بلاد سومر واكاد
!
ثالثا -
يجب ألا نخلط بين المدينة بابل و بلاد بابل : اذا كانت المدينة
موجودة فعليا منذ اواخر الالف الثالث و كانت المدينة العاصمة لبلاد
سومر ثم سومر و اكاد و في الألف الاول قبل الميلاد كنت عاصمة
بلاد أكاد و كان لقب الملوك الكلدان الأراميين " ملوك أكاد" وليس"
ملوك بلاد بابل"
.
على
كل سرياني أرامي ان يعرف ان الشعب الفارسي هو الذي
اطلق تسمية " مرزبانة بابل" على جنوب و وسط العراق و سكان
هذه المنطقة هم من الآراميين و بقايا الشعوب المنصهرة كليا بالشعب
الآرامي كما شرح د. صوما و لكن العلماء اليونان سوف يستخدمون
تعبير" الشعب البابلي" مما سيوحي لنا بوجود شعب بابلي
! |