هل تطور البحث
التاريخي عند دعاة الفكر الأشوري ؟
السيد يوأرش هيدو نموذجا
.
لقد
كتبت ردا حول مقال للسيد يوأرش هيدو منذ حوالي ٢٠ سنة ، و
كان
عنوان مقاله " " آرامية ، سريانية ، ام آشورية "
و من الممكن
الإطلاع على ردي من خلال هذا الرابط
http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=182&t=2185
لقد ترجم بعض
الغيورين السريان ردي الى اللغة الإنكليزية و قد
إنتشر بين كل المثقفين السريان لأنهم تعرفوا كيف يحاول السريان
المشارقة (النساطرة) في نكران وجود لغة آرامية و نكران وجود
لغة
سريانية .
ردي القديم
قد فضح محاولات بعض المتطرفين دعاة
الفكر الأشوري المزيف و اليوم أريد أن أعلق على مقال للسيد
يوأرش هيدو عنوانه " لمحة من تاريخ الآشوريين"
محاولا أن أعرف
إذا
تطور البحث التاريخي عند دعاة الفكر الأشوري ؟
أولا
- ما هو البحث التاريخي عند دعاة الفكر الأشوري ؟
أ
- التاريخ المسيس ينتشر بشكل رهيب بين دعاة الفكر الأشوري
و
يتصارون فيما بينهم من يجد " فكرة جديدة " تؤيد الطروحات الأشورية
المزيفة. عدوهم اللدود هو التاريخ الأكاديمي المنتشر في الجامعات
الراقية. يحاولون أن يقنعوا البسطاء من شعبنا أن العلماء الأوربيين
هم
جواسيس يعملون لتقسيم شعبنا ... بعض السريان لا يعرفون أن
تاريخنا يتألق بفضل هؤلاء العلماء الذين يدرسون تاريخنا إستنادا
على
المصادر السريانية و ينشرون الحقائق بكل نزاهة
.
ب - كل أديب مدعي بالفكر الأشوري هو " باحث قومي
صادق "و
هو - ما شاء الله - يلم بكل فترات تاريخ شعبنا و أغلب مقالاتهم
التاريخية
تتكلم عن الأشوريين القدامى ثم الحرب العالمية الأولى
و ما
تم بعدها من مآسي للشعب " الأشوري " !
هؤلاء الأدباء
المتطفلون على علم التاريخ يتوهمون أن المثقف السرياني لا أو لن
يميز
بين طرح أكاديمي و طرح تاريخي مسيس
!
ج - السريان النساطرة ينظرون الى التاريخ كسلاح و
وسيلة لتأكيد
هويتهم الأشورية المزعومة و لا يعرفون أن نشر طروحاتهم
التاريخية
سيظهر مدى جهلهم لعلم التاريخ و أهدافه النبيلة .
الباحث في التاريخ
يجب
أن يبحث عن الحقائق بنزاهة فهو ليس محاميا عليه ربح
القضية حتى و إن كان موكله مذنبا
!
د - للأسف الشديد دعاة الفكر القومي الأشوري
يدعون بالغيرة القومية
و
يريدون من السريان أن يتنكروا لجذورهم الآرامية الحقيقية و لإسم
لغتهم العلمي من أجل تسمية أشورية مزيفة .
عاجلا أم أجلا
سيتطور
علم
التاريخ بين العرب و الأتراك و الأكراد و سيكتشفون أكاذيب
الفكر الأشوري لأن العالم المتمدن سيصدق التاريخ الأكاديمي و ليس
التاريخ المسيس!
سيصدقون أبحاث
سبستيان بروك و ليس مقالات
بعض
المتطفلين على التاريخ
!
ه - لا يزال المدافعين المغامرين عن الفكر
الأشوري يتوهمون أن البحث التاريخي هو مهارة فكرية فهم يستشهدون بمقالة سيمو
باربولا
الذي
يؤكد عدم إندثار الشعب الأشوري بعد سقوط دولتهم سنة ٦١٢ ق٠م و لكنهم لا
يسمعونه عندما يردد أن الأشوريين كانوا يتكلمون
اللغة الأكادية !
البحث التاريخي ليس
هو بشطارة و لكن بحث دائم
عن
حقائق تاريخية ثابتة
!
ثانيا - نقد تاريخي
صريح لما ورد في مقال السيد يوأرش هيدو.
المقال عنوانه "
لمحة من تاريخ الآشوريين " موجود على الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,555274.0.html
يردد السيد يوأرش
هيدو بعض المفاهيم التاريخية الخاطئة و طبعا السيد هيدو ليس باحثا في التاريخ
لأنه يجهل أن التاريخ هو علم يعتمد
بالدرجة الأولى التحقق في الطروحات التاريخية التي يكتب عنها
.
الغريب العجيب أنه
يرتكب أخطاء تاريخية غير موجودة عند غيره
من
الكتاب المدافعين عن الفكر الأشوري
.
أ
- بعض الأخطاء من صنع مخيلة السيد يوأرش هيدو
:
*
كتب السيد هيدو " الآشوريون هم أحفاد الأكديين ".
الشعب الأشوري
هو
خليط من العموريين و الحوريين و الميتنيين مع نسبة قليلة من
الأكاديين .
*
كتب السيد هيدو " وكان العاهل البابلي العظيم (حمورابي) من أحفاد سركون الأكدي
."
هذه أول مرة نسمع أن حمورابي هو من
أحفاد
سركون الأكادي ؟
فحمورابي كان ينتمي الى الشعب العموري و ليس
الأكادي !
*
يتكلم السيد هيدو عن الأشوريين ثم يكتب " وكان أحد كبار ملوكهم يُدعى "شمشي –
أدد" الأول (1813-1790 ق.م). " شمشي
أدد
كان
عموريا و لم يكن أشوريا لأن الهوية الأشورية لم تتكون في عهده
!
*كتب
السيد هيدو أيضا " وحوالي (1275 ق.م) تمكن "توكولتي- نينب الأول" ملك آشور، من
إخضاع بابل لتصيرَ جزءاً من المملكة الآشورية حتى سقوط نينوى (612 ق.م). "
السيد هيدو
له
طروحات خيالية فبلاد أكاد قد وقعت في بعض الفترات تحت
السيطرة الأشورية و هو يتجاهل الملك نبوخدنصر الأول ١١٢٥ - ١١٠٤ ق.م الذي رفع
شأن بلاد أكاد و غيره من ملوك الكلدان الذين
حكوا
بلاد أكاد و قاموا التدخل الأشوري كما أن الملك الكلداني الآرامي
نبوبلصر قد طرد الأشوريين سنة ٦٢٦ ق.م و إستقل في بلاد أكاد
.
ب - السيد هيدو يردد كثير من الأخطاء , سأشير الى
بعضها
*
كتب السيد هيدو " ومن هذه اللغة الأكدية تفرعت لهجتان هما البابلية والآشورية.
"
لقد إصطلح علماء الآثار في القرن التاسع عشر بعد
إكتشافهم الغلطة الكبيرة التي إرتكبوها و هي إطلاق التسمية الأشورية
على
الكتابة المسمارية التي إكتشفوها و هي اللغة الأكادية, بأن
اللغة الأكادية يتفرع منها لهجتان بابلية و أشورية و قد قسموا تاريخ
اللهجة الأشورية الى حقبات زمية قديمة و وسطى و حديثة !
الكتابة
و
اللغة الأكادية كانت منتشرة في بلاد سوريا القديمة و بلاد الفرس
فهل
نسمي اللغة المنتشرة في سوريا بلاد عمورو " اللهجة العمورية
"و
في بلاد فارس اللهجة الفارسية؟
*
كتب السيد هيدو" يذكر كاتب سفر التكوين ان "آشور" خرج من أرض شنعار وبنى مدناً
عديدة من بينها (نينوى)..." التوراة ليس مصدرالتاريخ الشرق القديم و ليس مرجعا
علميا و كثير من قصصه هي
خرافية مثل آدم و حواء و نوح و الطوفان و سام و سلالته... أسفار
التوراة كتبت بين القرن السادس و الأول قبل الميلاد
.
*
كتب أيضا "وعلى إفتراض أن الاكديين هم أجداد الآشوريين والبابليين وان أول
ظهور للآكديين كان في جنوب بلاد ما بين النهرين، فمن المنطقي جداً أن
نستنتج أن الموطن الأصلي للآشوريين كان بلاد بابل."
بين إفتراضات السيد هيدو
غير العلمية و إفتراضه المبني
على
طروحات خاطئة نراه يردد ثلاث طروحات خاطئة
:
-الأكاديون
ليسوا أجداد الأشوريين و أثروا حضاريا على الشعب
الأشوري .
-لا
يوجد شعب و هوية إتنية بابلية : بلاد بابل هي تسمية إدارية
فارسية إنتقلت الى اليونانيين و منهم الى علماء الآثار في القرن
التاسع عشر
.
-
تسمية " بلاد ما بين النهرين" لم تطلق تاريخيا و جغرافيا على
جنوب
العراق فهذا مصطلح حديث من أوائل القرن العشرين
.
*
يردد لنا السيد هيدو برهانا فارغا حول أشوريتنا المزعومة
"
والمعروف أن الآشوريين المعاصرين ما زالوا الى يومنا هذا يصومون ثلاثة أيام من
كل عام تماماً كما فعل أجدادهم قبل أكثر من ألفين وستمئة سنة في مدينة نينوى
العظيمة، أعني طلبة أهالي نينوى أي "ܒܵܥܘܼܬܵܐ
ܕܢܝܼܢܘܵܝܹ̈ܐ".
لا
يوجد أية علاقة إتنية بين سكان نينوى
القدامى (و لا شك نسبة كبيرة منهم هم من الكلدان الآراميين المسبيين) و بين
سكان نينوى في القرن السادس الميلادي لأن بقايا الشعب الأشوري القديم قد إنصهرت
ضمن شعبنا السرياني الآرامي
!
ج - بعض المبالغات العاطفية من مخيلة السيد هيدو
*
بينما أصبحت بابل والمقاطعات التابعة لها من حصة الخائن نابوبولاسر الذي أصبح،
هكذا، أول ملك لِما سُمي بالأمبراطورية البابلية الثانية. "
و لما أبطال
المقاومة الكلدانية الآرامية يصبحون خونة بنظر بعض المتطرفين الذين لا يرون
أبعد من أنوفهم !
و يتوهمون أن
ترديدهم " الشعب الأشوري البابلي " أو " الإمبراطورية البابلية الثانية " سوف
ينسي السورايي جذورهم الكلدانية الآرامية
!
*
جملة طريفة و أرقام خيالية " ن سقوط الإمبراطورية الآشورية ثم البابلية لا يعني
على الاطلاق إنقراض أو إختفاء الشعب الآشوري البابلي كما يزعم بعض "المؤرخين"
الدجّالين الحاقدين الجهلة ناسين أو متناسين الآشوريين المعاصرين الذين يبلغ
تعدادهم أكثر من خمسة ملايين
"
-
أين هو الشعب
السومري و الأكادي و العموري و الكاشي و الميتني و الحوري و الكنعاني و الحثي ؟
لقد إنقرض الشعب الأشوري ليس مباشرة بعد سقوط حكمهم الظالم و لكن في الأجيال
اللاحقة !
-خمسة
ملايين أشوري معاصر ؟
ما أشطركم في نشر الأرقام الخيالية التي تفضح تطرفكم :
بيت نهرين / الجزيرة كانت آرامية و سوريا بلاد آرام كانت آرامية و بلاد أكاد
منذ القرن العاشر قد صهرت بقايا الشعوب القديمة ضمن القبائل الكلدانية و
الآرامية و حتى بلاد أشور فاق الآراميون الأشوريين عددا
!
ثالثا - هل تطور
الفكر الأشوري ؟
لقد إنتشر الفكر
الأشوري بين السريان الغربيين ظنا منهم إنه فكر قومي يدافع عن هويتنا التاريخية
الحقيقية .
كثيرون من العائلات السريانية أطلقت على أبنائها أسماء أشورية في
الماضي و لكنهم اليوم يريدون التأكد من الطروحات التي تدعي أنهم أحفاد
الأشوريين!
كل سرياني غربي
يتحقق في الطروحات التاريخية يكتشف الأكاذيب الأشورية !
السؤال هل يتحقق
السريان الشرقيون النساطرة من
الطروحات
التاريخية التي يرددونها ؟
السيد يؤارش هيدو
ليس باحثا في التاريخ لأنه لا يتابع الدراسات الأكاديمية و بالتالي لم يتعلم
بعد أن التأريخ هو بحث نزيه و ليس
وسيلة
لتحقيق أهداف سياسية .
الفكر الأشوري
متحجر لأنه يرفض الحقائق التاريخية فمنذ أكثر من ٢٠ سنة تنكر السيد هيدو لوجود
لغة آرامية او سريانية و نراه
اليوم
يستخدم تعبير اللغة " السريانية " متوهما في خياله أن كلمة السريانية بين قوسين
تسمح له أن يدعي في المستقبل أنه يتكلم اللغة
الأشورية و
هو يعتقد أن شرحه " جميع هؤلاء الآشوريين يتكلمون لغة واحدة "السريانية" التي
هي إمتداد للغة البابلية \ الآشورية أو شكل متطور لها ."
لهو كاف كي يخدع السريان
.
اللغة السريانية هي
نفسها اللغة الآرامية و ستكون مقبرة للفكر الأشوري الذي يزيف إسم لغتنا الى "
أشورية " !
هنري بدروس كيفا
باريس – فرنسا
الاختصاصي
في تاريخ الآراميين
|