مديرية الثقافة السريانية سريانية ظاهرياً و أشورية ضمنياً
20120108
أقامت "مديرية الثقافة السريانية" في شمال العراق مؤتمراً في القوش حول اللغة
السريانية تحت شعار "من اجل تطوير ادبنا ولغتنا السريانية". إشتركت فيه مجموعة
من الكتاب والمثقفين والمهتمين بشؤون وشجون اللغة السريانية .
انظر الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,548432.0.html
تشكر مديرية الثقافة السريانية لاهتماماتها باللغة والثقافة السريانية، لكننا
نعاتبها اشد العتاب لانها لا تدافع عن اسم اللغة والثقافة السريانية امام
المزورين والذين يعملون على تحريف الحقائق بخصوص لغتنا. اننا لا نعلم ان كانت
هذه المديرية تؤيد هؤلاء ام لا، كما اننا لا نعلم ان كانت المديرية صادقة مع
لغتنا وثقافتنا السريانية أم انها تملك "اجندة" مخفية وذلك باستمعالها الاسم
السرياني لتعني به "آشوري". ان تساؤلنا هذا نبنيه على بعض الامور التي صدرت من
مديرية الثقافة واستغربنا منها كدعوتها مثلا للبعض من هؤلاء المزورين ليشاركوا
بنشاطاتها ولينفثوا سمومهم لتزوير اسم لغتنا وهي تعرفهم وتعرف افكارهم مسبقاً.
كما ان هذه المديرية تقوم احياناً بتحريفٍ متعمدٍ لكلمة
ܣܘܪܝܝܐ
"سوريايا"
(سريان) وذلك بانها تكتبها احيانا بوضع حرف الالف في بدايتها لتتحول الى
"اسورايا"
ܐܣܘܪܝܝܐ
(اشوري).
مثلما فعلت في محاضرة الاستاذ بنيامين حداد في دهوك "حول نزيف الهجرة" في كانون
الاول لعام 2010. وهذا يتطابق تماماً مع يفعله جميع المتطرفيين الاشوريين ومنهم
"قشو ابراهيم" الذي يكتب احيانا بعض التعليقات القصيرة بالسريانية المحكية في
موقع عنكاوا ويزوّر دائماً اسمنا واسم لغتنا باستمرار حيث يحرّفه
من
ܣܘܪܝܝܐ
"سورايا"
(سرياني) ويكتبه
ܐܣܘܪܝܝܐ
"اسورايا"
(اشوري). والمعلوم ان هذه التسمية المزورة غير موجودة البتة في تاريخ اجدادنا
السريان بمختلف كنائسهم ولا في اية وثيقة سريانية قديمة، لكنها موجودة فقط في
مخططاتهم الفاشلة لسرقة اسم اللغة السريانية وتزويره الى صيغة
ܐܣܘܪܝܐ
ليتمكنوا من اقامة قومية مصطنعة عليه. لكن هذه الالاعيب التزويرية مكشوفة
ومرفوضة وحليفها الفشل الحتمي.
اقرأ النص السرياني في اللوحة المعلقة فوق الصورة لتشاهد بام عينك كيف ان
مديرية الثقافة السريانية تقوم بتزوير الاسم من "سورايا" (سرياني) الى
"اسورايا" (اشوري):
ولكي نرد على جميع هؤلاء المتطرفين والمزورين وعلى سلوك مديرية الثقافة
السريانية غير العلمي نعلق كما يلي:
أولا - ما هو إسم لغتنا الأم ؟
أ - إن الإسم التاريخي و العلمي للغتنا هو اللغة
الآرامية، و لكن بعد القرن الخامس الميلادي بدأ الاراميون يستعملون تسمية
"اللغة السريانية" الى جانب تسمية اللغة الآرامية وذلك بسبب تأثير الثقافة
اليونانية عليهم.
هناك بديهة يجب ان نذكرها بان جميع أجدادنا من السريان المشارقة و السريان
المغاربة كانوا يعرفون جيدا أن إسمهم السرياني هو مرادف لإسمهم الآرامي القديم
وبالتالي لم يكن هناك فرق لديهم بين التعبيرين "اللغة الآرامية" و "اللغة
السريانية"، وهذا واضح في مؤلفاتهم القديمة.
ان العلماء المتخصصين بتاريخ ولغة وحضارة السريان يطلقون تعبير "اللغة
الآرامية" على جميع فروع اللغة الارامية، لكنهم يطلقون تعبير "اللغة السريانية"
على ارامية الرها فقط، لا زال شعبنا يستعمل ارامية الرها (السريانية) في مختلف
طقوسنا الكنسية.
ب – نعود الى المؤتمر الذي عقدته مديرية الثقافة
السريانية بتاريخ
ديسمبر 10, 2011
ونرى بانه اطلق على هذا المؤتمر اسم "دورة توما اودو"
و كان الباحث لطيف بولا قد قدم بحثا عن هذا العالم اللغوي المطران الشهيد توما
اودو صاحب القاموس السرياني/ السرياني الشهير " كنز اللغة السريانية "
ܣܝܡܬܐ
ܕܠܫܢܐ
ܣܘܪܝܝܐ.
ج – ان أغلب المشاركات حول اللغة السريانية كانت
أكاديمية و امينة لتاريخ و هوية لغتنا الأم. الاب غزوان المقدسي تكلم عن"
مقارنة بين البشطــّا والترجوم الآرامي" واستنتج حسب ما ورد في موقع عنكاوا
"يمكننا الاستنتاج بان لغة البشطّا المستعملة في منطقة وادي الرافدين من قبل
آباء الكنيسة السريانية الشرقية الى اليوم (بلهجتيها الشرقية والغربية)، ولغة
الترجوم المستعملة في غرب وادي الرافدين، هما من اصل واحد وتعودان الى اللغة
الآرامية التي انتشرت بشكل واسع في كل منطقة الشرق الأوسط القديم."
وكانت دراسة الباحث اسماعيل بعنوان "اللغة السريانية ولهجاتها"، اما الباحث
بنيامين حداد فكان موضوعه "التوفيق بين السريانية الكتابية والسريانية المحكية"
وكان أمينا لهوية اللغة السريانية إذ قال: "احدث العامل الزماني المكاني
(الزمكاني) في هاتين اللغتين المنحدرتين من الآرامية الأم، اختلافات في النحو
والصرف من جهة والمعجمية من جهة أخرى بين اللغتين".
الحقيقة التي يجب ان يعلمها الجميع هي أن كل القواميس السريانية من القرن
العاشر الميلادي أو أواخر القرن التاسع عشر كانت تسمي لغتنا الأم مرة "سريانية"
ومرة "ارامية" ومرة "سريانية آرامية".
ثانيا – مشاركة الاستاذ روبن بيث شموئيل
بين جميع المحاضرات والمشاركات في المؤتمر لفتت نظرنا بشكل خاص مشاركة الاستاذ
روبن بيت شموئيل ليس لاهميتها بل لاحتوائها على بعض الاقوال الغريبة والعجيبة
والتي لا تمت للعلم بصلة ابداً لانها تمزج الخرافات بالواقع. اليكم المقطع
الأول من مشاركته كما ورد في موقع عنكاوا:
يقول روبين بيث شموئيل: "تعد السورث من اللغات العراقية القديمة جداً، نجهل على
وجه الدقة العلمية تاريخها، إلا أن القرائن التاريخية التي بحوزتنا تؤهلنا
للاستنتاج بأن السورث ولدت منذ القرن الثامن أو العاشر قبل الميلاد في (بيت
نهرين) نتيجة إحتكاك وإختلاط اللغتين العريقتين في ثقافة المنطقة: الأكدية
بلهجتيها الآشورية والبابلية، والآرامية بلهجاتها المتعددة. حدث هذا التلاقح
اللغوي للغتين من أصول وجذور واحدة بعد أن جلب الآشوريون ما يقارب من أربعة
ملايين آرامي من مناطق شمال وغرب سوريا الحالية إلى قلب الامبراطورية الآشورية.
كان لهذا التواجد الآرامي في المدن الآشورية المكتظة بالسكان نتائج ايجابية
إقتصادياً وسياسيا، وسلبية إجتماعياً وثقافياً ولغوياً حيث تغلغلت اللغة
الآرامية في النسيج الآشوري بسرعة وتنافست مع اللغة الأكدية لسهولة كتابتها،
فأنتج هذا التمازج اللغوي: لغة شعبية مشتركة لا تنتمي إلى أي من اللغتين
الساميتين الشقيقتين، بل إستقلت بنفسها وغدت تحكى في كل من آشور وبابل منذ
القرن الثامن قبل الميلاد وحتى يومنا هذا، ووصلنا منها أدب شعبي شفاهي غزير ما
زلنا نتداوله في حياتنا الثقافية والإجتماعية. وعليه نميل إلى الإعتقاد ان تلك
اللغة هي السورث عينها التي نستخدمها اليوم، طبعاً مع ضريبة التطور اللغوي الذي
صاحَبها كل هذه الحقبة الطويلة وكأي لغة حية" (انتهى الاقتباس)...
نقول للسيد روبين بيث شموئيل ولجميع القراء الاعزاء:
*
لا شك أن الأستاذ بيت شموئيل يجيد اللغة الارامية المحكية (السورث) لأنها لغته
الام ولربما له كتابات بها، لكن الشيء الذي قاله في مشاركته يكشف بانه لا يعلم
شيئاً عن تاريخ هذه اللغة ولا عن تاريخ ظهورها كفرع ارامي شرقي، لذلك نراه يرمي
افكاره غير العلمية على عواهنها في محاولة يائسة هدفها الاوحد هو اقناع إخوتنا
السريان المشارقة ليعتبروا "السورث" لغة مستقلة تماماً ويجب ان يعتمدوها بدلا
من السريانية الفصحى، وليقنعهم بكلام غريب وعجيب بانها "لغة مزيجة من الأكادية
والآرامية" ليبني عليها قومية اشورية حديثة غير موجودة الا في مخيلته!.
فياللتجديف العلمي!!!
*
لا يملك روبين بيث شموئيل أية قرائن علمية لتؤكد ادعائه الفاشل، ولكنه يملك
رغبة سياسية عارمة هدفها خداع السريان المشارقة ليقبلوا بالفكر الأشوري،
وليقبلوا ايضا بان اللغة التي يتحدثون بها ليست ارامية فبالتالي يمكن تسميتها
بالاشورية لخلق قومية اشورية جديدة. كل هذا الاعداء الباطل لا علاقة له بالعلم.
أ-
اذا كان السيد روبين بيث شموئيل له دراسات عن اللغة الاكادية والارامية أو
تأثير اللغة الأكادية على اللغة الآرامية فليتفضل ان ينشرها ليبين لنا ولجميع
العلماء كيف ان السورث لغة غير ارامية.
ب - قال الأستاذ بيت شموئيل: "حدث هذا التلاقح
اللغوي للغتين (الاكادية والارامية) من أصول وجذور واحدة بعد أن جلب الآشوريون
ما يقارب أربعة ملايين آرامي من مناطق شمال وغرب سوريا الحالية إلى قلب
الامبراطورية الآشورية.
*
نقول: كان الاشوريون قد مارسوا سياسة سبي الشعوب المغلوبة والثائرة وخاصة من
الاراميين، واشتهر أجدادنا من الكلدان/الآراميين بمقاومتهم الجبارة لملوك أشور
وحروبها التوسعية. اما بخصوص قوله "أربعة ملايين آرامي" فاننا لا نعلم من اين
اتى بهذا الرقم. وخاصة ان الباحثين الثقات الذين درسوا العلاقات الأشورية
الآرامية لم يذكروا هذا الرقم لعدم وجود احصاءات عن هذا الموضوع !
*نقول
ايضا: ان مناطق الشمال أي "بيت نهرين التاريخية" هي الجزيرة السورية التي أطلقت
عليها التوراة بكل صواب اسم "آرام نهرين". أما تعبيره "غرب سوريا" فهو خاطئ لأن
غرب سوريا هو البحر و هو يقصد بلاد آرام التاريخية. الحقيقة الناصعة هي ان
تسمية "بيت نهرين" لم تطلق بتاتاً على بلاد أشور أو بلاد أكاد، لكنها اليوم
تحولت الى مصطلح حديث يقصد به العراق.
*اما
عن انتشار القبائل الارامية فنقول بانها إنتشرت منذ القرن العاشر ق.م على ضفاف
دجلة في بلاد أشور ذاتها، ومن يريد أن يتعرف على إنتشار تلك القبائل عليه
العودة الى كتاب إدوارد ليبنسكيLIPINSKI,
E, The Arameans: Their Ancient History, Culture, Religion.
In Orientalia Lovaniensia Analecta. T-100 (2000).
وهنالك بحث مهم يلقي كثير من الأضواء على دور الآراميين داخل بلاد أشور وكيف
بدأت "اشور" تصبح ارامية عشرات السنين قبل سقوط الإمبراطورية.
THE ARAMAIZATION OF ASSYRIA: ASPECTS OF WESTERN IMPACT
http://www.aramaic-dem.org/English/History/Hayim-Tadmor.pdf
ج – كتب روبين بيث شموئيل أيضا: "فأنتج هذا
التمازج اللغوي: لغة شعبية مشتركة لا تنتمي إلى أي من اللغتين الساميتين
الشقيقتين، بل إستقلت بنفسها وغدت تحكى في كل من آشور وبابل منذ القرن الثامن
قبل الميلاد وحتى يومنا هذا، ووصلنا منها أدب شعبي شفاهي غزير ما زلنا نتداوله
في حياتنا الثقافية والإجتماعية. ..."
*
السيد بيت شموئيل يرمي افكاره بدون براهين علمية ليخدع القارىء بان هناك لغة
جديدة، بقوله:" فأنتج هذا التمازج اللغوي: لغة شعبية مشتركة لا تنتمي إلى أي من
اللغتين الساميتين الشقيقتين"...
*يقول:
لغة (جديدة) مستقلة! كانت تحكى في أشور و بابل؟
*ياللعجب!
لقد تعلم اليهود اللغة الآرامية اثناء سبي بابل وحافظوا عليها وعلى إسمها
الآرامي مئات السنين. ترى لما لم يتعلم اليهود تلك "اللغة الجديدة" التي
إخترعتها مخيلة السيد روبين بيت شموئيل؟ ان هدفه في فصل أرامية السريان
المشارقة عن الارامية الام هدف فاشل للغاية.
د – يقول بيث شموئيل: "وعليه نميل إلى الإعتقاد
ان تلك اللغة هي السورث عينها التي نستخدمها اليوم، طبعاً مع ضريبة التطور
اللغوي الذي صاحبها كل هذه الحقبة الطويلة وكأي لغة حية."
*السيد بيت شموئيل " يميل إلى الإعتقاد " فهو يعرف في قرارة نفسه بأنه لم يقم
بأية دراسة تاريخية لغوية عن اصل هذه اللهجة الارامية الشرقية، وأن نظريته هي
تفسيرات ملتوية هدفها تزييف إسم وهوية اللغة الآرامية السريانية، لاستخدامها
لخلق قومية وهمية.
لكن للأمانة التاريخية لم يطلق السيد بيت شموئيل مباشرة التسمية الأشورية على
السورث، ولكن على القارئ أن يفهم هذه النتيجة من خلال الاسطر ومن هذه الجملة
"وبهمة الآشوريين أنفسهم ... حصل لها تطور لغوي كبير وتمتعت بأدب إنساني
متميز".
ثالثا - هل نجح السيد بيت شموئيل في تزييف تاريخ لغته الأم ؟
أ. إن المحاولات المستمرة للبعض من اخوتنا من
السريان المشارقة لتزييف إسم وهوية لغتهم الأم لن تكون محط فخر لأولادهم
وأحفادهم في المستقبل، بل ستكون عبئاً ثقيلا عليهم. لأنه لا أحد يستطيع التلاعب
بالحقائق التاريخية وان يخدع العلماء المختصين في تاريخنا ولغتنا لانهم يعرفون
الحقيقة التي صنعوها هم من خلال دراساتهم وابحاثهم العلمية لاكثر من مئة سنة
مستمرة. واذا كان المشاركون في ذلك المؤتمر لم يوجهوا أي نقد علمي للأستاذ بيت
شموئيل حول افكاره غير العلمية فهذا لا يعني أن بقية السريان والعلماء الأجانب
سيصدقون تفسيراته الوهمية واجندته المخفية ومحاولاته الواهية لخلق قومية جديدة.
ب - لا شك هنالك كلمات أكادية عديدة قد دخلت الى
اللغة الآرامية و منها الى اللغة العربية ككلمة النفط مثلا لكن دخلت كلمات
ارامية كثيرة ايضا الى اللغة الاكادية. راجع مثلا دراسة العلامة كوفمان :The
Akkadian Influences on Aramaic
حول العلاقات بين هاتين اللغتين حيث ذكر أن هنالك أكثر من ٣٠٠ كلمة أكادية قد
دخلت الى اللغة الآرامية. هذا العالم الذي درس الأكادية و الآرامية لم يستنتج
أن أن إحتكاك هاتين اللغتين قد أوجد لغة جديدة كما يدعي شموئيل.
ج - بعد دخول اليونان الى الشرق و معهم الحضارة
اليونانية الغنية دخلت مئات الكلمات اليونانية الى اللغة الآرامية السريانية
ومن يدقق في قاموس إبن علي السرياني الشرقي من القرن العاشر يجد الكلمات
اليونانية بكثرة. ورغم هذا لا يوجد أي باحث متخصص يدعي أن اللغة الآرامية قد
إمتزجت مع اليونانية وأعطتنا "لغة جديدة" كما الحال لدى شموئيل، ولكن بكل بساطة
ان اللغة اليونانية قد أثرت في تطور اللغة السريانية الى حد كبير جداً !
د - عندما يعرف السبب يبطل العجب : مع إحترامي
للسيد بيت شموئيل اقول: إن افكاره غير علمية لأنه غير صحيح أن إحتكاك الأكادية
مع الآرامية قد أوجد لغة مستقلة جديدة. لقد رمى السيد بيت شموئيل "فكرة جديدة
تقوم على العاطفة وليس على العلم". لا شك سيتقبلها أغلب دعاة الفكر الأشوري
لانها تناسبهم، ولكنها لن تدخل الى الجامعات المتخصصة في تاريخ اللغات الشرقية
لأن هناك مصفاة تصفي الافكار العلمية من الخرافات والخزعبلات.
ه – نقول للاستاذ بيث شموئيل: ان افكارك المبنية
على القرائن الوهمية والتفسيرات الملتوية، لن تعمر طويلا لأنه لا أحد قد عاين
قرائنك و لا أحد قد سمع قبلك بوجود "لغة جديدة مستقلة" متحدرة من الأكادية و
الآرامية. لا شك أن اليهود قد تعلموا الآرامية في بابل (ولم يكن هناك لغة
جديدة) و كل العلماء يؤكدون أن سيدنا يسوع المسيح قد تكلم اللغة الآرامية لذلك
أنصحك أن تترجم بحثك الى لغة أجنبية حتى تحافظ على حقوقك كمكتشف للغة قديمة
جديدة وخاصة لأنك تعتقد أن تلك اللغة هي السورث!
رابعاً - هل مديرية الثقافة السريانية هي مسؤولة عن محاولات التزييف؟
أ - إنها المديرية التي يقوم بزيارتها الكثير من
رجال الدين من مختلف الكنائس السريان متوهمين أنها تدافع عن ثقافتنا و حضارتنا
السريانية أي الآرامية. لكن هذه المديرية تستخدم التسمية السريانية ظاهريا و
لكنها ضمنياً تعمل من أجل التسمية الأشورية المزيفة لتفرغ هويتنا السريانية
الآرامية الصحيحة من مضومنها العلمي الصحيح.
ب - قد يكون بعض السريان يؤيدون هذه المديرية
بمشروعها هذا لأنها تنشر لهم أعمالهم الأدبية، لكن أكثرية السريان مخدوعين بإسم
هذه المديرية ولا يعرفون أنها تشوه الثقافة السريانية عندما تروج أو بالأحرى
تنشر صورا (بريئة) وتبدل إسمنا السرياني و بلغتنا الى لفظة
ܐܣܘܪܝܝܐ
"
أسورايا الوهمية،"
أي بزيادة حرف الألف في بدايتها ليصبح معناه (اشوري) بدلا من "سرياني" كما في
الصورة.
ج - مديرية الثقافة السريانية هي مسؤولة عن ما
جاء من تزوير لتاريخ وهوية اللغة السريانية الآرامية في ذلك المؤتمر لأنها حصلت
على نسخ من محاضرات المشاركين مسبقاً. إذا كان الأستاذ روبن بيت شموئيل لم
يتجاسر على اطلاق تعبير "اللغة الأشورية" على السورث، فإن الكاتب عوديشو ملكو
قد شارك ببحث عنوانه غير علمي و هو "تصريف الفعل في اللغة الآشورية المعاصرة".
د - إن مديرية الثقافة السريانية بمراوغتها تشكل
خطرا على إسم لغتنا العلمي وهي تشجع المتطرفين في عنادهم في تزييف إسم وهوية
لغتنا السريانية الآرامية عندما تفسع لهم المجال لينفثوا سمومهم من خلالها.
نتمنى على كل الباحثين الذين شاركوا في هذا المؤتمر واستخدموا التسميات
التاريخية والعلمية الصحيحة للغتنا الأم أي السريانية والآرامية، ألا يشاركوا
في مؤتمرات تستخدم هذا التعبير المزيف "اللغة الأشورية". لأن السريان باعتمادهم
على تاريخهم وعلى جميع العلماء المتخصصين بالسريانية يعرفون جيدا ما هو إسم
لغتهم الأم. ان مشاركتكم ايها الاخوة بمؤتمرات تخلط العلم بالخرافة ومشاركاتكم
القادمة سوف تخلق بلبلة بين السريان لأنكم تستعملون الإسم الصحيح للغتنا لكنكم
تهملون الدفاع عنه عندما تتركون بعض المتطرفين يسمونها أمامكم باللغة الأشورية
دون ان تتدخلوا لتصحيح الوضع؟
نتمنى من رجال دين كنائسنا السريانية الغيورين الذين سيزورون مستقبلا مديرية
الثقافة "السريانية "أن يطالبوا مديرها ليثبت لهم في أي نص سرياني شرقي أو
سرياني غربي وجد إسمنا التاريخي بصيغة
ܐܣܘܪܝܝܐ
"
أسوريويو / أسوريايا " عندما كتبه وعلقه في احد احتفالات المديرية ؟ كما اننا
نتمنى عليهم ان يطالبوه بالتوقف من تحويل مديرية الثقافة منبراً لمزوري اسم
لغتنا وبوقاً للمتطرفين لتزييف ثقافتنا السريانية.
هنري بدروس كيفا |