كل خطوة نخطوها يجب أن تكون نحو هدف معين
هذه
الحكمة الشرقية القديمة هي عنوان الكتاب الأخير للرئيس الفرنسي
السابق جاك شيراك
" Chaque pas doit etre un but ".و
كان
إعترف الرئيس شيراك مؤخرا أن حديقته السرية هي محبته الى الشعر
و
الفلسفة اليابانية بشكل خاص . إنني شخصيا صرت أكره الشعارات
لأن أغلبها شعارات كاذبة و خادعة خاصة في الحقل السياسي ولكنني
فعليا أعجبت بعنوان هذا الكتاب و أتمنى من القراء أن يأخذوه كشعار
لهم في حياتهم اليومية لأن إنتصاراتنا لا تأتي " صدفة " و لكن بعد
نضال طويل و تضحيات جمة لا يعرفها الآخرون.
أولا
- الإختيارات الصعبة
أ - لقد تعودنا في شبابنا أن نتمنى
ما نريد تحقيقه في العام الجديد ، البعض
منا كان يريد أن يتوقف عن التدخين و البعض الأخر كان يريد أن يرفع
مستواه الرياضي و ان يكون ضمن فريق رياضي مشهور . طبعا كنا
نشجع كل أخ كان يحاول أن يتوقف عن التدخين و كنا نذكر إخوتنا
الذين يطمحون الى تحقيق تفوق في الرياضة و هم يدخنون سيكارة تلو
السيكارة أنهم يجب أن يتوقفوا عن التدخين أولا و إن تحقيق إنتصارات
رياضية يبدأ بتضحيات صعبة.
ب
-
الإختيار هو موت
!
نسمع من حين الى آخر أن السرياني عنيد و بالفعل كان بعض إخوتنا
من الراغبين في التفوق في الرياضة الذين لم يتوقفوا عن التدخين
يرددون
"
أريد أن أنجح ولكنني لا أستطيع أن أتوقف عن التدخين".
و سرعان
ما يتذكر ذلك الشاب مراحل تدرجه الرياضي و نصائح المدرب أن
التدخين سيكون حاجزا يمنعهم من إعطاء قوتهم الحقيقة و غالبا ما كنا
نتذكر ما تعلمناه في دروس الفلسفة
" choisir c'est mourir"
أي
عندما تختار مهنة معينة تحبها عليك أن تتوقف عن عادات كثيرة
و أن تضحي من أجل إختيارك
.
ثانيا - شعار " الوحدة" بين الأحزاب و المؤسسات و المواقع السريانية.
أ- إنني عن قصد لم أتكلم عن
الكنائس السريانية لأنني شخصيا لا أعتقد
أنها " تناضل" من أجل الوحدة و لكنها تدافع عن مفاهيمها أمام بقية
الكنائس و بعض رجال الدين يعتقد أن الإنقسامات الدينية الطائفية قد
ترسخت و أننا لا نستطيع شيئا . إنني لا أوافق على هذا الرأي و أتمنى
من شعبنا السرياني العلماني أن يؤمن أن وحدتنا هي أمر ممكن لأننا
كنا - في الماضي
-
شعبا واحدا رغم المسافات الشاسعة و الإنقاسامات
الدينية
!
ب - بعض الأحزاب السريانية هي سريانية
بالإسم فقط
بعض الأحزاب السريانية ترفع شعار الوحدة و من أجل تحقيق هذه
الوحدة المزعومة تسمح هذه الأحزاب و مواقعها و مؤسساتها بتزوير
هويتنا الى " أشورية و إسبانية وغيرها.
لقد تعرض الشعب السرياني
الآرامي الى أبشع حرب إبادة عرفها التاريخ و قد إستشهد حوالي 200
ألف من شعبنا السرياني ، بعض المؤسسات السريانية تدعي أنهم
700
ألف أشوري ! الأحزاب و المواقع السريانية التي تنشر هذه الإدعاءات
الكاذبة لا تعمل من أجل الوحدة و لكن من أجل إضعاف الشعب السرياني
الآرامي: السؤال الذي يطرح هو هل هذه الأحزاب و المواقع تعمل
بكامل وعيها أو بدون قصد ؟ كل حزب أو موقع
سرياني يدعي أن لشعبنا
السرياني جذور أشورية أو حثية أو إسبانية فهو يحاول الإختباء وراء
الإصبع كما يقول اللبنانيون ! هذه الأحزاب و المواقع تخسر مصداقيتها
بين السريان المثقفين
.
ج - هل نبحث عن وحدة سياسية مصطنعة أم وحدة
تاريخية حقيقية ؟
كل
الشعوب المجاورة لنا تتقدم و تتطور إلا شعبنا السرياني / الآرامي
لأن الفكر القومي بين السريان في بداية القرن العشرين قد خلط بين
تسميتنا السريانية التاريخية و التسمية الأشورية الحديثة و صار من
واجبنا
أن نكون " أمينين" لهذا الفكر القومي بدون أن نتحقق في طروحاته
.
كان الفرنسيون يدعون و يعلمون في منهاج التعليم الدراسي إن سائقي
التاكسي في باريس قد ساعدوا كثيرا الجيش الفرنسي في تحقيق الإنتصار
ضد الالمان في معركة
La Marne
سنة 1914 . لقد قدم أحد الباحثين
دراسة تاريخية يثبت فيها أن الجنود
)
حوالي 5000 ) الذين تم نقلهم
بواسطة حوالي 1300 تاكسي لم يشاركوا فعليا في المعركة و حتى أن
وصولهم الى الجبهة كان بعد إنتهاء المعركة
!
من يريد مزيدا من المعلومات حول هذا الموضوع ليدخل الى الرابط
http://fr.wikipedia.org/wiki/Taxis_de_la_Marne
بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى أكرمت الحكومات الفرنسية كل من
ساهم في تحقيق النصر . و قد شاع بين الفرنسيين جميعا أن سيارات
التاكسي و أغلبها من ماركة
Renault
قد لعبت دورا كبيرا في تحقيق
الإنتصار . و
قد أصدرت فرنسا طوابع بريدية لذكرى مشاركة سيارات
التاكسي . أنظر الى الرابط
http://francetimbres.perso.infonie.fr/CH09/T6425.html
السؤال هل يحق لنا أن نتحقق في طروحات الرعيل الأول من القوميين
السريان ؟ هل أن المعلم اللغوي نعوم فائق يتحول الى " مؤرخ"
في
تاريخنا و هو أصلا لم يكتب أبحاث حول تاريخنا أو هويتنا
!
د - المتطرفون يتسترون تحت شعار الوحدة و الرعيل
الأول
!
يحاول بعض إخوتنا الذين يدعون بجذور إسبانية أو أشورية وهمية
خداع السريان الطيبين فتارة يقولون عن أنفسهم أنهم سريان و طورا أنهم
أشوريين و حجتهم الواهية أن الرعيل الأول من القوميين السريان كانوا
لا يفرقون بين سرياني و أشوري و هم يتوهمون أن مفاهيم الرعيل الأول
هي " منزلة" أو أنه لا يحق لنا مناقشتها!
إذا كانت بعض الأحزاب و المواقع و المؤسسات السريانية ترفع
شعار " الوحدة السريانية" حسب مفهوم " الرعيل الأول" فإنه من
واجبها أن تنشر " الدراسات التاريخية" إن وجدت حول هويتنا التي
تركها لنا الرعيل الأول
!
نحن
نؤمن و نناضل من أجل وحدة تاريخية حقيقية مبرهنة بمصادرنا
السريانية التي تؤكد أن أجدادنا من مار افرام الارامي الى ابن العبري
كانوا يؤمنون أن جذورهم و هويتهم هي السريانية أو الآرامية
!
ثالثا - لما لا يكون هدفنا المعلن هو
"
معرفة تاريخنا الحقيقي" ؟
إنني أكره الشعارات المزيفة و أشفق على إخوتنا السريان الذين يدعون
بالغيرة و النضال من أجل الوحدة و لكنهم لا يريدون" التحقق" من
طروحات الرعيل الأول و يرفضون تاريخنا السرياني / الآرامي كما
هو على حقيقته
.
لقد كررت مرارا إن عدونا الأول هو
"
الجهل" و إن " معرفة " تاريخنا
يساعدنا كثيرا من أجل " وحدة حقيقية دائمة".
إنني أطرح على كل الإخوة
من السريان الذين يناضلون من أجل الوحدة أن تكون لهم الشجاعة الفكرية
أن تكون كل خطوة من خطواتهم من أجل معرفة تاريخنا الحقيقي
.
يقول لنا المسيح " الحق يحرركم " نعم إن المعرفة الحقيقية لجذورك
سوف تحرركم من كل الطروحات المزيفة و
التحليلات الخاطئة
!
ليكن حبنا لأمتنا السريانية / الآرامية دافعا لنا لمعرفة تاريخها
الحقيقي
!
ليكن هدفنا المعلن العمل من أجل وحدة أمتنا السريانية الآرامية فعليا
و ليس شعارات
! |