دفاعا
عن لغة و هوية أجدادي الآراميين
منذ سنوات أتعرض لحملة من بعض الكتاب المسيسين الذين يدافعون
عن
التسمية الاشورية المزورة لهوية السريان الآراميين
بعض الإخوة
المغامرين يروجون إنني كنت أدعي بهوية أشورية إستنادا الى أطروحة
الماجيستر التي قدمتها في الجامعة اللبنانية سنة 1982 م و كانت
بعنوان " نكبة السريان الرهاويين 1924
".
لقد وجدت اليوم تعليقا لسيد مجهول يكتب تحت إسم
Eissara
في
موقع
عنكاوا ( إثارة إسم على مسمى ) و هو المجهول يدافع عن الفكر
الأشوري
المزور و يعتقد أويوهم القراء بأنني لأنني ذكرت في أطروحتي
أن
التسمية السريانية مشتقة من أشور فهذا يعني أن التسمية السريانية هي
مرادفة للتسمية الأشورية
!
من الممكن الإطلاع على تعليقه على هذا الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=351496.0
أولا -
ما مدى صحة هذا الإقتباس ؟
كتب السيد
Eissara :
و ننقل
حرفيا ما كتبه السيد كيفا " " رأي ثالث وهو الأهم يرى بأن تسمية
"سريان" قد جاءت من إسم آشور "الآشورية"، ذلك ان اليونان أطلقوا هذه
التسمية على كل المنطقة بسبب وقوعها تحت السيطرة الآشورية. وقد قلب
اليونانيون الإسم الى لغتهم فأصبح "اسيريان"، اما العرب فقد أخذوا
هذه التسمية من اليونانيين وزادوا عليها حرف "اللام" معتبرين ان حرف
السين هو حرف شمسي فقالوا
"السريان".
من الصعب ان نجزم بشكل قاطع بين هذه الآراء الثلاثة، لكننا نرجح
الرأي الثالث خاصة وأن اللغة الأرمنية قد حفظت لنا التسمية "اسوري"،
إذ ان الأرمن لا يزالون حتى اليوم يطلقون تسمية "اسوري"
على كل "سرياني" و "اشوري". (إنتهى الإقتباس(.
إنني
لا أعتقد أن السيد
Eissara
قد إطلع على أطروحتي المتواضعة
فهو لا
يذكر الصفحة و هو يدعي أنها أطروحة دكتورا بينما على الغلاف مكتوب "
رسالة أعدت لنيل شهادة الماجستير" . لقد نقل السيد
Eissaraمن
كاتب آخر لا يعرف أصول النقل لأن النص ناقص
:
فيا سيد
Eissara
بعد الجملة الأخيرة التي ذكرتها " ... إذ ان الأرمن لا يزالون حتى
اليوم يطلقون تسمية "اسوري" على كل
سرياني و اشوري"
. صفحة 17
.
الجملة التالية " و من المؤكد ان هذه التسمية
اطلقت
على الاراميين المسيحيين فصارت كلمة " سرياني"
تعني
مسيحي و
كلمة " ارامي" تعني وثني . و خير دليل على ذلك هو لوقا
الانجيلي
الذي اطلق التسمية " السريانية" على نعمان الارامي قائد
جيش
الاراميين . " و برص كثيرون كانوا في اسرائيل في زمن اليشع
النبي و
لم يطهر واحد منهم الا نعمان السرياني" لوقا
4/12
.
هذا يؤكد
لنا ان التسمية اطلقت على الاراميين منذ القرن الاول
".
السيد المجهول المختبئ تحت اسم
Eissara
أنت لست
أمينا في
النقل ،
ولا يحق لك أن توهم القراء إن مجرد ذكري أن التسمية السريانية
مشتقة من
الاشورية فهذا لا يعني إنني إستنتجت ان التسمية السريانية
هي
مرادفة للتسمية الاشورية ! هذا تزوير وقح لأنني في نفس النص
أؤكد أن
التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الآرامية
!
ثانيا -
التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الآرامية.
مشكلة بعض إخوتنا السورايي الذين يتطرفون في الدفاع عن طروحاتهم
الخاطئة هي كسلهم الفكري و تقاسعهم عن البحث و التدقيق
.
لقد
حاولوا مرارا أن يشوهوا ما ورد في أطروحتي و نقلوا عنها بعض
السطور
من خلال نص واضح متوهمين " أنهم يخدمون قضيتهم
الأشورية
"
المزورة
لتاريخ و هوية أجدادي الآراميين
.
فإلى السيد
Eissara
غير
المعروف والى كل " مغامر" في البحث
عن
هويتنا التاريخية
:
في المقدمة و في الصفحة الأولى من أطروحتي " نكبة السريان
الرهاويين 1924 " ذكرت حرفيا
"
أردنا أن نكتب عن الشعب
الارامي السرياني الذي فرقته المذاهب
المسيحية
المتخاصمة".
تتألف
أطروحتي من مقدمة وخاتمة وخمسة فصول وهي:
الفصل الأول
=
الاراميون السريان . صفحة
(7)
الفصل الثاني = الاراميون السريان في الرها
.
صفحة
(21 )
الفصل الثالث = السريان و السلطنة العثمانية .صفحة
(41)
الفصل الرابع = العادات و التقاليد عند السريان الرهاويين .
صفحة(57)
الفصل الخامس=
نكبة السريان الرهاويين . صفحة
(72)
لقد إقتطع السيد
Eissara
نصا من
الفصل الأول من أطروحتي
و عنوانه
"الاراميون السريان " و هذه هي فصوله
أولا
-
أصل
الاراميين و موطنهم
.
ثانيا - الممالك الارامية
:
أ - أشهر الممالك الارامية
.
ب - حروب الاراميين و انفضاء ملكهم
.
ثالثا - اللغة الارامية
.
أ - سهولة اللغة الارامية و انتشارها
.
ب - اللغة الارامية- السريانية اليوم
.
رابعا - تسمية الاراميين بالسريان
:
أ
-
دخول
الاراميين في الديانة المسيحية
.
ب- إختلاف آراء المؤرخين و الباحثين
حول التسمية السريانية.
ج - كنيسة انطاكيا
.
أخيرا لقد ذكرت في الخاتمة صفحة 89:
"
تخلي الشعب عن اراميته و الإنتماء الى العقيدة المسيحية . إذ أن
آباء الكنيسة القدماء ، اتلفوا كل اثر ارامي بحجة انه
وثني. و كان
الاسم
الارامي يعني الوثني و الاسم " السرياني " يعني " المسيحي
".
ثالثا
- البحث التاريخي هو عملية مستمرة غايتها نشر الحقائق
.
أ - لقد طلب مني مرارا أن أطبع
أطروحتي و كنت أرفض دائما لأن
أطروحتي
التي حضرتها خلال سنة واحدة 1982 حيث كانت الحرب
اللبنانية مشتعلة و المكتبات مغلقة لأن الطرق غير آمنة. و قد حوت
أطروحتي
بعض الأخطاء و المفاهيم التاريخية الخاطئة مثلا عندما
إستنتجت
في الخاتمة أن الشعب السرياني قد تخلى عن إنتمائه الآرامي
و طبعا
هذا غير صحيح لأنني عندما كنت طالبا أحضر أطروحة
دكتورا
في جامعة السوربون ، إكتشفت عشرات النصوص السريانية
التي
تثبت أن السريان لم يتخلوا عن إسمهم الآرامي و هويتهم الآرامية
.
و قد إكتشفت أيضا أن التسمية السريانية لم تكن تعني المسيحي لا في
الأجيال
الأولى كما يؤكد المطران أوجين منا و لا في القرون الوسطى
كما
يعتقد بعض رجال الدين السريان
.
ب - أن شهادة الليسانس في التاريخ التي
حصلت عليها في الجامعة
اللبنانية هي حصيلة أربع سنوات في دراسة التاريخ بشكل عام . و للأسف
لم يكن يوجد تاريخ شعبنا الآرامي السرياني . و عندما أردت
أن أكتب
أطروحتي حول تاريخ مدينة أجدادي السريان الرهاويين
كان من
الطبيعي أن أطلب مساعدة الأستاذين أبرهوم نورو و يوسف
نامق
رحمهما الله . الأول كان باحث ضليع في اللغة السريانية و الثاني
أديب
شاعر . لقد ساعدني الأستاذ أبرهوم نورو بفتح مكتبته الغنية لي
و سمح لي
أن أستعير بعض كتبه خاصة " إديسا المدينة المباركة
"
لمؤلفه
J.B SEGAL
الذي
أعيد نشره
http://www.gorgiaspress.com/BOOKSHOP/p-362-segal-j-b-edessa-the-blessed-city.aspx
و لكن الأستاذ أبرهوم نورو كان يؤمن أن الشعب السرياني هو خليط
من
الشعبين الآرامي و الاشوري وعندما طلبت منه من أين إشتقت
التسمية
السريانية ذكر لي أنها مشتقة من الشعب الاشوري و أن الشعب
الأرمني
لا يزالون يسمونا " اسوري!
" بعد
حصولي على منحة التخصص من الدولة اللبنانية و هي لمدة خمس
سنوات
إستطعت أن أتفرغ كليا للبحث حول تاريخ السريان و كانت
أطروحة
الدكتورا في جامعة السوربون وهي حول أسباب استقلال
الكنيسة
السريانية الآرامية المناهضة لمجمع خلقيدونيا : هل هي أسباب
قومية أم
أسباب عقائدية ؟ فأطروحتي لها علاقة مباشرة حول هوية
السريان
الآراميين و وجدت بعد أبحاث عديدة أن التسمية السريانية
ليست
مشتقة من الشعب الاشوري و لكن من التسمية الإدارية الفارسية
"
اسورستان " و أن الشعب الأرمني يستخدم لفظتين للإشارة الى شعبنا
واحدة للشعب السرياني الآرامي و الثانية للشعب الاشوري
.
لقد إلتقيت بالأستاذ أبرهوم نورو في أواخر التسعينات من القرن الماضي
في منزل الوجيه السرياني حنا حنوش في باريس . و كان
الأستاذ
أبرهوم نورو - رحمه الله - قد طلب حضوري و كان لقاء
عاصف
بدون مجاملات حيث ألقيت المسؤولية على الأستاذ أبرهوم
نورو في
تبني الفكر الاشوري المزيف لهويتنا السريانية الآرامية
.
و قد
أشرت الى مغالطات الأستاذ أبرهوم نورو حول هويتنا الآرامية
في عدة
مقالات . نشرتها في مجلة بهرو سوريويو و هي بعنوان
"آثار
آرامية في باريس" سنة 1993 ممكن الإطلاع عليها على الرابط
http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=26631
و
قد ذكرت فيها حرفيا " احتلال الاشوريين لسوريا كان بفضل قوتهم
العسكرية وقمعهم الدموى لكل ثورة، وليس بفضل وجود
شعب اشوري في سوريا كما يحاول، ان يروّج الاستاذ ابروهوم نورو..".
أما الأستاذ يوسف نامق رحمه الله فهو ذكر أمامي " السريان هم
آراميون و لكنهم يجهلون ذلك"
.
رابعا
- بعض التعليقات على السيد
Eissara
سؤال مهم :
لما الباحثون في التاريخ يتحققون من معلوماتهم التاريخية
و يتحلون
بالنزاهة ؟ الجواب لأنهم يستخدمون المصادر المنشورة و لأنهم
يعرفون
أن كل باحث يستطيع مراجعة أبحاثهم و التدقيق قبل الحكم
عليها .
السيد
Eissara
لا يبحث
عن هويتنا التاريخية و همه الوحيد
هو
الدفاع عن هوية أشورية مزورة و " لغة أشورية"
وهمية لأن
الشعب
الأشوري كان يستخدم اللغة الأكادية و كان يسميها اللغة
الأكادية
.
أ - كتب السيد
Eissara "أعجب
لأمر أولئك الذين يطلقون علينا الأسماء المحرّفة فقط لأن عندهم عقدة
مزمنة وخوف من الآشورية...فهم يدركون جيداً بأنه الإسم الوحيد
والصحيح للأمة الآشورية بكافة كنائسها"
التسمية الأشورية لم تطلق على شعب السورايي و لم تطلق على اللغة
السريانية الآرامية . و الإسم الإسم الاشوري ليس " الإسم الوحيد
والصحيح" لأمتنا السريانية الآرامية . للأسف الشديد يحاول بعض
إخوتنا
الدفاع عن الفكر الاشوري المتحجر . الفكر الاشوري هو
عقدة
مزمنة و من يريد أن يناضل من أجل وحدة شعبنا عليه أن
ينتصر
على ذاته أولا . الفكر الاشوري ليس " حلا " من أجل وحدتنا
كما يدعي
الأخ
.Eissara
ب -
كتب السيد
Eissara
متعجبا
" لست أدري لماذا السيد كيفا يتهم وينعت من يتفوه بالحقيقة بكلمة
"تسميم" و "تزوير".
السيد
Eissara
يعيش في
عالم غريب حيث تتحول الأكاذيب السياسية
الى
حقائق تاريخية ، نحن نعيش في عالم اليوم الواقعي حيث أن كلمة
"
حقيقة " أو " حقيقية تاريخية " لها نفس المعنى الأكاديمي . و إذا
عدنا
قليلا
الى إسم لغتنا العلمي و التاريخي في كل جامعات العالم نرى أنه
"
اللغة السريانية / الآرامية " و ليس الإسبانية أو الأشورية . و من
يدعي
أن إسم
لغتنا التاريخي هو الإسبانية أو الأشورية أو الكلدانية فهو منافق
و يعمل
فعليا من أجل تسميم و تزوير إسم لغتنا و هويتها الآرامية
.
ج -
يسألني السيد
Eissara "
وأسأل
السيد كيفا لماذا اليوم تناقض نفسك بنفسك؟"
إنني في
أطروحتي أؤكد أن هويتنا السريانية هي آرامية و قد نشرت
عنوانيها
و ما ورد فيها
.
لقد ذكرت
فيها بشكل واضح أن السريان هم
آراميون
و أن لغتنا هي آرامية فأين
التناقض يا سيد
Eissara
؟
لقد سمحت لي الأيام أن أبحث في تاريخ شعبنا السورايي و أدقق فيه
و
أصحح الكثير من الأخطاء و الطروحات المزورة و قد شرحت
أين هي
الأخطاء مع براهين و نصوص واضحة . إن هويتنا
آرامية
و لا أحد
يستطيع أن يتلاعب في تفسير تاريخنا على حسب الفكر
الذي
يؤمن به
.
في النهاية يا سيد
Eissara
أنت لست
أول من يحرف تاريخنا من
اجل
تسمية مزيفة و لن تكون الأخير و أنا لست
المدافع الاول عن هويتنا
الآرامية
و لن اكون الاخير . " الوعي القومي " بين الغيورين السورايي
أي
السريان هو سيكون الحكم!
ملاحظة أخيرة : سيد
Eissara
أرجو أن
ترد على المقالات التاريخية بذكر إسمك الصحيح و ذلك كي يتعرف القراء
من أي حزب حصلت عل ىشهاداتك في علم التاريخ
. |