" بعض " مطارنة السريان
الارثوذكس بين الهواية و الهوية الاشورية المزورة .
قد تكون جذور بعض السريان المشارقة تعود الى الشعب
الاشوري القديم و لكن من رابع المستحيلات أن تكون جذور السريان
المغاربة تتحدر من الشعب الاشوري : سريان طورعبدين هم آراميون ،
فعذرا من كل سرياني منخدع أو مؤمن بجذور اشورية مزيفة .
إطلعت على تعليق لأخ سرياني عنوانه " مطارنة السريان
الارثوذكس وهوايتهم الجديدة!" تجدونه على الرابط التالي:
http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Seyassah/090601.htm
المدهش في هذا التعليق أن الاخ ابو آكاد يريد الدفاع عن
هويته السريانية و هو يعترف - بطريقة غير مباشرة - بالهوية الاشورية
!
اولا - من هو " ابو آكاد " ؟
أ - لا شك هو سرياني و لكنه
بحاجة الى نظارات : المؤتمر كان حول اللغة الآرامية و عنوانه "مؤتمر
عن اللغة الآرامية في ستوكهولم " و أصحاب هذا المؤتمر يؤمنون بهويتنا
الآرامية الموحدة إذ ورد في الإعلان " مؤتمر آرامي عن اللغة الآرامية
وبالآرامية" . نحن آراميون قبل ان نكون سريان !
ب - هل يوجد علاقة بين هويتنا
السريانية و الشعب الأكادي ؟ للأسف الشديد لقد درجت موضة جديدة بين
السريان فهم من جهة يريدون الدفاع عن هويتهم السريانية و من جهة
ثانية يختارون أسماء ليس لها علاقة بتاريخ و هوية السريان ! فكم من
سرياني يتكنى أو يتلقب بأسماء غريبة عنا مثل : آكاد ، آشور ، غلغامش
، حمورابي ، أنكيدو و غيرها و هم يتوهمون أن تلك الاسماء لها علاقة
بهويتنا السريانية/ الآرامية !
غيرتك يا أخ ابو آكاد على لغتنا و هويتنا السريانية هي ناقصة ،
يجب أن تدافع عن إسم لغتنا العلمي و تلتزم بهويتنا السريانية
الآرامية بدون خلطها مع شعوب منقرضة مثل الشعب الآكادي و غيره .
ج - يظهر أن الأخ ابو آكاد قد إنزعج كثيرا من تصرف هؤلاء المطارنة
الموقرين لأنه نسي واجب الإحترام لهم و لمركزهم فهو لم يستخدم
التعابير المألوفة " سيادة المطران .... الموقر " . فهل الغضب يعمي
البصيرة ؟
ثانيا - هل معيب أن يشجع رجل الدين
الرياضة ؟
أ - الأخ ابو آكاد لم يتوفق في إختيار
عنوان ملائم لتعليقه و هذا يدل على سرعة غضبه أو عدم تمرسه الكتابة .
العنوان يتكلم عن مطارنة السريان الارثوذكس و هم في الحقيقة اربع
مطارنة كما أن القارئ يظن أن المطارنة الموقرين يمارسون رياضة كرة
القدم متناسين رعيتهم ، بينما السبب الحقيقي لنقمة السيد ابو آكاد هو
" نراهم يذهبون لحضور مباراة رياضية لا علاقة لها بالكنيسة
وبالايمان" .
ب - سيادة المطران بنيامين
أطاش و علمنا الآرامي .
لقد سهرت ليلة السبت في منزل صديق آرامي غيور و إذا بزوجته تضع
لنا برنامجا مصورا من سوريويو سات حول الفرح الكبير الذي عم الأوساط
السريانية الآرامية إثر إنتصار الفريق السرياني على الفريق الاشوري و
قد رأينا سيادة المطران أطاش الموقر يطلب العلم الآرامي و يحمله مثل
كل محبي و مشجعي الفريق السرياني ، فهل يحق لسيادة المطران أطاش أن
يشجع فريقه السرياني ؟ و هل المطران أطاش الموقر هو ضمن مطارنتنا
الذين " فقدوا اهتمامهم بلغتنا وتبنوا هوايات جديدة وعادات مدنية
غريبة لا علاقة لها بالكنيسة والايمان؟" كما علق الأخ ابو آكاد .
ج - إن تشجيع المطارنة للرياضة هو أمر
حميد " العقل السليم في الجسم السليم " . كما أن تشجيع السادة
المطارنة السريان للرياضة بشكل عام و لكرة القدم بشكل خاص لا يعني
أبدا أنهم فقدوا إهتمامهم بتاريخ لغتنا السريانية الآرامية أو إنهم
تبنوا عادات غير حميدة !
ثالثا - ما هي الأسباب الحقيقية لغضب
الأخ ابو آكاد ؟
في زيارتي القصيرة الى ستوكهلم ( أقل من 48 ساعة )
سمعت بعض الملاحظات حول تعليق الأخ ابو آكاد و هي :
- ما هي علاقة أبونا جورج ( سيادة المطران جورج صلبا الموقر) في
المؤتمر ؟
- ما هي مشكلة ( السادة) المطارنة مع
المؤتمر ؟
- لما ترك ( السادة) المطارنة المؤتمر
؟
طبعا نحن لا نستطيع أن نجيب على هذه الأسئلة الموجهة بطريقة غير
مباشرة الى المطارنة الموقرين . و بصراحة نحن لا نعرف اذا حضر هؤلاء
المطارنة الموقرين ثم تركوا المؤتمر أم إن سيادة المطران عبدالاحد
شابو الموقر هو الذي حضر ربع ساعة ثم تغيب ؟
إنني اعتقد أنه من واجبنا أن نعرف الأسباب الحقيقية لغضب الأخ
ابو آكاد خاصة و إن أكثر من 400 سرياني قد إطلعوا على تعليقه في "موقع
السريان" أي أكثر من خبر الإعلان عن المؤتمر ( أقل من 200).
أ - هل الأخ ابو آكاد هو غاضب لأن
أحد المطارنة الموقرين أو جميعهم قد تغيبوا عن مؤتمر حول لغتنا
الآرامية ؟
ب - هل الأخ ابو آكاد هو غاضب لأنهم
يشجعون الفريق الاشوري بدل الفريق السرياني ؟
ج - هل الأخ ابو آكاد هو غاضب لأن
السادة المطارنة الموقرين يؤمنون بالهوية الاشورية حسب إعتقاده ؟
لا شك إن هذه العوامل الثلاث تثير غضب الأخ ابو آكاد الصادق
فيصف " غيابهم للمؤتمر/ تشجيعهم للفريق الاشوري" بالتصرف الأرعن و
يصرخ متألما " ياللعجب!!! " . هذه التعابير تدفعنا الى الإعتقاد أن
الأخ ابو آكاد هو شاب محب لكرة القدم و ربما من القادمين الجدد من
إخوتنا السريان العراقيين .
رابعا - كيف نستطيع أن نخفف من ألم
الأخ ابو آكاد ؟
أ - الفكر القومي الاشوري
المزيف بين بعض رجال الدين السريان .
بعض مطارنة السريان يؤمنون " أن للتسمية الاشورية حسنات" و
بالتالي يسمحون لهذا الفكر المزيف لهويتنا السريانية/الآرامية
بالإنتشار بين الشباب السريان و البعض الآخر يؤمن أن التسمية
الاشورية هي تسمية قومية موحدة و طبعا بدون براهين . نحن نتمنى على
هؤلاء أن يذكروا البراهين ( و ليس الأقاويل ) التي تدفعهم الى
الإعتقاد بوجود هوية اشورية بين السريان المغاربة كي يتسنى لنا
دراستها ...
بعض المطارنة ربما لا يزالون يؤمنون بالهوية الاشورية المزورة
لهويتنا السريانية/الآرامية . لا يحق لك اخ ابو آكاد أن تذكر "
مطارنة السريان الارثودكس" لأن المطارنة الاربعة لا يمثلون كل
المطارنة السريان و الحمدلله الكنيسة السريانية الرثودكسية غنية
بمطارنة يؤمنون بالتاريخ الأكاديمي و ليس السياسي المزيف .
ب - نجح الفكر الاشوري في الإنتشار بين السريان المغاربة
لأنه كان فكرا قوميا يحارب الإنتماء الطائفي المقسم و لكنه فشل فشلا
ذريعا في إيجاد براهين علمية تثبت إنتماء السريان الى الشعب الاشوري
. بعض المتطرفين يحاولون يائسين إنكار هويتنا السريانية الآرامية
لإحياء هوية اشورية مزيفة . المتخصصون في تاريخ السريان المشارقة مثل
سبستيان بروك و المطران لويس ساكو الكلداني و الأب المؤرخ ألبير
أبونا يستخدمون تسمية " السريان المشارقة".
أغلبية السريان تؤمن اليوم بالتاريخ الأكاديمي ، المثقف
السرياني يستطيع أن يميز بين الدراسات العلمية و المقالات السياسية
المزيفة . الاخ ابو آكاد شاهد عيان لأنه حضر مؤتمرا علميا حول لغتنا
الآرامية و سمع محاضرة د. اسعد صوما المتخصص في تاريخنا و الدكتوراند
جوزيف ساوك المتخصص في اللغة السريانية .
ج - إن مجرد حضور مباراة كرة قدم
للفريق الاشوري لا يعني أبدا أن هؤلاء المطارنة يؤيدون الفكر الاشوري
أو أن الفكر الاشوري سينجح في الإنتشار أو خداع عدد جديد بين السريان
لأن التطرف الاشوري ( سرجون الأكادي هو اشوري و برديصان الآرامي هو
اشوري و حتى مار افرام السرياني فهو أيضا اشوري ، أما لغتنا
السريانية فهي إبنة الآكادية و يجب أن تسمى اشورية ...) هو العامل
الرئيسي الذي يدفع السريان الى معرفة تاريخهم و هويتهم الصحيحة .
د - إدعاءات بعض المطارنة
بالهوية الاشورية ( بدون براهين علمية) هي مجرد آراء غير علمية تفضح
جهل المدعين بتلك الإدعاءات . تستطيع يا أخ ابو آكاد أن تسمع كلمة
المطران افرام عبودي في موقع
www.bethsuryoyo.com فهو يردد أن السريان هم
أحفاد الاشوريين و عدد كبير من الأخطاء التاريخية الرهيبة و لكنك لا
تستطيع أن تسمع منه براهين تاريخية أكاديمية فهو يقول " عندما اقول
انا اشوري فهذا يعني إنني سرياني و عندما اقول انا سرياني يعني انا
اشوري " . أرجو أن تطلع أخ ابو آكاد على بحث تاريخي للدكتور اسعد
صوما عنوانه " هل لفظة سرياني تعني آشوري اليوم؟ " تجده على الرابط
http://www.freesuryoyo.org/index.php?option=com_content&task=view&id=1347&Itemid=2
كي تتمكن أن تحكم بنفسك و تجد الفرق بين الأقاويل و
البراهين !
الخاتمة :
كتب الأخ ابو آكاد " هل ذهبوا الى الملعب ليشجعوا الفريق الاشوري
ومن خلاله الحركات القومية الاشورية؟ لقد حكم المطارنة المذكورون على
انفسهم ومدى حبهم للغتنا والتعلق بالقومية السريانية".
أ - لا يوجد حركات قومية اشورية بل
بعض المجموعات من السريان المنخدعين بالفكر القومي الاشوري .
ب - لا أحد يستطيع أن ينكر وجود شعب
اشوري قديم لعب دورا كبيرا في التاريخ القديم ، و لكن وجود فريق
سرياني سمى نفسه " فريق اشوري" لا يعني أبدا وجود قومية اشورية !
ج - السريان لا ينحدرون من شعبين:
الاشوري و الآرامي كما كان يدعي الأستاذ ابرهوم نورو رحمه الله .
التسمية السريانية أطلقت على الآراميين و صارت مرادفة لهم .
د - للأسف الشديد لا يزال بعض المطارنة
السريان يطلقون نظريات حول تاريخ شعبنا السرياني/الآرامي و يغامرون
بتقديم آراء غير علمية متوهمين أن منصبهم يحميهم أو أن المثقف
السرياني سيقبل بآرائهم و لو كانت خاطئة !
ه - كل المطارنة السريان يحبون لغة
أجدادهم السريان الآراميين و لكن للأسف الشديد كل المطارنة " يتفرجون
" على عمليات التزوير بحق لغة أجدادهم ، كيف يحبون لغتهم السريانية و
يسمحون لبطريرك الكنيسة الاشورية أن يسمي لغتنا زورا باسم "
اللغة الاشورية" ؟
و - إنني لا أوافقك على فكرتك " لقد
حكم المطارنة المذكورون على انفسهم ومدى حبهم للغتنا والتعلق
بالقومية السريانية ". لأن ميول بعض من المطارنة معروفة من الجميع و
منذ زمن طويل .
ملاحظة أخيرة من المؤسف أن تعليق الأخ ابو آكاد حول عدم
مشاركة بعض المطارنة في مؤتمر حول لغتنا السريانية الآرامية مفضلين
حضور مباريات فريق سرياني يدعي الاشورية قد ألقى البلبلة بين الأوساط
السريانية . أما المحاضرات حول لغتنا الآرامية و تطورها فلا تعليقات
و لا إهتمام و لا تشجيع الى المسؤولين عن إقامة هذا المؤتمر .
شكرا لك أخ ابو آكاد آملين أن تكتب إسمك الحقيقي في تعليقاتك
القادمة أو على الأقل تختار إسما سريانيا آراميا له علاقة بتاريخ
أجدادنا. |