من يريد "وأد " اللغة الآرامية حية
؟
و لماذا ؟
من أهم منجزات الإسلام الإجتماعية هي منعه لتلك العادة القبيحة أقصد
بها " وئد البنات " و كانت هذه العادة منتشرة بين العرب في
الجاهلية . و كان العرب القدامى و لأسباب أهمها الجهل و الفقر يلجئون
الى وئد أي دفن بناتهن و هن حيات!
اليوم و بعد حوالي 1500 سنة ، نرى بعض إخوتنا
السريان ، يحاولون "دفن " لغتهم الآرامية الأم و هي " حية " ! لقد
راعني ما
كتب أحد الإخوة - تحت إسم مستعار - حول لغتنا الآرامية إذ كتب لي
"الآرامية يا أستاذ تسمية ميتة أو هوية ميتة أو محفوظة في كتب
التاريخ ، لأن
ليس ثمة من يتحدث بها من بين أفراد شعبنا، ومهما فعلت لن تستطيع أن
تبث
الحياة فيها ."
الرابط لمشاهدة الرد كاملا.
http://www.annaqedcafe.com/showthread.php?t=2093
السيد " عزيز " مخطئ في تحليلاته ، لغتنا الآرامية السريانية هي حية
بفضل عدد كبير من السريان الذين يعشقون بالتكلم بها. و بفضل الكتاب و
الشعراء الذين يكتبون بها
.
أولا - هل اللغة الآرامية هي " سليلة " الأكادية ؟
أ
-
يدعي السيد " عزيز " أن اللغة الآرامية هي سليلة اللغة الأكادية، و
يدعي أن اللغة الآرامية تفوح منها رائحة الأكادية و هو يدعي"
طبعا أقول ذلك وأنا أستند إلى المعاجم المتوفرة لدي التي تعود إلى
مؤلفين أجانب وعرب، وبعد مقارنات لغوية مستفيضة " . للأسف الشديد ،
السيد " عزيز " لم يذكر أسماء هؤلاء العلماء أو المراجع أو حتى
القواميس التي تتكلم عن هذا الموضوع
.هنالك
دراسة مشهورة جدا للعالم
KAUFMAN
عنوانهاThe
akkadian influences on Aramaic
يجب
الإطلاع عليها قبل المغامرة و الإدعاء أن الآرامية هي " سليلة "
الأكادية
!
ب-
ليس
السيد " عزيز " الوحيد الذي يؤمن بهذه النظرية المشبوهة ، لقد أصدر
سيادة المطران جورج صليبا الموقر كتابا حول اللغة السريانية عنوانه "
معلم اللغة السريانية ". نلاحظ على الغلاف لوحة فيها تطور كتابة
الأبجدية الآرامية ، و في أعلى اللوحة كتابات بالمسمارية الأكدية
.
نحن لا نعرف إذا كان سيادة المطران صليبا هو صاحب
هذه اللوحة ، و لكننا نعرف ، و بكل تأكيد ، إن الأبجدية الآرامية و
اللغة الآرامية لم تشتق من الكتابة أو اللغة الأكادية .
و من المؤسف أن سيادته قد كتب في مقدمته صفحة 20 " ... بينما لهجة
طور عبدين هي أكدية عتيقة ". ليت سيادته يقدم براهين مقنعة تثبت
للمثقفين السريان أن لهجة طور عبدين هي أكادية
!
نحن نشك كثيرا أن المطران صليبا يتقن اللغة الأكادية أو أن سريان
طور عبدين يفهمون اللغة الأكادية
!
ج - لقد إلتقيت يوم الجمعة14 تشرين الثاني بالأستاذ أفرام عيسى وذلك
ضمن مؤتمر " التأريخ عند السريان " الذي أقيم في باريس . و قد ردد
هذا الأساذ أنه بالحقيقة لا يوجد لغة آرامية و لكنها لهجة أشورية
!
فأجبته مسرعا " أنت تقصد اللغة الأكادية، لأنك كما تعلم أن الشعب
الأشوري كان يتكلم الأكادية و لم يكن له لغة خاصة " فرد علي بالإيجاب
، و هنا قلت له فورا " أنت مخطئ ، اللغة الآرامية هي لغة مستقلة عن
الآكادية وإن للدكتور أمير حراق بحث علمي حول اللغة السريانية يثبت
فيه أنها سليلة اللغة الآرامية " أجابني الأستاذ عيسى " كيف لا أعرف
د.
حراق فهو كان تلميذي ، يجب أن نطرح السؤال على
العلماء كي تتأكد من ذلك ( إشتقاق اللغة الآرامية من الأكادية ؟)"
كنت أحب أن أرد على الأستاذ عيسى " إن التلميذ قد فاق معلمه " و
لكنني أجبته
"
فقط العلماء الذين يجيدون اللغتين الأكادية و الآرامية يحق لهم الفصل
في هذا الموضوع
".
د - إن
KAUFMAN
يؤكد وجود حوالي 300 كلمة أكادية قد دخلت اللغة الآرامية ، و لكنه لا
" يدعي " أن الآرامية هي سليلة اللغة الأكادية لأنه عالم يعرف جيدا ،
أن بقية العلماء سوف يطلعون على بحثه و سوف يتعرض للنقد العلمي إذا
غامر بطرح نظريات غير علمية
.
كنت أظن في السابق إن كلمة
"
نفط " هي كلمة سريانية آرامية قد دخلت الى اللغة العربية ، و لكنني
عرفت من خلال أبحاث
KAUFMAN
أنها كلمة أكادية
. لقد أثرت اللغة اليونانية بقوة في لغتنا الآرامية السريانية و هذا
واضح في الكتب الطبية المترجمة عن اليونانية
.
إن عدد الكلمات اليونانية التي دخلت في لغتنا الآرامية السريانية
يفوق بكثير الكلمات الأكادية . هل يوجد علماء يطالبون بتسمية لغتنا
السريانية باللغة اليونانية؟
ثانيا - ما هي الأسباب التي تدفع البعض الى ترديد هذه الإدعاءات ؟
هنالك مثل يقول " إذا عرفت السبب ، بطل العجب ! " ، إنني لا أتعجب
أبدا
لأن بعض إخوتنا يرددون هذه الإدعاءات غير العلمية . إنني لم أطلع -
حتى اليوم
-
على أي بحث علمي " يشتم منه " (من فعل إشتم) أن لغتنا الآرامية هي
سليلة اللغة الأكادية ! إذا كان صحيحا إن بعض الكلمات السومرية أو
الأكادية أو الفارسية أو اليونانية أو العربية قد دخلت الى لغتنا
الآرامية السريانية ، فهذه الكلمات قد
"أغنت"
لغتنا الآرامية و ساعدتها كي تتطور و تصبح لغة علمية و عالمية . من
العار يا سيد " عزيز" الإدعاء بدون براهين أنها سليلة الأكادية! لا
يوجد مشكلة علمية أو أكاديمية حول إسم أو هوية لغتنا الآرامية ، إذن
لما يصر البعض على أنها " سليلة " اللغة الأكادية ؟
أ - إن إخوتنا الذين يؤمنون بالإنتماء الأشوري ، يحاولون بكل الوسائل
أن ينشروا هذه الفكرة " الخاطئة " بين المثقفين
.
ب - الشعب الأشوري لم يكن له لغة أشورية خاصة به بل كان يتكلم اللغة
الأكادية و كانوا يسمونها اللغة الأكادية. الفرس أيضا إستخدموا اللغة
الأكادية و تركوا لنا عشرات الكتابات قبل إستخدامهم للغة الآرامية و
طبعا كانوا يسمونها اللغة الأكادية و ليس الفارسية
.
ج - لقد أخطأ علماء الآثار في أواسط القرن التاسع عشر في إستخدام
تعبير " اللغة الأشورية " بعد فك رموز الكتابة المسمارية ، لأنهم
سرعان ما إكتشفوا أن إسمها العلمي هو اللغة الأكادية.
د
-
القواميس الجديدة و كتب القواعد "مجمعة" اليوم على إستخدام التسمية
التاريخية العلمية و هي اللغة الأكادية
.
ه - مع إنتشار الفكر القومي " الأشوري " بين السريان المغاربة و
السريان المشارقة ، إنتشرت فكرة خاطئة و هي وجود لغة قومية أشورية
بينما ثبت لنا أن الأشوريين كانوا يسمون لغتهم أكادية و ليس أشورية
!
مما أوقع إخوتنا القوميين في مشكلة صعبة : هل
إسم لغتنا هو الآرامية أم الأشورية ؟
و - لقد فشل المتطرفون منهم في فرض إسم " اللغة الأشورية
"
بدل إسمها التاريخي و العلمي " اللغة الآرامية أي السريانية " مما
دفع بعض الأحزاب الأشورية و بعض المواقع الى إستخدام تعبير " اللغة
السريانية
" .
ز
-
إنتشرت عدة مقالات " لا يشتم منها رائحة العلم " تردد تعابير جديدة
مثل " اللغة الأشورية الحديثة " أو " اللغة السريانية الأشورية
"
و حتى " اللغة الأشورية الغربية " و " آرامو
أشورية " و غيرها ، و أصحاب هذه المقالات يريدون قتل
"
اللغة الآرامية"
.
ح - لا تزال بعض المواقع تستخدم تعبير " اللغة الأشورية" و هي تدل
على تطرفها المتعمد
.
ط - إن تطرف بعض إخوتنا في إستخدام " اللغة الأشورية " يدفعنا الى
طرح السؤال التالي " هل إخوتنا الذين يؤمنون بالهوية الأشورية هم
صادقون عندما يصرحون أنهم يتكلمون اللغة السريانية ؟ أم أن قبولهم
بهذه التسمية هو موقف سياسي ؟ |