هل تناضل المرأة السريانية الآرامية مثل بطلة فيلم
"AFRICAN QUEEN"؟
أهدي هذا المقال إلى السيدات السريانيات اللواتي تعرفت عليهن مباشرة
أو عبر لقاءات قناة سوريويو سات أو عبر الإنترنت
.
شاهدت فيلم
"AFRICAN QUEEN"
منذ أكثر من 30 سنة
و أعجبني ذلك الفيلم و نصحت رفاقي لمشاهدته . لقد سنحت لي الفرصة أن
أشاهد هذا الفيلم مرة ثانية فسألت نفسي " ما الذي أعجبك و يعجبك
اليوم في هذا الفيلم القديم ( إنتاج
1951
؟")
أولا - قصة الفيلم
"AFRICAN QUEEN"
إنها قصة كتبها الروائيC.S.
FORESTER
تحولت الى فيلم أميركي
بريطاني من إخراج
John HUSTONو
هي تخبرنا عن
Rose
إداء
الممثلة
Katharine HEPBURNالتي
أمضت عشر سنوات وهي
تساعد أخاها في إرسالية مسيحية في داخل أفريقيا السوداء . تجري
حوادث الفيلم في بداية الحرب الكونية ، وقد إحتدمت المعارك على مسرح
أوروبا و في
المستعمرات التابعة للدول الأوروبية . و لكن بعد
موت أخيها، سوف تجبر
Rose
على الهرب خوفا من الألمان و ذلك
مع رجل سكير إسمه
Charlie
لعب الدور
Humphrey BOGART
الهرب سيكون عبر
قارب بخاري صغير إسمه
"AFRICAN QUEEN"
و من هنا العنوان، لقد ظننت في البداية أن الفيلم يتكلم عن
مغامرات ملكة إفريقية على طريقة هوليود السينمائية
.
و لكن في
الحقيقة هذا الفيلم يصور لنا "بطولة
" Rose
التي لم تقبل بالهرب
من الألمان و لكنها سوف تعمل لتحويل شارلي السكير الى مناضل
شرس ، و تحثه على تحويل القارب القديم
"AFRICAN QUEEN"
إلى سلاح هجومي لتدمير البارجة الحربية " لويزا " الألمانية
المتواجدة
في تلك البحيرة
!
الفيلم شيق جدا ، و القارب القديم
"AFRICAN QUEEN"
سوف
يتحدى صعاب جمة : موقع ألماني ، منحدرات مائية خطيرة ، وقوعه
في منطقة رملية قليلة المياه مما يجبر شارلي الى جر القارب في ظروف
صعبة و سوف تنزل روز لمساعدة شارلي في جر القارب
الى المياه و ذلك لتحقيق " الهدف
" .
لا شك أن عددا كبيرا من القراء قد شاهدوا هذا الفيلم ، من الممكن
مشاهدة بعض المشاهد على الرابط التالي
http://www.squidoo.com/theafricanqueen
طبعا هنالك عشرات الواقع التي تتكلم عن هذا الفيلم الرائع و تنشر
صورا
و أخبارا متعلقة بالفيلم و أبطاله و حتى بالقارب الذي " إشتهر "
لنجاح
الفيلم في بداية الخمسينات من القرن الماضي . هنالك بعض الصور
الملونة و المعبرة تجدونها على الرابط التالي
http://www.homevideos.com/revclas/2b.htm
ثانيا - نضال المرأة السريانية
الآرامية في بلاد الإغتراب.
لا شك أن المرأة السريانية تلعب دورا كبيرا للحفاظ على هويتنا
و تراثنا السرياني الآرامي العريق خاصة في بلدان الإغتراب . إذا كان
الرجل يعمل لتأمين " لقمة العيش
"
فإن المرأة السريانية في كثير من الأحيان تعمل بجانب زوجها لتأمين
لقمة العيش و تشرف على الأعمال المنزلية العديدة و تهتم بتربية
الأطفال . يعتقد الرجل السرياني أنه من الطبيعي أن يبتعد عن مسؤلياته
المنزلية بحجة أنه ذاهب لمشاهدة مباراة كرة قدم أو تشجيع فريق سرياني
يخوض مباراة مهمة
!
نحن نكن محبة و تقديرا كبيرا لكل سيدة سريانية
تسهر على رعاية أطفالها و إلى كل سيدة سريانية تعمل على " جمع "
السيدات السريانيات من أجل العمل معا لوقاية مجتمعنا السرياني من
الأخطار المحدقة به في بلاد الإغتراب
.
ثالثا - هل يحق لنا مطالبة المرأة
السريانية الآرامية
بأن تكون " بطلة " ؟ لنوضح منذ البداية و منعا لسوء الفهم ، لا أحد
يطالب المرأة السريانية أن تساعد رفيقها في النضال أو زوجها أو حتى
إبنها كي يدمر بارجة حربية عثمانية (قديمة) أو مدمرة تركية حديثة
!
البطولة التي نطالب بها المرأة السريانية ( كل أم ، كل زوجة ، كل أخت
، كل صديقة
...)
هي حث الشباب السرياني على الإبتعاد عن المنكرات ( السكر ، للأسف
المخدرات ، القمار و غيرها ...) البطولة أن تنجح المرأة السريانية في
حث شبابنا على العمل من أجل أمتهم السريانية الآرامية ! البطولة أن
تتبدل نظرة المرأة السريانية الى الشاب السرياني : ليس مهما عدد
المحلات التجارية التي يملكها و لكن المهم هو ما " قدم " أو " يقدم
"
ذلك الشاب الى أمته السريانية
.
إن
Rose
المؤمنة برسالتها المسيحية لم تتردد لحظة واحدة حين شعرت أن وطنها
بحاجة لها . نحن نطالب المرأة السريانية ألا تتوقف عن خدمة الكنيسة
السريانية التي تنتمي إليها و لكننا نطالبها بمساعدة الرجل السرياني
و توجيهه نحو الهدف الأول و هو " الحفاظ على هويتنا السريانية
الآرامية
" كخطوة رئيسية من أجل الدفاع عن " قضيتنا السريانية الآرامية " .
بعد أيام قليلة سوف يقيم السريان
"
ذكرى " لحرب الإبادة التي شنتها الحكومة العثمانية الظالمة ضد الشعب
الأرمني المسالم ثم ضد شعبنا السرياني الآرامي . إن " دمعة بكاء
صادقة " من أم سريانية أمام طفلها لهي أفضل بكثير من بطولات وهمية و
شعارات كاذبة ، لأن الطفل السرياني سوف يسأل " لما تبكين يا ماما !؟
" أترك الجواب لكل أم سريانية
.
للأسف الشديد نحن نعيش اليوم في مرحلة صعبة جدا ،
فالشعب الأرمني إستطاع أن يعرف العالم بحرب الإبادة
GENOCIDEالتي
قامت بها الحكومة العثمانية سنة 1915 ، و ها أن عدد كبير من الدول
العظمى قد إعترف بحصول حرب الإبادة ضد الأرمن . أما نحن الشعب
السرياني ، لا زلنا نتلهى بالقشور ، وننسى أن نقيم ذكرى لائقة
لأجدادنا ضحايا حرب الإبادة
.
إن بكائك أيتها الأم و الأخت و الإبنة و الصديقة السريانية في ذكرى
شهدائنا قد لا يحول شبابنا إلى أبطال و لكنهم لن ينسون بعد اليوم هذه
الذكرى الأليمة
.
إن أجمل مشهد من هذا الفيلم هو عندما نزلت
Rose
من القارب العالق بين الرمال لتساعد صديقها و حبيبها في دفع القارب
نحو المياه لتحقيق الهدف . إنني أشبه القارب بأمتنا السريانية
الآرامية الغارقة في النوم ، على المرأة السريانية أن تنزل الى ساحة
العمل إلى جانب الرجل لأن أمتنا بحاجة إلى قوة و شجاعة كليهما.
هنري بدروس كيفا |