قبائل الأنباط كانت آرامية و ليست عربية!
لقد وجدت مقالا في موقع الناقد عنوانه " ثلاثة معالم من تراث
المسيحيّة في عجائب الدنيا السبع
"
تجدونه على هذا الرابط
http://www.annaqedcafe.com/showthread.php?t=1008
إستشهدت
صاحبة هذا المقال ببحث للمطران سليم الصايغ من كتابه"
الآثار المسيحية في الأردن"
. للأسف
الشديد يردد المطران سليم الصايغ نظرية خاطئة حول
هوية الأنباط و من المؤسف أكثر أنه لم يذكر أن الأنباط كانوا يتكلمون
اللغة الآرامية و قد تركوا لنا مئات النصوص باللغة الآرامية
.
يتحجج بعض علماء الآثار أن أغلب أسماء الأنباط هي عربية وبالتالي
يدعون أن الأنباط كانوا عربا
.
نحن نؤمن أن الأنباط كانوا ينتمون إلى القبائل الآرامية للأسباب
التالية:
أ - يعدد الملك الأشوري تغلت فلأسر الثالث 745 -724 ق.م القبائل
الآرامية التي قاومته في بلاد أكاد أي جنوب و وسط العراق. نشر
العالم
BRINKMAN
في دراسته المشهورة حول تلك القبائل
A
Political History of post- Kassite Babylon 1158-722
و يعدد أسماء تلك القبائل الآرامية و عددها 36 قبيلة و من ضمنها
قبيلة نباطو. صفحة 270
ب
-
إن النصوص اليونانية العديدة التي تتكلم عن الأنباط تسميهم
الأنباط و ليس العرب.
ج - إن العرب أنفسهم لم يطلقوا التسمية العربية على الأنباط و لكن
على
السريان الآراميين سكان شرقنا الحبيب. وقد سأل أحد المسلمين
لأحد الأنباط : من أنتم ؟ و كان الجواب بما معناه كنا نبيطا
فإستعربنا
و كنا عربا فإستنبطنا، أي أنهم خليط من الشعبين! هذا الجواب يؤكد
لنا أن الأنباط كانوا آراميين و قد إختلطوا مع العرب . المصادر
العربية
واضحة فهي تطلق التسمية النبطية على السريان سكان البلاد الأصليين
!
أخيرا ما ذكره المطران الصايغ
"
فالانباط قبائل عربية قدمت من الجزيرة العربية في القرن السادس قبل
الميلاد
"
هو بعيد جدا عن تاريخ
الأنباط ، لأنهم كانوا قبائل آرامية وليست عربية و قد قدموا من بادية
سوريا و ليس من الجزيرة العربية ( هنالك فرق شاسع بين التعبيرين)
و كانوا متواجدين في الشرق منذ القرن الثامن ق.م و ليس السادس ق.م
و قد أطلق الأشوريون على بادية ( سوريا ) إسم نباطو في القرن السابع
قبل الميلاد
.
من المؤسف أن بعض رجال الدين المسيحيين يتسرعون كثيرا
في " تعريب
"
تاريخنا الآرامي ربما لأنهم يجهلون فعليا تاريخ الآراميين
و دورهم العظيم
.
لقد قدم العالم الفرنسي
QUATREMERE
دراسته
حول الأنباط سنة 1835 م و أكد إنتمائهم الآرامي . أما الباحث سليمان
بن عبد الرحمن الذييب فقد نشر في كتابه النصوص النبطية التي وجدت في
شمالي السعودية و قدم ترجمة عربية لتلك النصوص أما عنوان
الكتاب فهو " دراسة تحليلية للنقوش الآرامية القديمة في تيماء
–
المملكة
العربية السعودية " الرياض 1414 ه 1994 م
.و
قد خصص فصلا كاملا عن الآراميين وتواجدهم و قد نقد
أحد العلماء العرب لأنه إدعى أن الآراميين كانوا من العرب . و هذا
يدفعني الى الدعاء " يا رب ليت رجال الدين المسيحيين يخففون من
تعريبنا و تعريب تاريخنا و يا رب ليت علم تاريخ الشرق القديم يحتل
مكانة أهم في الجامعات العربية لأن العلم كان و لا يزال أقوى وسيلة
لضرب النظريات الخاطئة
" . |