نظرة بعض علماء الأثار السوريين الى تاريخنا الأرامي
070626
لقد تم في السنوات الأخيرة إكتشافات أثرية مهمة في الجزيرة حول أجدادنا
الأراميين من تمثال حداد يسعي و نصه الأرامي
و الأكادي ثم إكتشاف موقع " بورمرين
Bourmarina
" المدينة الأرامية التي كانت ضمن مملكة بيت عديني . كذلك إكتشاف عدد
كبير من لوحات الفسيفساء مع كتابات سريانية في مواقع عدة أهمها في دير
قنشرين السرياني.
نظرة بعض علماء الأثار السوريين الى تاريخنا الأرامي لقد تم في السنوات
الأخيرة إكتشافات أثرية مهمة في الجزيرة حول أجدادنا الأراميين من تمثال
حداد يسعي و نصه الأرامي و الأكادي ثم إكتشاف موقع " بورمرين
Bourmarina
" المدينة الأرامية التي كانت ضمن مملكة بيت عديني . كذلك إكتشاف عدد
كبير من لوحات الفسيفساء مع كتابات سريانية في مواقع عدة أهمها في دير
قنشرين السرياني .
لقد نشر الأخ كورية لحدو ملخصا صغيرا للدكتور علي أبو عساف حول كتابه "
الأراميون تاريخا و لغة و فنا " . و قد علق الأخ كورية " ولكن السيّئة
فيه أنّه يعود إصداره لعام /1988م/ لذلك أظنّ أنّه قد فاتنا في هذا
الكتاب كل ما هو جديد وخاصة في مجال المكتشفات الأثرية " . ملخص الأخ
كورية موجود على
هذا الرابط
قبل التعليق أحب أن أشير أن الأخ كورية لحدو قد نشر
ملخصه في موقع القامشلي الغيور ، و إنني أعدت نشره في موقع قنشرين لأهمية
البحث العلمية .
أولا -
" الأراميون تاريخا و لغة و فنا " إنني غير مطلع إذا كانت هنالك دراسات
نقدية لكتاب الدكتور علي أبو عساف . للأسف الشديد لا يزال شرقنا الحبيب
بعيدا عن أجواء النقد العلمي البناء . بينما نلاحظ في الغرب و منذ أكثر
من 140 سنة أن العلماء ينتقدون و يعلقون و يصححون كل كتاب جديد أو كل
نظرية جديدة ، و هذا مما دفع الباحثين الى مزيد من الدقة العلمية .
كتاب د . علي أبو عساف هو من أهم الدراسات العلمية التي كتبت عن أجدادنا
الأراميين باللغة العربية . صحيح أنه لا يضع لائحة بأسماء المصادر و
المراجع التي إعتمد عليها ، و لكنه يستشهد بأجدد الدراسات حول تاريخ
الأراميين و هذا يثبت متابعته لكل جديد حول تاريخ الأراميين . أعتقد أن د
. علي أبو عساف يجيد اللغة الالمانية إذ يستشهد بعدة دراسات المانية .
الباب الرابع عن الفنون الأرامية يغني و يعرف القراء بتطور الفنون عند
الأراميين و من المعلوم أن الباحثين الالمان هم أكثر الذين درسوا الفن
الأرامي . لقد أرفق د . علي أبو عساف باب الفنون الأرامية
ب 58 صورة عن هذا الفن مع الشروحات الوافية . بإختصار إن كتاب د . علي
أبو عساف عن الأراميين هو مرجع
علمي بكل معنى الكلمة و هو مرجع مهم جدا رغم مرور
20
سنة على كتابته ، لأن الباحث متخصص في تاريخ الأراميين و يعتمد على مراجع
علمية أسوة بكل باحث .
ثانيا -
أهمية كتاب د . علي أبو عساف الأدبية .
من المؤسف أن بعض الباحثين السوريين يدعون أن أجدادنا الأراميين -
السريان هم من العرب القدامى . في بحث قديم للدكتور عفيف بهنسي ، عنوانه
" مصدر إسم سوريا و الأسماء الأخرى القديمة " منشور في مجلة " الحوليات
الأثرية العربية السورية" ذكر في الصفحة 105 " فإن
الأشوريين و الأموريين و الكنعانيين و الأراميين و الكلدان هم العرب ...
" هذا موقف غير علمي و غير دقيق ، لو ذكر هم " ساميون / شرقيون " فهذه
حقيقة مقبولة من كل العلماء . سنة 1986 نشر الأستاذ عبد الهادي نصري
كتابا عن السريان عنوانه " شمس آرام.. شمس العرب " . و قد صدر هذا الكتاب
بمساهمة و إهتمام اللجنة السريانية المشتركة بحلب أي ضمن السلسلة التي
يصدرها سيادة المطران يوحنا إبراهيم الموقر . الأستاذ عبد الهادي نصري
يعتبر الأراميين - السريان عربا إذ إنه يهدي كتابه الى : " الآرامي..
سليل الأجيال العربية المتعاقبة على الأرض القديمة " . صفحة أ و أما في
الصفحة 6 فهو يكتب " لقد كان الآراميون يمثلون و منذ منتصف الالف الثانية
ق.م الجسد العربي الجامح أبدا نحو السيادة و الإستقلال في الشام و
الرافدين .." للأسف الشديد
هذا الموقف السياسي سوف يفقد هذا الكتاب صفة البحث العلمي الأكاديمي . في
الصفحة 222 كتب أيضا " كان العرب
السريان في طليعة شعوب المنطقة ..."
لو عدنا قليلا الى كتاب د . علي أبو عساف حول الأراميين لوجدنا أنه لا
يدعي بأنهم عربا و حتى أنه لا يشير الى القربى بين الأراميين و العرب
القدامى . لقد إنصرف د . علي أبو عساف الى دراسة تاريخ الأراميين بطريقة
أكاديمية لذلك سوف يبقى كتابه مرجعا علميا في المكتبات العربية .
ثالثا -
هل لا يزال كتاب د . علي أبو عساف مهما و مفيدا ؟ لا شك أن الدراسات حول
الأراميين تتطور و تتقدم بإستمرار وقد ساهم كتاب إدوارد ليبنسكي عن
الأراميين بزيادة معرفتنا بتاريخنا الأرامي . و لكن كتاب د . علي أبو
عساف يبقى مهما لعدة أسباب :
أ -
أنه كتاب علمي موثوق عن تاريخ الأراميين من المفروض على كل سرياني و مثقف
سوري الإطلاع على هذا الكتاب . لقد أقيم في لبنان سنة 1997 " المؤتمر
الأرامي الأول في لبنان " و كان أيضا تحت عنوان " الآرامية حضارة و لغة و
هوية شعب ". و جاءت مشاركات الحاضرين خطابات و عناوين رنانة أثبتت عدم
معرفة المشاركين تاريخ الأراميين العلمي .
ب -
إن الدراسات حول الفن الأرامي هي نادرة و أغلبها في اللغة الالمانية .
فرغم إزدياد معرفتنا بتاريخنا الأرامي ، يبقى بحث
.
علي أبو عساف حول الفن الأرامي دراسة علمية مهمة .
ج -
لقد أورد د . علي أبو عساف معلومات جديدة و مهمة عن الأراميين ، لم
يلاحظها أو يستوعبها المثقف السرياني ، سوف أقدم مثلا واحدا .
كتب د . أبو عساف صفحة 42 " و قياسا على هذه الحالة كان شمشي ايلو واليا
آشوريا و ملكا آراميا يتمتع بالإستقلالية الخاصة في المملكة الآرامية
السابقة التي كانت تعرف باسم بيت عديني ". السؤال الذي يطرح هل يعلم
المثقفون السريان أحفاد الأراميين من هو شمشي ايلو ؟ و ما هي رتبته في
الإمبراطورية الأشورية ؟ أخيرا رغم سقوط بيت عديني تحت الحكم الأشوري سنة
855 ق.م فإننا نرى بعد أقل من 100 سنة ، ملكها الأرامي شمشي ايلو أي بر
جايه يحتل المركز الثاني في الدولة الأشورية و هو القائد الأعلى للجيش
الأشوري خلال عهود الملوك أدادنيراري الثالث810-783 و شلمنصر الرابع
782-773 و أشوردان الثالث 772-755 وأخيرا أشورنيراري الخامس754-745 ق . م
. في النهاية لا يسعني الا شكر الأخ كورية لحدو على تعريفنا على كتاب
الدكتور أبو عساف لأهميته العلمية و خاصة لإحترامه لتاريخ الشعب الأرامي
، و نحن نؤكد أنه رغم مرور 20 عاما على إصداره ، فهو لا يزال مرجعا علميا
مفيدا .
|