ملاحظات حول " الكلدو
اشوريين السريان "
070329
نشر ألسيد مقالا
بعنوان " الكلدو اشوريين السريان " في موقع باقوفا
موجود على هذا ألرابط
http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=9693
يلقي ألأخ صباح نظرة تاريخية حول " الكلدو اشوريين
السريان " و يبدي إعجابه بمقاومة هذا ألشعب عبر
ألتاريخ إذ كتب :
" وحتى يومنا هذا عانت هذه الامة المسيحية البطلة ما
لايوصف من الماسي والاضطهادات على يد التتر والمغول
واخيرا الاتراك " . لقد نقل ألأخ صباح عددا كبيرا من
ألأخطاء " ألشائعة " حول تاريخ و جغرافية شعب "
ألسورايى " .
أولا - ألأخطاء ألجغرافية .
إن تسمية بلاد ما بين ألنهرين لم تطلق على ألعراق
ألقديم . لقد
إصطلح بعض ألعلماء على تعميم تسمية MESOPOTAMIA على
ألعراق ألقديم في بداية ألقرن ألعشرين . ألمصادر
ألأكادية و أليونانية و خاصة ألسريانية " تؤكد " لنا
أن بيت نهرين هي ألجزيرة ألسورية مع ألقسم ألخاضع
لتركيا . لا شك أن مدينة إديسا أو أورهاي قد لعبت
دورا في إنتشار ألديانة ألمسيحية في ألعراق ألقديم .
و نحن نعلم أن إديسا كانت عاصمة بيت نهرين و لكن بيت
نهرين ألتاريخية و ألجغرافية هي ألجزيرة و ليس
ألعراق ! و كانت بيت نهرين أو Mesopotamia
تؤلف إحدى ولايات ألشرق ألتابعة لإمبراطورية بيزنطيا
. و كانت سلطة مطران إديسا ألدينية تتوقف على ألحدود
ألفا رسية ألبيزنطية، وكان يقابلها على ألحدود ولاية
" بيت عربايا " و عاصمتها نصيبين
وكانت تابعة لكنيسة ألمشرق . لقد كتب ألأخ صباح "
النصرنة المبكرة لأديسا في اعالي بلاد النهرين " .
للأسف بعض ألمؤرخين قد ذكروا تعابير بيت نهرين
ألعليا و ألسفلى و حتى ألوسطى ! و هذه تعابير من
ألقرن ألعشرين غير موجودة في ألمصادر . كتب ألأخ
صباح " والتبشير التقليدي بالمسيحية في بلاد النهرين
من قبل الرسل توما وأدي وماري " .
ألحمدلله أن ألعلماء يهتمون أليوم بنشر و ترجمة
ألمصادر ألسريانية و إن حكاية مار ماري قد ترجمها د
. أمير حراق إلى إلإنكليزية . ألأختان JULIEN قد
نشرتا تلك ألحكاية أو تاريخ مار ماري مع
تعليق تاريخي في سلسلة C.S.C.O . يستطيع ألقارئ أن
يتثبت من أن مار ماري قد إنطلق من إديسا أي بيت
نهرين و نشر ألديانة ألمسيحية في ألمناطق ألمجاورة ،
سوف أنقل للقراء بعض ألمقاطع من Actes de Mar MARI "
في ألواقع كان ألعديد من ألأمراء يحكمون في مدن و
بلاد بابل و بلاد فارس : و كانوا من شعب " ألبرط Les
Parthes " ألذين يحكمون بلاد بابل . و كان في ذلك
ألوقت ، أفرهاط إبن أفرهاط ألبرطي ، يحكم في ساليق-
قطيسفون في بلاد ألأراميين ". بلاد ألأراميين هي
ألتسمية ألجغرافية ألتي أطلقت على جنوب و وسط ألعراق
. هذا برهان من تاريخ مار ماري يثبت لنا أن
تسمية بيت نهرين لم تطلق على ألعراق . و كان إيليا
مطران نصيبين قد ترجم تسمية " بيت أراماي " إلى
ألعراق و تسمية " بيت نهرين " إلى ألجزيرة . لمزيد
من ألمعلومات و ألبراهين أرجو ألعودة إلى بحث
Mesopotamia على
هذا ألرابط
http://www.freesuryoyo.org/index.php?option=com_content&task=view&id=49&Itemid=
2&PHPSESSID=0eb0637e8cede78a6ffeb78943261dad
ثالثا - ألأخطاء ألتاريخية .
أ - صحيح أن أقدم ذكر للقبائل ألكلدانية يعود إلى
ألقرن ألعاشر ق.م ، و لكن ألحكم ألكلداني في بلاد
أكاد لم يكن مع نبوبلأصر سنة 626 أو 625 ق.م كما هو
شائع إذ أن عدة ملوك كلدانيين قد حكموا هذه ألبلاد
قبله .
ب - كتب ألأخ صباح " . ان وجود متكلمين باللغة
الارامية في بلاد مابين النهرين الشمالية وسوريا، من
ناحية، وفي بلاد مابين النهرين الجنوبية، " إن
ألكلدان ليسوا " متكلمين " بأللغة ألأرامية ، لأنهم
كانوا ينتمون إلى ألأراميين أي أن ألأرامية هي لغتهم
ألأم . لقد
درس ألعالم إدوارد ليبنسكي في كتابه The Arameans
بعض ألنصوص ألأكادية ألتي تركها ألكلدانيون و أثبت
أن بعض ألتعابير هي أرامية كما شرح معاني أسماء تلك
ألقبائل ألكلدانية بأللغة ألأرامية : بيت عموقاني
يعني ألعمق و ألبعد و بيت يقين يعني ألمتيقن أو
ألعارف و غيرها . و كما شرحنا سابقا إن تعبير بلاد
ما بين ألنهرين ألجنوبية هي تسمية خاطئة !
ج - ذكر ألأخ صباح " وعاشوا هناك فترة زمنية محدودة،
ثم اندمجوا في الشعوب المجاورة، وقد اطلق على هذه
المنطقة في زمان لاحق اسم " بيت ارامايي " ، لان
العنصر الآرامي كان المتغلب فيها " . من ألصحيح أن
ألقبائل ألكلدانية قد تأثرت بالحضارة ألأكادية في
بلاد أكاد ، و قد أخذوا أسماء أكادية و إستخدموا
أللغة ألأكادية . و لكن تعبير " اندمجوا " هنا هو
غير دقيق لا بل غير صحيح ! إذ إن ألقبائل ألكلدانية
و ألأرامية لكثرة عددها و أهميتها قد " دمجت " أو
صهرت بقايا ألشعب ألأكادي و ألكوشي في بلاد أكاد .
من يريد ألبراهين ألقاطعة عليه ألعودة إلى كتاب
ألعالم St.W.COLE
Early Neo-Babylonian Governor's Archive from
Nippur
(in Oriental Institute Publications T- 114 ( 1996.
هذا ألأرشيف هو كناية عن رسائل متبادلة ( حوالي 130
) بين حاكم نيبور و ألقبائل ألكلدانية و ألأرامية و
هي بأللغة ألأكادية . و هذه ألرسائل تثبت أن ألكلدان
و ألأراميين لم يندمجوا ببقايا ألشعب ألأكادي . و
هنالك برهان أخر من ألتواراة ألتي كتبت في ألقرن
ألسادس ق.م و قد ورد فيها تعبير " أور ألكلدانيين "
. و هذا يعني أن أور ألسومرية و ألأكادية في تاريخها
ألقديم قد أصبحت " كلدانية " حين دون أليهود أسفار
ألتوراة أي في ألقرن ألسادس ق.م .
د - كتب ألأخ صباح أيضا " لقد اراد البابليون ان
يقضوا على جيرانهم الشماليين قضاء مبرما، انتقاما
لما افترو ضد بابل في القرنين الثالث عشر والحادي
عشر قبل الميلاد. " لقد عرف شرقنا ألحبيب شعوبا
عديدة منهم ألشعب ألسومري و ألأكادي و ألحثي و
ألكوشي و غيرهم و لكن لا يوجد شعب إسمه ألشعب
ألبابلي ! بابل هو إسم عاصمة بلاد أكاد . و قد ظلت
بابل إسما مشهوا لأهم مدينة في ألتاريخ ألقديم إلى
سقوط بلاد أكاد تحت ألسيطرة ألفارسية . نبوخدنصر
ألثاني كان لقبه ملك أكاد و ليس ملك بابل . أنشئ
ألفرس ولاية أو مرزبانة مستقلة بإسم بابل في أواخر
ألقرن ألسادس ق.م . و قد عمم ألمؤرخون أليونان تعبير
بلاد بابل وهي تشمل جنوب و وسط ألعراق بينما حافظ
أجدادنا على إستخدام تسمية " بلاد ألأراميين " كما
شاهدنا في نص مار ماري . من هم ألبابليون هنا 612
ق.م ؟ هل هم نفس ألشعب ( ألبابلي) ألذي كان متواجدا
في ألقرنين "القرنين الثالث عشر والحادي عشر قبل
الميلاد. " ألجواب هو ألنفي ، لأننا نعلم أن ألكلدان
و ألأراميين و ألميديين هم ألذين قضوا على ألدولة
ألأشورية ليس إنتقاما لما تم في " القرنين الثالث
عشر والحادي عشر قبل الميلاد. " و لكن للحروب
ألطاحنة بين ألأشوريين و ألكلدانيين و ألأراميين في
ألسنوات ألسابقة .
ه - كتب ألأخ صباح عن ألتسمية ألسريانية " اتفق
مؤرخوا السريان وعلمائهم ومنهم ديونيسيوس يعقوب ابن
الصليبي والمؤرخ الكبير ميخائيل بأن معنى السريان
والسريانية متأتية من سورس الملك كنسبة إليه الذي
ظهر قبيل النبي موسى عليه السلام وهو من الجنس
الآرامي وقد استولى على بلاد سوريا ومابين النهرين
وبنى مدينة انطاكية وبأسمه سميت هذه البلاد سوريا
واهلها سورسيين ثم حذفت السين فصارت سوريين وكذلك
سميت قيليقية نسبة إلى قيليقوس اخي سورس الذي كان
ملكا عليها ايضا. " إن تسمية سوريا و سريان غير
متأتية من سورس ألأرامي ولكن من تسمية أسورستان
ألتسمية ألإدارية ألفارسية ألتي أطلقها ألفرس على
ألشرق ألقديم . قصة سوروس ألملك هي قصة يونانية
خرافية و سريان أليوم لا يريدون تاريخا مبن على
ألخرافات .
و - نقل ألأخ صباح عن قداسة ألبطريرك زكا عيواص
ألموقر : " اما اللغة السريانية فهي احدى اللغات
السامية القديمة وتسمى بالارامية ايضا ...واضحت يوما
ما اللغة الرسمية في دولتي اشور وبابل بعد اضمحلال
لغتها الاكادية القديمة " لقد علقت على أحد ألإخوة
على نفس ألموضوع ، سوف أنقله لكم : " ملاحظة صغيرة :
لقد ذكر صاحب هذا ألمقال " وأضحت يوماً ما اللغة
الرسمية في دولتي أشور وبابل بعد اضمحلال لغتها
الأكادية القديمة " .
- لم يستخدم ألملوك ألأشوريون ألأرامية كلغة رسمية .
هذا غير
صحيح لأن أللغة ألأكادية ظلت أللغة ألرسمية إلى سقوط ألدولة
ألأشورية .
- لقد كانت ألأبجدية ألأرامية تشكل ثورة فكرية نسبة
إلى
ألكتابة ألمسمارية ألأكادية ( 600 حرف ). و كانت
سياسة ضم
ألممالك ألأرامية و خاصة سياسة سبي ألثوار ألأراميين
من أهم
عوامل كثرة أعداد ألأراميين في بلاد أشور و طبعا
إزدياد ألناطقين
بأللغة ألأرامية في بلاد أشور .
- مصاهرة ألملوك ألأشوريين للأراميين ( ألملكة ناقيا
زاكوتو
ألأرامية زوجة سنحاريب و والدة أسرحدون و
أشوربانيبال )
و أهمية ألأراميين ( عدد كبير منهم يحتلون مراتب
عالية في
ألدولة أشهرهم ألوزير أحيقار ) سوف تنتشر أللغة
ألأرامية في
بلاط ألملوك ألأشوريين و لا شك أنهم كانوا يتكلمونها
بطلاقة .
- ذكر ألمؤرخ GARELLI P في بحثه
Imprtance et role des Araméens dans
l'Adminestration
de l'Empire Assyrien
نصا يتكلم عن أحد ألملوك ألأشوريين ألذي وبخ أحد
ألموظفين
في بلاد أكاد لأنه كتب له بالأرامية و كان ألملك قد
طالبه أن
يكتب له بأللغة ألأكادية لأنها ألعادة ألمتبعة .
- رغم إنتشار أللغة ألأرامية في ألدولة ألأشورية ،
فإن أللغة
ألأكادية ظلت محكية و قد إنزوت مع ألوقت في ألمعابد
. أقدم
نص أكادي يعود إلى حوالي ألقرن ألأول قبل ألميلاد .
"
ثالثا - تسمية الكلدو اشوريين السريان
أخ صباح لن أعلق كثيرا حول هذه ألتسمية ألمركبة و
ألمؤقتة ،
و لكنني مثل كل باحث في ألمصادر ألسريانية ، أفضل
ألتسمية
ألعلمية و ألتاريخية لشعبنا و هي ألتسمية ألسريانية
أي سورايا
في ألسورة .
أشكرك مرة ثانية لإهتمامك في تاريخ و مصير ؟ شعبنا
ألذي
أنت تسميه " الكلدو اشوريين السريان "
حفظك ألله
هنري بدروس كيفا
|