نقاش حول
إستمرارية ألتسمية ألأشورية
01-11-2006
من
ألمؤسف أن كثير من ألنقاشات حول تاريخنا قد
فقدت في موقع عنكاوا . وصلتني أليوم رسالة من
شاب سرياني يشكرني على أحد ردودي ألقديمة .
لقد بحثت في أرشيف عنكاوا و وجدت ذلك ألرد
ألقديم ألذي سأنشره مجددا كي يفهم إخوتنا
مدى تخلف ألفكر عند إخوتنا ألمؤمنين بالتسمية
ألأشورية .
سوف
أنشر رسالة ألأخ ألسرياني ألغيور بدون ذكر
إسمه مع ألف شكرا له لأن ردي يعود إلى أيار
2005 ، إليكم نص ألرسالة:
حضرة
الأخ هنري كيفا المحترم
قرأت ردك الرائع على مقالة الدكتور شابا حول التسمية
الآشورية لشعب ما بين النهرين فسررت جدا لما جاء فيه
من معلومات غزيرة وطريقة علمية في الرد والنقد
العقلاني البعيد عن أي تلاعب أو مهاترة, فالشكر
الجزيل لك والرجاء كتابة المزيد من هذه المقالات
الجميلة التي تدل على عقل واعي وإنسان مفكر حر.
الشكر الجزيل
سوف أنشر ردي أولا ثم ألمقال ألذي أنتقدته ،
هنالك أخطاء عديدة إكتفيت ببعضها،
كان ألسيد شابا يدعي أن هذا ألمقال قد ألقي في
جامعة دمشق أمام أكثر من 70
عالم متخصص في علم ألتاريخ
وقد نال صاحب ألمقال إستحسان ألحضور و
أثبت إستمرارية ألتسمية ألأشورية. أرجو من ألقراء
ألمثقفين أن يتمعنوا في ألبراهين ألمقدمة .
الى السيد شابا
المحترم
شكرا لك
على هذا البحث ، نحن ننتظر المزيد من هذا النوع من
المقالات . قبل تصحيح الاخطاءالتاريخية و هذا امر
طبيعي من انسان غير متخصص في علم التاريخ. ليتك
دكتور شابا ـ هكذا يسمونك - تشرح لقراء عنكاوا ما هو
اختصاصك .
سيد شابا هنالك شروط للنقاش نرجو ان تحترمها ، لقد
ذكرت في رد على بحث الاخ جوزيف كانون ان المطران
توما اودو قد
ذكر داخل قاموسه= السريان = الاراميون اللغة
السريانية =اللغة الارامية اخيرا لم يذكر الشعب
الاشوري .
و كان ردك متسرعا على الشكل التالي =و خاصة ما يخص
ما كتبته و البعيد عن الحقيقةأي = و هنا نؤكد لك ان
المطران توما اودو
هو الذي كتب و لست انا . اما بالنسبة الى نص رينان
لقد نقلته حرفيا . من الظاهر انت لا تتاكد قبل
الكتابة و هذه عادة سيئة جدا لان بحثك مليئ بالاخطاء
التاريخية كما سترى و طبعا = استنتاجات = مبنية على
معلومات خاطئة .
اخيرا
نحن نستغرب ان يكون هذا = البحث السياسي = قد
نالتاييد من العلماء في جامعة دمشق كما انت ذكرت ،
لو الباحث
شارك في المؤتمر العلمي لكان صلح تلك الاخطاء التي
تفضح كاتبها اولا - اخطاء رهيبة في سرد التواريخ ،
لا شك ان اغلب القراء لا
لاحظوها مثل، =ذلك منذ سقوط الإمبراطورية الآشورية
عام 539 ق.م = او معركة القادسية سنة 628 م ؟؟؟ و
اخيراعندما كتبت
=13 – في 321 ق.م وقعت المعركة الشهيرة بين الاسكندر
المكدوني و ملك الفرس داريوس الثالث = لقد مات
الاسكندر الكبير سنة 323ق.م فهل من المعقول ان
العلماء في دمشق لا يعرفون في اي سنة معركة
القادسية الشهيرة ؟؟؟
هذه الاخطاء الرهيبة تدل اولا على عدم تمرس الكاتب
على الابحاث التاريخية فهو كاغلبية = المفكرين =
ينقل بدون ان
يتاكد و اغلب الاحيان بدون ان يفهم .
ثانيا -
نحن موافقون معك ان الشعب الاشوري لم يزل مع سقوط
الامبراطورية الاشورية و لكن بقايا هذاالشعب انصهرت
بالشعب
الكلداني الارامي . التسمية الاشورية لم تعد تشير
الى شعب و لكنها صارت تسمية جغرافية في بداية الدولة
الفارسية كانت على الشرق باكمله ومن ضمنه جزيرة قبرص
، و بعد ممات الاسكندر سنة 323 ق.م. و اقتسام
امبراطوريته بين قواده و خاصة بعد حصول قائده سلوقس
على سوريا و الجزيرة و فلسطين واعلانه انه = ملك
SYRIA= صارت التسمية السريانية مرادفة
للارامية بينما تقلصت التسمية الادارية اسورستان
لتشمل العراق الحالي .
سيد شابا يجب ان تعلم ان التسمية الاشورية قد تطورت
عبر التاريخ يجب التميز بين=
1 ـ ASSYRIA وطن الشعب الاشوري القديم .
2 ـ ASSYRIA ـ اسورا التسمية الادارية الفارسية
التي تدل
على الشرق و نقلها هيرودوت عن الفرس .
3 ـ SYRIA و هي مملكة السلوقيين و صارت مرادفة
للاراميين .
4 ـ
ASSYRIA اسورستان التي استعملها الفرس الساسنيين
و هي تشير الى بلاد بابل و اشور و كان اجدادنا
يفضلون التسمية
القديمة = بيث اراماي اي بلاد الاراميين =.
قبل
تصحيح = استنتجاتك المبنية على معلومات خاطئة = اسمح
لي ان اذكرك ان الاب المؤرخ FIEY يعتبر من اهم
العلماء الذين
بحثوا في تاريخ و جغرافية الكنيسةالسريانيةالشرقية ،
ففي كتابه المشهور ASSYRIE CHRETIENNE . BEYROUTH
1965 فهو يشرح ان بلاد اشور تتالف من بيث غرماي و
حدياب ثم من بيث عرباي اي المنطقةالواقعة بين نصيبين
و نهر دجلة ، بعض
الباحثين اعتقدوا ان سكان بيث عرباي هم من العرب و
لكن سكان بيث عرباي هم من السريان الاراميين . يؤكد
المؤخFIEY
صفحة 10 = بلاد اشور تؤلف قسما من الكنيسة
السريانية الكبيرة الشرقية و الغربية = و في الصفحة
499 يذكر احد
البطاركة من = الكنيسة السريانية الشرقية =.
وهذا يؤكد ان سكان بلاد اشور هم من السريان، اليك
الان ما ورد في اعمال مار ماري =لقد نشرت الاختان
JULLIEN اعمال مار ماري وطبعا مع ترجمة و دراسة
تاريخية لهذه الاعمال . سوف اترجم لك من السريانية
بعض المقاطع . في المقطع 17 صفحة 28 يذكر ان مار
ماري قد ذهب الى بلاد الفرس للتبشير و في اخرالمقطع
يتكلم عن بابل = و كان يملك في ذالك الزمان في بابل
، افرهاط ابن افرهاط الفرثي في ساليق و قطيسفون في
بلاد الاراميين = و في المقطع 18 اي بعد عودته من
بلاد فارس نجد = و بعد عودته ، الطوباي مار ماري ،
الى المناطق السريانية نزل اولا الى بلاد الاراميين
=.
اخيرا اذكرك ما كتب العلماء عن التسمية ايضا
= وهنالك دراسة مهمة جدا قام بهاالعالمان
HONIGMANN . E
و MARICQ .A حول هذا النص المهم وهو يتكلم عن حروب
شابور و انتصاره على الرومان و لاحتلاله لبضعة مدن
سورية .
يشرح العالمان صفحة 45 ان اسم اسورستان يشير الى
المنطقة ... على كونها بلاد السريان اي الاراميين
وذالك بسبب المعنى الشعبي ethnologique الذي بدا
يكتسبه الاسم السرياني =. وهما يقصدان كتابات العالم
الالماني المشهور NOLDKKE التي تؤكد على ترادف الاسم
السرياني و الارامي. و لقد اكد هذان العالمان ان اسم
اسورستان الفارسي الذي اطلق على العراق كان يترجم
بالسريانية باسم بيث ارماي اي بلاد الاراميين
وهوالاسم الذي حل بدل بلاد اكاد الفديمة منذ 500 سنة
قبل الميلاد حسب المؤرخ ديبون سومر و ربما من زمان
اقدم ؟
الباحثون
في المصادرالسريانيةالشرقية يجدون البراهين العديدة
على هذه المعادلة = اسورستان الفارسية = بيث اراماي
=.
نحن وجدنا عدة براهين سوف ننشرها لاحقا.
في كتابها عن الادارة الفارسية كتبت الباحثة GYSELEN
RIKA عن ASORESTAN وذكرت = انه لمن المفيد ان نقارن
ـ جغرافية اسورستان ـ مع ابرشيات المسيحيين من بيث
اراماي ( =بلاد الاراميين)=
ـ الان سيد شابا تستطيع ان تفهم ان تطيانوس الحديابي
اي
من بلاد اشور و لكنه ليس اشوريا من الشعب القديم فهو
سرياني و كتب باللغة السريانية إ
ـ ان المخطوطة في متحف لندن التي ذكرت = بلاد اشور =
ليس
برهانا على وجود شعب اشوري . يوجد عشرات النصوص
السريانية
التي تتكلم عن الاشوريين القدامى.
ـ لقد كتبت =كما توضح مخطوطة أخرى محفوظة في المتحف
البريطاني تحت رقم 14685 يعود تاريخها إلى القرنين
العاشر أو الحادي عشر الميلادي و يتبين من خلال
قراءتها : أنها حينما تتحدث عن علماء المسيحية حتى
لو كانوا آشوريين تطلق عليهم تسمية (سوريايه) انت
تقدم البراهين التي تثبت ان التسمية اتور هي
جغرافية و السريانية هي التسمية القومية .
ـ تسمية اسروهين ، لا يوجد اي مؤرخ مختص في تاريخ
اورهاي قد سمع بهذاالتفسير ، تارة عشرة قواد و طورا
عشرة مدن و ذالك
استنادا الىاللغة الارمنية و هذه المعاني غير موجودة
في اللغة الارمنية .
ـ نص الملك داريوس ليس مخطوطة لانه منقوش علىالصخر
و يعرف بنقوش بهستون . للاسف الشديد ان التسمية
الاشورية هنا لا تدل على الشعب الاشوري لان النص
الاكادي يذكر = الشعب الساكن بلاد عبر النهر = اي
الشعب الارامي .و في كتابة اكادية عن نبوخدنصر
الكلداني ور د فيها = ان حكام بلاد حاتي الواقعة
بين الفرات و حتى بلاد غروب الشمس ، قد جلبوا خشب
الارز من جبل لبنان الى بابل = وهذا برهان اخر ان
سكان سوريا كانوا يقطعون خشب الارز و يوصلونه الى
بابل و قد جلبوه الى بلاد اشور قبل سقوط الدولة
الاشورية.
ـ لقد نشرت مؤخرا الاختان JULLIEN اعمال مار ماري
حيث وردت تسمية بيث اراماي و السريان SYRIAN. تعتبر
اعمال
مار ماري نصوص تاريخية لا احد يستطيع تزويرها . ـ
نحن لا نستطيع ان نتحقق ما كتب في اللغة الروسية و
يبقى الامر مبهما في المصادر الكردية ؟؟ من هو
الكاتب الكردي و ما اسم الكتاب ؟؟
ـ وثيقة الامان ، لقدشرح سيادة المطران لويس ساكو
في
كتابه == LETTRE CHRISTOLOGIQUE DU PATRIARCHE
SYRO - ORIENTAL ISO' YAHB II DE GDALA
(628-646) الاب البير ابونا في حاشية صغيرة
صفحة 247 يعلق = غير ان هذا المرسوم منحول = اما
سيادة المطران ساكو فهو يسمي البطريرك السرياني
الشرقي و ليس الاشوري اما بالنسبة الى ميثاق الامان
فانه ينتقد بطريقة علمية صحة هذه المواثيق و يعدد
صفحة 79 الاسباب التي تدفع الشك بصحة هذا الميثاق ـ
اسماء بعض الشاهدين مزورة
ـ المصادر السريانية نقلت الواحدة عن الاخرى
ـ ابن هشام لم يذكر هذه المواثيق في سيرة محمد
ـالمواثيق هي مكتوبة من قبل المسيحين
ـ لو كانت هذه المواثيق صحيحة لكان المسلمون
عاملواالمسيحيين
بموجبها
ـ لقدانتشر هذاالنوع من المواثيق في كل الشرق و هي
نسخات
غير صحيحة عن ميثاق محمد .
اخيرا
ان البطريرك السرياني الشرقي و ليس الاشوري لم يجتمع
بالنبي محمد كما تروجون و هذه المواثيق المنحولة اي
المزورة ،
لا تذكر الشعب الاشوري و لا الامة الاشورية كما كتب
بعضهم .
هذا النوع من الكتابات ـانت تسميها ابحاث علمية ـ
تخدع المؤيدين للفكر القومي الاشوري لانها مبنية على
معلومات
خاطئة . الاغلبية الساحقة من السوراي ترفض ان تكون
من ضمن المخدوعين لان ربط مصيرنا بتاريخ مزيف هي
عملية انتحارية من نوع الهراكيري اليابانية .
نحن بانتظار القسم الثالث والرابع
هنري بدروس كيفا
إليكم ألأن ما
نشر ألسيد شابا
التسمية الآشورية
حقيقة علمية تاريخية خالدة
الفصل
الثاني : مرتكزات استمرارية التسمية الآشورية –
ج1-ج2
الجزء الأوّل
ثالثا ً : مرتكزات استمرارية التسمية الآشورية بعد
سقوط الإمبراطورية :
إن الدلائل و البراهين و الوثائق التاريخية تثبت و
تؤكد في مجريات التاريخ , أن التسمية الآشورية لم
تنصهر عبر التاريخ الطويل لها و للشعب الآشوري , و
ذلك منذ سقوط الإمبراطورية الآشورية عام 539 ق.م بل
على العكس تماما ً من ذلك , فلقد انبثقت قوية أصيلة
في عصر القوميات في القرن التاسع عشر و ظهرت كقضية
شعب يناضل من أجل حريته و كرامته و تقرير مصيره , و
فيما يلي بعض الشواهد :
الجزء الأوّل
1 – يشير المطران أدي شير في كتابه ( كلدو و اشور )
حينما يتحدث عن علماء المسيحية العراقيين بقوله : من
أشهر علماء النصارى العراقيين الذين ظهروا في تلك
الأزمنة ططيانس الحديابي الملقب بالآشوري , و قد جمع
الأناجيل الأربعة في كتابه الدياطسرون .
2 – هناك مخطوطة في المتحف البريطاني محفوظة تحت
رقم 14642 يرد فيها ما يلي : و في شهر .... سنة 1117
يونانية 806 م هبت رياح غربية شديدة استمرت عشرة
سنوات فتكسرت الأشجار و لم ينبت البذار في الأرض في
تلك السنة و لا حتى في بلاد أشور , و لا .... و في
يوم الفصح . و كما توضح مخطوطة أخرى محفوظة في
المتحف البريطاني تحت رقم 14685 يعود تاريخها إلى
القرنين العاشر أو الحادي عشر الميلادي و يتبين من
خلال قراءتها : أنها حينما تتحدث عن علماء المسيحية
حتى لو كانوا آشوريين تطلق عليهم تسمية (سوريايه)
و يقابلها بالترجمة العربية السريانيون , أما حينما
تتحدث عن الآشوريون كشعب و كحضارة و كوطن تستخدم
كلمة آتورايه و يقابلها بالترجمة العربية الآشوريون
.
3 – إن آشوريو اليوم هم أحفاد الإمبراطورية الآشورية
العتيدة , و قد نجا الكثير منهم بعد انهيار
الإمبراطورية , و حافظ هؤلاء على لغتهم و ثقافتهم و
تقاليدهم و عاداتهم حتى يومنا هذا و بالاعتماد على
مصادر عديدة نقول : بأن الآشوريون لم ينقرضوا كشعب
بانهيار الإمبراطورية الآشورية فالكاتب الآشوري
بينيامين أرسانيس يقول : إن الآشوريون هربوا إلى
جبال أشور المنيعة و عاشوا هناك فترة طويلة . و في
كتاب آخر يقول : لم يُقتل جميع الآشوريين بعد انهيار
الإمبراطورية الآشورية , فقد التجأ الكثير منهم إلى
جبال أشور المنيعة و هرب قسم آخر بقيادة عشرة من
القادة الآشوريين إلى مدينة نصيبين , و هناك في مكان
مدينة أورفا الحالية أقاموا دولة جديدة عُرفت باسم (
عسرايا ) بمعمى العشرة و فيما بعد سميت هذه الدولة
باسم عسروينا . ( كتاب سقوط الدولة الآشورية
بالروسية ص 47 ).
4 – يرد ذكر هروب الآشوريين في التوراة , كتاب ناحوم
بالروسية الفصل الثالث السطر 18 : ينام حراسك أيها
الملك الآشوري , و تنام روح معنوياتك , لقد تفرق
شعبك في الجبال و لن يجمعه أحد . ( العهد القديم
رؤيا نينوى النبي ناحوم الباب الثالث النشيد 18 )
5 – رجوع الآشوريون إلى مناطقهم القديمة , و بعد
أعوام كثيرة من سقوط الدولة الآشورية عاد الآشوريون
إلى مناطقهم القديمة و أسسّوا مدينة على الشاطئ
الأيمن لدجلة , و قد ظل الآشوريون يعيشون قرب خرائب
مدينتهم و يمارسون طقوسهم القديمة .
6 – يرد ذكر الآشوريون في كتابات الفرس القديمة ,
ففي إحدى المخطوطات التي وجدت في قصر داريوس الأوّل
( 521- 486 ) ق.م و التي تتحدث عن إنشاء هذا القصر .
ورد ما يلي : و قد أحضر الآشوريون أخشابا ً تسمى (
فيدرا ) الأرز من لبنان إلى بابل و من هناك أحضرت
إلى هنا .
7- يرد ذكر الآشوريون كأوائل الناس الذين اعتنقوا
المسيحية على يد مار أدي و مار ماري في القرن
الأوّل الميلادي في كتاب ويغرام .
8 – في عام 225 للميلاد كان الآشوريون يشكلون عشرين
مجموعة دينية كما يرد في كتاب ويغرام و الآشوريون ص
36 .
9 – في المصادر الكردية : كتب أحد المؤرخين الأكراد
في القرن السادس عشر يقول: ( لقد عاشت في القرن
السادس عشر قبائل مضطهدة تسمي نفسها باسم أثور في
مدينة ديز في منطقة هكاري في تركيا . و تضيف المصادر
الكردية أن الآشوريون ساعدوا الأمراء الأكراد من
سلالة العباسيين في القضاء على حكم الإيرانيين .
10 – في أثناء الفتوحات الإسلامية : قابل الآشوريون
جحافل الفرسان العرب المسلمين – و التي أوقعت
الهزيمة بجيش الإمبراطور الفارسي في القادسية سنة
628م و التي حطمت فارس نهائيا ً عام 642 م – بفرح
تام . فقبل سنوات من ذلك قابل البطريرك الآشوري (
أيشو باوي ) الرسول العربي محمد (ص) . و استلم منه
شهادة محفوظة تخص مساعدة الآشوريين للعرب المسلمين
مقابل حماية ممتلكاتهم و حريتهم و هذه الشهادة حفظت
في أحد الكنائس الآشورية القديمة
( مار زيا ) حتى عام 1914 م و الآن هي محفوظة في
مدينة استنبول في تركيا . و يرد فيها ما يلي مترجمة
عن الآشورية : يجب حماية الآشوريون بديانتهم و
أملاكهم سواء في الشرق أو الغرب برا ً و بحرا ً و
هذه المساعدة تقدم لهم من أجل كرامتنا نحن , لأن َّ
هذه الأمة سامية من جنسنا و هي تحت حمايتنا و لهذا
السبب أيضا ً يستوجب علينا حماية المسيحيين
الآشوريين من كل ظلم و الأضرار التي تصادفهم .
11 – أصدر الملك الفارسي كير بيانا ً بعد 66 عاما ً
من سقوط الإمبراطورية الآشورية , ذكر فيه أنه من بين
الأسرى الذين اقتادهم , أعاد الآشوريون إلى مناطق
سكناهم الأصلية , وبعد موت الملك كير الذي احتل
ميديا و بابل , وصل إلى العرش ابنه ( قمبيز) , ففي
عهد هذا الأخير ساءت أوضاع الجماهير الشعبية التابعة
للمناطق المحتلّة من قبل الفرس , بسبب كثرة الضرائب
و الغرامات الحربية و استمرار التعبئة العسكرية , كل
ذلك ولد عدم الرضى و تمرد الشعوب المستعمَرة , و قد
رد الملك بعنف على المنتفضين و أخضعهم لسلطته و
حولها إلى مستعمرات تابعة له , و يذكر المؤرخ
اليوناني القديم هيرودوت بأن أغنى هذه المستعمرات
كانت بلاد أشور فهو يكتب فيما بعد : أنه من بابل و
من بقية بلاد أشور التي كانت تشكل المقاطعة التاسعة
, وصل إلى داريوس ألف من العباقرة الموهوبين و
خمسمائة من المقاتلين الأشداء , و يذكر في مكان أخر
: و خوفا من فقدان هذه المستعمرات الغنية شن داريوس
حملة شعواء ضد قادة الانتفاضة الآشورية و قد
ذ ُكر خبر إعدام أحد قادة الانتفاضة على إحدى النقوش
البخيستونية لداريوس الأول .
كما يصف هيرودوت سكان بلاد أشور في زيارة له بعد
مائة و خمسون عاما ً من سقوط الإمبراطورية : من
اللباس و العادات و التقاليد و محاكمهم فقد كتب يقول
: عن لباس الآشوريين يتألف من جلباب كتاني طويل يصل
حتى القدمين و فوقه جلباب أخر من الصوف و فوق كل ذلك
يلبس عباءة بيضاء تشبه الجاكيت العصري أما الحذاء
المستعمل يشبه الصندل المنزلي و شعر الرأس طويل يربط
بريبانه هيكله يبعث الرهبة , و كل منهم يلبس في
إصبعه خاتم عليه نقش و عصا معمولة بإتقان .
12 – وصل كسيركس 486 – 465 ق.م ابن داريوس الأول إلى
السلطة و في زمنه أصبحت الحروب مستمرة مع اليونان من
أجل السيطرة على أسيا الصغرى .
و بسبب استنفاذ قوى فارس البشرية أخذ يستدعي أبناء
القوميات الأخرى التي كانت تحت سيطرته و إليكم كيف
يصف هيرودوت الآشوريين المسلحين في جيش كسيركس : لبس
الآشوريون أثناء الحملات خوذا ً نحاسية صنعت بشكل
يصعب وصفها كما كان عندهم تروس و رماح و خناجر شبيه
بالتي كانت لدى المصريين القدماء بالإضافة إلى ذلك
يحملون هراوات خشبية ذات مسامير من حديد و دروعا ً
من الكتان .
13 – في 321 ق.م وقعت المعركة الشهيرة بين الاسكندر
المكدوني و ملك الفرس داريوس الثالث عند قرية آشورية
( غوغاميلا) بالقرب من أربيل و كتب المؤرخ اليوناني
أريان واصفا ً حملة الاسكندر المكدوني بأنه بعد أن
عبر نهر دجلة و اعطى جيشه فترة استراحة راح يجتاز
بلاد أشور حيث كانت الجبال على يساره و نهر دجلة على
يمينه و يضيف أريان بأن الاسكندر المكدوني أبدى
اهتماما ً بشبكة الري في ما بين النهرين و عمل
الآشوريون على مد هذه الشبكات و يكتب بهذا الصدد :
لو لم توجد السدود التي حجزت المياه و جعلتها ترجع
إلى مجراها إلى الوراء لذهبت كل مياه الفرات إلى شط
العرب حاليا ً و لبقيت بلاد أشور دون مياه . و بجهود
جبارة استطاع جبار بابل من سد الطريق أمام الفرات
إلى مصبه في الشط , و لكن هذا السد يمكن إزالته
بسهوله نظرا ً لأن َّ التربة هنا مستنقعيه و لها
صفات الطمي , و نظرا ً لهذه الخواص فهي تمتص المياه
و بذلك تزداد مشقة العمل من أجل توجيه المياه في
مجرى القناة فيعمل بهذه المهمة نحو عشرة آلاف من
الآشوريين و لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
|