عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

اقرأ المزيد...

الدكتور أسعد صوما أسعد
باحث متخصص في تاريخ السريان ولغتهم وحضارتهم

ستوكهولم / السويد


لمحات من تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية

 

(الامبراطور يأمر باطلاق التسمية السريانية على الكنيسة في الصين)

(الجزء السابع)

المسيحية السريانية في الصين:

تذكر بعض التقاليد السريانية عن قيام توما الرسول بالتبشير في الصين ودخول الصينيين في الدين المسيحي، لكننا لا نستيطع الاخذ بهذا التقليد لضعفه.  لكن وصول السريان الى الصين بعدئذ وتبشيرهم بالدين المسيحي حقيقة ثابتة.

ان الطريق الذي سلكه المبشرون السريان الى الصين كان طريق الحرير التجاري الشهير في عالم الشرق القديم كما ذكرنا سابقاً، إذ سلكه هؤلاء من فارس الى مرو، ومنها الى الصين برفقة القوافل التجارية السريانية.

وكانت المحطات التجارية السريانية المنتشرة على طول هذا الطريق قد استخدمها المبشرون السريان كمحطات دينية وثقافية ايضاً.

 وفي حدود عام 578 ميلادي حلّت عائلة مار سركيس السريانية في  لينتاوكانسو Lin-ta, ao, kan-su في الصين.

 ان اقدم وثيقة مدوّنة عن تبشير السريان في الصين تعود الى عهد رئاسة الجاثليق السرياني يشوعياب الثاني (628-643).

وهذا واضح من خلال نصب اثري صيني وسرياني عظيم  اكتشفه المبشرون اليسوعيون عام 1625 في سيانفو عاصمة سلالة تانغ الملكية الحاكمة آنذاك مقاطعة شنسي Shensi في وسط الصين.

 ان هذا النصب التذكاري يحمل كتابة بالسريانية والصينية، ويخبرنا عن وصول رهبان سريان الى الصين في عام 635 ميلادي.

 وقبل نهاية القرن السابع كانت المسيحية قد انتشرت في عشر مقاطعات في الصين.

ولقد تم اكتشاف آثار أخرى تشهد بدورها عن النشاط التبشيري السرياني في شانسي وفي شِنسي. ويخبرنا توما المرجي بان الجاثليق طيمثاوس الاول (780-820) قد رسم مطرفوليطاً للصين اسمه داويد.

 لكن في القرن التاسع عانى المسيحيون النساطرة في الصين مع سائر الاديان الاخرى وتعرضوا الى سلسلة اضطهادات، وذلك عندما أصدر الامبراطور ووتسونغ (840-846) مرسوماً ملكياً يقضي بوجوب عودة الرهبان والقساوسة الى الحياة المدنية، وطرد الرهبان الاجانب من الصين.

 إلا انه رغم انحدار المسيحية كثيراً في الصين والتيبت وبين مختلف القبائل التركية المغولية، نتيجة لهذا الامر، الا انها لم تختفي نهائياً من الصين، بل عادت بعد حوالي قرنين لتنتشر بين عدة قبائل مغولية في جنوب بحيرة بايكال، حيث تحولت تلك المنطقة الى معقل كبير للمسيحية السريانية.

 ان عدم انقراض المسيحية في الصين واضح من بعض الاشارات والملاحظات في المصادر السريانية والصينية والعربية.

 فمثلاً يخبرنا شاعر ايراني في بلاط الدولة لدى نصر الثاني أحمد البخاري (913-942) بأنه سافر عبر الصين وسجّل مشاهداته هناك وانه قابل مسيحيين ورأى عدة كنائس في عدة مدن صينية.

 ونعلم بانه في عام 1093 قام البطريرك سبريشوع الثالث بتعيين المطران كوركيس لمنطقة سِستان ومن ثم نقله الى كرسي خطاي في شمال الصين.

 كما شارك في حفلة تنصيب البطريرك دنحا الاول (1265-1281) في المدائن مطرانٌ من الصين هو يوحنان مطران ابرشية هامي أو قامول.

 وفي تلك الفترة كان هنالك ثلاث كنائس نسطورية في مدينة يانغتشاوفو، وزعيم مسيحي نسطوري يدعى مار سرجيوس كان حاكماً لاقليم كيانغسو في الصين.

ونعلم بانه كان مقرباً كثيراً من الملك الصيني المغولي العظيم قوبلاي خان (1259-1292)، وفي عام 1278-1280 كان قد بنى حوالي سبعة اديرة.

 ويحدثنا المبشرون والرحالة الاوروبيون الى الصين مثل ماركو بولو عن مشاهداتهم للمسيحيين وكنائسهم هناك. وكانت المسيحية السريانية النسطورية قد وصلت الى الكثير من المناطق النائية الاخرى ايضاً مثل جزيرة سوقطرة في المحيط الهندي.

 إذ نعلم أن مطرانها المدعو قرياقس كان حاضراً في حفل تنصيب البطريرك المغولي الصينيي النسطوري ياهبالاها الثالث في بغداد عام 1282 بطريركاً عاماً على الكنيسة السريانية الشرقية.

 وصف النصب التذكاري الصينيي السرياني في سيانفو:

(قمتُ بزيارة الى الصين لأول مرة عام 1990 بحثاً عن هذا النصب الاثري السرياني لدراسته؛ وبعد جهد جهيد عثرتُ عليه في منطقة سيانفو "الفقيرة"، ووجدته مهملاً في متحف مكشوف يشبه مقبرة كبيرة جداً ولا أحد هناك يعرف قيمته فتألمتُ لذلك، لأن الشعب الايغوري الساكن في منطقة النقش مسلم وربما لا تهمه الاثار المسيحية، رغم ان معظم الايغوريين كانوا مسيحيين قبل تحولهم للاسلام. فاتصلتُ بالمسؤولين حينها لألفت نظرهم الى هذا الاثر المهم جداّ للاهتمام به.

 شاهد صورة النقش في الاسفل!)

 النصب عبارة عن حجر اسود ضخم مستطيل الشكل، ارتفاعه حوالي ثلاثة امتار، وعرضه حوالي المتر، وسماكته حوالي 30 سم. وهو من حجر كلسي اسود يُعتقد بانه اقتلع من مقلع الحجارة الشهير فو بينغسين Fu-Pinghsien. (لا زالت الصين من الدول الشهيرة في تصدير انواع الحجارة الجميلة المستعملة في البناء)

النصب منقوش على الاغلب باللغة الصينية وقليلاً بالسريانية.

وسريانية النقش هي بخط اسطرنجيلي جميل جداً.

وفي قمة النصب هنالك صليب يشبه صليب ميلابور القديم في مدينة مدراس بالهند حيث دفن مار توما الرسول.

وعلى النصب نقوش: صليب موضوع فوق غيمة وزهرة اللوتس، (ان الغيمة هي رمز الديانة الطاوية ووزهرة اللوتس رمز الديانة البوذية، وهذا يرمز الى فوقية المسيحة على هاتين الديانتين)، كما هناك أغصان شجرة.

 ومن النقش نعلم ان Alopen "ألوبن" حمل بشارة الانجيل الى تشانغم Changam. وان الامبراطور تاي تسونغ (627-650) أرسل وزيره دوكفانغ هسوان لينغ Duke-Fang Hsuan-Ling مع حرس الشرف لاستقبال الزائر الكريم. وقام الامبراطور شخصياً باستقباله عام 635، وبناء على طلبه ترجم الانجيل الى اللغة الصينية، وسمح بالتبشير في الصين.

وفي عام 638 ميلادي أصدر الامبراطور منشوراً ملكياً في تحبييذ الدين المسيحي والسماح بنشره في دولته. وبعد ثلاث سنوات صدر مرسوم يقضي ببناء دير لهذا الرجل المقدس "ألوبن" ولعشرين راهباً معه.

وقد ورد هذا الاسم مدوناً في الجزء الثالث من موسوعة كامبريدج لتاريخ الصين بصيغة "روبن" Reuben.

 أكتشفت لوحة سيانفو عام 1625 في الصين. وكانت الكنيسة النسطورية قد نصبتها هناك عام 781 في موقع اكتشافها الذي كان باحة دير نسطوري، وذلك على عهد البطريرك السرياني النسطوري حنانيشوع كما ينص، (لكن البطريرك حنانيشوع كان قد توفي قبل حوالي سنتين في بغداد عام 779 دون ان يعلم اتباعه في الصين بموته حينها).

 وقد نصب النقش ليخلّد اخبار البعثة التبشييرية السريانية لعام 635 ميلادي.

ومن المحتمل ان الجماعة المسيحية في مقاطعة سيان كانت قد خبأت هذه اللوحة وطمرتها في الارض اثناء الاضطهادات بهدف انقاذها من الدمار في القرن التاسع أو العاشر الميلادي.

 تعتبر هذه اللوحة احدى المصادر الرئيسية عن تاريخ الكنيسة النسطورية في الصين.

 عندما وصل الرحالة الايطالي الشهير ماركو بولو الى الصين عام 1279 لم يك هناك وقتذاك احد يعلم شيئاً عن هذه اللوحة.

 وحتى المؤرخ السرياني غريغوريوس ابن العبري (توفي 1286) الذي كانت تربطه علاقات طيبة مع بعض ملوك المغول وحل لديهم عدة مرات كطبيب واسقف، لم يك يعلم اي شيء عن هذه اللوحة.

 وعندما وصل خبر اكتشاف اللوحة عام 1625 الى اوروبا، خلق في الاجواء العلمية الاوروبية حينها شعوراً بالفضولية للتعرف عليها، وحمل العلماء ورجالات الكنيسة الكاثوليكية على الاهتمام بالكنائس السريانية الشرقية وتاريخا، وازدادت رغبتهم لربط هذه الكنائس تحت سلطة البابا.

كما ان اكتشافها خلق جوّاً ايجابياً لصالح المسيحية في الصين واصبح عاملاً مساعداً للمبشرين الاوروبيين، فازداد عدد الصينيين الذين اعتنقوا المسيحية.

 يبدو ان الغاية من تشييد هذا النصب الاثري كانت لارضاء فضولية زوّار الدير.

 ويتضمن نقش اللوحة معلومات عن ممتلكات الكنيسة السريانية النسطورية في الصين بين عامي 638-781، وعرضاً موجزاً لبعض العقائد المسيحية الاساسية.

ان الذي صنف هذا النقش وشيده هو راهب نسطوري يحمل اسماً صينياً تشينغ تشينغ Ching-ching، لكننا نفهم من القسم السرياني للنقش بان اسمه السرياني كان "آدم"، وبانه كان مطرفوليط (المطران الحاكم) الصين.

 أستهل نقش سيان المذكور بالجملة الصينية التالية:

 "دُوِّن من قِبل الراهب تشينغ تشينغ من الدير السرياني".

 ثم تتبعها الجملة السريانية ܐܕܡ ܩܫܝܫܐ ܘܟܘܪܐܦܝܣܩܘܦܐ ܘܦܦܫ ܕܨܝܢܣܬܢ "آدم قس ومطران صينستان (اي الصين)".

 ان الملاحظات السريانية في نهاية النقش تشير الى رجل يسمى آدم وان جد آدم الذي مات عام 781 واسمه ميليس، كان قساً في مدينة بلخ في الاقليم الفارسي طخارستان، وكان ابوه والمسمى يزدبوزيد Jazedbouzid على ما يبدو اسقفاً لمنطقة تشانغان عام 781 وهو الذي قام بتسديد تكاليف تشييد النقش المذكور (ان اسم الاقليم الفارسي "طخارستان" ورد في السريانية بصيغة ܛܚܘܪܣܬܢ بالحاء "طحارستان"، وهذا يدل على ان كاتب النقش كان يتكلم الارامية المحكية الشرقية التي تسمى السورث، والتي في احد فروعها تُلفظ الحاء خاءً).

وفي اسفل الوجه الامامي من النصب وتحت الكتابة الصينية هناك كتابة سريانية في عواميد تقرأ من اليسار الى اليمين، وهي: ܒܫܢܬ ܐܠܦ ܘܬܫܥܝܢ ܘܬܪܬܝܢ ܕܝܘ̈ܢܝܐ: ܡܪܝ ܝܙܕܒܘܙܝܕ ܩܫܝܫܐ ܘܟܘܪܐܦܣܩܘܦܐ ܕܟܘܡܕܢ ܡܕܝܢܬ ܡܠܟܘܬܐ: ܒܪ ܢܝܚ ܢܦܫܐ ܡܝܠܝܣ ܩܫܝܫܐ ܕܡܢ ܒܠܚ ܡܕܝܢܬܐ ܕܛܚܘܪܣܬܢ؛ ܐܩܝܡ ܠܘܚܐ ܗܢܐ ܕܟܐܦܐ ܕܟܬܝܒܐ ܒܗ ܡܕܒܪܢܘܬܗ ܕܦܪܘܩܢ ܘܟܪܘܙܘܬܗܘܢ ܕܐܒܗ̈ܝܢ ܕܠܘܬ ܡܠܟ̈ܐ ܕܨ̈ܝܢܝܐ؛

وترجمتها:

"في سنة 1092 يونانية (تعادل سنة 780/781 ميلادية) أقام سيدي يزدبوزيد قس ومطران العاصمة كومدان، ابن المرحوم القس ميليس من مدينة بلخ في طخارستان، وشيّد هذا النصب الحجري الذي دوّنت فيه سيرة مخلصنا وكرازة ابائنا الى الملوك الصينيين".

 (ملاحظة: ان استعمال طريقة التأريخ السرياني في النقش والمستند على اساس يوناني، إثبات على ان الذين قاموا بتشييد النصب كانوا سرياناً من الشرق الاوسط، وإلا لاستعملوا التأريخ الصيني وليس السرياني.

 تبدأ سنة التأريخ السريانية منذ عام 311/312 قبل الميلاد. وقد استمر استعمال هذا التاريخ لدى كل الطوائف السريانية لغاية بداية القرن العشرين حين استعيض عنه بالتقويم الميلادي. الا ان الكنائس السريانية المنضمة الى روما كانت قد تعلمت استعمال التقويم الميلادي من روما منذ حوالي القرنين من الزمن)

 وتتبع في النقش الاسماء التالية: الرهب لينغفاو، الشماس آدم ابن الاسقف يزدبزيد، القس والاسقف مار سركيس. وتليها الجملة السريانية:

ܓܒܪܐܝܠ ܩܫܝܫܐ ܘܐܪܟܕܝܩܘܢ ܘܪܫ ܥܕܬܐ ܕܟܘܡܕܢ ܘܕܣܪܓ

"كبرئيل، قسيس وأرخدياقون ورئيس كنيسة كمدان وسرغ".

 وعلى الجهة اليسارية من النصب وفي السطر الاول نقرأ الاسماء التالية:

مار يوحنا ’مطران‘، اسحق ’قس‘، يوئيل ’قس‘، ميخائيل ’قس‘، كوركيس ’قس‘، مهداد غوشناساب ’قس‘، مشيحاداد ’قس‘، أفريم ’قس‘، ابي ’قس‘، داويد ’قس‘، موسى ’قس‘".

وترد مجموعة اخرى من الاسماء في السطور الاخرى. وتبلغ اسماء المبشرين السريان المدونة في اسفل النصب 128 اسماً ومعظمها اسماء سريانية شرقية مسيحية صرفة.

  صورة النصب الصيني السرياني:

 الامبراطور يأمر باطلاق التسمية السريانية على الكنيسة في الصين:

ان التسمية الصينية للديانة المسيحية في النقش وردت بصيغة "التعليم السرياني المنير".

ان هذا التعبير يظهر جليا في عنوان النقش باللغة الصينية وهو "لوحة انتشار التعليم السرياني المنير في الصين" وكان هذا هو المصطلح الدارج الذي استعمله الكتاب الصينيون للدلالة على المسيحية النسطورية في الصين.

 عام 745 اصدر الامبراطور الصيني هسوان تسونغ مرسوماً ملكياً يأمر فيه بوجوب تسمية جميع الاديرة والكنائس في الصين باسم "الاديرة السريانية" بدلاً من التسمية القديمة "الاديرة الفارسية".

 ولقد أظهر هذا الامبراطور مودّة خاصة للسريان النساطرة وفضّلهم حينها على غيرهم من الاديان لانه على ما يبدو كان يستهدف نيل دعم المسيحيين في المناطق التي كان يحكمها المسلمون.

يقول نص المرسوم الملكي:

"عندما شيدتْ الاديرة سميناها في البداية "الاديرة الفارسية"، ولكي يُعرف أصل هذه الاديرة المسماة "فارسية" فاننا نسمي الان هذه الاديرة في العاصمتين "بالاديرة السريانية". ان هذه التسمية ينبغي ان تطلق على الاديرة في جميع المقاطعات والاقاليم الاخرى" .

إن اصدار هذا المرسوم الملكي جاء نتيجة لعمل الارسالية التبشيرية السريانية النسطورية التي وصلت من العراق الى تشانغان عام 744 واستقبلها الامبراطور الصيني بحفاوة.

 لقد سُميت الاديرة في البداية بالفارسية لان الكنيسة السريانية الشرقية (النسطورية) كانت تسمى ايضاً "بالكنيسة الفارسية" حيث كانت منتشرة حينها ضمن حدود الدولة الفارسية كما شاهدنا في الاجزاء الماضية من هذا المقال.

 لكن عندما احتل العرب بلاد فارس في القرن السابع وانهيار الدولة الفارسية وزولها وتحولها الى جزء من الامبراطورية العربية المسلمة، اصبح السريان المشارقة رعايا في الدولة العربية المسلمة، بعد ان كانوا من رعايا الدولة الفارسية.

وبزوال الدولة الفارسية زال الاسم الفارسي السياسي والجغرافي Toponym من الكنيسة السريانية الشرقية، لكن بقي فيها اسمها الاصلي "القومي" فقط، أي السرياني، وذلك على اسم شعبها السرياني الذي كان يشكل الغالبية الساحقة فيها.

 لذلك أمَرَ الامبراطور الصيني هسوانغ تسونغ، وربما بناء على طلب السريان، ان تسمى الكنيسة النسطورية في دولته على اسم شعبها السرياني اي "الكنيسة السريانية".

 راهب صيني يصبح بطريركاً على الكنيسة السريانية الشرقية:

 وفي نهاية القرن الثالث عشر يقع حدث فريد وهام للغاية في تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية فيحولها الى كنيسة عالمية، إذ ارتقى ولأول مرة في التاريخ راهب مغولي صيني الى الكرسي البطريركي باسم ياهبالاها الثالث (1281-1317)؛ وكان البطريرك دنحا الاول قد رسمه سابقاً مطرفوليطاً على خطاي ووانغ (أي ابرشية الصين)، وعيّن الراهب الصيني المغولي الناسك الربّان صوما زائراً عاماً للمجتمعات المسيحية في الشرق الاقصى.

 أثناء فترة بطريركيته عاصر البطريرك ياهبالاها الثالث ثمانية ملوك مغول وقام برسامة 75 مطراناً. وكان قد عهد الى صديقه الصيني المغولي الراهب الناسك الربان صوما المولود في خانبليق (خانبليق هو الاسم المغولي للعاصمة بكين) بمهة سفير، وارسله عام 1285 بمهمة دبلوماسية خطيرة ممثلاً كنيسته والدولة المغولية الى كل من القسطنطينية وروما وباريس وغيرها، حيث اجتمع الى الامبراطور البيزنطي أندريكوس الثاني (1282-1328)، وفيليب الرابع ملك فرنسا (1285-1314)، وإدوارد الاول ملك انكلترا (1239-1307)، والبابا نيكولاس الرابع (1288-1292).

 (يتبع الجزء الثامن) 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها