عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

اقرأ المزيد...

الدكتور أسعد صوما أسعد
باحث متخصص في تاريخ السريان ولغتهم وحضارتهم

ستوكهولم / السويد


تعليق على مقالتي حول تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية

090921

منذ أن بدأت بنشر اجزاء مقالتي " لمحات من تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية" اخذت تردني بعض الرسائل الالكترونية من الاخوة القرّاء، منهم  يشكرونني على المقال والموضوع ويقدمون اقتراحات مفيدة، ومنهم من طلب ان اتابع الكتابة عن تاريخ الكنيسة لغاية اليوم، ومنهم من اقترح ان اطبع هذا المقال ككتاب، ومنهم من كتب مستأذناً ان ينسخ المقال على الورق ليوزعه على اصحابه،  كما وصلتني رسالة غريبة جداً من أحد الاخوة يتهجم ويشتم ويتهمني بانني زوّرت اسم الكنيسة لأنني سميت الكنيسة "سريانية" ولم اسميها "آشورية"، ومنهم من أقترح ان يبقى المقال لفترة اطول في الصفحة الرئيسية من الموقع.

 انني اشكر كل من كتب الي، وهذا ان إن دلّ على شيء فانه يدلُ على اهتمام افراد شعبنا بمؤسسته العريقة وتاريخها، اي الكنيسة، وهذا مفرح للغاية لان تاريخنا وتراثنا المدون مرتبط بالكنيسة بشكل عضوي، وان الكنيسة كانت خلال تاريخها الطويل المحور الذي دار حوله اهتمام شعبنا ونشاطه وابداعاته الثقافية واللغوية.

 فان ارادت فرق شعبنا العديدة اليوم ان تمد يدها لبعضها لتتقارب وتعمل سوية لأجل مستقبل أفضل، فما عليها إلا اكتشاف الاصل المشترك والتاريخ والتراث المشترك، وكل هذا موجود في تاريخ الكنيسة فقط ويتمكن منه رجالات كنائسنا لكن يجهله معظم العلمانيين من السريان.

ان دراسة تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية قبل انقسامها يفيد دون شك على اظهار حقيقة التاريخ والتراث الجامع لابناء هذه الكنيسة الذين ينتمون اليوم الى ثلاث كنائس متنازعة حيث ان اعرقها حفاظاً على التقاليد القديمة اصبحت أصغرها وربما أضعفها اليوم.

لقد انهيتُ سلسلة مقالاتي حول تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية وتوقفت عند القرن الخاس عشر.

فلغاية هذا التاريخ كانت هذه الكنيسة كنيسة واحدة متحدة تحت سلطة بطريرك واحد قبل ان تنقسم على بعضها وتتحول الى كما هي عليه اليوم ثلاث كنائس مستقلة وهي:

 كنيسة المشرق القديمة (النسطورية) تحت سلطة البطريرك مار ادى، والكنيسة الكلدانية (الكاثوليكية) تحت سلطة البطريرك مار عمانوئيل دلي، وكنيسة المشرق الاشورية (النسطورية) تحت سلطة البطريرك مار دنخا.

كان هدفي من عدم الكتابة عن الكنيسة بعد القرن الخامس عشر هو إظهار بعض الجوانب الهامة من تاريخ هذه الكنيسة لما كانت واحدة، وكذلك كي يعلم الذين لا يعلمون بان آباء هذه الكنائس كانوا سابقاً عضواً واحدا قبل ان يتفرقوا.

 فعسى أن يستمد القارىء روحاً وحدوية للتعاون بين افراد هذه الكنائس مع احترام خصوصيات كل منها.

وللرد على بعض رسائل الاخوة القراء وأقتراحاتهم أقول:

1. اقترحَ البعض طباعة المقال بشكل كتاب، ان كان أحد ما او مؤسسة ما ترغب في طباعة المقال بشكل كتاب فانا مستعد لتقديمه هدية لها دون اي مقابل، وحينها سأضيف اليه كل المصادر والحواشي التي لم أذكرها في المقال.

2. البعض سأل عن المصادر. انني تعمدت ان لا أنشر مصادر البحث لأسباب منها تقنية لعدم إثقال المقال بها وتعجيز القارىء العادي وتشريد ذهنه.

3. أما عن تسمية الكنيسة ولماذا استعملنا تسمية سريان، أقول ان اسم هذه الكنيسة في الاوساط الاكاديمية المتخصصة هو "الكنيسة السريانية الشرقية". وفي الفترة التي كتبتُ عنها لم تكن الكنيسة الكلدانية قد تأسست بعد، كما لم تكن التسمية الآشورية قد ظهرت بعد.

ومن الخطأ الفادح ان نسمي الكنيسة قبل القرن الخامس عشر بالكنيسة الكلدانية أو الكنيسة الاشورية.

فبدايات الكنيسة الكلدانية هل منذ اعتناق البعض المذهب الكاثوليكي ورسامة سولاقا بطريركا كاثوليكيا عام 1553 تحت سلطة بابا روما.

 كما لا يصح تسمية هذه الكنيسة بالاشورية لأنها لم تحمل هذا الاسم خلال تاريخها، وكما يعلم جميع الاخوة بان الكنيسة "الاشورية" تبنت الاسم الاشوري قبل عدة سنوات فقط اثناء فترة رئاسة البطريرك مار دنخا الجالس سعيداً.

كما ان هذا الاسم اصبح عامل تفرقة ابعدها عن شقيقتها "كنيسة المشرق" التي احتفظت بالاسم التقليدي.

 فلا يجوز مثلاً تسمية الكنيسة في القرن العاشر "بالكنيسة الاشورية" كما لا يجوز مثلاً تسمية البطريرك السرياني النسطوري يشوعياب الثاني (القرن السابع) بالآشوري، فلو فعلنا ذلك فسنقع في خطأً زمني، لأنه في زمن يشوعياب لم يكن هناك تسمية "آشوريين".

 انما نسمي هذه الكنيسة بالاشورية منذ أن بدأت تسمي نفسها بهذا الاسم وليس قبل ذلك.

4. رسالة واحدة سلبية. لقد استغربت فعلاً من هذا الشخص الذي تهجم دون اي سبب. فهو دون شك انسان جاهل لا يعرف تاريخه وتاريخ شعبه وتاريخ تسمية كنيسته، فلو كان لديه معرفة قليلة بالتاريخ لندم عما كتب لنا.

5. سأل احد الاخوة لماذا لا يتم ابقاء المقال فترة أطول في الصفحة الرئيسية من موقع عنكاوا ليتسنى لجميع الاخوة مطالعته.

 اننا نوافق مع الاخ الذي قدم سؤاله واقتراحه، إذ لا يجوز معاملة البحوث عن شعبنا كبقية المقالات السياسية والاجتماعية، لأن البحث مفيد كلما عدنا اليه لذلك يجب ان يكون متوفراً ومرئياً امام الجميع وان يمكث في الصفحة الرئيسية لفرة أطول من بقية المقالات.

 ان تحضير اي بحث يحتاج الى الكثير من الوقت والى قراءة العديد من المراجع والمصادر، بينما قد تستغرق كتابة اية مقالة عادية حوالي نصف ساعة تقريباً.

وحدة كنائسنا:

 وفي النهاية نتمنى ان نرى وحدة لفريقي الكنيسة النسطورية وعودتهما للاصالة والتقليد المشترك، ونتمنى من ثم ان نراها متحدة مع الكنيسة الكلدانية، وان تسمي نفسها "الكنيسة السريانية الشرقية المتحدة".

 كما اننا نتمنى وحدة الكنيستين السريانية الارثوذكسية والسريانية الكاثوليكية.

 وشكراً.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها