لماذا
كان
أجداد
الكلدان
والآثوريين
يصرحون
بانهم
سريان
وآراميين
الجزء
الأول
مقدمة:
طرَحَ
غبطة
البطريرك
الكلداني
مار
لويس
ساكو
مؤخراً
مشروع
ايجاد
تسمية
واحدة
موحِدة
للكلدان
والسريان
والاثوريين
في
العراق
مقترحاً
ثلاثة
خيارات
لانتقاء
احدها
وهي:
الاسم
الآرامي،
أو
تسمية
سورايا،
او
الاسم
الثلاثي
المركب.
استغرب
الكثيرون
من
ابناء
شعبنا،
وهم
الغالبية،
وأخذهم
العجب
من
وجود
التسمية
الآرامية
بين
مقترحات
غبطة
البطريرك.
اقول
ان
هؤلاء
الاخوة
معهم
كل
الحق
في
اندهاشهم
من
التسمية
الآرامية
التي
ربما
لم
يسمعوا
بها
سابقا،َ
أو
لم
يعرفوا
عنها
الا
الشيء
اليسير.
ان
اندهاشهم
من
هذا
المقترح
ليس
بسبب
عدم
وجود
هذه
التسمية،
انما
بسبب
عدم
معرفتهم
بها
وبحقيقة
وجودها
المستمر
واستعمالها
الدائم
في
الادب
السرياني
دون
انقطاع.
ان
الكثيرين
من
ابناء
شعبنا،
وحتى
المتعلمين
منهم،
لا
يعرفون
عن
محتوى
كتب
اجداهم
وتراثهم
المدون
إلا
النزر
اليسير،
ولا
يعرفون
ماذا
كتب
اجدادهم
عن
انفسهم
وعن
انتمائهم،
لذلك
يعتقدون
"بان
التسمية
الآرامية
غريبة
عن
شعبنا".
لقد
قمتُ
بكتابة
هذه
المقال
كجواب
بسيط
للعنوان
اعلاه،
لأشرح
فيه
لماذا
كان
اجداد
الكلدان
والاثوريين
يقولون
عن
أنفسهم
سريان
وآراميين
في
كتاباتهم
المدونة
باللغة
السريانية
الفصحى
التي
انتجوها
على
مدى
العصور.
الجواب
باختصار
الكلام،
لو
جمعنا
كل
الكتابات
التي
دًوِنت
باللغة
السريانية
الفصحى،
منذ
القرن
الثاني
الميلادي
ولغاية
نهاية
القرن
التاسع
عشر،
وقمنا
بتفتيشها
صفحة
صفحة
لنعلم
ماذا
كان
كتّاب
شعبنا
على
مر
العصور
يسمون
شعبهم
ولغتهم،
لتوصلنا
الى
امر
واضح
جدا
وهو
ان
ان
النخبة
المثقفة
من
ابناء
شعبنا
على
مر
العصور
كانوا
يسمون
شعبنا
بالسرياني
ܣܘܪ̈ܝܝܐ
"سوريايى"
ويسمون
لغتنا
باللغة
السريانية
ܠܫܢܐ
ܣܘܪܝܝܐ
"لشانا
سوريايا"،
كما
انهم
كتبوا
بانهم
ينحدرون
من
الآراميين
ܐܪ̈ܡܝܐ
"آرامايى".
لذلك
نرى
في
كتابات
الكثيرين
من
كُتَّاب
شعبنا
القدماء
التعابير:
"الاراميون
هم
السريان"
ܣܘܪ̈ܝܝܐ
ܗ̇ܢܘܢ
ܐܪ̈ܡܝܐ؛
"السريان
اي
الاراميين"
ܣܘܪ̈ܝܝܐ
ܐܘܟܝܬ
ܐܪ̈ܡܝܐ؛
"السريان
الاراميون"
ܣܘܪ̈ܝܝܐ
ܐܪ̈ܡܝܐ؛
"نحن
السريان
الآراميون"
ܚܢܢ
ܣܘܪ̈ܝܝܐ
ܐܪ̈ܡܝܐ؛
"اللغة
السريانية
الآرامية"
ܠܫܢܐ
ܣܘܪܝܝܐ
ܐܪܡܝܐ
"لشانا
سوريايا
آرامايا"؛
"اللغة
السريانية
اي
الآرامية"
ܠܫܢܐ
ܣܘܪܝܝܐ
ܐܘܟܝܬ
ܐܪܡܝܐ؛
وغيرها
من
التعابير
التي
تربط
الاسمين
السرياني
والآرامي
معاً
كاسم
اثني
لهذا
الشعب
الذي
حمَّلته
الايام
الصعبة
عدة
اسماء
اخرى
فأثقلت
كاهله،
واصبحت
عبئاً
على
وحدته
المنشودة
اليوم.
لذا،
ان
تسمية
"سريان"
ليست
ملك
"طائفة
السريان"
الحالية
فقط،
بل
هي
ملك
جميع
طوائف
ومكونات
هذا
الشعب
كالكلدان
والاثوريين
والموارنة
والملكيين،
وربما
كان
اجداد
هؤلاء
اكثر
سريانية
من
باقي
السريان.
لكن
ظروف
مجرى
التاريخ
التي
تتحرك
باستمرار،
والتي
لا
يمكن
ان
يتحكم
بها
الانسان
كما
يشاء،
هي
التي
تنتج
الظواهر
وتغير
الامور
وتبدل
الاحوال
والاسماء،
فنتعجبُ
من
بعضها،
ونذم
بعضها،
ونفتخر
ببعضها
الاخر.
فاذا
كان
بعض
الاخوة
لا
يعرفون
هذه
الحقيقة
البديهية
"كوننا
جميعاً
سريان"،
فهذه
مشكلتهم
الشخصية
مع
المعرفة،
ولدّتها
لهم
الظروف
المتقلبة
والاحوال
المتبدلة.
لكن
اجدادهم
لم
يكن
لديهم
هكذا
مشكلة
بخصوص
اسمهم
السرياني،
لانهم
كانوا
يعرفون
بانهم
سريان
قومياً
وحضارياً،
وكتبوا
في
مؤلفاتهم
بانهم
سريان.
ان
الحل
البسيط
لمشكلة
هؤلاء
الاخوة
من
الكلدان
والاشوريين
الذين
فعلاً
لا
يعرفون
بانهم
"سريان"،
يكمن
في
الرجوع
الى
كتب
اجدادهم
السريانية
(وحتى
العربية)
ليقرأوا
ويروا
ان
اجدادهم
قالوا
دائما
عن
انفسهم
بانهم
"سريان"
ولغتهم
سريانية
وتراثهم
سرياني
وهويتهم
القومية
سريانية،
كما
انهم
وضعوا
اسمهم
الآرامي
جنبا
الى
جنب
اسمهم
السرياني.
فاذا
كان
اجدادي
واجدادك
واجداده
قالوا
عن
نفسهم
"سريان"
و
"آراميين"
فلماذا
نخجل
انا
انت
من
هذا
الانتماء،
ولماذا
نحاول
ان
نغلّط
اجدادنا
ونقاطعهم
ونتمرد
عليهم
وعلى
هويتهم
التي
كانت
مبعث
فخرهم؟
لمصلحة
من
هي
ثورة
الجهل
هذه
التي
يقودها
البعض
ضد
كتابات
الاجداد
والاباء
وانتمائهم
السرياني؟
عندما
يسال
الشخص
الكلداني
أو
الاشوري
بقوله
كيف
يكون
هذا
وأنا
منذ
ان
ولدتُ
وكبرتُ
اعرف
بانني
"كلداني"
او
"اشوري"
او
"ماروني"؟
اقول
له،
نعم
انتَ
محق
ايها
الاخ
الحبيب.
ان
سؤالك
بمكانه.
لكن
لا
تعتقد
ابداً
بان
"ما
لا
تعرفه
ليس
موجوداً"،
ولا
تعتقد
ابداً
بان
"ما
تعرفه
هو
عين
الحقيقة
قبل
ان
تتحرى
عن
الحقيقة"؛
وتيقن
بان
"ما
تعرفه
هو
اقل
بكثير
مما
لا
تعرفه".
فدعنا
نستفيد
من
خبرات
ومعارف
بعضنا
البعض
وان
نسلط
الانوار
على
ما
لا
نعرفه
لتزداد
معرفتنا
به،
"ولا
ترفض
ابدا
الامر
الذي
لا
تعرفه،
ولا
تكرهه"،
"لأن
ما
تجهله
قد
يكون
هو
الحقيقة
الضائعة
منك
أو
المحجوبة
عنك"،
لكن
ابدأ
اولاً
بالبحث
للتعرف
على
ما
لا
تعرفه،
وعندما
تجده
وتتعرف
عليه،
خذ
قرارك
حينها
برفضه
او
بقبوله.
لكن
إن
قبلته
فيجب
ان
تعلم
لماذا
قبلته،
وان
رفضته
فيجب
ايضا
ان
تعلم
لماذا
رفضته.
سنحاول
في
الاجزاء
القادمة
ان
نغوص
في
بعض
جوانب
التاريخ
لنقرأه
معاً،
ونستشف
منه
كيف
جرى
التحول
من
المراحل
القديمة
الى
المرحلة
السريانية
في
المنطقة
البابلية
في
وسط
العراق
والكلدانية
في
جنوبه
والاشورية
في
شماله
بعد
سقوط
دولهم
الشهيرة.
وسنسلط
الضوء
على
صفحات
التاريخ
السريانية
التي
يجهلها
الكثير
من
ابناء
شعبنا،
لنرى
كيف
ان
اجداد
شعبنا
العراقي
كانوا
يقولون
عن
نفسهم
بانهم
"سريان"
و
"آراميين"
بفخر
واعتزاز
على
مدى
القرون.
انتهى
هذا
الجزء
الذي
هو
مقدمة
الموضوع
ويتبع
الجزء
الثاني
قريباَ |